كانت تعرف أن تسلا تحدّث عن تأثير الحقول المغناطيسية على الزمن.
ذاك الرجل الذي صعقته ٣.٥ مليون فولت كهرباء، وزعم أنّه رأى ماضٍ وحاضرٍ ومستقبلٍ في لحظة.
ظنّته محض خرافة … لكنه يطابق ما اختبرته.
مذهل.
ومع ذلك …
ما أثار فضولها أكثر ، هو تصميم هذا المسكن.
فشدّت على يده ، و ابتسمت: “إذًا … أرِني”
نظر إليها طويلًا …
ثم سار إلى الجدار ، و ضغط آلية خفيّة.
طوال الطريق … كان يحدّق بها بنظراتٍ قاتمة لزجة، نظرات جوعٍ حبيس … كأنّه يريد التهامها.
لكنها لم تبالِ.
قبّلته و ألحّت عليه أن يتقدّم.
كان تصميم المكان مذهلًا …
بُني بين جدارَين سميكين يشكّلان أساس الأوبرا.
كلّ جدار … سدّ إسمنتي، طوب، ثم طبقة إسمنت سميكة، فطوبٌ آخر بعرض أمتار.
والبحيرة حولها حاجز طبيعي.
ليلاً يغمرها ضبابٌ كثيف.
لن يستطيع أحد بلوغها دون معرفة الطريق … سوى إيريك.
أحبّت بولي هذه العزلة.
مثل كوخٍ مجهول وسط عاصفة ، أو فيلا زجاجية على حافة جرف … مكانٌ خارج العالم.
كان في الداخل ممرّ حجري طويل.
على جدرانه كل مترين شمعدان فضيّ.
و الشموع تتراقص ضوءًا باهتًا.
أمسك إيريك يدها، وفي اليد الأخرى فانوس.
أرادت بولي أن تمشي بمحاذاته …
لكنه جذبها لصدره ، و ضغط على خصرها: “لا تتحرّكي.”
لم تعترض.
واصل السير.
حتى بلغ صالة استقبال.
فوجئت …
توزيع الأثاث مطابق تمامًا للفيلا في نيو أورلينز.
ثلاث نوافذ طويلة ، بستائر مخملية حمراء.
ثريا تتدلّى.
بيانو ضخم ، و على منصّته دفتر نوتة، بلا نوتة.
بل رسومات لوجهها بمختلف الوضعيات.
اختنقت.
كادت تبكي.
تمتمت:
“يمكنني … رؤية تلك النوتة؟”
قال: “غرفتكِ أولًا.”
لم تهتم.
مرّت معه عبر ممرٍ آخر.
ثم إلى غرفة النوم.
فوجئت بغرفتان.
إحداهما نسخة مطابقة لغرفتها في نيو أورلينز.
حتى موقع المدفأة.
لكن بلا مدخنة.
فتحت خزانة الملابس الجديدة.
جربت إحدى الملابس – كانت قصيرة عليها.
تنهّدت: “خسارة … كلها جميلة”
قال: “سأصنع غيرها.”
بالفعل لم يكن يحب أن ترتدي ما لا يصنعه بيده.
لو رأى خزانة أزيائها الحديثة ربما جُن.
لكنها آثرت الصمت.
عقله هشّ الآن.
ثم ظهر باب جانبي.
كانت غرفته.
دخلت و توسّعت عيناها.
… لم تكن غرفة نوم.
كانت … غرفة ميّت.
ديكور الصالة لكن النوافذ مغطاة بقماش أسود.
لا أثاث.
في المنتصف تابوتٌ خشبي أبيض.
فوقه شُرفة من قماشٍ خمري.
اختنق صدرها.
في الرواية نام في تابوت.
لكن رؤيته بالعين شيء آخر.
ظنت أنه تغيّر.
لكن بعد كل هذا عاد إلى أوبراه ، و تابوته.
تمتمت: “لماذا تنام هنا؟”
همس: “بسببكِ.”
شهقت.
لا شموع.
لا مصابيح.
فقط عيناه …
تتلألآن كحيوانٍ جائع.
“ثلاث سنوات لا أستطيع النوم إلا في تابوت”
ثم أمسك ذقنها، وضغط بإبهامه على شريانها.
كأنّه يتحسّس نبضها ليتأكّد أنها هنا.
همس بصوتٍ مبحوح: “لو لم تطلبي مني الانتظار ، كنتُ دُفنت معكِ يوم موتك”
توقّف نَفَسُها.
شعرت بإبهامه يرتجف فوق عنقها كأنّه استفاق من كابوس.
و أدرك أخيرًا أنّه ما زال حيًّ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 104"