وبما أن له سوابق معي حين وبخته سابقاً، كان دوفيل ينتفض كلما علت نبرتي.
“على أي حال، الأمر لم يعد من شأننا. لنعد سريعاً إلى الزعيم.”
لكن غاون أطلق صفيراً لا مبالياً، ثم استدار وغادر بلا اكتراث.
أما دوفيل، فظل متردداً قليلاً، ألقى عليّ نظرة خاطفة قبل أن يمشي ببطء مبتعداً.
أغمضت عيني بقوة-!
وبعد أن تركوني وحدي، أغمضت عينيّ بإحكام.
‘آه… كلما فكرت في الأمر، زاد غضبي. ذلك الثعبان اللعين كان هو من أطلقه!’
ظل وجه غاون الوسيم يلوح في ذاكرتي وكأنه يسخر مني.
تبا… كان عليّ على الأقل أن أضربه على رأسه ضربة قوية! أطلقت أنفاسي بغضب شديد.
‘لكن… ربما كان من حسن حظي أن أترك المخبأ. وجود شخص يكرهني لهذه الدرجة هناك، يعني أن خروجي كان أفضل ما حدث لي!’
ازدادت قناعتي بالفكرة.
‘هكذا إذاً… انتهت علاقتي مع قطاع الطرق نهائياً.’
الموت المفاجئ الذي واجهته.
ثم استيقاظي الغريب كطفلة في الجبال بين قطاع الطرق وما تبعه من أحداث كثيرة…
لكن الآن…!
شهقت بعمق، أملأت صدري بالهواء البارد.
“واااااااااااااااااااااا!!!”
ثم أطلقتها صرخة بكاء عالية، أفرغت فيها كل مشاعري.
راجية أن ألتقي من الآن فصاعداً بعائلة حقيقية، لا مجرمين… وأن أعيش حياتي كإنسانة عادية!
خطوات-!
ربما كان بكائي عالياً، إذ سمعت وقع خطوات سريعة داخل البيت.
ثم فجأة انفتح الباب بعنف.
“يا إلهي! ما هذا؟!”
“إنها… إنها طفلة!”
“يا إلهي، من أين جاءت هذه الصغيرة؟ أين والداها؟!”
“أسرعوا وأخبروا السيد والسيدة! حالاً!”
حتى لو كان قد انهار، فإن بيت النبلاء يبقى بيت نبلاء.
كان عدد غير قليل من الخدم ينظرون إليّ وهم يثيرون جلبة صاخبة.
وهكذا، وأنا في أحضانهم، دخلتُ أخيرًا إلى داخل بيتي الجديد!
“يا إلهي، ما كل هذا!”
“يا للعجب، ما هذا المال الكثير؟ إنه على شكل رُزم!”
“ولِمَ كل هذه الملابس للأطفال؟!”
“حتى رسائل؟ لا يعقل، أهذه طفلة متروكة؟”
وبينما كنت أتوتر وأنا أستمع إلى الأحاديث المتبادلة من حولي، انفتح باب جناح النساء على مصراعيه.
وإذ بسيدة البيت، التي اجتازت اختبار قطاع الطرق، تخرج مسرعة وقد تفاجأت لدرجة أنها ركضت حافية القدمين.
“توقفوا عن هذه الجلبة وهاتوا الطفلة إلى هنا. جسدها بارد.”
أسرعتُ بالارتماء في أحضانها، وأغمضت عينَيّ الكبيرتين وأنا أرمش برفق.
‘ألم يقولوا إنها امرأة مصابة بمرضٍ خطير لا يمكنها إنجاب الأطفال…؟’
تذكرت كيف أن الزعيم ودوفيل وغاون، الثلاثة، قد أنهكوا أنفسهم في التفكير بشأنها.
‘نعم. إذن لتكن أنتِ من تختارني!’
ابتسمتُ لها ابتسامة مشرقة!
وفي داخلي كنت أتمتم: ‘أسرعي بالوقوع في سحر براءتي القاتلة!’
“يا للعجب. صغيرتي، هل تبتسمين لي حقًا؟”
ابتسمت السيدة، التي كانت تفوح منها رائحة العطر، في وجهي، وأخذت تمسح بخفة على أنفي الصغير.
بين ذراعيها الدافئتين شعرت ببعض الطمأنينة وأغمضت عينيّ أخيرًا.
“أنتِ طفلة مميزة.”
ورغم ذلك، لم أستطع طرد كلمات الزعيم الأخيرة التي ما زالت تطنّ في ذهني.
***
بعد ذلك، ظننت أن كل شيء سيسير بسلاسة.
إلى أن سمعت القرار الحازم من والد إيم هيونشيك، إيم دايسنغ.
“لا يمكن إدخال هذه الطفلة إلى السجل العائلي.”
“لماذا يا والدي؟!”
جلس العجوز ذو الشعر الأبيض في صدر المجلس، تحيط به هيبة يصعب الاقتراب منها، يبعث في الأجواء جوًا من الرصانة والذكاء.
وعلى الرغم من تقدمه في العمر، كان بصره لامعًا، ممتلئًا بعزم وإيمان لا يتزعزعان.
ألقى فجأة نظرة نحو زوجة ابنه الجالسة إلى جواره وسألها:
“وأنتِ، هل رأيكِ مثل رأيي؟”
“نعم، يا والدي. لا أعلم من أرسل هذه الطفلة، لكنهم وضعوا معها كل هذا المال، وكأنهم يتوسلون إلينا أن نستقبلها كأحد أفراد العائلة… فلا شك أن هناك ظرفًا قاهرًا. كيف لنا ألا نساعد؟! ثم إن هذا المال وحده يكفي لأن تعيش عائلتنا، وإن لم يكن كما في الماضي، فبقدر من الراحة على الأقل لعامٍ كامل. إن كان الأمر من أجل مصلحة العائلة أيضًا، فإدخال هذه الطفلة إلى السجل العائلي…”
“وهل يوجد إنسان بلا ظرف قاهر؟”
“والدي…!”
“نحن نعيش في زمن بائس. في كل يوم يموت الكثير من الأطفال أو يُتركون مهملين. ومع أننا لا نقدر حتى على إنقاذ أولئك الأطفال، تريدون أن ندخل هذه الطفلة إلى سجل العائلة مقابل المال؟! إنني أفهم ألم وقلق من تركوه، لكن الأمر لا يجوز. ليس فقط لأنه يزعزع أساس دايهو (الدولة)، بل لأنه يخلق سابقة خطيرة لشراء العائلة بالمال.”
حينها فقط فهمت.
ـ “إيم هيونشيك وزوجته سيصرّان حتمًا على تبنّيها. لكن والده، إيم دايسنغ، رجل عنيد. إنه يولي مكانة الطبقات الاجتماعية أهمية قصوى، ويعتبر أسس البلاد فوق كل شيء. لذا، بعيدًا عن عاطفة الشفقة، قد يرفض إدخال الطفلة إلى سجل العائلة.”
“إذن ما الذي ينبغي علينا فعله، زعيم؟ هل سيكون من الأفضل البحث عن عائلة أخرى؟”
“لا. برأيي، لا يوجد في دايهو حاليًا الكثير ممن يملكون شخصية نبيلة كهؤلاء. وحتى لو كان الأمر مجرد احتمال، وإن رفض إدخال الطفلة إلى السجل، فإنه سيجد حتمًا طريقة أخرى لرعايتها.” –
حينها أدركت لماذا قال الزعيم تلك الكلمات…!
لا بد أنه وضع مثل هذا الموقف في الحسبان. ومع ذلك، كان سبب إرساله لي واضحًا.
ـ”في كل الأحوال، سيكون العيش هنا أفضل من الحياة في مخبأ الجبل. لو بقيت معنا، لكان عليها أن تقضي عمرها كله هاربة مطاردة.”ـ
صحيح. كان محقًا…
لكن… ماذا سيحدث لي الآن؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 23"