” ديكون، أين وجدت قرطي؟”
“لقد كان مُخبئ تحت سريرها.”
“لا، لم أرَ القرط أبداً.”
بدا صوت جين ساخطاً.
“هل أنتِ متأكدة من أنك لستِ اللصه؟”
“لا. أنا بالتأكيد لستُ كذلك يا آنسة.”
“لكن، الدليل معنا على انها انتِ وليس لديكِ دليل على انكِ لستِ السارقة.”
“شخصٌ ما لفق هذه التُهمة لي !”
صرخت جين
“حسناً، ما الدليل الذي لديكِ على أن أحدهم يلفق لكِ التُهمة؟”
نظرت جين إلى سؤالي البريء وعلى وجهها تعبير يائس.
“ليس لدي مثل هذا الدليل….”
“آنسة. كانت غرفتها مرتبة وكأنها وشك المغادرة. لا بد أنها حاولت السرقة والهرب.”
أومأت برأسي عند سماع كلمات الخادمة، أعرف أن هذا هو الحال.
“إذن… كنتِ تحاولين الهرب قبل أن يدركوا أنك سرقتِ الأقراط، أليس كذلك؟”
“لا، هذا سوء فهم، لم أفعل….”
“لم تفعلي.إذن لماذا حَزمتي حقائبكِ؟”
“إنه فقط… كنت ذاهبة لرؤية شخص أحُبه.”
“شخص تحبينه؟”
“نعم.”
“هل لديكِ شخص تحبينهُ؟ من هو؟”
أطلق سيباستيان تعجباً عالياً مذعوراً من السؤال الموجه إلى جين.
“اسبين!”
“ماذا؟”
تدحرجت عينا سيباستيان بسرعة.
غير قادر على إيجاد عذر مناسب، لم يقل شيئًا.
عدت إلى جين واستجوبتها.
“إذن من هو هذا الشخص الذي تحبينهُ، وبما أنكِ كنتِ في هذا القصر كخادمة فقط، …. هل لديك أي شركاء آخرين؟”
عند هذه الكلمات، تقدم سيباستيان خطوة إلى الأمام ووضع يده على كتفي.
“اسبين. يجب أن نخرج هذهِ اللصه من القصر في أسرع وقت ممكن.”
“كيف….”
عند سماع كلمات سيباستيان، نظرت جين إليه في صدمة.
“جين، هل أنتِ مسؤولة عن كل الخواتم والأقراط المفقودة؟”
“أوه… لا، لا، لا، لا، لا.”
على الرغم من احتجاجاتها على براءتها، كانت نظرات جين لا تزال على سيباستيان تريده أن يقف معها.
“أنتِ لم تقولي بعد من هُو؟”
تقدمت إلى جين ، كانت أكثر جهلاً مما كنت أعتقد
“و لكن يا جين، أنظري إليَّ و أجيبيني، لماذا تنظرين إلى سيباستيان؟”
“اسبين، ليس عليكِ أن تستمعي إلى لصه كهذهِ، اطرديها خارجاً.”
تحدث سيباستيان سريعاً، وكأنهُ أُتهمَ بأنهُ لص.
“سيباستيان، قد يكون لديها شريك، يجب أن اتأكد.”
“لا أعرف بشأن وجود شريك، يبدو أنها جشعة جداً للحصول على المال، ربما فعلت ذلك بمفردها.”
“أوه، لا، هذا غير ممكن، لقد قالت في وقت سابق أنها كانت تحاول الهرب مع شخص تُحبه، لذا لا بد أنهُ شريكها.”
“….”
مشى سيباستيان بهدوء خلفي. كان انعكاس صورته في مرآة بعيدة يشير إلى جين أن تصمت.
“جين، هيا، أخبريني قبل أن تُعاقبي. إذا لم تفعلي، فسيكون من الصعب إلا اعاقبكِ.”
ارتعشت عينا جين من تهديدي لها.
“أنا لم أسرقها، حقاً.”
“… سيباستيان ما هو أفضل شيء يمكن فعله في موقف كهذا؟”
نظرت جين إلى سيباستيان بعينين مترقبتين. كانت تأمل أنه إذا كان يحبها، فإنه سيخرجها من هذا الموقف.
“نقطع لسانها. في مملكتي، أركاديا نقطع ألسنة اللصوص.”
تحدث سيباستيان دون تردد، وانهارت جين.
“اللسان؟ هذا قاسٍ جداً عليها.”
دارت عينا جين بعمق، ونظرت إلى أعلى، ولم تستطع تمالك نفسها.
“سيبا…!”
وبينما كانت على وشك أن تنادي باسمه، تقدم سيباستيان خطوة إلى الأمام وصفعها على خدها.
ملأ صوت طقطقة عالي في الصالة.
فارتد رأس جين إلى الوراء.
“أوه، لا. سيباستيان….”
“هذه الخادمة الغير متعلمة تحتاج إلى الضرب لإيقاظها. لا فائدة من معاملتها كنبيلة.”
كلمات سيباستيان سحقت جين تماماً.
“كيف… كيف….”
حدقت جين بعينان مصدومتان، وانزلت نظرها الى الارض وكانت تُردد كلمة كيف قبل أن ترفع رأسها إلى الاعلى.
نظرت بعينان واسعتان.
“سيباستيان، كيف يمكنك أن تفعل هذا بي!”
أوقفتها الخادمات وهي تندفع والدم في وجهها.
استدار سباستيان ووقف أمامها.
“هل أنتِ مجنونة أيتها الخادمة؟”
بدأ في رفع يده مرة أخرى، لكن كبير الخدم والخدم الآخرين أوقفوه.
“سيباستيان، أنت أكثر عنفاً مما ظننت، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
نظر إليّ سيباستيان مذهولاً وكأنه استعاد رشده للتو.
“لستُ معتادة على رؤيتك هكذا.”
“لا لا، كل مافي الأمر أن في مملكة اركاديا، نُعاقب السارقين بشدة، وانا كذلك لا احبهم، ولكني أن أفعل ذلك لأي شخصٍ آخر.”
إن التفكير في أنه يتجاهل جين بهذه السهولة لمصلحتهُ جعلني أشعر بالغثيان.
“هاه… جين، هل ما زلتِ لن تُخبرني بشريكك في الجريمة؟”
بدت جين مذهولة، لا يستطيع الكلام على الإطلاق.
‘هل هذا هو شكل الرجل الذى أحببته؟’
لقد تمنيت أن تكون قد أدركت من هو سيباستيان الآن
“ديكون قم بحبس جين في الزنزانة أولاً.”
“نعم يا انستي. “
على عكس ما حدث عند دخلها فقد اخذتها الخادمتان بدون أي صراع منها.
“اسبين، أنا أعتذر لكوني عنيفاً جداً، قبل قليل.”
قضم سيباستيان أظافره بعصبية كما لو كان خائفاً من أن أكتشف أمره
“كلا يا سيباستيان، انك فقط تكرهه السارقين.”
تصلب كتفا سيباستيان للحظة. ولكن بعد ذلك رمقني بنظرة استعطاف وأمسك بيدي.
“شكراً لتفهُمكِ.”
“القدر من تفهُمي هذا هو ما يجب عليه أن اكون، لكي اصبح ملكة مملكة اركاديا.”
ارتاحت شفتا سيباستيان المشدودتان.
“نعم. يا عزيزتي، إنني أتطلع إلى أن تحضري لي الختم، من أجل مستقبلنا المشرق.”
“يمكنك الاعتماد عليَّ.”
“وايضاً…لا تُصدقي ما قالته تلك اللصه، فالصوص من امثالها يحبون توريط اشخاص آخرين في جريمتهم لكي يُخفف عنهم العقاب.”
“حقاً؟ شكراً على النصيحة، أعتقد أنه يجب ألا أثق بأي شيء تقوله.”
ابتسمت لسباستيان، فبادلني الابتسامة، ابتسامة كان يشعر بها أخيراً.
* * *
“ما خطب المزاج اليوم؟”
نادى كبير الخدم على الخادمات والخدم أيضاً. جمع نداء كبير الخدم كل من كان يعمل في القصر ويتفاعل مع الانسة وضيوفها.
“هل هذا بسبب ما سرقتهُ جين اليوم؟”
“ربما…. لم تستدعينا بسبب قلة احترامنا لها، أليس كذلك؟”
“لقد قامت توبيخي قبل بضعة أيام.”
“أنها تتصرف بغرابة في الآونة الأخيرة، أليس كذلك؟”
“إنها تبدو كشخص مختلف تماماً.”
“آمل ألا يكون الأمر كذلك، لقد كنا حذرين في الأيام القليلة الماضية.”
بدأت الخادمات والخدم يثرثرون بقلق.
“انظروا، ها قد جاء كبير الخدم.”
هدأت الثرثرة على الفور عند وصول كبير الخدم.
“همم”.
وقف كبير الخدم أمام الجميع ووجهه خالٍ من التعبيرات.
نظر كبير الخدم المسن إلى الناس أمامه بتعبير وقور للغاية قبل أن يتحدث.
“إن سبب استدعائي لكم هنا اليوم هو إبلاغكم بأنكم مُطردون من العمل.”
“ماذا؟”
انفتحت أفواه الجميع.
“لقد لاحظت أنكم كنتم تتصرفون بطريقة غير محترمة تجاه الانسة الشابة.”
“هذا… لكن هذا لا يزال إنها….”
“سيتم دفع تعويض إنهاء الخدمة لكم دفعة واحدة عند رحيلكم. سأكتب لكم حتى خطاب توصية إذا كنتم ترغبون في ذلك.”
“ومع ذلك، من الظلم أن تفصلني من العمل دون استشارة أحد هكذا!”
احتج أحد الخدم.
بدأ الناس في فتح أفواههم وأومأوا برؤوسهم بالاتفاق مع الخادم.
“رجاءً اصمتوا. إن الطريقة التي قللتم بها من احترام الانسة الشابة لا تليق تمامًا بخدم.”
“أنا، أنا لم أقلل من احترام الانسة.”
صرخ أحد الخدم بسخط، لكن كبير الخدم نظر إليه بنظرات باردة.
“لقد أخطأت في النظر تجاهكم. إن الطرد هو أقل ما تستحقونه، ومن لا يوافق منكم فليرفع يده رجاءً.”
عند سماع كلمات كبير الخدم، تبادل الخدم والخادمات النظرات بسرعة.
“في اللحظة التي ترفعون فيها أيديكم، ستقعون في مُشكلة أكبر.”
يمكن أن يعاقبوا لعدم استماعهم للانسة الشابة.
لم ترفع أي منهن أيديهن، فقد أدركن المعنى الخفي لكلمات كبير الخدم.
بعد صمت طويل
“إن الأشخاص الذين سيحلون محلّكم موجودون بالفعل، لذا أخشى أن يتم مجيئهم الليلة وستغادرون جميعًا”.
“أوه، الليلة؟”
“نعم.”
وبهذه الكلمات، اختفى كبير الخدم دون أن يلقى نظرة إلى الوراء.
“هاه….”
وخلف كبير الخدم، لم يكن هناك سوى تنهدات أولئك الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بين عشية وضحاها.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 8"