كانت لفينيا تهمّ بالخروج من تحت مكتب الأستاذ لتفاجئ ميرا كعادتها بطريقتها الطفولية، المضحكة، التي اعتادت أن تدخل بها الضحك إلى قلوب الجميع.
لكن…
ما سمعته وهي تختبئ، لم يكن مضحكًا.
بل كان خنجرًا صغيرًا… يتوغّل في صدرها، ببطء.
قالت ميرا، بصوت يقطر سُمًا:
“ميكل فتى رائع… لا أفهم لماذا يتسكّع مع تلك الزرافة المزعجة!”
تجمدت لفينيا.
> “زرافة…؟”
تابعت ميرا، وسط ضحكات الفتيات:
“هي ليست جميلة حتى… تتصرف بغرابة، محرجة، حمقاء… خرقاء.”
واشتعل المكان ضحكًا.
أضافت أخرى: “لا تستحق التسكّع معكم… ميكل شعبي جدًا، و انت ايضا، وهي مجرد مزعجة.”
أما ميرا، فألقت القنبلة الأخيرة:
“كل ما في الأمر… أني أقتربت منها فقط لأنني اردت الاقتراب من ميكل. فمهما كنت احاول ان اقترب منه كان يرفضني، لذا استغليتها في الوصول له، و ايضا اردت أن يكرهها.”
كلماتها… كانت كصفعة على وجه لفينيا.
تصلّبت، وعيناها اشتعلتا شررًا.
خرجت من مخبئها فجأة، والابتسامة الساخرة تعلو وجهها:
“ههه… أنا مزعجة؟ قبيحة؟ لا أعلم من التي كانت تلتصق بي كالحلزون، من التي كانت تهتف لي، وتغار من كل شيء أفعله؟!”
ساد صمت مميت.
كانت الفتيات مذهولات.
لكن ميرا، وقفت في المنتصف، وابتسامة غرور ترتسم على وجهها:
“آه… سمعتينا إذًا؟ حسنًا… على الأقل سمعتِ الحقيقة.”
كانت بقيت الفتياة ترتجف من ظهور لفينيا و كأنهم لم يتوقعو ظهورها المفاجئ هذا.
قالت احد الفتياة و هي تمسك بكتف ميرا:
“ميرا اظن انه…. عليك التوقف”.
و لاكنها تابعت تذكّر لفينيا بكل الأخطاء التي اقترفتها، كل لحظة ضعف، كل زلة….
” اجل انت مجرد حمقاء لطالما كرهتك…. “
وفجأة…
انفجرت لفينيا.
صرخت:
“معكِ حق! أنا مزعجة! غبية! حمقاء! لكن على الأقل… لست مزعجة و كاذب و منافقة!”
وانقضّت عليها، تمسك بشعرها، تسحبها أرضًا.
الفتيات هرعن لإيقافها، لكنها…
سقطتهن واحدة تلو الأخرى.
كانت كتلة من النار.
تضرب هذه بيدها و الاخرى برجلها.
صعدت فوق ميرا، وبدأت بضرب وجهها، حتى بدأ الورم يتسلل لوجنتيها، وهي تصرخ في كل لكمة:
التعليقات لهذا الفصل " 6"