The possessed villainess does not want a divorce - 87
احتاجت تايلور إلى بعض الوقت لإعادة ترتيب أفكارها المعقدة وجعلها أكثر وضوحًا.
وبما أن الطعام قد أُعد في الوقت المناسب، فقد قررت استغلال العشاء لكسب المزيد من الوقت.
وفي الوقت نفسه، لم تستطع مونيكا أن تبعد نظرها عن أسين. لم يكن ذلك انجذابًا إليه، بل لأن مظهره كان مطابقًا تمامًا لحبيبها السابق، لدرجة جعلتها تشك في عينيها.
‘هل يمكن أن يكون هذا تجسيدًا؟ لا، هل انتقل عبر الأبعاد إلى هذا المكان؟’
لم تستطع مجرد سؤاله مباشرة، مما جعلها تشعر بالضيق.
‘ماذا لو كان أسين هو بالفعل كانغ سيو؟’
لم تكن تتخيل أبدًا أنها قد تلتقي بحبيبها السابق في هذا العالم، خاصةً ذلك الحبيب الذي أنهى علاقتهما من طرف واحد دون سابق إنذار.
‘لقد أحببته كثيرًا…’
فهل عليها اعتبار هذا أسوأ موقف يمكن أن تتعرض له؟
أم ينبغي لها أن تكون سعيدة لأنها وجدت شخصًا يشاركها ذات الذكريات؟
كان شعورها بالحيرة يزداد، ولم تستطع التركيز على الحديث الدائر بين تايلور وأسِين. شيئًا فشيئًا، بدأ وجهها يفقد لونه، وحتى شهيتها تلاشت تمامًا.
وبشكل لا إرادي، أمسكت بيد ليام بقوة.
كانت ذكرياتها، الحلوة منها والمرة، تجتاحها بعنف، ولم تجد سوى الإمساك بشيء ما لتحافظ على توازنها.
نظر ليام، الجالس بجانبها، إلى وجهها بقلق.
ثم وضع يده الأخرى فوق يدها الممسكة به وربّت عليها بلطف، وكأنه يخبرها أن كل شيء سيكون على ما يرام.
عندما رفعت مونيكا رأسها ببطء، التقت عيناها بعيني ليام، الذي كان يحدق بها بقلق واضح، وكأنه أدرك مدى اضطرابها.
لكن، لسبب ما، زاد ذلك من توترها أكثر.
كان عليها أن تخبر ليام ذات يوم عن سبب كتابتها للرواية، ولماذا كان هو الشخصية الرئيسية فيها.
كان عليها أن تعترف بمشاعرها تجاهه، وتشرح له لماذا تخشى قول ذلك بصوت عالٍ.
لكنها لم تكن تريد أن تفعل ذلك.
كلما زاد رغبتها في الحديث، زاد خوفها من أن يعرف ليام عن ماضيها المؤلم.
أرادت إخفاء الأمر إلى الأبد.
حاولت مونيكا تجاهل نظرات ليام القلقة، وبذلت جهدها لاستعادة تعابير وجهها الطبيعية.
‘ليس الآن… لا أريد أن أتكلم بعد.’
وفي اللحظة التي فتح فيها ليام فمه ليطرح سؤالًا، قاطعه أسين وهو يرفع عيدان طعام خشبية قائلًا:
“هذه تُسمى عيدان الطعام.”
أمسك بها بيد واحدة بمهارة، وبدأ في شرح طريقة استخدامها ببطء.
بينما كانت عيناه الرماديتان، العميقتان والمغرِيتان، تراقبان مونيكا بنظرة ساحرة.
تمامًا كما كان يفعل كانغ سيو عندما همس لها ذات يوم بكلمات الحب.
“جربيها.”
مرة أخرى، وجدت نفسها تحدق في وجهه وكأنها مسحورة.
رأى أسين تعابيرها، فابتسم بزاوية فمه، كأنه يستمتع بالموقف.
لكن أسلوبه، ونبرة صوته، وحتى تعابير وجهه، لم تكن مجرد تصرفات مهذبة، بل كانت تنطوي على شيء أكثر دفئًا، وربما… أكثر جرأة.
عندما حاولت مونيكا أن تتظاهر بالهدوء ومدّت يدها لأخذ عيدان الطعام التي قدمها لها أسين، كان ليام أسرع منها وأخذها أولًا.
“يبدو أن زوجتي ليست على ما يرام.”
قالها ليام بنبرة هادئة خالية من المشاعر، لكنها حملت في طياتها شيئًا من الاستياء.
“ليام…”
اقترب منها أكثر، ووضع يده على ظهرها، وهمس في أذنها:
“أنا أشعر بالغيرة، سو جونغ.”
عندها فقط أدركت مونيكا أنها كانت تنظر إلى أسين طوال الوقت، مما جعل وجهها يحمر خجلًا.
ثم جاءه صوته مرة أخرى، خافتًا لكنه واضح:
“هل كان كذبًا عندما قلت إنني رجل أحلامك؟ أم أن معاييرك قد تغيّرت؟”
لم تستطع الإجابة.
كانت على وشك قول شيء، لكنها عضت شفتها، مما جعل تعابير ليام تزداد تصلبًا.
لم تعد تحتمل هذا الجو المشحون، فنهضت من مكانها ببطء وقالت:
“أشعر بالصداع. سأذهب للراحة قليلًا في الخيمة، ثم أعود إلى العشاء لاحقًا.”
وغادرت المكان بسرعة، متجهة إلى الخيمة، ولم تمر سوى لحظات حتى تبعها ليام إلى الداخل.
أصبحت الأجواء في الخيمة أكثر توترًا، حيث أصبحا وحدهما دون وجود أي شخص آخر.
خشيت مونيكا أن يسألها ليام عن أسين، فقررت أن تتحدث أولًا.
“ليام، كل ما في الأمر أنني أشعر بالتعب وأحتاج إلى الراحة لبعض الوقت. كما أن عليّ إطعام لاكي.”
ساد الصمت للحظات، ثم سألها ليام بهدوء:
“سو جونغ، هل تعرفين الأمير أسين؟ كنتِ تحدقين به طوال الوقت.”
“إنه فقط… يشبه تمامًا شخصًا كنت أعرفه في عالمي.”
“فقط صديق؟”
“نعم، مجرد صديق. ليام، لا أريد الحديث عن هذا الآن.”
“لماذا؟”
لم يكن ليام من النوع الذي يضغط عليها، لكنه شعر بشيء غريب هذه المرة، فلم يستطع التوقف عن السؤال.
كان يعلم، بشكل غريزي، أن شعوره بالغيرة هذه المرة مختلف عن أي شيء شعر به من قبل.
وربما لهذا السبب، كان يصرّ على معرفة الحقيقة.
“أجيبي، هل كان صديقًا تحبينه؟”
“ليام، أنا لا أسألك عن كل أصدقائك واحدًا تلو الآخر، أليس كذلك؟ فلماذا تستمر في سؤالي رغم أنني أخبرتك أنني لا أريد الحديث؟ لقد كان مجرد صديق.”
“وما مدى خصوصية هذا الصديق؟”
أخذ ليام يضغط على الجرح الذي أرادت مونيكا إخفاءه، مما جعلها تفقد أعصابها وتصرخ في وجهه:
“كان حبيبي! وكان يومًا ما الرجل الذي أحببته! وأنا في حيرة من أمري، هل تدرك ذلك؟ رؤية شخص لم أكتبه في روايتي يظهر فجأة أمامي… لا يعني أنك تساعدني أنني مضطرة لإخبارك بكل شيء!”
بمجرد أن أنهت كلامها، تغير وجه ليام تمامًا، وأصبح جامدًا بلا تعابير.
ثم ظهرت في عينيه نظرة مؤلمة، قبل أن يسألها بصوت خافت لكنه مليء بالمرارة:
“لأنني سأرحل على أي حال؟ لهذا ترين أنه لا داعي لإخباري؟”
لم تعد مونيكا ترغب في الاستمرار في هذا الحديث، فنهضت بسرعة.
إذا لم تغادر الآن، فربما تنطق بالحقيقة كاملة، وذلك آخر شيء تريده.
كانت هناك أشياء مخجلة للغاية في ماضيها، ولم ترد أن يعرفها ليام أبدًا.
غادرت الخيمة مسرعة، عائدة إلى العشاء، محاوِلة تهدئة نفسها.
ولحسن الحظ، لم يلحق بها ليام على الفور.
لم تشعر بالراحة أو بالأسى لذلك، لكنها فوجئت بظهور أسين أمامها فجأة.
في اللحظة التي بدأ عقلها يستعيد تركيزه، صدح صوت الموسيقى العالية في أذنيها.
يبدو أن العشاء قد تحوّل إلى حفلة رقص.
مدّ أسين يده نحوها وسأل:
“هل ستمنحينني شرف هذه الرقصة، دوقة؟”
“أنا… أنا…”
قبل أن تكمل جملتها، دوّت التصفيقات والهتافات حولها.
كان الحاضرون ينظرون إليها برجاء، وكأنهم يتوسلون إليها أن تقبل دعوة الأمير.
لكن… ماذا سيحدث لو رفضت طلب أمير مملكة الشرق أمام هذا العدد الكبير من الناس؟
مجرد التفكير في الأمر كان يشعرها بالغثيان. عضت على أسنانها بإحكام وأمسكت بيده.
عندها فقط، ابتسم أسين برضا وأمسك بيدها، ليقودها نحو وسط الساحة حيث يتوهج اللهب، وبدأ يرقص معها برفق.
“في المرة القادمة، يجب أن أطلب منكِ رقصة في قاعة الاحتفالات.”
قال أسين بنبرة راضية، لكن مونيكا كانت تبحث عن ليام بين الحشود بينما تتحرك معه.
‘عندما ينتهي الرقص، سأعود إلى ليام وأخبره أنني لم أستطع رفض أسين حين طلب مني الرقص فجأة.’
لسبب ما، شعرت بعدم استقرار عاطفي أكثر من أي وقت مضى.
حاولت أن تفكر في طريقة تخفي بها اضطرابها، وفي الوقت نفسه، توضح له الموقف بدقة أكبر.
عندما تغيرت الموسيقى فجأة، استغلت الفرصة وسحبت يدها بسرعة من يد أسين، متجهة نحو المكان الذي أُعدت فيه مأدبة العشاء.
من المفترض أن يكون ليام هناك مع تايلور وريو في هذه اللحظة.
تعالت مجددًا الهتافات والتصفيق من خلفها، بينما رفع أسين كأسه ليشرب نخبًا مع فرسانه والعمال المحيطين به.
“مونيكا، يبدو أنكِ بخير الآن، حتى أنكِ رقصتِ مع الأمير.”
قالت تايلور بمزاح عندما اقتربت مونيكا منهم.
لكنها لم ترد، بل جلست بهدوء بجانب ليام، ونظرت إليه بحذر لتفحص تعابير وجهه.
كان وجهه جامدًا تمامًا، شفتيه مشدودتين في خط مستقيم، ولم يُظهر أي مشاعر.
لم يكن ذلك طبيعيًا، مما جعل مونيكا تشعر بالارتباك. أمسكت عيدان الطعام أمامها وبدأت تطعن بها قطعة اللحم بلا هدف.
بعد فترة وجيزة، وُضعت أمامها طبق يحوي قطعًا صغيرة من اللحم، مقطعة بعناية لتكون سهلة الأكل.
لم تكن بحاجة للنظر لتعرف من فعل ذلك.
رفعت رأسها ببطء نحو ليام، وحاولت فتح فمها لتقول بصوت خافت:
“ليام… لم أستطع… رفضه…”
قبل أن تكمل، قاطعتها تايلور متسائلة:
“مونيكا، نفكر في تغيير المكان لمناقشة الأمر بشكل جدي. هل هذا مناسب لكِ؟”
أومأت برأسها، وعندها فقط، نهض ليام من مقعده بهدوء وقال:
“سأذهب أولًا لاستكشاف المكان وانتظاركم هناك.”
“افعل ذلكَ، أيها الدوق.”
حاولت مونيكا مد يدها للإمساك بيده، لكنها كانت بطيئة جدًا، فلم تتمكن من الإمساك به. تابعت ظهره بنظراتها بينما كان يستدير مبتعدًا.
أرادت اللحاق به فورًا، لتوضيح الأمر قبل أن يساء فهمها.
لكنها سمعت مجددًا صوت تايلور، وكأنها كانت تشير إليها للتركيز على الوضع الحالي.
هذا الوضع غير العادل كان يؤلمها بشدة، وكأن معدتها تعاني تقلصات مؤلمة.
“مونيكا، برأيي أن الأمير أسين يطمع في عرش السلطان، ويبدو أنه بحاجة إلى أموال لدعم طموحه السياسي.”
“ماذا؟ إذن، هل هو…”
توقفت مونيكا قبل أن تكمل كلمة “خائن”.
“لا، لا، ليس الأمر كذلك.”
وضعت تايلور يدها على رأسها، وكأنها تلوم نفسها على تهور مشاعرها.
“أقصد أنه يسعى للحصول على لقب ولي العهد. ما زال عرش الشرق بلا وريث رسمي.”
“قد يكون الأمر كذلك.”
أومأت مونيكا برأسها، وكأنها بدأت تفهم.
لكنها لم تستطع تجاهل الألم الذي شعرت به في قلبها، وكأن شيئًا ما كان يخنقها.
لم يكن ألمًا جسديًا، بل كان خليطًا من القلق والخوف الذي شدّ وثاقها بالكامل.
مثل حشرة عالقة في شبكة عنكبوت، لم تستطع فعل شيء.
لكن تايلور لم تلحظ ذلك، واستمرت في الحديث ببطء:
“مونيكا، أفكر في تحويل الأرباح التي جناها ليارت من تجارة مربى الفراولة لدعم هذا المشروع. لقد حقق نجاحًا كبيرًا. علينا إنجاح هذه المهمة بأي ثمن، وإلا فلن ننجو.”
رغبت مونيكا في النجاة أكثر من أي شخص آخر، لكن سماع هذه الكلمات من فم تايلور جعلها تشعر أن هذا العبء لم يكن عليها وحدها.
ففي حالة تايلور، لم يكن الأمر مجرد خوف وقلق، بل كان هناك شعور أعمق بالحزن.
تمنت مونيكا ألا تصبح تايلور شخصًا تعيسًا، ثم استجمعت نفسها وأجابت بجدية:
“لكن، إلى متى يتوقع الأمير أسين أن ندعمه بالأموال السياسية؟”
“هممم…”
غرقت تايلور في التفكير للحظة.
إذا كان أسين يطلب تمويلًا غير محدد المدة حتى يتم إعلانه وريثًا للسلطان، فسيكون ذلك مشكلة كبيرة.
تنهدت مونيكا بعمق، ثم قالت رأيها:
“لنوافق على إرسال دعم مالي لمرة واحدة، بشرط أن يزودنا بمعلومات مفيدة. وبعدها، يمكننا إعادة التفاوض وفقًا للظروف.”
“أجل، هذا منطقي. على أي حال، لا الإمبراطورة ولا تيودورو يمكنهما تمويله بمبالغ خيالية. إلا إذا أصبح تيودورو الإمبراطور.”
“نعم.”
“إذن، لننهض الآن.”
أومأت مونيكا، محاولة دفع مشاعرها المعقدة إلى زاوية عقلها. لا شيء أكثر أهمية الآن من هذه الصفقة مع أسين.
وقفت تايلور، وتبعها كل من ليو ومونيكا.
قادهم ليو نحو الخيمة التي ينتظرهم فيها أسين.
في منتصف الطريق، ظهر ليام في مجال رؤيتهم، واقفًا بالقرب من خيمة يستخدمها فرسان الشرق. لا شك أن أسين كان بانت
ظارهم هناك.
مع اقترابهم من ليام، شعرت مونيكا بأن كلماتها السابقة لا تزال عالقة في ذهنها، لذا نظرت سريعًا إلى وجهه.
لكنه ظل بلا تعابير.
في تلك اللحظة، شعرت وكأن كتلة من الماء علقت في حلقها، مما جعل صدرها يضيق وتشعر بالغثيان.
أرادت قول شيء له، أي شيء، لكن الكلمات لم تخرج.