The possessed villainess does not want a divorce - 101
وقَفَ ليام بجانب مونيكا وهو يُتمتم لنفسه بصوتٍ خافت:
“الآن يجب أن أشعر بالغيرة حتى من امرأة… يا لها من مفارقة.”
“ماذا؟ أتشعر بالغيرة من امرأة، يا ليام؟”
“أجل، تلكَ المرأة، قائدة فرسان . لا أفهم لماذا تستمر في النظر إليكِ وتبتسم. ظننتُ أنّني سأرتاح بعد أن علمتُ أنّ الأمير أسين ليس في العاصمة، لكن يبدو أنّ هناكَ من يتربّص بكِ في غيابه.”
“ليام، ما الذي تعنيه بذلك؟”
ضحكت مونيكا بخفّة وهي تجيبه بنبرة تطلب منه التوقّف:
“هيّا بنا ننطلق إلى الصحراء. هناكَ على الأقل سأتمكّن من احتكاركِ دونَ أن يزعجني أحد، لذا أنا متحمّس للوصول إليها.”
بدأ الجمل يتحرّك ببطء إلى الأمام. في تلكَ اللحظة، ظهر خادمٌ يركض مسرعًا من بعيد، حاملاً رسالة مختومة بختم السلطان، وهو يتّجه نحو وفد السفراء العظام.
“الدوقة أورساي! الدوقة أورساي! سيدتي! انتظري لحظة!”
التفت الجميع نحو مصدر الصوت، فرأوا الخادم يركض نحو مونيكا.
“أمرني السلطان بتسليم هذا. آه، هاه… هاه…”
كان الخادم يلهث بشدّة من فرط الركض، حتى أنّه توقّف ليلتقط أنفاسه. ثمّ مدّ يده وسلّم الرسالة إلى مونيكا.
أمالت مونيكا رأسها متعجّبة. لم يذكر السلطان شيئًا عندما ودّعته آخر مرّة، فما الذي يعنيه هذا الخطاب المفاجئ؟
“هذا غريب بعض الشيء.”
فتحت الرسالة بسرعة لتتفقّد محتواها. كانت ثلاث كلمات قصيرة مكتوبة على التوالي:
〈عيون سوداء، امرأة، شعر وردي〉
قرأتها مونيكا بعينيها مرّة، ثمّ نطقتها بفمها مرّتين. لم تكن بحاجة إلى تفكير عميق لتعرف معناها.
“نبوءة عن الوباء!”
عيون سوداء، امرأة، شعر وردي.
كرّرتها بشفتيها مرّة أخرى. فجأة، خطرت في بالها شخصيّة واحدة، وفي اللحظة نفسها شعرت بألم يعتصر قلبها.
ربّما لأنّها اكتشفت دليلاً عن الوباء، شعرت بذلك الألم في قلبها.
“آه!”
كأنّ مطرقة حديديّة ضربت رأسها. صرخت كلّ حواسها باسم واحد:
“أنجيلا.”
إنّها هي! من كان ليظنّ أنّها ستكون من ينشر الوباء؟
نعم، عندما تفكّر في سلوك أنجيلا، كان هناكَ شيء غريب بالفعل.
لقد قالت الكونتيسة بينسل بوضوح إنّ الدموع تجفّ لدى الهجناء، لكن عندما زارتها أنجيلا وتظاهرت بالبكاء، كانت دموعها تسيل حقًّا.
كان الأمر نفسه خلال مهرجان الصيد.
عندما سمعت أنّ الهجين لا يملكون غددًا دمعيّة، شعرت بشيء غريب حينها، لكنّها دفنت تلكَ الفكرة في زاوية من عقلها.
في النهاية، طردتها من دار الدوق، لكنّها لم تتوقّع أن تُضرب من الخلف بهذه الطريقة!
“أووه…”
ابتلعت الألم في حلقها وضمّت لَكي بقوّة.
“ما الذي حدث؟”
لاحظ ليام تغيّر تعابير مونيكا على الفور، فاقترب منها وسألها بقلق.
“آه، لا شيء. أنا بخير.”
شعرت مونيكا فجأة أنّ ألم القلب يتلاشى أسرع ممّا كان عليه في السابق.
“مهلاً؟ ما الذي يحدث؟”
شعرت بنبض قلبها يعود إلى طبيعته، فتذكّرت اللحظة الأولى التي شعرت فيها بهذا الألم.
في ذلكَ الوقت، كان الألم شديدًا لدرجة أنّ صدرها بدا وكأنّه يتمزّق، ولم تتحمّل عقلها وجسدها ذلكَ فانهارت.
لكن الآن، بدا أنّ شدّة الألم وتكراره يقلّان تدريجيًا. فجأة، خطرت في بالها فرضيّة:
“ربّما طاقة الوهم تتزايد، وهذا يعني أنّ حركة الرفض تعمل بقوّة مشابهة للمبدأ ذاته؟”
(ميري: تناسب طردي بينهما ، مبدأ الرواية الاصلي لما تزداد مقاومتة تزداد القوة الي تستطيع فيها مونيكا رفضه)
“هــوه، هــوه.”
أخذت نفسًا عميقًا وأخرجته ببطء، محاولةً الحفاظ على توازنها وهي جالسة على الجمل. في تلكَ اللحظة، سمعته صوت ليام القلق:
“هل أنتِ بخير للإنطلاق مجدّدًا؟”
“نعم.”
“متأكّدة أنّكِ بخير؟”
“أجل، أنا بخير.”
تفحّصها ليام بعناية، ثمّ رفع يده ليُعطي إشارة لتايلور الواقفة في المقدّمة. بدأ وفد السفراء يتحرّك ببطء من جديد.
“سو جونغ، ما الذي كتب في رسالة السلطان حتى أصابكِ هذا الإرهاق المفاجئ؟”
“ليس الآن، سأخبركَ الليلة.”
“…حسنًا.”
أراد ليام أن يسأل أكثر، لكنّه اختار أن يهزّ رأسه بهدوء. لم يكن ذلكَ لأنّه لم يمانع، بل لأنّه وضع رغبة مونيكا فوق رغبته.
كان تصرّفه هذا دليلاً على ثقته المطلقة بها.
حقًّا، كانت مونيكا امرأة رائعة أكثر ممّا تظنّ بنفسها.
ليام يعلم أنّ إدخال علم الفلك إلى البلاد العظمى هذه المرّة، وهو ما لم يُستطع تحقيقه لسنوات، كان ممكنًا بفضلها.
“طق، طق.”
تردّد صوت خطوات الجمال بانتظام.
بما أنّ الوفد قد عبر الصحراء من قبل، بدأوا يجتازونها هذه المرّة بمهارة.
وبفضل استقرارهم، كان من المتوقّع أن يصلوا إلى قرية الواحة أسرع من المعتاد.
مع حلول المساء، شعر ليام بقلبه يخفق كما لو كانت الرمال تتشكّل على شكل موجات ذهبيّة.
بالنسبة إليه، كانت الصحراء مكانًا يحمل معانٍ كثيرة.
كانت كمنطقة مقدّسة لا تستطيع أحداث العالم المتشابكة أن تخترقها، وفي الوقت نفسه، المكان الوحيد الذي يمكنه فيه قضاء وقت خاصّ مع مونيكا.
اقترب منها حاملاً عشاء الليلة وقال:
“سو جونغ، ألستِ جائعة؟ تعانقي هذا. بعد أن نأكل، نذهب للراحة. لقد اخترتُ مكانًا للنوم قرب نار المخيّم على كثيب رمليّ. يمكن رؤية النجوم والقمر بوضوح من هناك.”
أومأت مونيكا برأسها بخفّة.
بعد العشاء، اتّجها إلى المكان الذي اختاره ليام.
فجأة، انطلق صوت دهشة من فم مونيكا.
بدت الكثبان الرمليّة منخفضة من بعيد، لكن عندما صعدت فوقها، شعرت وكأنّها تستطيع لمس النجوم بيدها.
“إنّه المكان المثاليّ لرؤية سماء الصحراء ليلاً.”
“أليس كذلك؟ لقد فعلتُ صوابًا بسماع نصيحة المرشد شون.”
جلسا معًا ينظران إلى سماء الصحراء المرصّعة بالنجوم كأنّهما في حلم. بعد فترة، فتحت مونيكا فمها أولاً وسألت ليام:
“ليام، هل تعرف أين تعيش أنجيلا الآن؟”
“همم… سمعتُ أنّها تقضي وقتًا مع البارون مودان عند أقارب بعيدين في منطقة نود. كانت الرسالة التي أرسلها البارون مودان آخر أخبارها، يقول إنّه لن يستطيع العمل كتابع لعائلة الدوق أورساي مؤقّتًا. لماذا تسألين عن أنجيلا فجأة؟”
توقّف ليام عن الكلام فجأة، ثمّ تابع بلهفة:
“سو جونغ، هل تشكّين بعلاقتي مع أنجيلا؟”
“ماذا؟”
“أنجيلا كانت امرأة أدخلتها مونيكا كحبيبة قبل أن تأتي أنتِ، وقالت إنّها أوّل من رأته بين النساء الهجين من دم الشياطين بشعر ورديّ مثلكِ، فأعجبت بها.”
“ليام، لستُ أشكّ بكَ. لكن، أليس هناكَ أيّة امرأة هجين بشعر ورديّ حقًا؟”
“إذا لم نعد أن هناك من صُبغ شعرها، فربّما.”
فكّر ليام قليلاً، ثمّ تذكّر أنّ الآنسة غونزاليس كانت قد صبغت شعرها بالورديّ أيضًا.
لكنّ شعرها المصبوغ كان تالفًا وخاليًا من اللمعان، لذا استخدمت قبّعة كبيرة في يوم مباراة البولو.
“ربّما أنجيلا أيضًا صبغت شعرها؟”
“لا أظنّ ذلكَ. بقدر ما أعرف، وُلدت بشعر ورديّ طبيعيّ. لكن لماذا أصبحت أنجيلا فجأة محلّ اهتمامكِ؟”
“أعتقد أنّها مرتبطة بالوباء هذه المرّة.”
“البارون مودان وأنجيلا ليسا من النوع الذي يملك القدرة على نشر وباء.”
“لا نعرف ذلكَ بالتأكيد. قد يكون هناكَ متغيّرات لا نعلمها. بالمناسبة، هل حقًّا للبارون مودان أقارب في منطقة نود؟”
“على الأرجح.”
“عندما نصل إلى البلاد العظمى، ابحث عن البارون مودان وأنجيلا أوّلاً من فضلكَ.”
“حسنًا، سأفعل. لكن هل يمكنني أن أسأل لماذا تشكّين بأنجيلا؟”
أدارت مونيكا عينيها بتفكير.
كان ليام بالنسبة لها حليفًا قويًّا وعقلانيًّا. لذا، كانت دائمًا تُطلعه على كلّ شيء وتستشيره وتحاول وضع الخطط معه.
لكن بسبب وعدٍ قطعته مع السلطان، كان عليها أن تُبقي أمر الكهّانة والقهوة سرًّا لتقليل أيّ متغيّرات محتملة.
بعد تفكير قصير، فتحت فمها وقالت:
“الأمر يتعلّق بما أخبرتني به الكونتيسة بينسل عن الغدد الدمعيّة.”
شرحت مونيكا بسرعة لليام عن الدموع التي رأتها في عيني أنجيلا، وكيف أنّها لم تكن مجرّد دمعة أو اثنتين، لكن لم ينتبه أحد لذلكَ.
“أليس هذا غريبًا؟”
“همم… لم أنتبه أنا أيضًا أنّ أنجيلا بكت. هذا غريب فعلاً.”
“بصراحة، لم أكن أعرف أنّ الهجين لا يملكون غددًا دمعيّة حتى أخبرتني الكونتيسة بينسل بذلكَ. لم أكن أعلم من قبل.”
“كثير من الهجين قد ينكرون ذلكَ، لكن… نعم، غددنا الدمعيّة جافّة. لكن ربّما هناكَ استثناءات نادرة، مثل أن يكون دم الشياطين فيها ضعيفًا جدًا بحيث تمتلك غددًا دمعيّة قليلاً.”
“على أيّ حال، أريد أن أجد أنجيلا.”
“حسنًا، فهمتُ. عندما نعود إلى البلاد ، سأطلب البحث عن أنجيلا والبارون مودان، فلا تقلقي كثيرًا.”
“سيكون لدينا الكثير لنفعله عندما نصل . يجب أن أشرح للحرفيّين كيفيّة صنع أدوات الطعام، وأن أجد مصدر الوباء، وأن أتابع مشروع مربّى الفراولة أيضًا. آه…”
تنهّدت مونيكا بعمق وهي تنظر إلى سماء الليل. وضع ليام بطانيّة دافئة حول كتفيها وسألها:
“ماذا عن مشروع مربّى الفراولة؟ ألن تساعدكِ الكونتيسة بينسل كحليفة جيّدة؟ هل هناكَ مشكلة؟”
مدّت مونيكا يدها وبحثت في أمتعتها، ثمّ أخرجت زجاجتين:
واحدة تحتوي على ملح عديم اللون والطعم، والأخرى بها مربّى الفراولة، وأظهرتهما لليام.
“ليام، هل تتذكّر دينو الذي قابلناه في قرية باريانا الواحة؟”
“تقصدين الشخص الذي قدّم لنا الملح عديم اللون والطعم يوم مغادرتنا الواحة؟”
“نعم، بالضبط. أخذتُ ذلكَ الملح وخلطته مع مربّى الفراولة لأرى كم سيصمد. ها هي زجاجة المربّى بدون ملح، قد نما عليها العفن الأزرق بالفعل، لكن تلكَ التي خلطتها بالملح لا تزال كما كانت في البداية.”
نظر ليام إلى الزجاجتين وقال:
“صحيح، مذهل. هل يمكنني تذوّقها؟”
انتزعت مونيكا الزجاجتين من يده بسرعة وقالت:
“لا، يجب أن نصل ونتفقّدها مع السيدات أوّلاً.”
“ها…”
أطلق ليام تنهيدة قصيرة من الإحباط.
“ما الأمر؟”
“لا شيء، فقط تساءلتُ إن كان عليّ الآن أن أغار حتى من سيدات عائلة الدوق أورساي”
“لماذا تشعر بالغيرة، يا ليام؟”
“لأنّ منافسي على احتكاركِ كثيرون جدًا. انظري هناكَ الآن.”
في مسافة ليست بعيدة ولا قريبة، كان عالم الفلك كميل وتايلور يقتربان منهما.
فجأة، وضع ليام ذراعه حول كتفي مونيكا وأمال رأسه قرب أذنها. لاحظ كميل وتايلور ذلكَ فاستدارا للحظة.
“ليـ – ليام؟”
“عليّ أن أفعل هذا على الأقل لأحصل على بعض الوقت معكِ وحدنا.”
“ليام، أنتَ تتصرّف بطفوليّة الآن، أتعلم ذلكَ؟”
“طفوليّة؟ انظري إلى هذا الصغير.”
كان لَاكي، المعانق لمونيكا بإحكام، يدفع صدر ليام بقدميه الخلفيّتين وهو يزمجر.
بعد لحظات، اقتربت تايلور أكثر، ثمّ استدار وقال وكأنّه لم يعد يتحمّل الانتظار:
“أهم… الدوق، مونيكا، هل انتهيتما؟ جعل الآخرين ينتظرون طويلاً
ليس من الأدب.”
تنهّد ليام بعمق، ثمّ أرخى يده التي كانت تحتضن كتفي مونيكا.
“ما الأمر، سموّكِ؟”
استدارت تايلور أخيرًا كأنّه كان ينتظر هذه اللحظة، ثمّ مشى نحو مونيكا متجاهلاً ليام وقال:
“مونيكا! ما رأيكِ أن نتحدّث مع كميل وننظر إلى النجوم؟”
“نعم؟”