5
كانت يداه ترتجفان، حين احتضنني، وكأن دفء جسده يخفي خلفه بركانًا من القلق.
ثم دفعني بخفة على كتفي، وضغط عليّ بذراعيه وقال، بصوتٍ مرتجف:
“أين كنتِ؟ كنت قلقًا عليكِ… لماذا ركضتِ فجأة؟ ماذا حدث؟”
رفعت حاجبي، وتظاهرت باللامبالاة:
“أنت تسأل كثيرًا. كل ما في الأمر أنني لمحت شخصًا أعرفه.”
تأملني لثوانٍ، ثم ابتسم بسخرية:
“آه، مغطرسة كالعادة… ذهبتِ إلى الشاب الجديد، أليس كذلك؟”
كتمت شهقة مفاجئة، وصرخت داخلي:
“ززووووو! كدتُ أفضح نفسي!”
“الفتى الجديد؟ ولماذا أذهب إليه أصلاً؟! هل جننت؟!”
قال، وهو يرمقني بنصف عين: “ميرا قالت إنك كنتِ تركضين خلفه…”
فتمتمت وأنا أشيح بوجهي:
“آه، سحق… ولماذا أركض وراءه على أية حال؟!”
استدرت لأرحل، لكنني توقفت فجأة، ونظرت خلفي، بشيء من الخجل:
“شكرًا… على قلقك علي.”
صمت.
كان المشهد صامتًا، وهادئًا، لكنه كان مثل مشهد من فيلم… كانت ابتسامة لفينيا تلمع في عينا ميكل الذي بدا و كأنه مفتون بها…..
ثم طأطئ رأسه، يخفي خجله، ويقول:
“أجل… أجل. أنا أقلق عليكِ، لأنك… صاحبة المشاكل.”
ابتسمت، وقلت برقة: “أحمق.”
ورد بصوت خافت، وهو يبتعد: “حمقاء.”
“نننن انت الاحمق”
“لا انت الحمقاء”
وحين وصلنا باب منزلنا، التفتنا نحو بعضنا، ضاحكين بصمت، كأننا نعرف أن هذا اليوم سيبقى ذكرى صغيرة في قلبينا.
دخلت غرفتي، وأخرجت الألبوم من الحقيبة.
جلست على سريري، وقلبت الصور.
وهنا… تجمّدت.
صور غريبة، جديدة، لي… في ذلك النُزل المهجور!
“مستحيل… كيف؟ صور جديد ظهرة من العدم!”
لكن ما حيّرني أكثر…
لم يكن العجوز في أي صورة.
تنهّدت.
“ربما… سأطرح عليه هذا السؤال لاحقًا.”
في اليوم التالي، بدأ الصباح بحصة الفيزياء.
المخبر، الرائحة الكيميائية، والمعلمة الحازمة… أسوأ مزيج.
ولسوء حظي، كان شريكي في التجربة هو… روكي.
“لماذا اليوم بالذات؟!”
كنت مرتبكة، يديا ترتعشان بينما أحاول سكب المادة حسب تعليمات المعلمة.
روكي قال وهو يبتسم بهدوء:
“استرخي، لما انت متوترة.”
فجأة قرب يده من يدي ليمسك الحوجلة التي كانت بحوزتي، و لكن ايدينا تلامسة….
من غير ان اشعر ابعدت يدي بسرعة مما تسببا في سكب بعضه فوق الكبريت..
ليسبب … بانفجار خفيف، تطاير السائل الملون على الطاولة، وبدأ الدخان يرتفع.
روكي جذبني بسرعة نحوه، وأنا كدت أتعثر.
“يا إلهي! لقد انفجرنا!”
اجتمع الطلاب حولنا، وعيناي متسعتان كالبومة.
قال روكي وهو يتفقدني بقلق: “هل أنتِ بخير؟ تأذيتِ؟”
“أنا بخير، لكن المختبر صار كأنه مشهد من فلم رعب!”
دخلت المعلمة، بعينين مشتعلتين، وبدأت بالصراخ:
“ما هذا؟! من فعل هذا؟!”
فرفعت يدي كالمعتادة، وقلت:
“ليس خطأنا، بل خطأ مادّتكم المتفجرة! من يدرّس طلابًا بمثل هذه السوائل؟ هل هذا درس أم معمل تفجير؟!”
وانفجر الطلاب بالضحك… حتى روكي نفسه ضحك لأول مرة.
لكن المعلمة لم تكن تمزح.
“ستعاقبين بتنظيف المختبر… وحدك!”
صرخت: “مستحيل! هذا ضد حقوق الإنسان!”
بعد نهاية اليوم، كان الكل مشغولًا.
ميكل في نادي كرة السلة، لا ادري ما الشيء المسلي في كرة برتقالية…..
و من غي، ان اسأل اعلم ان ميرا برفقة زميلاتها يشجعن ميكل….
أما أنا، فكنت أقف في المختبر، وسط الأدوات المبعثرة، أتنهد “سحقا كيف علي تنظيف كل هذا وحدي”…
“هذا جزائي لأنني حاولت أن أكون طالبة جيدة؟!”
ثم… ظهر روكي خلفي، فجأة.
“هل أستطيع مساعدتك؟”
استدرت نحوه بسرعة، وكأنني رأيت ملاكًا، وصرخت بفرح درامي:
“وأخيرًا! شخص رائع! عرض عليّ المساعدة! أنت… أنت منقذي!”
ابتسم بخفة و قال”انا ايضا كنت جزء في هذه الفوضة لذا علي المساعدة”
بدأنا العمل معًا.
و أثناء التنظيف، بدأنا التحدث:
كان روكي يخبرني عن مدرسته القديمة و اصدقاءه بدا في قمت السعادة و هو يخبرني عن يومياته قبل مجيئه لهذه المدرسة…
و دون ان اشعر سألته بفضول “روكي لما انتقلت لهذه المدرسة!؟”.
بدا مستغرب و هو ينظر لي و لاكنه رفض اجابتي عن هذا السأل…
لاشعر بأني فتاة وقحة تماديت في سؤالي لأقول” هاههه انا جد اسفة فقط شعرت انك تحب مدرستك السابقة…..اسف لاني تماديت”
“اسف لاني جعلتك تشعرين بالاحراج كل مافي الامر هو اني لا اريد تذكر ذالك..”
كان لابد علي كسر هذا الجو المتوتر بيننا لذا بدأت اخبره عن اصدقائي هنا و عن الاشياء التي احبها…..
ضحكنا، ووجدنا أنفسنا نتشارك أشياء كثيرة… وللحظة، بدا وكأنه صديق قديم، لا شابًا غريبًا.
“ربما… ليس هو ليس بهذا السوء.”
وحين انتهينا، ركضت للقسم لأخذ محفظتي،كان القسم فارغ من الطلاب….
و بينما انا على وشك اخذ حقيبتي حتى سمعت اصوات تقترب من القسم…
كانت ميرا… وصديقاتها.
“أوه لا، إنهن قادمات!”
اختبأت تحت مكتب الأستاذ، وهمست:
“دعيني أكون شريرة مرة، فقط لأخيفكن.”
كنت معتاد على مثل هذا التصرف الطفولي مع ميرا في العديد من الاحيان….
لكن فجأة…
دخلن إلى القسم، وجلست ميرا على مقعدي، وقالت:
“آه… ميكل فتى رائع. لا أعلم لماذا يحب البقاء مع تلك الزرافة المزعجة دائمًا!”
تجمدت و انا استمع
“أنا… زرافة.. هه هذا لقبي صحيح..اظنها تمزح؟”
قلبي خفق.
لتكمل ميرا القول “اجل انا اكرهها انها مزعجة و حمقاء لا ادري كم من مدة عليا تحملها هي و حماقاتها…”
ضحكات الفتيات امتزجت بذبذبات الغضب في رأسي.
“ميرا… صديقتي..تقول مثل هذا الكلام عني….؟”
لكنني بقيت تحت المكتب، صامتة، اسمع سخرياتهم و ضحيكاتهم عني……
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 5 - ฅ^•ﻌ•^ฅ منذ 4 ساعات
- 4 - ฅ^•ﻌ•^ฅ 2025-09-14
- 3 2025-09-14
- 2 - الالبوم 2025-09-13
- 1 - الصورة 2025-09-13
التعليقات لهذا الفصل " 5"