The possessed villainess does not want a divorce - 91
هزَّ لاكي ذيله وهو يئنُّ وكأنه فهم الكلام وراح يلوم الجمل الأسود.
“أعطني إياه. سأقترب منه، لذا لا تقلقي. اصعدي بسرعة. سننطلق قريبًا.”
نقل ليام لاكي من بين ذراعي مونيكا إلى حضنه.
شعرت مونيكا بعدم الارتياح من الوضع الغريب الذي آل إليه الأمر، لكنها امتثلت لمساعدة بول وركبت الجمل الأسود.
“تمهّلي. اجلسي على السرج الموضوع بين سنامي الجمل.”
وبمجرد أن استندت تمامًا إلى الجمل وجلست بشكل مستقر، سألها بول بنظرة متحمسة:
“ما رأيك؟ أليس مريحًا؟”
رغم شعورها بعدم الارتياح الداخلي، إلا أنها وجدت نفسها جالسة وكأنها على أريكة ناعمة، فهزّت رأسها بالموافقة.
وبعد أن تأكد ليام من إجابة مونيكا، ركب الجمل وهو يحتضن لاكي.
أمسك بول بزمام الجملين وسار بهما إلى الأمام.
“مونيكا!”
سمعت صوتًا قريبًا يناديها، فرأت تايلور تلوّح لها وهي راكب على جمل أسود مشابه.
وقبل أن ترفع يدها لتحيّيه، لمحت خلفه أسين.
كان ليام أول من رأى أسين، فتقدم منه ليشكره قائلًا:
“أشكرك على مراعاتك لراحة زوجتي.”
نطق كلمة “زوجتي” بوضوح وبنبرة مشددة، ثم انحنى قليلًا.
تبعته مونيكا، وانحنت هي الأخرى لتقديم الشكر.
تبادل الاثنان نظرات حادّة، فأدركت مونيكا مدى تشابه عينيه السوداوين بعيني وحش بريّ، مستعدة دائمًا للانقضاض على أسين.
أما أسين، فردّ بلا مبالاة:
“لا يمكنني تجاهل موفدٍ قادم من دولة عظمى.”
كان يتحدث وكأنه أمر عادي، لكنه ركّز نظره على مونيكا.
وعلى عكس نظرات ليام الحادّة، كانت عيناه الرماديتان تتوهجّان بلطف، وكأنهما تحاولان ابتلاعها.
تقدّمت تايلور لتشكره قائلةً:
“أشكركَ على اهتمامكَ. إنها شخصٌ عزيزٌ علي.”
“لا داعي للشكر.”
تجاهل أسين نظرات ليام، وأمسك بالزمام وهو يسير إلى الأمام، ما جعل الأجواء تزداد توترًا.
حاولت مونيكا الاقتراب من ليام لتحدثه، لكن الجمل الأسود تبع أسين تلقائيًا، وكأنه اعتاد السير خلفه.
رأت لاكي للحظة، فتذكرت كلبًا صغيرًا متروكًا لوحده، فتملكها القلق.
رفعت رأسها لتنظر إلى ليام، لكنها وجدته بملامح جامدة خالية من أي تعبير.
همس لها تايلور بصوت هادئ:
“مونيكا، ماذا هناك؟ هل حدث شيء؟”
“لا، لا شيء.”
“هل تشعرين بعدم الارتياح فوق الجمل الأسود؟”
“بل هو مريح.”
“أليس كذلك؟ تفاجأتُ أنا أيضًا. لم أكن أتخيل أن هناك جمالًا بهذه الراحة. على أي حال، أخبرنا الأمير أسين عن خط سيرنا القادم.”
“تقصد عند وصولنا إلى الشرق؟”
“نعم. قال إننا سنصل في وقت متأخر من الليل، لذا فإن السلطان سيقيم مأدبة في اليوم التالي.”
توقّفن عن الحديث، لكنها أرسلت لها نظرات تعني أن المأدبة ستكون اللحظة المناسبة لتنفيذ خطتهم.
أدركت قصدها، فأومأت برأسها برفق. ربما لن تسنح لهم فرصة أخرى، مما جعلها تشعر بتوترٍ شديد وخوفٍ من الفشل.
لمحت تايلور ارتباكها، فحاولت طمأنتها:
“لا داعي للقلق، مونيكا. لقد أدّيتِ دوركِ ببراعة حتى الآن. حاولي أن ترتاحي حتى نصل.”
تبادل كلاهما النظرات مجددًا وهزّا رأسيهما بتفاهم.
لكن فجأة، شعرت مونيكا بضيق في التنفس، وكأن شيئًا كان يحاول إحكام قبضته على قلبها، وكأن هناك تغييرًا كبيرًا على وشك الحدوث. لاحظ ليام التغير في وجهها، فأسرع نحوها قلقًا.
“مونيكا!”
وفي اللحظة نفسها، قفز لاكي من بين يديه نحوها.
حاول الجمل الأسود التخلص منه، فراح يهتز بعنف، مما جعل جسد مونيكا يتمايل على السرج.
مدّت يدها بلا وعي، محاوِلة الإمساك باللجام، لكنها أمسكت بذيل لاكي بدلًا من ذلك.
“آه، آه، آه!”
في لمح البصر، اختل توازنها وانحرفت بجسدها نحو الأرض.
فجأة، انحلَّ السرج المثبّت بين سنامي الجمل، فاصطدم برأسها وسقطت بقوة على الرمال.
“مونيكا!”
ركض ليام إليها بقلقٍ شديد، وانحنى ليفحص حالتها.
شعرت بألمٍ حادٍّ ينتشر من ركبتها اليمنى إلى فخذها، فتمسّكت بذراعه وقالت بصوت متقطع:
“آه… ليام… ساقي… اليمنى تؤلمني…”
كانت الرؤية مشوشة بسبب الرمال، لكنها سمعت صوت تايلور تصرخ طالبةً المساعدة معالجٍ سريعًا.
شعرت بيد ليام الدافئة فوق رأسها، فأحست بحرارة لطيفة تتغلغل في أعماقها، تصل إلى زوايا قلبها التي حاولت دومًا إخفاءها.
شعرت بالدفء يغمرها تمامًا…
لكن فجأة، بدأت حرارة يده تتلاشى ببطء…
“لا… لا!”
سعت بكل ما أوتيت من قوة للإمساك بيده الدافئة التي كانت تبتعد.
حاولت مد يدها للإمساك بتلك اليد التي كانت تبتعد عن عينيها وقلبها.
صرخت بكل قوتها، ترجوه ألّا يذهب.
بذلت آخر ما تبقى لها من طاقة.
“مونيكا! مونيكا!”
صرخ ليام منادياً اسمها.
في تلك اللحظة، سالت دماء دافئة وحمراء فوق يده.
هرع المعالج مقتربًا بفزع ليتفحص حالة مونيكا، ثم قال بتردد وقلق:
“تعرضت لإصابة في الجانب الأيمن من رأسها، ويبدو أن عظم ساقها قد كُسر أيضًا. آه… يا للمصيبة!”
لم يكن المعالج وحده من شعر بالحيرة، بل حتى ليام نفسه لم يكن يعرف كيف يتصرف.
كان الحجر السحري الأحمر يحتوي على مانا العلاج الداخلية فقط.
أما لعلاج الجروح الخارجية، فقد كان الحجر الأزرق ضروريًا، لكن ليام لم يحضره بسبب مرضه القلبي الخلقي، الذي جعله يحمل معه ثلاثة أحجار حمراء فقط.
لم يكن ليتخيل أبدًا أن مونيكا ستصاب بهذه الطريقة.
“عالِجها.”
أمرتهُ تايلور بصوت صارم بصفتها قائدة البعثة.
كان يأمر المعالج بمعالجة مونيكا، رغم أن الأولوية عادة في الصحراء تكون لعلاج الفرسان.
تلعثم المعالج قائلاً:
“جـ… جلالتكِ، الحقيقة أن إصاباتها الداخلية يمكن معالجتها باستخدام مانا الشفاء الحمراء، طالما أن لاكي بجانبها.
لكن المشكلة تكمن في الجروح الخارجية. لقد استنفدت مانا الشفاء بالأمس في علاج الفرسان.”
“عالِجها قدر ما تستطيع!”
استجاب المعالج لأمر تايلور الحازم، واستخدم كل ما تبقى لديه من مانا الشفاء لمعالجة الجرح في رأس مونيكا.
بدأ الجرح العميق على جانب رأسها يلتئم ببطء حتى توقف النزيف تمامًا.
تنفس المعالج بصعوبة وكأنه يختنق، ثم قال:
“هذا كل ما يمكنني فعله اليوم. سأتمكن من علاجها مرة أخرى غدًا. النزيف ليس حادًا، لذا إن استلقت للراحة، فستستعيد وعيها بسرعة…”
لكن المشكلة كانت أن المكان الذي يقفون فيه لم يكن سوى صحراء قاحلة.
“سأصحبها إلى القصر على الفور.
يمكنني اختصار الوقت إلى الثلث إذا أسرعت باستخدام الجمل الأسود.”
تحدث أسين فجأة.
“سأذهب معها.”
قال ليام بحزم، وهو يحتضن مونيكا بين ذراعيه بقوة.
“ذلك مستحيل.”
تحدث أسين مجددًا.
“الجمل الذي تمتطيه، أيها الدوق، لن يتمكن من اللحاق بجملي الأسود.”
حاولت تايلور إعطاء جملها الأسود لليام، لكن أسين سرعان ما استوعب الوضع، فتحدث مجددًا قائلاً:
“ماذا لو ضللت الطريق أثناء محاولتك اللحاق بي؟
هذه هي المرة الأولى لك في الصحراء، أليس كذلك؟
الجمل الذي أمتطيه هو الأسرع في مملكة الشرق؟
لم يحاول أحد من قبل اللحاق به.”
“سألحق بك.”
قال ليام بإصرار.
“كن منطقيًا، أيها الدوق.
عندما يحل الظلام قريبًا، سيكون من المستحيل تعقب الجمل الأسود وسط العتمة.”
أدار ليام رأسه قليلاً لينظر إلى بول وشون، وكأنه يسعى لتأكيد صحة كلام أسين.
قال بول بتردد:
“أيها الدوق، في مملكة الشرق، من يمتطون الجمل الأسود لا يتنقلون عادةً في مجموعات، بل يتحركون بمفردهم.”
عندها حاولت تايلور إقناع ليام:
“عليك أن تتركها للأمير أسين الآن.”
لكن ليام تشبث بمونيكا، ورفض تركها.
عندها، انحنت تايلور قليلًا نحو ليام وقالت بنبرة جادة:
“ما خطبك؟ هل تريد أن تموت مونيكا؟
إيصالها إلى القصر في أسرع وقت ممكن هو السبيل الوحيد لإنقاذها.
أنت تدركُ ذلك جيدًا.”
في تلك الأثناء، اقترب أسين من ليام، وانحنى قليلاً مستعدًا ليتلقف مونيكا بين ذراعيه.
همست تايلور مجددًا في أذن ليام بنبرة استعجال:
“سنتجه مباشرة إلى القصر دون توقف، لذا أسرع!
مونيكا شخص عزيز عليّ أيضًا.”
نظر ليام إلى وجه مونيكا الشاحب بين ذراعيه.
كان يده ترتجف بينما مسح خدها بحذر، كما لو كان يلامس زجاجًا هشًا.
ربما لا يستطيع منعها من العودة إلى عالمها الأصلي، لكن لا يمكنه السماح لرجل آخر بأن يأخذها.
خصوصًا إن كان ذلك الرجل هو من أساء معاملتها في عالمها الأصلي.
ضغط ليام على أسنانه بقوة، حتى سُمع صوت احتكاكها ببعضها.
قال بصوت منخفض، وكأنه يخاطب مونيكا فقط:
“انتظريني، سأصل قريبًا.”
ثم، وببطء شديد، بدأ يتركها من بين ذراعيه.
لكن فجأة، فكّ الشريط الذي كان يربط شعرها وربطه حول معصمه بسرعة.
كان أسين مستعدًا لاستلام مونيكا بين ذراعيه، لكنه توقف للحظة عندما رأى تصرف ليام الغريب.
سأله بسخرية:
“هل جننتَ؟”
أجابه ليام ببرود:
“هذا مجرد وسم.”
“ماذا؟”
“إنه علامة تثبت أنها لي.”
شعر أسين برغبة شديدة في انتزاع الشريط الذي كان مربوطًا حول معصم مونيكا المتراخي.
“قالوا إنك مبتذل، لكنك في الواقع شخص بائس أيضًا.”
اجتاحته موجة غير مبررة من الغضب تجاه ليام، الذي كان يتصرف وكأن مونيكا ملكهُ.
(ميري: هاذي زوجته يا مريض )
دون تفكير، مدّ أسين يده للإمساك بالشريط وفكه، لكن ليام أمسك يده بخشونة.
قال ليام بنبرة حازمة:
“ستبحث عنه لاحقًا. إنها تحبه كثيرًا.”
في تلك اللحظة، تدخلت تايلور بينهما، دون أن تدرك التوتر الحاد بينهما.
قالت بأسلوب جاد:
“أرجو أن تعتني بها.
وأيضًا، لاكي هو مخلوق سحري من رتبة منخفضة، لكنه بحاجة للبقاء إلى جانب مونيكا، لذا خذه معك.”
ببطء شديد، ترك ليام مونيكا أخيرًا من بين ذراعيه.
مدّ أسين يده فورًا ليتلقفها، واحتضنها بين ذراعيه.
قفز لاكي مباشرة إلى حضن مونيكا أيضًا.
أومأت تايلور برأسها، ثم قالت لأسين:
“لا تقلق، هناك أطباء في القصر.”
حمل أسين مونيكا ولاكي بسهولة، ثم صعد إلى ظهر الجمل الأسود.
لكن الجمل بدأ يتململ، رافضًا وجود لاكي على ظهره.
ربت أسين على جنبه بلطف وقال بصوت هادئ:
“هوو… هوو…”
هدأ الجمل فورًا بعد أن فهم أوامر صاحبه.
ضم أسين مونيكا ولاكي إلى صدره بإحكام، ثم أمسك باللجام.
“هيا!”
بمجرد
أن أعطى أمرًا للجمل الأسود، انطلق بسرعة الريح، متوغلًا في الصحراء.
وقف ليام في مكانه، يحدق في الأفق حيث اختفى أسين مع مونيكا.
لو كان يعلم أن الأمر سينتهي هكذا، لما قبل الجمل الأسود منذ البداية.
اجتاحه إحساس عميق بالحب، لكنه لم يكن يعرف كيف يمسك بهذه السراب الذي كان مونيكا وهي تختفي بين يدين شخص أخر.