فقرصت بولي خدّه بقوّة: “أتظنّني غبيّة؟ أعلم أن أزرار الأرغن تعدّل مستوى الصوت … آه، بالمناسبة، سأخبرك بسر”
اقتربت من أذنه ، و همست: “ليس هذا فحسب بل أجيد عزف البيانو، وأُجيد الغناء أيضًا.”
ثم قرصت وجهه مجددًا، ضحكت، وغادرت غرفة الموسيقى.
استمتعت بولي بمشهد وجهه المذهول، ثم ذهبت لأخذ حمّامٍ دافئ.
لم تكن تعلم كيف فعل إيريك ذلك، لكن بالرغم من قرب المسكن من البحيرة، لم يكن رطبًا ولا باردًا.
وبعد يومين من المكوث فيه، ظلّ لحافها جافًا.
على عكس نيو أورلينز، حيث كان بخار المطر يتسرّب عبر الجدران حتى يجعل الفراش يقطر رطوبة ، حتى أنها عند استيقاظها صباحًا كانت تشعر بقطراتٍ عالقة في القماش.
بعد الاستحمام، خرجت بولي إلى غرفة المعيشة، تمسح شعرها المبلّل.
كان إيريك يجلس أمام البيانو، رأسه مُنخفضٌ قليلًا، يتأمّل مفاتيح العاج، غارقًا في أفكاره.
ويبدو أنه استحمّ كذلك؛ فقميصه الأبيض التصق بجانبه المبلّل، وياقته مفتوحة، كاشفةً عن الأخاديد والأوردة المتشابكة على صدره.
وحين التقت عيناهما، أشاح بوجهه غريزيًّا، لا يريدها أن ترى نصف وجهه المشوّه.
وهذا تحديدًا ما كانت بولي تعشقه فيه.
فكلما هرب من نظراتها، راودها حنينٌ لأن تذهب وتقبّل هذا الجانب منه.
وفي هذا تحديدًا كانت دائمًا جريئة، تفعل ما يخطر لها فورًا.
فمشت نحوه، وقبّلت نصف وجهه المُشوَّه.
“بمَ تفكّر؟”، همست، وقد لفت ذراعيها حول عنقه.
ومع قُبلةٍ واحدة منها، احتقنت شحمة أذنه، ووجنتاه، وعضلات صدره، بلونٍ ورديٍّ خافت.
رمشت بولي بأهدابها و همّت بتقبيل عنقه مجددًا.
فإذا به يمسك بذقنها فجأة: “لماذا لم تخبريني من قبل؟”
كانت تعرف ما يقصده لكنها تظاهرت بالغباء: “بماذا؟”
“أنكِ تجيدين الغناء.”
ابتسمت: “لست محترفة … غنائي عادي. حضرت فقط بعض المخيّمات الموسيقية الصيفية… المسرحيات الغنائية تشبه الأوبرا الخفيفة. متطلّباتها أقل صرامة من الأوبرا التقليدية، وأنماطها أوسع. أنت تعرف موسيقى النحاسيات عند السود، الأوبرا لا تسمح بها… أما المسرحيات الغنائية، ففيها كل الأنواع.”
رمقها طويلًا، ثم قال: “مثل؟”
شعرت بولي بحرجٍ غامض.
رغم أنها لا تحب الحفلات ولا الاجتماعات، إلا أنها لم تكن تخاف من الوقوف على المسرح. سوى عرضها الأول … كانت دومًا طبيعية.
وبالنسبة لها كان الغناء مهنة، وطريقة للهروب من الواقع.
في الغناء، لم تكن مضطرةً لأن تكون “بولي”.
لكن مذ التقت إيريك ، بدأت تحب كونها “بولي”. تقبلت عيوبها، رغباتها، حتى غرورها الذي يهاب الجميع الاعتراف به.
وعشقت ذاتها الحالية ولم ترغب أن تهرب منها مجددًا.
لكن مجرد فكرة الغناء أمام إيريك … جعلتها قلقة.
فهو شخصٌ متطلّبٌ حدّ الجنون في الموسيقى ، ماذا لو خيّبت ظنّه؟
كانت تعرف مستواها، فلو كانت موهوبةً بحق، لما أمضت سنواتها كشخصية جانبية.
“اسمع … لنتّفق من الآن …” ، قالت بنبرةٍ فيها رجفة بسيطة ، “مهما غنيت … لا يجب أن تنتقد”
سكت لحظة، ثم قال: “لن أنتقد.”
وخطر في ذهنها أغنية كلماتها مثاليّة لتغيظه.
فغمزت: “إذًا … رافقني”
و أومأ.
لم يطلب منها نوطةً موسيقية ولا حتى أن تدندن اللحن مسبقًا. على الأغلب كان ينوي الارتجال.
تبًا، كيف عرف أنها تحبّ ارتجاله بهذا الشكل؟
أغمضت بولي عينيها، وأخذت نفسًا عميقًا ثم نظرت إليه بمكرٍ لطيف: “… أحيانًا أكون على حقّ … أحيانًا مخطئة … لكنه لا يهتم …”
كانت هذه الأغنية من المسرحية الشهيرة شيكاغو.
بطلتها تقتل عشيقها، وتحاول إقناع زوجها بالكذب لإنقاذها.
في البداية، تغرق البطلة في حبّ زوجها الأعمى ويعبق كلّ مقطعٍ بحلاوةٍ رخيمة.
لكن لاحقًا يتبيّن أن الزوج أحمق، فيشي بها أمام الشرطة.
تغضب البطلة وتتحوّل الأغنية إلى هستيريا.
وكانت بولي تتساءل هل سيستطيع إيريك مرافقتها حينها؟
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 106"