The possessed villainess does not want a divorce - 100
“أرغب في أخذ قسطٍ من الراحة.”
“لنعد إلى الغرفة أولًا. ارتاحي قليلًا، ثم نكمل الحديث بعد ذلك.”
بينما كانت تايلور ومونيكا على وشك التحرك بعد إنهاء حديثهما، ظهرت فجأة امرأة ذات شعرٍ قصيرٍ بلون البرتقال وعينين بنفس اللون.
“دوقة أورساي، وصاحبة السمو الأميرة تايلور، تحياتي لكما. أنا مهيلِت، أبنةُ الحاكم العام.”
(ميري : الحاكم العام هو شخصا يتولى إدراة إقليم أو منطقة نيابةً عن السلطة العليا (الإمبراطور)
كانت بشرتها برونزيةً كما لو أن الشمس قد لوّحتها، ولم تكن تمتلك الرقة الأنثوية المعتادة، بل كان مظهرها أقرب إلى مظهر فارسٍ محنك.
عندما اقتربت منهما بخطواتٍ واثقة، انتاب تايلور ومونيكا شعورٌ بالريبة والتوجس.
“ما الأمر؟”
“إذا لم يكن لديكِ مانع، دوقة أورساي، أود دعوتكِ إلى شايٍ قصير.”
“شاي؟ معي أنا؟”
رفعت مونيكا حاجبها بدهشةٍ وهي تحدّق في مهيلِت.
لم يكن بينهما أيُّ صلةٍ تُذكر، باستثناء اللقاءات العابرة أثناء العشاء الرسمي. فلماذا ترغب فجأةً في مقابلتها على انفراد؟
“نعم، دوقة أورساي. أرجوكِ، أودّ بشدة أن أتحدث إليكِ.”
وعلى الرغم من مظهرها القوي، بدا صوت مهيلِت خافتًا، كأنها كانت تتحدث بترددٍ وخجل، بينما خفضت رأسها احترامًا.
لكن تايلور تدخلت قائلةً بلهجةٍ حازمة:
“معذرة، لكن مونيكا ليست على ما يرام الآن، وتحتاج إلى الراحة.”
عندها، انخفض رأس مهيلِت أكثر، وكأن اليأس بدأ يتسلل إليها.
“أرجوكِ… إنه طلبٌ بسيط.”
شعرت مونيكا بانجذابٍ غريبٍ نحو مهيلِت، فلم تستطع تجاهلها.
“حسنًا، تعالي إلى غرفتي بعد ساعة.”
رفعت مهيلِت رأسها بسرعةٍ، وهزّته بحماسٍ وكأنها حصلت على ما كانت ترجوه.
“إلى اللقاء إذًا.”
ما إن ابتعدت مهيلِت، حتى التفتت تايلور إلى مونيكا وقالت بقلق:
“أنتِ متعبة، لِمَ تُجهدين نفسكِ أكثر؟”
“سنغادر قريبًا على أي حال، لذا لا بأس بلقائها لدقائق. ثم إن الأمر لا يبدو شاقًا. لكن… هل هي حقًا ابنة الحاكم العام ؟ أظنني رأيتها في العشاء أكثر من مرة.”
“نعم، سمعتُ أن والدها أحد أقوى حكام المقاطعات في الشرق، وأنها بنفسها فارسةٌ بارعة وقائدة لفريق فرسان.”
في تلك اللحظة، شعرت مونيكا بالفضول. ابنةٌ لحاكمٍ قوي وقائدةُ فرسانٍ بارزة… فلماذا تريد مقابلتها؟
بعد ساعة، سمعت مونيكا طرقًا خفيفًا ومترددًا على بابها.
لم يكن هناك حاجةٌ للسؤال عمّن يكون الطارق، فقد كانت تعرف تمامًا. فتحت الباب بابتسامةٍ هادئة.
“وصلتِ في الوقت المحدد، آنسة مهيلِت.”
“تحياتي لكِ. هل أخذتِ قسطًا من الراحة؟”
“نعم، تفضّلي بالجلوس.”
أشارت مونيكا إلى المقعد المقابل، ثم بدأت بمراقبة مهيلِت عن كثب.
لم تكن مزيّنةً كما كانت خلال العشاء، بل كانت طبيعيةً تمامًا.
كانت ترتدي سروالًا فضفاضًا طويلًا بدلًا من الفساتين التقليدية، وعلى خصرها كان هناك خنجرٌ صغير.
توقفت نظرات مونيكا عند الخنجر، فلاحظت مهيلِت ذلك على الفور، وسارعت إلى توضيح الأمر بتوتر:
“أنا… أنا أحمله دائمًا لأنني أتدرب باستمرار. كوني فارسةً يجعلني لا أخلعه أبدًا، لكنني لم أحضره لإيذائكِ! أقسم لكِ! يمكنني أن أرميه بعيدًا إن أردتِ!”
كان الارتباك واضحًا في وجهها، فلم تجد مونيكا فيها أيّ نيّةٍ سيئة.
إضافةً إلى ذلك، إن كانت تايلور تعرف بوجودها هنا، فلن تتردد لحظةً في الشك بها إن حدث أي شيء. ومهيلِت تعرف ذلك جيدًا.
التقطت مونيكا إبريق الشاي بهدوء وسكبت كوبًا لـمهيلِت قبل أن تسألها بلطف:
“لا داعي للقلق، لكن أخبريني، لماذا أردتِ مقابلتي؟”
ترددت مهيلِت لوهلة، ثم رفعت يدها لتفرك وجنتها بتوترٍ وقالت:
“الأمر… يتعلق بالأمير أسين.”
“أسين؟”
تابعت مهيلِت بجدية:
“في الواقع، أردتُ فقط أن أشكركِ، دوقة أورساي.”
تجعدت ملامح مونيكا قليلًا وهي تفكر. لم ترَ سيد منذ ذلك اليوم في حديقة أرياتي.
في البداية، اعتقدت أنه اختفى بسبب كرامته المجروحة، ثم لم تعد تهتم بالأمر لاحقًا.
لكن لماذا يأتي اسمه الآن على لسان مهيلِت؟
نظرت إليها بحيرة وقالت:
“لستُ متأكدة مما تعنين.”
“حسنًا، لأنني… لأنني كنتُ خطيبته السابقة. لقد انفصلنا مؤخرًا! ورأيتكِ يومها في حديقة أرياتي.”
“آه… أظن أن هناك سوء فهم هنا. لم يكن بيني وبين الأمير أسين أي شيء. لم يحدث أي شيء في تلك الحديقة.”
“لا، لا، أنا لا أقصد ذلك! ما سمعته منكِ في ذلك اليوم منحني الشجاعة لاتخاذ قراري!”
راقبتها مونيكا بصمتٍ وهي ترى مدى ارتجافها. يبدو أن التحدث عن هذا الأمر يثير مشاعرها بشدة.
إن كانت تريد سماعها بهدوء، فعليها أن تنتظر حتى تهدأ قليلًا.
رفعت مونيكا فنجانها، وأخذت رشفةً هادئة، منتظرةً بصبر.
بعد لحظاتٍ، بدا أن مهيلِت تمكنت من تهدئة نفسها، فبدأت بالكلام مجددًا.
بدأت حديثها بتقديم نفسها بشكلٍ موجز، وأخبرت مونيكا أنها ابنة الحاكم العام لرامادي، والتي يُنظر إليها على أنها أقوى محاربةٍ في الشرق. منذ صغرها، كانت تتلقى تدريبات الفروسية لتحذو حذو والدها، ولم يكن لديها وقتٌ لأيّ شيءٍ آخر، حتى للحب.
عندما تقدم أسين لخطبتها، ظنّت أنه يحبها، لكنها لم تكن تدرك أنه كان يستخدمها فقط كورقةٍ للارتقاء إلى العرش.
“يقولون إن الحب يجعل الإنسان أحمق، أليس كذلك؟ كنتُ أعتقد أنه طلب يدي لأنه يحبني…”
لكن الحقيقة كانت مختلفة. بالنسبة له، كانت مهيلِت مجرد وسيلةٍ لتحقيقِ طموحاته.
“حتى عندما كان ينتقد مظهري، كنتُ أظن أنه يفعل ذلك لأنه يريد مصلحتي. لكنني أدركت الحقيقة في ذلك اليوم، في حديقة أرياتي!”
في ذلك اليوم، ارتدت مهيلِت أجمل ثيابها وذهبت لمقابلة أسين دون سابق إنذار، لأنها شعرت بأنه كان يتجنبها بلا سبب.
لكن ما سمعته حين وصلت، جعلها تشعر وكأنها تحولت إلى تمثالٍ جليديٍّ متجمد.
“ذلك الفستان رخيصٌ وباهتٌ، يكاد يبدو مُزرِيًا، لا أعتقدُ أنه يناسبكِ ولو قليلًا.”
عندها، تداخلت كلمات أسين مع ذكرياتها السابقة ، بدأت الحقيقة تتجلى أمامها.
حيثُ كان يقولُ لمِيهلت
“هل يكفيكِ هذا القدر من التزيين؟ ، تسك ، يا لذوقكِ…”
كانت ترغب بشدة في معرفة ما إذا كانت هيئتها الحقيقية تبدو وضيعة في نظر أسين. وإن كان الأمر كذلك، فكيف سيرى مظهرها الذي استثمرت فيه وقتًا طويلًا؟
حتى دون أن تتلقى إجابة، شعرت وكأنها تعرف الجواب مسبقًا.
لم يبدِ أسين ولو لمرة واحدة تعبيرًا راضيًا تجاه ماحيلت.
عاد صوت آخر ليُسمع، لكنه كان هذه المرة صوت رجل آخر.
“زوجتي امرأة تتألق حتى دون الحاجة إلى تلك الزينة.”
في تلك اللحظة، اقتربت ميِهلت أكثر نحو المكان الذي كان فيه أسين، لتتأكد من الأشخاص الذين كانوا معه.
التقت عيناها المتسعتان بعيني مونيكا وليام، اللذين كانا ينظران إلى بعضهما البعض بشغف وكأنهما يحفران صورتيهما في ذاكرة الآخر.
في تلك اللحظة، وكأن صاعقة ضربت عقلها، أدركت حقيقة واحدة: إن كان الحب حقيقيًا، فهو لا يتعلق بالمظهر، بل بالشخص ذاته.
فجأة، بدت لها الفساتين الفاخرة غير المناسبة، والحُلي المتدلية من شعرها، والأقراط الثقيلة، وكأنها عبء ثقيل عليها.
ثم سمعت صوت مونيكا مجددًا.
“إنتَ لست نوعي المفضل.”
متذكرة تلك اللحظة، أمسكت مهِيلت فجأة بيد مونيكا بقوة.
شعرت مونيكا صلابة الجلد الخشن المتراكم على راحة يدها.
كان الأمر أشبه بالإمساك بيد ليام، حيث كانت أصابعها مغطاة بطبقات من الجلد المتصلب، دلالة على التدريب الشاق الذي خضعت له كفارسة.
قالت مهيلت بصوت هادئ:
“يا سيدتي، وَقتها وقفتُ متسمرةً في مكاني، أفكر طويلًا.”
لم يكن لدى مونيكا وليام علم بذلك، لكن بعد مغادرتهما، كان أسين قد استدار ليعود إلى القصر، لكنه لمح مهيلت واقفة هناك، تحدق في الفراغ.
رغم كونه لقاء بعد غياب، بدا أسين باردًا للغاية.
تفحصها بعينيه بسرعة، ثم نصحها بإضافة المزيد من الزينة إلى شعرها.
“يا لذوقكِ، تسك.”
لا بد أنه أراد قول “الوضيع”. بدأت تشك في ما إذا كان أسين يحبها حقًا.
بل الأهم من ذلك، بدأت تتساءل عما إذا كانت محقة في تصديق أن خطبتهما تعني الحب.
وأخيرًا، تساءلت في داخلها:
“هل أسين هو حقًا فتى أحلامي؟”
ظهرت الإجابة بسرعة في ذهنها. اتخذت قرارها على الفور بفسخ الخطبة.
“الأمير أسين، أعتذر، لكنني أريد أن نعتبر خطوبتنا كأنها لم تكن.”
“ماذا؟ لماذا؟”
“لأنك لست فتى أحلامي، سيد الأمير.”
في ذلك اليوم، فقد أسين أقوى حليف له. وأدرك أن خطته ليصبح السلطان قد تعرضت لضربة قاسية، فلم يكن لديه الوقت لحضور مأدبة العشاء.
بعدما استمعت إلى القصة بأكملها، نظرت مونيكا إلى ميِهلت بذهول وسألتها:
“إذن… لقد فسختِ خطوبتكِ من الأمير أسين بسبب ليام وبسببي؟”
“إذا أردتِ شرح الأمر بهذه الطريقة، فليس بسببكما تمامًا. لقد كنت متعلقة بفكرة الحب، لذا لم أدرك الحقيقة حتى ذلك الوقت.”
في تلك اللحظة، شعرت مونيكا وكأنها ترى نفسها حين كانت تُدعى “سو جونغ”.
فقد أرادت، بدافع وحدتها، أن تصدق أن ما كان بينها وبين حبيبها السابق هو الحب، ولهذا قبلت كلماته القاسية.
لكن ذلك كان مجرد وهم، وعادت إليها تلك المشاعر على هيئة خيبة أمل وخيانة موجعة.
وعندما استوعبت أخيرًا أنها كانت مجرد أوهام، شعرت بفراغ عميق.
قلقة من قرار ماحيلت، سألتها مونيكا:
“ميِهلت، هل أنتِ واثقة من أنكِ لن تندمي على ذلك؟”
“نعم. في الواقع، جئت إلى هنا فقط لأشكركِ، لكن يبدو أنني أطلت الحديث. سمعت أنكِ ستغادرين قريبًا إلى الإمبراطورية؟”
“نعم، سنغادر بمجرد أن ننتهي من الاستعدادات.”
نهضت ميِهلت من مقعدها، أومأت برأسها وأجابت:
“يا للأسف، كنت أرغب في التقرّب منكِ أكثر، لكنكِ ستغادرين قريبًا. ربما سنلتقي مجددًا؟”
“بالطبع، تعالي إلى الإمبراطورية في المرة القادمة.”
“هل هذا يعني أنكِ تدعينني رسميًا؟”
“نعم.”
رسمت مونيكا ابتسامة دافئة، وابتسمت ميِهلت هي الأخرى بلطف، ثم استدارت لتغادر.
لكن قبل أن تخرج، وكأنها تذكرت شيئًا، التفتت قائلة:
“آه، سيدتي.”
“نعم؟”
“لا تقلقي بشأن الأمير أسين.”
“ماذا تقصدين؟”
“لقد كان يحاول إغوائكِ، أليس كذلك؟ لكنه الآن مشغول للغاية لدرجة أنه لن يجد وقتًا لتلك التصرفات بعد الآن.”
“شكرًا لكِ.”
“إلى اللقاء.”
انحنت ميِهلت برأسها تحيةً لها ثم غادرت الغرفة. شعرت مونيكا بهدوء وسكينة لطيفين يلفّان قلبها.
بعد يومين، كانت البعثة الدبلوماسية قد أنهت استعداداتها للعودة. لكن على عكس قدومهم، عادوا ومعهم فلكيان، وجملان من سلالة مودين، وعشرون جملًا أسود.
“سأرافقكم حتى مدخل الصحراء. من فضلكم، اتبعوني!”
كانت صاحبة الصوت هي ميِهلت، التي أشرقت خصلاتها البرتقالية تحت أشعة الشمس القوية في المقدمة.
تطوعت هي بنفسها لمرافقة الوفد إلى مدخل الصحراء، بدلاً من أسين الذي لم يكن في العاصمة. لم تكن بحاجة إلى شرح السبب، فقد كان واضحًا من ابتسامتها لمونيكا….