أمسكت بالكوب بكلتا يديّ وشربت جرعة صغيرة، بينما كنت أراقبه خلسة.
‘يجب ألا أغفل للحظة.’
صحيح أنه ما زال طفلًا، لكن الذي يجلس أمامي هو عبقري يظهر مرة واحدة في القرن.
‘بل وأكثر من ذلك… إنه شخص قاسٍ قادر على مواجهة أبيه نفسه إذا كان ذلك في سبيل القضية.’
في القصة الأصلية، كان يضع الخطط العبقرية وينفذها واحدة تلو الأخرى.
وكنت أذكر كم كانت جميعها مثيرة للدهشة بشكل لا يُصدق.
‘لو أدرك أنني اقتربت منه متعمدة، فسينتهي كل شيء. يجب أن أبدو غير مؤذية تمامًا.’
بمعنى آخر، لا يجب أن أستهين به فقط لأنه يبتسم لي الآن.
كان باك دوهيول يتكئ على العمود، يقرأ كتابًا.
كان يقلّب الصفحات بتركيز… وكان منظره أشبه ما يكون بطفلٍ يشارك في إعلان تجاري.
‘كلما رأيته أكثر، ازداد وسامته كطفل!’
تنهّدت بدهشة قصيرة، ثم تسللت بخفة إلى جانبه.
فقد كنت متشوقة لمعرفة ما الذي يقرأه.
وحين اقتربت أكثر، التفت قليلًا وهو يقلب الصفحة وسألني بلا اكتراث:
“لماذا؟”
“أونغ؟”
“هل أنتِ فضولية بشأن هذا؟”
“أونغ!”
“الأطفال ليس عليهم أن يعرفوا هذه الأمور.”
“فوفوهاك!”
لم أتمالك نفسي وانفجرت ضاحكة.
فالحقيقة أن باك دوهيول بدا في تلك اللحظة أكثر طفولية من أي طفل آخر!
‘آه يا هذا… في النهاية تبقى مجرد طفل!’
باك دوهيول رفع عينيه عن الكتاب ونظر إليّ مبتسمًا بخفة.
“ما هذا، لماذا تضحكين أيتها الصغيرة؟”
ربما لأن الأجواء خفّت قليلًا.
فتحت عينيّ على اتساعهما، وحدّقت به وأنا أردد:
“لماذا تضحك أيها الصغير؟!”
“لماذا تقليدينني فجأة؟ هل تعنين أنني صغير أيضًا؟”
“أووونغ؟ يعني صغير؟”
“أشعر وكأني أنا الذي يُسخر منه هنا.”
أمال باك دوهيول رأسه نافيًا، ثم دفع الكتاب نحوي برفق.
“تريدين أن تريه؟”
كانت هناك أحرف صينية، إلى جانب صورة سفينة ضخمة.
‘ما هذا؟ يشبه السلحفاة… كأنه سفينة السلاحف؟’
وبينما كنت امال رأسي متسائلة، قال باك دوهيول عرضًا:
“هذا كتاب كتبته بنفسي.”
“!”
“يشبه كتب فنون الحرب… أكتب فيه عن الأسلحة أو السفن الحربية التي أظن أنها ستكون مفيدة في المعارك. وكذلك أضع فيه التكتيكات التي تخطر في بالي. وأحيانًا أطور تلك الأفكار المكتوبة إلى خطط أعظم.”
“…….”
“آه، آسف. لا تفهمينني، أليس كذلك؟ لا بد أنك لا تدرين ما الذي أقوله لطفلة صغيرة مثلك.”
لا، لقد فهمت أكثر مما ينبغي، حتى أن رأسي صار مزدحمًا بالأفكار.
تطلعت إلى كتاب الحرب بعينين متصلبتين، وكل ما خطر في ذهني كان الزعيم فقط.
‘إن لم يكن هذا موجودًا… فهل أستطيع على الأقل تأخير الوقت الذي تُهدَّد فيه حياة الزعيم؟’
ارتجفت أطراف أصابعي من التوتر، فسارعت لأقبض يدي بقوة.
‘تحمّلي الآن. استمري في الحديث، وراقبي الفرص بعناية.’
أمالتُ رأسي ببراءة طفولية.
“أنتَ… كتبت هذا؟”
“هاها، نعم.”
“وأنت تكتب هذا… هل تستمتع؟”
في تلك اللحظة، ارتعشت عينا باك دوهيول قليلًا. ولم أفوت الفرصة.
“هذا من أجل ماذا بالضبط؟”
كنت قد تذكرت، وأنا أعي أن هذا مجرد عالم داخل رواية، التفاصيل الدقيقة من القصة الأصلية.
وأنا أعرف تمامًا ما الذي قاله لاحقًا نادمًا.
[‘حين أفكر في الأمر الآن، لم أشعر يومًا بالسعادة وأنا أكتب كتاب الحرب وأبتكر الخطط.’]
[‘كنت أعرف أن والدي أراد استخدام هذا الكتاب ليقتل الأبرياء. وكنت أعرف أيضًا أنني لن أستطيع أن أخالف إرادة والدي. لذلك… كان الأمر مؤلمًا جدًا بالنسبة لي.’]
[‘لأنني كنت أتعلم وأصوغ فنون الحرب كي أنقذ الآخرين وأحميهم.’]
نعم، هذا ما ورد بوضوح. ما زلت أتذكره جيدًا.
‘لذلك، رجاءً… أدرك الآن يا باك دوهيول. لا فيما بعد، بل الآن.’
دعوت بحرارة.
دعوت أن يفهم منذ اللحظة أن هذا خطأ، وأنه ليس ما يريده حقًا.
“لم أفكر… في ذلك من قبل.”
لكن باك دوهيول أجاب بفتور بعد صمت قصير. تجمد وجهه ببرود.
وساد بيننا صمت غامض.
‘آه… ماذا أقول؟ وكيف؟’
بدأت أشعر بصداع وأنا أعض شفتي.
ففي حياتي السابقة والحالية على السواء، لم ألتقِ أبدًا بشخص يوجّهني نحو الطريق الصحيح أو يسعى لإسعادي.
لذا لم يكن غريبًا أنني لم أعرف كيف يمكن أن تصل النصيحة إلى قلب طفل.
‘انتظري… كان هناك شخص واحد.’
فجأة خطر شخص في بالي.
قبضت يدي بقوة، وأدرت رأسي نحو باك دوهيول.
“اسمع، أوبا.”
“هاه؟”
“أبي… قال إنني طفلة مميزة.”
“أنت طفلة مميزة.”
كانت تلك كلمات الزعيم حين أرسلني إلى هذا المكان.
صحيح أنه لم يكن والدي الحقيقي، لكن تلك الجملة… كانت أعمق كلمة لامست قلبي على الإطلاق.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات