في اليوم التالي ، ذهبت بولي لـرؤية ثورن و سألته إذا كان يرغب في البقاء و يكون ممثلاً.

بعد تلك الليلة المرعبة ، أصبح ثورن ناضجًا ، و تعافى من الخوف الذي أصابه.

عندما سمع سؤالها ، خفض رأسه و فكر لفترة من الوقت قبل أن يهمس ، “أنا على استعداد لذلك”

ربتت بولي على رأسه و قالت: “يا لك من فتى صالح. اسمي بولي كليرمونت. يمكنك فقط أن تناديني بولي”

احمرّ وجه ثورن و تلعثم و قال: “آنسة كليرمونت”

“ناديني بولي”

أصبح وجه ثورن أكثر احمرارًا ، و أصر على مخاطبتها باسم “آنسة كليرمونت”

لقد صححته بولي مرتين ، لكنها لم تتمكن من جعله يغير رأيه ، لذلك ذهبت فقط مع رغباته.

كان ثورن أكبر سنًا مما توقعت. 

كان عمره 15 عامًا تقريبًا. بدا أصغر من عمره الحقيقي لأنه لم يكن يحصل على ما يكفي من الطعام أبدًا.

شعرت بولي بشفقة لا توصف عليه. 

أولاً ، قدمت له وجبة كبيرة ، ثم طلبت من موظف الفندق أن يقوده إلى الحمام ليأخذ حمامًا و يحلق شعره.

في البداية ، كان ثورن متعاونًا للغاية. 

و عندما وجد أنه يتعين عليه إزالة غطاء رأسه من أجل حلاقة شعره ، احتضن رأسه و ناح بحزن.

أقنعه بو لي لفترة طويلة قبل أن يوافق ثورن و هو يبكي على خلع غطاء رأسه. و مع ذلك ، لن يفعل ذلك إلا إذا كان هو و بولي فقط في الغرفة.

فكرت بولي في الأمر و وافقت.

كانت تكاليف المعيشة في لوس أنجلوس مرتفعة. 

عندما كانت في المدرسة ، كانت تقص شعرها بنفسها.

لم يكن من الصعب حلق شعر ثورن.

استجمع ثورن شجاعته و خلع غطاء رأسه.

و لكي نكون منصفين ، لم يكن مظهر ثورن مخيفًا. 

فقد بدت الكتلة الموجودة على وجهه أشبه بخلل تنسج الجمجمة أو ورم شحمي حميد.

كانت بولي من الأشخاص الذين يشاهدون أفلام الرعب أثناء تناول الطعام. عندما رأت وجه ثورن ، لم ترتعش حواجبها حتى. لقد حلقت رأسه برفق.

كان ثورن يراقب تعبير وجهها بعناية. 

كان غاضبًا من أن عينيها لم تظهرا الاشمئزاز مثل الآخرين ، و أصبح أكثر اعتمادًا عليها. كان يتبعها مثل الظل.

بولي لم تمانع.

كانت تفكر في شيء آخر. لم تكشف السيدة ميرلين أبدًا عن مكان وجود هؤلاء الممثلين المشوهين.

إذا أرادت أن تفتح سيركًا ، كان عليها أن تجد هؤلاء المؤديين. لم تتمكن من العثور على هؤلاء الأشخاص بمفردها.

كانت بحاجة إلى مساعدة إيريك.

و مع ذلك ، أصبح موقف إيريك تجاهها غريبًا بعض الشيء ، و خاصة في اليوم الذي حلقت فيه رأس ثورن. فقد حدق في أصابعها لمدة عشر دقائق على الأقل.

كانت نظراته باردة للغاية ، حتى أنها كادت أن تجمد الهواء.

شعرت بولي بالاختناق قليلاً. هل رأى أن حلاقة رأس ثورن تؤذيه و يعتقد أنها كانت تهين ثورن؟

لا يمكن إلقاء اللوم عليه لأنه يفكر بهذه الطريقة. 

إن قص جزء من شعر شخص ما أو كله كان شكلاً من أشكال الإذلال في بعض الثقافات.

أوضحت بولي على عجل ، “لقد أخطأت الفهم. لم أحلق رأس ثورن لإذلاله. لم يغسل شعره أو يستحم منذ فترة طويلة. إذا لم أحلق شعره المتسخ ، فقد يصاب بقروح مليئة بالصديد على فروة رأسه”

لم يعبر إيريك عن رأيه ، لكن نظراته لم تبتعد أبدًا عن أصابعها.

شعرت بولي بالخوف الشديد من نظراته لها ، و كان قلبها ينبض بجنون.

كانت نظراته غريبة و غير مفهومة. 

حتى لو قطع إصبعها في اللحظة التالية ، فلن تتفاجأ.

لقد أصابها الإلهام ، فسألته بولي: “شعرك أصبح طويلاً بعض الشيء ، هل تريد مني أن أقوم بقصه من أجلك؟”

لقد نظر إليها بتلك النظرة التي لا يمكن تفسيرها و أومأ برأسه بالفعل.

لم تكن بولي تعلم ما كان يدور في ذهنه. 

كان يشعر بالتوتر عندما تنظر إلى يديه ، فلماذا كان على استعداد للسماح لها بقص شعره؟

أخذت قطعة قماش نظيفة ، لفتها حوله ، ثم غمست أصابعها في الماء ، ثم مررت أصابعها المبللة بين شعره.

بدا غير مرتاح للغاية. أغمض عينيه بصعوبة. 

ظلت تفاحة آدم ترتفع و تنخفض مع بلعه.

تذكرت بولي فجأة أنه لم يكن أكبر سنًا من ثورن كثيرًا. 

كان أكبر منه بسنتين أو ثلاث سنوات على الأكثر. 

كان جسده أقرب إلى جسد شخص بالغ. 

كان أطول و أصابعه أطول و تفاحة آدم أكثر بروزًا. و كانت هرموناته الذكورية أقوى أيضًا.

لقد صدمت بولي من أفكارها ، فحاولت قدر استطاعتها ألا تفكر في هذا الأمر و بدأت في قص شعره.

كان شعره كثيفًا و يبدو أنه غسله مؤخرًا. كانت تستطيع أن تشتم رائحة الصابون الخفيفة ، و كان شعره يبدو باردًا و جافًا و نظيفًا.

و كان الشعر عند رقبته قصيرًا و خشنًا و شائكًا بينما كان الشعر في المقدمة ناعمًا مثل فراء حيوان صغير.

و بينما كانت تمرر أصابعها بين شعره ، شعرت بالقشعريرة.

قمعت بولي قلبها المضطرب و قامت بتنعيم خصلات شعره الأمامية.

و في اللحظة التالية ، أمسك بمعصمها فجأة.

تجمدت بولي من المفاجأة.

لقد تركها بالفعل ، و كأنه كان يشير لها بالاستمرار.

أخذت بولي نفسًا عميقًا و قصت شعره الأمامي بالمقص بينما كانت تحاول قدر استطاعتها خلق مظهر متعدد الطبقات. ثم استخدمت شفرة حلاقة لحلاقة شعره على حواف صدغيه.

عندما كانت تحلق شعر ثورن ، كانت في سلام و لم تفكر في أي شيء.

عندما قصت شعر إيريك ، أصبحت أفكارها غريبة بشكل متزايد.

لم تكن تعلم ما إذا كانت تتخيل الأمر فقط ، لكنها شعرت بمزيد من التوتر مع شعر إيريك مقارنة بشعر ثورن ، خاصة بعد أن قامت بقص صدغيه و رأت شعره الأسود القصير و الشبابي.

شعرت بجاذبية غريبة. كان قص شعره يبدو مثيرًا للغاية.

تسارع تنفسها بشكل غريزي.

ربما كان ذلك بسبب العديد من الأشياء التي حدثت مؤخرًا.

كان إيريك هو الرجل الوحيد حولها ، و لهذا السبب كانت لديها مثل هذه الأفكار.

يجب أن تكون بخير بعد بضعة أيام.

بعد أن انتهت بولي من قص شعره ، تراجعت بضع خطوات إلى الوراء. راقبت شعره بعناية و اكتشفت أن مهاراتها كانت جيدة جدًا.

فجأة فك إيريك القماش و وقف للمغادرة.

أوقفته بولي بسرعة و قالت: “انتظر!”

توقف و أمال رأسه قليلاً. 

رأت بولي أن قواعد أذنيه كانت حمراء مثل الطفح الجلدي.

هل كان يعاني من حساسية تجاه شفرات الحلاقة؟

“ما الأمر؟” ، تحدث ليقاطعها و هي تحدق.

عادت بولي إلى وعيها ، “هل يمكنك أن تساعدني؟ لم تخبرني السيدة ميرلين أبدًا بمكان وجود هؤلاء الممثلين المشوّهين. هل يمكنك مساعدتي في العثور عليهم؟”

توقف للحظة ، و أصبح صوته غريبًا بعض الشيء ، “ألا يوجد لديكِ أوليفر ثورن؟”

“ثورن لا يعرف أي شيء” ، شعرت بو لي بالحيرة ، “إنه ليس مثلك. يمكنك دعم السيرك بمفردك”

لم يتكلم إيريك.

تقدمت بولي خطوة للأمام ، و أمسكت بزاوية ملابسه ، و قالت بنبرة متوسلة ، “من فضلك ، أنت ذكي للغاية. أنا متأكدة من أنك تستطيع العثور عليهم بسرعة … ساعدني ، من فضلك؟”

و بعد بضع ثوان ، سحب ملابسه من يدها و غادر.

على الرغم من أنه لم يوافق أو يختلف ، إلا أن بولي كانا واثقة من موافقته.

فكرت ؛ إذن لم يكن لديه سلوك غريب تجاه النساء فحسب ، بل كان لديه أيضًا صعوبة في مقاومة صوت المرأة المدلل اللطيف؟

****

~ شكله إيريك بيحسِّب إنه بولي تبي تجمّع حريم (-_-;) 

الصورة الي تحت طلبت المؤلفة رسمها و نشرتها على موقعها بتبيّن شعر إيريك من الجانب (هحطها بالتعليقات لو عرفت)