The possessed villainess does not want a divorce - 85
“هل قلت إن اسمك دينو؟ ماذا توزع على أعضاء البعثة؟”
“إنه ملح بلا لون ولا طعم. عند إضافته إلى الطعام ، يمنع الفساد ويبقيه صالحًا للأكل لفترة طويلة. أحضرته في زجاجات صغيرة يسهل حملها، حتى يتمكنوا من تجربته عند توفر الفرصة. ألم تطلب صاحبة السمو الإمبراطوري إثبات فائدته؟ إن وزعتهُ على كثير من الناس، فلابد أن أحدهم سيجربه يومًا ما.”
تحدثت تايلور مره اخرى وكانها تجد الأمر ممتعًا
“هل جاء توأمك، تور، معك أيضًا؟”
“تور مجنون! لقد انطلق إلى الصحراء ليبرهن صحة مزاعمه بشأن السجاد الطائر، لكنني لست مجنونًا، لذا خذ هذه الزجاجة وجربها بنفسك.”
“لا بأس في التوزيع، لكن لا تعطل طريقنا. ولا يجوز أن تجبر من يرفضها على أخذها. عليك إقناعهم بها.”
قالت تايلور ذلك ببرود، ثم استدار مبتعدًا.
في مكان قريب، كانت مونيكا تراقب دينو والزجاجة باهتمام. بدا شخصًا طبيعيًا جدًا، بعيدًا عن أي جنون، وكان صادقًا في عرضه.
دون أن تشعر، وجدت نفسها غير قادرة على تجاهله، فمدت يدها نحوه.
نظر دينو إلى يد مونيكا بسرعة، وسرعان ما أعطاها الزجاجة قائلاً:
“شكرًا لكِ! شكرًا جزيلاً!”
“سأجربها، وسأخبرك بالنتيجة عند عودتي إلى البلاد.”
“حقًا؟!”
في تلك اللحظة، توجهت كل الأنظار نحو دينو ومونيكا.
خرج المعالج من خلفهم بسرعة ليوقفها، قائلًا:
“دوقة، هل ستجربين محتوى تلك الزجاجة دون معرفة مكوناتها؟ إذا أصابك تسمم في الصحراء أو أصبتِ بحمى شديدة، فسيكون الأمر خطيرًا للغاية!”
“لم أصب بأي اضطراب في المعدة من قبل! ولم أعانِ من الحمى أيضًا! لقد جربته بنفسي عدة مرات وأعلم أنه آمن.”
كان دينو يحاول إقناعهم بشدة. هل كان ذلك بسبب شدة رغبته؟ بدا مظهره بائسًا للغاية.
كانت مونيكا على وشك الرد على المعالج، لكنها لاحظت أولًا نظرات القلق في عيني ليام.
تحدثت إلى المعالج، لكن عينيها كانت موجهة نحو ليام.
“لن أستخدمه الآن، لذا لا تقلق.”
بمجرد أن سمع دينو ذلك، ركض بسرعة نحوها وانحنى احترامًا.
“شكرًا لكِ!”
كرر انحناءه عدة مرات تعبيرًا عن امتنانه.
في تلك اللحظة، اقترب تايلور بابتسامة مشرقة وقال:
“مونيكا.”
“نعم؟”
“فجأة تذكرت شيئًا… أحيانًا أعتقد أنكِ ساحرة تحقق الأمنيات.”
“ماذا تعني؟”
“لا شيء، مجرد شعور.”
بعد أن قالت ذلك، قادت تايلور البعثة مجددًا إلى الأمام.
رغم أن دينو تسبب في تأخيرهم قليلًا، ولكن ، استأنفت البعثة مسيرتها عبر الصحراء.
* * *
مرّ يومان منذ أن بدأوا السير في الصحراء. خلال هذا الوقت، بدأ الفرسان يشعرون بالإرهاق تدريجيًا.
كان شون، الذي يقود الطريق، يتحدث بحذر.
“صاحبة السمو، أعتقد أنه من الأفضل عدم إشعال النيران مساء اليوم.”
“هل هناك سبب لذلك؟”
“إن صقري لا يتوقف عن الصياح، وهذا يجعلني أعتقد أن هناك قطاع طرق في الجوار. سمعت من قبل أن قطاع الطرق يختبئون في الصحراء بالقرب من الحدود الشرقية.”
نظر تايلور إلى صقر شون، الذي كان يرفرف في السماء ويطلق صرخاته.
عند سماع ذلك، تذكر أن الصقر لم يكن بهذا القلق منذ أن بدأوا رحلتهم في الصحراء.
أومأ تايلور برأسه بتفكير عميق.
“قطاع طرق… فجأة؟”
لم يسمع من قبل عن أي حادثة مماثلة أثناء قيادة ثيودور للبعثة، لذا وجد الأمر محيرًا للغاية.
في وقت متأخر من الليل، عندما كانت الرياح الصحراوية تهب بقوة، استلقت البعثة بشكل دائري حول الجمال.
“ليو.”
“نعم.”
“لنتوخَّ الحذر. اجعل الحراس يتناوبون في المراقبة. أما أنت يا دوق أورساي، فاحرص على حماية شون، ومروض الجمال بول، والمعالج، ومونيكا.”
“نعم، لكن ماذا يحدث بالضبط؟”
سأل ليام بصوت يحمل توترًا وقلقًا.
أوضح له تايلور ما قاله شون، وربط ذلك بمحاولة الماركيز أندريه اغتياله.
“لذا، علينا أن نبقى على حذر. لا يمكننا العودة بعد أن قطعنا كل هذه المسافة، أليس كذلك؟”
بعد أن قال ذلك، جلس تايلور بالقرب من ليو، وبدأ الفرسان والعمال في البحث عن أماكن قريبة للاستلقاء.
في وقت متأخر من الليل، اجتاحت الصحراء موجة غامضة من القلق مع هبوب الرياح.
نظرت مونيكا إلى الظلام الممتد أمامها.
كانت الرياح أقوى من الليلة الماضية، تجرف الرمال، وتشكل التلال ثم تعيد بعثرتها.
“مونيكا، ماذا هناك؟”
اقترب ليام منها وهمس وكأنه يخشى أن يسمعه أحد.
“لا أعلمَ… لدي شعور بأن شيئًا ما على وشك الحدوث.”
“بصراحة، أشعر بشيءٍ غريب أيضًا.”
نظر ليام للحظة نحو الصحراء المظلمة التي كانت تحدق فيها، ثم مد يده وتابع حديثه.
“ما رأيك أن تمسكي بيدي الليلة؟ قد يبدو كلامي سخيفًا، لكن لا شيء يبعث على الطمأنينة مثل دفء الإنسان.”
حدقت في يده الممتدة نحوها.
في ظروف أخرى، ربما كانت ستمازحه قائلة:
“هل تحاول إغرائي مرة أخرى؟”
أو
“أليس هذا أعترافًا واضحًا للغاية؟”
لكن الليلة، كانت تشعر بعدم الارتياح حقًا، وكانت بحاجة إلى دفئه.
أرادت أن تطمئن نفسها بأنها ليست وحيدة.
بهدوء، وضعت يدها فوق يده.
كانت الأيدي المتشابكة دافئة للغاية.
نظر ليام مباشرة إلى عينيها، وكأنه فهم ما يدور في داخلها، وقال بصوت هادئ:
“أنا أؤمن أنه لا شيء يمكن فعله في هذا العالم بمفردنا. لذا، على الأقل خلال هذه الرحلة، اعتمدي علي.”
كما يذوب الثلج تحت أشعة الشمس، تسرب دفء كلماته إلى قلبها، وبدأ قلقها يهدأ ببطءٍ.
كأنها سحر، شعرت بعقلها وقلبها يخبرانها بنفس الشـيء:
“لسـتِ وحدكِ.”
عندما استلقيا معًا على الرمال، بدا صوت الرياح العاتية وكأنه صوت الأمواج القادمة من البحر.
هدير منتظم، يشبه صوت الموج المتكرر.
ربما، كما قال دينو، كانت هذه الصحراء بحرًا في زمن قديم.
دفء يده المتشابكة مع يدها جعلها تشعر بالراحة، فأغلقت عينيها ببطء.
في الصباح الباكر، عاد القلق إليها مجددًا.
ألقت نظرة حولها، لكن المشهد كان كما هو بالأمس.
الفرسان والعمال كانوا يستعدون للرحيل، وتايلور كان في المقدمة، يتحدث مع شون وليو.
في السماء، كان صقر شون يطلق صرخاته المعتادة، لكن بدا وكأنه أكثر ضجيجًا من ذي قبل.
“إذا كان الجميع مستعدًا، فلننطلق!”
ارتفع صوت ليو القوي، وبدأت الجمال في التحرك.
كان ليام يسير بجانب مونيكا، ملاصقًا لها.
قالت وهي تنظر إلى الرياح المحملة بالرمال:
“ليام، أعتقد أن الرياح اليوم أقوى من الأمس.”
“تحملي قليلًا. تبقى اليوم وغدًا، و سنصل إلى مملكة الشرق.”
أومأت برأسها، وتساءلت كيف ستكون تلك المملكة.
‘هل ستكون مثل كوريا أو الصين، بثقافة شرقية مماثلة؟’
بدأت ترسم صورة لها في مخيلتها.
وووش!
مر نصف النهار تقريبًا، واشتدت العاصفة الرملية.
كادت الرياح أن تقتلع حجابها، لكن ليام أمسك به في اللحظة الأخيرة.
“شكرًا لك.”
استعادت الحجاب منه وحاولت أن تنظر إلى الأمام.
عندها، رأت مجموعة من الرجال على ظهور الجمال تقترب من البعثة.
أمسك الفرسان بسيوفهم فورًا، إذ جعلت العاصفة الرملية الرؤية صعبة، مما زاد من توترهم.
وعندما هدأت العاصفة قليلًا، تجلت أمامهم مجموعة من الرجال يرتدون ثيابًا فضفاضة وخفيفة، تبدو كأنها مصممة لتحمل قسوة الصحراء، وكأنهم مشهد حي خرج للتو من شاشة التلفاز.
تقدم ليو بسرعة ليحمي تايلور، بينما تحرك الفرسان للحراسة.
كانت البعثة كلها في حالة تأهب، تحدق في الرجال بحذر.
تقدم أحدهم، وكان يرتدي زيًا رماديًا، يمسك بلجام جمله برشاقة واتزان.
حتى من بعيد، بدت عليه ملامح النبل والسلطة.
بدأت ملامحه تتضح تدريجيًا.
عندها، رفعت مونيكا يدها إلى شفتيها بصدمة، وهمست باسمه.
“سِيو…”
خرج الاسم من فمها كأنها لم تكن تدرك أنها نطقت به.
كيف يمكن أن ترى “كانغ سيو” في ملامح هذا الرجل الغريب؟
كانغ سيو، ذلك الرجل ذو الشعر البني الداكن، والعينين بلا جفون مزدوجة، والأنف المستقيم.
كان يمتلك ابتسامة آسرة، مزيجًا بين البراءة والجاذبية، وكانت تلك الابتسامة أكثر ما تحبه فيه.
كيف يمكن أن يكون هنا؟
شعرت وكأن الزمن توقف، وحدقت به دون وعي.
عندما سمع الرجل صوتها، تحول نظره من تايلور إلى مونيكا.
التقت عيناهما، وتشابكت نظراتهما.
لم يشيح أي منهما ببصره.
ساد جو غامض بينهما.
شعر ليام بشيء غير طبيعي، واقترب منها أكثر، ممسكًا بيدها فجأة.
التفتت إليه باندهاش، وعندما رآى الارتباك في عينيها، سألها بقلق:
“مونيكا، من هذا؟ هل تعرفينه؟”
“لا… لا، لا أعرفه.”
عندها فقط، أدار الرجل نظره عنها ونظر مجددًا إلى تايلور.
قالت تايلور بحذر، وعينيها مليئتان بالريبة:
“نحن بعثة دبلوماسية من الإمبراطورية العظمى متوجهون إلى مملكة الشرق. إن كنت تعترض طريقنا، فاعلم أن مملكتينا لن تسكتا عن ذلك.”
اقترب الرجل أكثر وسأل بصوت هادئ:
“أأنتِ من تقودين هذه البعثة؟”
أجابت بجدية:
“الأميرة تايلور بايريس، قائدة البعثة الدبلوماسية للإمبراطورية العظمى. أفصح عن هويتك فورًا، وإلا…”
قبل أن تنهي كلامها، استل ليو سيفه وحذر الرجل بلهجة صارمة.
لكن قبل أن يتحرك، انحنى الرجل قليلًا باحترام وقال:
“لقد تحملتم عناء السفر حتى مملكة الشرق. أنا سعيد لاستقبالكم. اسمي سيد أسين الابن الثاني للسلطان. لقد جئت لحراستكم، فلا داعي للقلق.”
رفع رأسه بابتسامة ساحرة، ثم أدار وجهه قليلًا ونظر إلى مونيكا مجددًا، متفحصًا إياها للحظة.
مرة أخرى، تلاقت أعينهما.
شعرت مونيكا بتوتر شديد، وبلعت ريقها.
الآن فقط أدركت أن عينيه كانتا رماديتين.
عندما لاحظ أنها تراقبه، رفع زاوية فمه بابتسامة ماكرة.
ثم وجه كلامه إلى تايلور وسأل بنبرة هادئة:
“سمعت أن الماركيز أندريه كان من المفترض أن يكون هنا. أين هو؟”
ردت تايلور بلباقة، لكنها توقفت للحظة قبل أن تهمس إليه بخفوت:
“هل أرسلتك جلالة الإمبراطورة؟”
استنتجت أن من أُرسل لملاقاة البعثة لا بد أن يكون له صلة بالإمبراطورة.