فتحت عينيها ببطء، وبالكاد رفعت رأسها عن الوسادة… تمطّت كقطّة كسولة، ثم تثاءبت حتى شعرت أن فكّها سينخلع.
“آآآه… أول يوم من العقاب. كم هذا ممل.”
نهضت بتثاقل، لبست ثيابها، ووضعت حقيبتها على ظهرها:
“على الأقل سأخرج، ربما سوف أذهب إلى المنزل المهجور، الى ذالك العجوز. ليجيبني عن تساؤلاتي…”
لكن ما إن فتحت باب البيت، حتى وقفت أمها على العتبة، وذراعاها معقودتان:
“هاااااا! إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟!”
تجمدت لفينيا.
“ها؟ أمي… أنا مفصولة في المدرسة، و ليس في البيت.”
صرخت الأم، وهي تلوّح بإصبعها:
“وماذا تظنين؟ هنا أيضًا أنت معاقبة! ولن تخرجي من هذا المنزل خطوة واحدة طيلة ثلاثة أيام!”
ضحكت لفينيا بسخرية:
“هاهاهااا… انتظر، انتظر، هل تمزحين؟”
نظرت الأم بصرامة جعلت جدران البيت تتزلزل:
“ارجعي إلى غرفتك! وفكّري جيدًا بما فعلتهِ! يا رأس المشاكل.. “
استدارت لفينيا نحو الدرج، تتمتم بغضب:
“وكأنّي ارتكبت جريمة! كل ما حدث إني لقّنتهم درسًا محترمًا لسخريت مني!”
وقبل أن تنهي عبارتها، شعرت بشيء يصطدم بظهرها…
“مممم!”
صرخت وهي تركض:
“هيييييي! أمي! ليش الحذاء الطائر؟!”
ضحكت وهي تصعد الدرج، وبمجرد أن أغلقت الباب خلفها، سقطت على السرير مجددا.
تنهدت، وحدّقت في السقف:
“كنت اريد فقط ان اذهب الى ذالك العجوز … لكن، سحقًا. كلّه خطأ ميرا الغبي….. انا فقط… فقط…… كنت أعتبرها أخت، صديقة… و لاكن كل شيء انتهى بيننا.”
أغمضت عينيها، وبدأت تتذكّر…
—
ذكريات الإعدادية (فلاش باك)
في السنة الثانية اعدادي انضمت ميرا الى صف لفينيا، كان ميرا جميلة و لطيفة.
بمجرد ان رن جرس نهاية الحصة اكتض الطلاب من حولها، سرعان ما اصبحت تحضى بشعبية في المدرسة…
رغم من ان ميرا تلقت العديد من الاعترافات الى ان عينيها كانت على شخص واحد، الا و هو “ميكل” لاكنه لم يعيرها اي اهتمام مهما حاولت الاقتراب منه او التحدث معه.
كانت دائما ترى فتاة واحد تحوم حوله، و ترى تحول “ميكل” من فتى بارد الى شخص لطيف…
كانت ابتسامته له تثير غيرة ميرا.
اصبحت تكره “لفينيا” و تحسدها. فلفينيا لم تكن فقط صديقة الشخص الذي احبه ميرا، بل كانت فتاة جميل و رائع كان طولها يجعلها تبرز وسط الجميع لتبدو كعارضات الازياء، حتى انها كانت اكثر الفتياة شعبية في المدرسة… متفوقة على ميرا في كل شيء رغم جمالها.
لذا لم تجد ميرا اي طريق سوى استغلال لفينيا، للتقرب من ميكل و الحصول عليه….
و بهذا اصبح الثلاثة اصدقاء.
—
عادت من الذكرى، وفتحت الألبوم، تتفحص الصور…
صورة بعد صورة…
لكن فجأة تجمّدت.
> الصور تُظهر ما حصل أمس.
الضرب، الصراخ، نظرات ميكل، انهيارها…
ثم صور أخرى
صورها في الممرات… وحيدة.
تضحك مع نفسها.
تصرخ في الفراغ.
تتحدث إلى شخص غير موجود و كأنها مجنونة…
وضعت رأسها على المكتب، وأخفت وجهها بين ذراعيها، وصرخت:
“هذا يعني… أني سأبقى وحيدة؟ بدون أصدقاء؟”
صفحة…
صفحة…
حتى وصلت إلى صورة توقّفت عندها لثوانٍ طويلة.
> ميكل وميرا…
يشبكان أيديهما.
ويضحكان.
قالت لنفسها:
“ميكل يكره تشبيك الأيادي… مستحيل.”
لكنها اقتربت من الصورة، نظرت أسفلها…
“20 / 12 / 2009”
شهقت.
“نحن الآن في السابع من نوفمبر…
يعني… بعد شهر، سيبدآن المواعدة؟!”
تراجعت قليلًا، وغمغمت:
“أنا لست منزعجة لأنهما يتواعدان…
لكن من الطريقة التي خانتني بها… سحقا…”
تابعت تقليب الصور…
لكن المفاجأة كانت أن كل الصور التالية، كانت لها مع روكي.
في المكتبة، في المختبر، في الفناء…
يضحكان، يتكلم، ينظفان معًا.
قالت:
“روكي… هو الوحيد الذي لم يتخل عني. في الصور على الأقل… نحن نبدو سعداء.”
ثم قالت بابتسامة حزينة:
“ربما… هو الشخص الذي يحبني فعلًا. يمكن… لما لا يمكنني تغيره او منعه من خيانتي ربما هذا افضل من الهروب….”
التعليقات لهذا الفصل " 7"