قبضت بكل قوتي على ملابس جدي، كمن يتمسك بخيط حياة واهن.
ارتبك إيم دايسنغ، ثم قال بصعوبة:
“مولاي، ما سبب رغبتك المفاجئة في أخذ هذه الطفلة؟”
“لقد بلغني أن الطفلة شديدة الذكاء. أريد أن أجعلها ابنة بالتبني، لأعلمها بنفسي وأربيها على أكمل وجه. لماذا؟ ألست أهلًا للثقة؟”
تنهد باك آنسونغ بفتور، كمن ضاق ذرعًا بالنقاش.
فأجاب إيم دايسنغ بهدوء وهو ينحني قليلًا:
“نعم، أعلم جيدًا أنك مهتم برعاية أصحاب المواهب. غير أن والدة هذه الطفلة هنا. ولو جرى تبنيها، فسيكون الأمر بمثابة فراق أبدي. إن شئت أن تدعمها وتكفلها، فذلك ممكن، أما أن تُقطع رابطة الدم المقدسة بهذه السهولة… فذلك لا يليق.”
“رابطة الدم؟!”
قهقه باك آنسونغ قهقهة ساخرة، كأنه أدرك الكذب.
“صحيح. معك حق. كيف يمكن أن يُستهان برابطة كهذه؟”
“إذن…”
“لكن، أخبرني، من هي أمها؟ أود أن أرى وجهها.”
“ماذا…!”
نظر باك آنسونغ بازدراء نحو الخدم المرتجفين.
ولم يجد إيم دايسنغ بُدًّا من الإشارة إليهم.
فتقدمت أونيوني بخطى مترددة، ثم سجدت حتى الأرض.
“أنا… أنا أونيوني، والدة هذه الطفلة يا مولاي.”
“حقًا؟ أنتِ أمها الحقيقية؟”
“ن-نعم… هذا صحيح.”
“وهل لكِ زوج؟”
“ذلك….”
ارتجفت عينا أونيوني بعنف. عضّت على شفتيها، ثم كذبت مرتجلة:
“في الحقيقة… فقدتُ زوجي بسبب مرض ألمّ به.”
“هذا حسن.”
“ماذا؟!”
“هكذا نوفر على أنفسنا عناء البحث مرتين.”
شوووخ!
ساد صمت مروّع.
لم يستطع أحد أن ينطق بكلمة، فقد وقع ما لا يُصدق.
طقطق… طقطق…
كان سيف ضخم قد اخترق صدر أونيوني وظهرها، والدم يتدفق بلا توقف إلى الأرض.
“كه… كهههك…!”
شهقت أونيوني متقيئة دمها، والعيون حولها متسعة غير مصدقة ما يجري.
وسحب حارس باك آنسونغ سيفه دون تردد، فسقط جسدها ميتًا على الأرض كقطعة حجر.
“آآآااه…!”
صرخت زوجة إيم هيونشيك بأعلى صوتها، لكنها سُرعان ما كُممت بيد زوجها.
“همممف…! هههممم…!”
كانت أنفاسها تتقطع وكأنها أصيبت بفرط التنفس، بالكاد قادرة على الشهيق والزفير.
وعلى أطراف عينيها المحمرتين، كانت الدموع تنهمر بلا توقف.
“ما الذي تفعله بحق السماء، يا مولاي؟!”
في تلك اللحظة، اندفع إيم هيونشيك، الذي وصل متأخرًا على عجل، واحتضنني بين ذراعيه.
فششاك-!
نظر إلينا باك آنسونغ، ثم استل سيفه بيده مباشرة.
“هيا.”
كان الدم ما يزال متناثرًا على خده، لكنه أخذ يجول في الغرفة بخطوات وادعة، بينما صدح صوته الأجش منخفضًا:
“لقد سألتُ السماء للتو، واستجبتُ لما أوحته إليّ.”
“…….”
“ماذا تقولون؟ أتجرؤون على معارضة إرادة السماء؟”
عندها لم يتمالك إيم هيونشيك نفسه، فارتسم الغضب على وجهه المحمر وهو يهتف:
“سأذهب حالًا إلى دار القضاء لأبلغ بما اقترفت! أيها الوغد الوقح…!”
لكن خطاه، التي كانت تهمّ بالاندفاع نحوه، توقفت فجأة.
فقد وُجهت شفره باردة نحو عنقه.
إنه الحارس الذي قتل أونيوني.
‘لم أرَ حتى لحظة تحركه… إنه مقاتل في غاية البراعة.’
ابتلعت ريقي بصعوبة وأنا ما أزال في حضن إيم هيونشيك.
لقد خبرت في حياتي السابقة الكثير من الأقوياء وواجهتهم مرارًا، لذا كنت أعلم يقينًا…
أنه لا أحد في هذا المكان قادر على مجاراة ذلك المحارب.
ارتعشت أصابعي بخفة دون أن أشعر.
‘اللعنة….’
مهما حاولت التماسك، فإن عقل هذا الجسد الصغير لم يستطع كبح الرعب.
وفي تلك اللحظة.
هبّ الجد، إيم دايسنغ، من مقعده بسرعة مدهشة، واندفع نحونا.
بووم!
دفع ابنه إيم هيونشيك بعنف إلى الوراء، ثم وقف بجسده حاجزًا بيننا وبين المحارب.
“أبي…!”
تلعثم إيم هيونشيك مذهولًا، بينما التفت الجد إليّ بسرعة وانتزعني من بين ذراعيه، واحتضنني بحزم.
“خذها معك!”
“……!”
“أما هذا الجاهل، الابن الأكبر الذي لم يدرك عظمة قصد مولانا، فأرجو منك أن تترفق به.”
طَخ!
ركع إيم دايسنغ على ركبتيه دون تردد أمام باك آنسونغ.
لقد طرح جبهته على الأرض الباردة في خضوع كامل، غير عابئ بكرامة النبلاء التي تبخرت تمامًا في تلك اللحظة، فقط ليحمي أسرته.
‘جدي….’
“…….”
نظر إليّ للحظة قصيرة، ثم انهمرت دموع حارّة من عينيه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 30"