1
الفصل الأول
هذه روايه خياليه ليس لها صله بالواقع …….
ذلك اللون الأحمر الذي حفر في ذاكرتي، وتلك النيران التي تنهش جسدي، وصراخي الذي رغم علمي أنه لن يغير ما يحدث فإنّي ما زلت أطلب الرحمة، رغم أني لم أعطها لأحد.
أم لأن الصورة اكتملت أمام عيني عندما تحول جسدي إلى ذلك اللون الأسود؟ لقد كنت وحشًا يستحق هذه النهاية… هل كان سيتغير شيء إن سمعت كلماته؟ لقد فات الأوان للندم بالفعل منذ وقت طويل.
هكذا أغلقت عينها وسط ألسنة اللهب الحارقة، وانتهت معاناتها عن عمرٍ يناهز 47، لكنّها لم تعرف أن هذه لم تكن نهايتها بل مجرد البداية لما هو قادم .
لتتحرك عقارب الزمان وتعِيدك إلى ما فات ولم ينقضِ…
قبل 15 عامًا
هذا اليأس والألم — فتحت عينها لتجد نفسها خارج ذلك الكابوس. كانت تتعرق بشدة، بينما ترتجف وتنظر حولها؛ دون أن تدرك وضعها حتى فتحت أبواب الغرفة بقوة ودخلت مسرعة إلى الداخل.
طفلة صغيرة ترتدي ملابس المدرسة بشكل أنيق، ويتأرجح شعرها معها بلطف.
في تلك اللحظة التي رأتها فيها شعرت كأن كل شيء حولي توقف؛ تبدد كل شيء: الماضي والحاضر.
دخلت الخادمة خلف الطفلة وهي تهرول.
«سيدتي الصغيرة، لا تزعجي السيدة، هيا بنا.»
حاولت الخادمة أن تأخذ الفتاة، لكن الفتاة دفعتها واقتربت أكثر من إليانور وهي تنظر بعيون متوسلة تحملان لمعان البراءة.
«أمي، لقد وعدتني أنك ستوصلينني اليوم إلى المدرسة بالفعل، لكنها تقول إنك لن تفعلي ذلك.»
أشارت إلى الخادمة بيديها الصغيرتين متذمرة.
لكن إليانور لم تسمع أيًا من هذا؛ كانت تراقب ما يحدث أمامها ولم تفكر سوى في شيء واحد: كم تريد أن تلمس تلك الأيدي الصغيرة، وتقبّل ذلك الوجه اللطيف، وتحتضن تلك الطفلة… ابنتها.
تدخلت الخادمة لتُبعد الصغيرة مرة أخرى.
«آسفة سيدتي، سأخذ السيدة الصغيرة الآن.»
لكن إليانور لم تهتم بما تقوله، بل فعلت ما أرادت أن تفعل: احتضنت طفلتها بين ذراعيها بشدة. ورغم خوفها من أن يتحول كل شيء إلى سراب بمجرد الاقتراب، إلا أن كل ذلك تلاشى مع مهب الرياح حين شعرت بذلك الدفء.
كم افتقدت هذا الشعور…
«أمي…»
همست الفتاة بتعجب وسط هذا الموقف،
مما جعل إليانور تنظر إليها وهي تمسح دموعها العاطفية، ثم ابتسمت وأجابت على تلك العينين المتسائلتين، بينما تمسح خدي ابنتها برفق:
«نعم، حبيبتي.»
نظرت الطفلة وعبست بحزن:
«هل تبكين بسببي؟ لأني أزعجتك وأنت متعبة؟»
حرّكت إليانور رأسها نافية:
«لا، مستحيل أن أنزعج منك يا عزيزتي. من أخبرك أني أشعر بالانزعاج منك؟»
«ميسا أخبرتني.»
أشارت إلى الخادمة التي كانت لا تزال تقف في الخلفية.
حينها حرّكت إليانور نظراتها التي امتلأت، في لحظة، بالقسوة والبرود:
«هل ما زلتِ هنا؟»
ارتعشت الخادمة من تلك النظرة، ثم خرجت من الغرفة بعد انحناءةٍ صغيرة.
بينما التفتت إليانور لتنظر إلى طفلتها مرة أخرى، ثم حملتها بين ذراعيها وجلست على الفراش.
«عزيزتي، مهما حدث فمن المستحيل أن أنزعج منكِ أبدًا، وإن أخبركِ أحد بغير هذا فهو كاذب. هل تفهمين؟»
أومأت إيريس برأسها الصغير:
«إذًا، أمي… هل ستأخذينني إلى المدرسة اليوم؟»
تظاهرت إليانور بالتجهم:
«في الحقيقة لا أعلم، فـ إيريس تجلس في حضن أمها، مما سيجعلها تتأخر عن ارتداء ملابسها للذهاب إلى المدرسة.»
نهضت الصغيرة سريعًا وتحدثت بصرامة وهي تتجه إلى خارج الغرفة:
«لا، لن نتأخر! سأنتظر أمي بالأسفل، وعلى أمي أن ترتدي ملابسها بسرعة حتى لا نتأخر.»
ابتسمت إليانور وهي تنظر إلى الباب الذي أغلقته طفلتها.
ثم ذهبت للاستحمام والاستعداد…..
وقفت إليانور أمام المرآة في غرفة الملابس بعد ارتداء ملابسها، كانت تفحص انعكاسها بتمعن.
لقد كانت هي، ولكنها لم تكن هي؛ لم تعد ترى ذلك الانعكاس المتغطرس المغرور، المرأة التي كانت تملك كل شيء، بل رأت ندوبًا وجروحًا والنيران التي تنهش جسدها حتى الموت.
فجأةً عادت تلك اللحظة لترتسم أمامها كمشهد حي…
وقفت إليانور على حافة الجحيم تشاهد تلك الأرواح تصرخ من الألم والعذاب الذي كانت تستحقه.
وحين حان دورها، وقفت أمام ذلك الكائن الذي أمامها.
«لِمَ عليَّ أن أكون مثلهم؟ ألم أدفع الثمن بما يكفي؟ ألم أُعاقَب؟ لقد فقدت كل شيء بالفعل، ألم أُعذَّب بما يكفي؟ لِمَ عليَّ أن أعاني أكثر؟»
صرخت بما يتغلغل في روحها المحطمة.
لم يرمش حتى، بل رد بهدوء:
«لقد جعلتِ أكثر من روح تصرخ تلك الصرخات التي صرختِها، ودهستِ بقدمكِ، وجعلتِ الكثير يفقد ما يملكون دون أن ترمش عيناكِ حتى. كيف لكِ أن تجرؤي على طلب الرحمة؟»
سقطت على ركبتيها وهي تنظر إلى يديها المشوهتين، لم ترَ غير الدم — الذي لم يكن له وجود — يقطر منهما. لقد كانت يداها ملوَّثتين بالفعل بذنوب الكثير.
«أعلم… فقط للحظة اعتقدت أن هذا الكابوس سينتهي.»
همهمت وهي تقف على حافة الجحيم.
«تلك أمنية كل ظالم.»
أمسك ذلك الكيان الأسود برقبتها من الخلف ليسقطها في جحيمها الخاص بروحها الظالمة… بينما أغلقت عينيها متقبلةً مصيرها أو مستسلمةً لما صنعته بيديها.
همس صوت ذلك الكيان البارد عند أذنيها:
«لكن يمكنني تغيير تلك النهاية إن أردتِ.»
ارتطم جسدها بالأرض عندما ألقاها بعيدًا عن الحافة، وابتسم بينما يقترب ببطء، تعلو وجهه المظلم ابتسامة مغرية تجعل ذوي العقول السليمة يرتعدون أمام كيان مظلم مرعب مثله.
«سأعيدكِ إلى الماضي لتصحيح سير الأمور، لكن ليس لصالحكِ بل لصالح روح أفضل من روحكِ العفنة، وفي المقابل لن تُبصر روحكِ الجحيم.»
رفعت إليانور رأسها؛ كان قلبها يرتعد مما يقف أمامها ومن هذا الاتفاق الذي قد يفعله بها، لكن صرخات الأرواح التي كانت تحترق في الجحيم غطّت على صوت قلبها وجعلتها تقبل هذا الاتفاق المجهول.
«ما هي الروح التي يجب أن أنقذها؟ وماذا سأحصل بالمقابل؟»
اتسعت ابتسامة صاحب الثوب الأسود لغطرستها ثم قال:
«سأعطيكِ نهايتين جيدتين، وكلٌّ منهما ستكون حسب أفعالكِ….»
Chapters
Comments
- 1 - قبل 15 عام منذ 11 ساعة
التعليقات لهذا الفصل " 1"