3
مر يومي الدراسي بشكل ممل
مجرد أساتذة يعرفون بأنفسهم و بالمادة التي سيقدمونها
أجواء لا تناسبني لأن باقي وقت الحصة يصبح فقط ضوضاء الطلاب
و مع نهاية اخر حصة أصبحت الساعة الواحدة مساءا
اتصلت بكمال و ماهي إلا بضع رنات حتى أجاب قائلا
أهلا يا سراف ما الأخبار _
(سراف) بخير و الحمدلله … أخبرني متى تنتهي حصصك لليوم
(كمال) لم أدرس سوى الحصة الاولى ثم خرجت أتجول مع بعض الأصدقاء … إن الوضع لا يطاق
(سراف) حسنا إذن لا داعي للقدوم لإيصالي … سأعود لوحدي
(كمال) حسنا أراك لاحقا مع السلامة
أغلق سراف الخط و بدأ يتمشى حتى خرج من الجامعة و ركب الحافلة
كان المكان مكتظا للغاية لكنني تمكنت من الجلوس بأحد المقاعد بجانب الباب
في الطريق لاحظت أن الفتاة الواقفة بجانبي تظهر تعابير لعدم الإرتياح
اكتشفت بعدها مباشرة أنها تتعرض للمضايقة من قبل شخص ما
لقد كان كهلا في الخمسينيات من عمره أصلع الرأس و لديه لحية رمادية غير مرتبة دون ذكر ملابسه
فقد كان يرتدي قميصًا أبيض شابته القذارة حتى اصفرّ لونه، وقد لطّخته بقعة جافيل واضحة تزيده بشاعةً فوق بشاعة. على جسده سروال جينز أزرق غامق، يعلوه حذاء أسود بالٍ، مهترئ الأطراف، كأنّه شاهدٌ صامت على عمر طويل من الإهمال والانحدار
في معظم الأوقات أتجنب التدخل في ما لا يعنيني لكن
سأستفرغ لو واصلت النظر هكذا
نهض سراف من مقعده و قال مخاطبا الفتاة بابتسامة خفيفة
_ عذرا يا أختي … تفضلي و اجلسي بمقعدي
نظرت الفتاة له و كأنها تشكره من الداخل و ردت عليه قائلة
_ اوه شكرا جزيلا لك يا أخي
و جلست الفتاة مكان سراف
حينها لاحظ سراف تعابير الخيبة الواضحة على وجه الكهل
فقال له بنظرة حادة
_ ما الأمر يا سيدي أهنالك خطب ما
رد عليه الرجل بتردد و هو يتلعثم بالكلام
ل…لا … لا يوجد
و نزل المنحرف في المحطة الموالية
بعد مرور حوالي العشرين دقيقة وصلت لمنطقتي
نزلت من الحافلة و بدأت أتمشى حول الحي بحثا عن أي مكان قد يقبل بي كموظف عنده
و أول ما قابلني هو سوبرماركت
دخلت له و اتجهت مباشرة لصندوق الدفع حيث تواجد أمين الصندوق
طلبت منه أن يستدعي المدير و بالفعل ماهي إلا لحظات حتى خرج من غرفة العمال بالخلف رجل أصلع ممتلئ الجسم و يمتلك شارب مضحك الشكل و قميص مرتب عليه بطاقة صغيرة مكتوب عليها (م.لزهاري)
تقدم بضع خطوات نحوي و قال متسائلا بصوت خشن
_ ماذا تريد يا فتى
(سراف) مرحبا يا سيدي أنا ادعى سراف طالب جامعي و أحتاج عملا بدوام جزئي إذا أمكن
بدأ المدير يفكر متلاعبا بشاربه ثم نظر إلي من الأسفل إلى الأعلى بنظرة حادة ثم قال
_ متى تكون متفرغا
(سراف) من العصر
(م.لزهاري) ما رأيك بالعمل من الرابعة مساءا حتى منتصف الليل
(سراف) و الراتب
(م.لزهاري) 30.000 دج للشهر
(سراف) اجعله 50.000 دج
أحس المدير بالإهانة لطلبه هذا المبلغ فغضب و قال
_ أتمزح معي يا ولد … هذه ال50.000 دج عامل بدوام كامل لن يتحصل عليها كراتب أولي
(سراف) ما رأيك إذا ب 45.000دج
(م.لزهاري) أستطيع جعلها 35.000 دج على الأكثر
(سراف) سيدي 40.000 دج و سأعمل حتى الثانية صباحا ما رأيك
فكر م.لزهاري قليلا ليبتسم بغرور و يقول
_ موافق و ستبدأ من اليوم
وافق سراف و غادر المحل و علامة الإنتصار بادية على وجهه
لما اقترب من بنايته رأى عددا كبيرا من الناس المتجمعين حول شيء ما
اقترب أكثر ليرى دعاء ابنة السيد أحمد من بين المتجمهرين
كلمها سراف بإستغراب
_ أهلا ما سبب هذا التجمع الكبير
التفتت له دعاء و قالت
_ اوه أهلا يا جاري في الواقع ليس بالأمر الكبير … يوجد شاب مغمى عليه بجانب مكب النفايات و الناس يحاولون إيقاظه برش بعض الماء في وجهه
استغرب سراف و شق طريقه بين الأكتاف والأجساد المتدافعة، حتى وصل إلى حيث استلقى شابٌ مغمى عليه. كانت الأرض مبتلة حوله ببقع داكنة، بينما وقف رجلان يحاولان إفاقته برش الماء على وجهه، وآخرون يلوّحون بقطع قماش أو يبحثون عن وسيلة لإسعافه.
غير أن سراف، بعينه الفاحصة، التقط تفاصيل لم ينتبه لها غيره؛ الشاب كان يرتدي ملابس تغطي كامل أطرافه بإحكام، وكأن البرد ينهش جسده، مع أن الجو لم يكن سوى معتدل لا يبرر كل ذلك الثقل من الثياب. وعلى وجهه التصقت بقع قيء داكنة تميل إلى الحمرة، كأنها مشوبة بخيوط دم.
لكن أكثر ما أوقف أنفاس سراف للحظة، هو لمحة عابرة عند رقبة الشاب: جزء صغير لعلامة صفراء غامقة يطل من بين طيات قميصه الممزق. ارتجف داخله وهو يتذكر شيئًا ما… ثم، مدفوعًا بالفضول والذعر في آن، اندفع نحوه. أمسك قميص الشاب بقبضته وشدّه بعنف حتى تمزق، لينكشف الصدر أمام الجميع.
فاحت رائحة نتنة، رائحة تشبه العفن الرطب الخارج من باطن الأرض. وظهر الجسد مغطى ببقع صفراء باهتة وأخرى قاتمة تميل إلى الحمرة، متناثرة على طول جلده. في بعض المواضع، كانت الحشرات تتجمع بفظاعة؛ ذباب أزرق لامع، وذباب أخضر معدني، ومعها يرقات صغيرة تلتصق بجلده كأنها وُلدت هناك. كانت تلك نفس الحشرات التي تعيش عادة في باطن التراب، تحوم حول الجثث المتفسخة.
علا صراخ النساء فورًا، أصوات حادة اخترقت الجو، بينما تجمدت ملامح الرجال وارتسمت على وجوههم علامات الرعب والذهول، حتى كاد بعضهم يتراجع للوراء.
اقترب أحدهم، مدفوعًا بفضول غبي أو ربما شجاعة متهورة، ومد يده نحو جسد الشاب قائلاً بصوت مرتعش:
ــ “كيف له أن يكون حيًّا مع كل هذا؟”
لكن قبل أن تلمس أصابعه الجلد، دوّى صوت سراف صارخًا:
ــ “توقف! لا أحد يلمسه… إن مرضه معد!”
ساد صمت مرعب للحظة، ثم بدأ الجميع يتراجع بخطوات متسارعة، وكأن الأرض تحت الشاب أصبحت لعنة. كلمات سراف ترددت في عقولهم، خاصة وهو يتذكر ما قالته له الفتاة في الجامعة، تلك التحذيرات الغامضة التي لم يأخذها بجدية إلا الآن.
وفي خضم هذا التوتر، شقت صافرات سيارات الشرطة والإسعاف الهواء. اقتربت الأضواء الزرقاء والحمراء، لتملأ المكان بأجواء طارئة. هرع المسعفون بملابسهم البيضاء وقفازاتهم، رفعوا الشاب بحذر على الحمالة المعدنية ودفعوه نحو سيارة الإسعاف، بينما كان سراف يصرخ محذرًا:
ــ “لا تلمسوه بأيديكم! استعملوا القفازات… لا تقتربوا من جلده!”
لكن الشرطة تدخلت، دفعت سراف إلى الخلف وأحاطت به، مانعة إياه من الاقتراب أكثر. انحصر صوته بين صرخاته وهدير المحركات، فيما انطلقت سيارة الإسعاف مسرعة تحمل معها الشاب، تاركة خلفها وجوهًا مرتعبة وأسئلة معلقة في هواء ملوث برائحة القيء والعفن.
بعد ساعات من الاستجواب المرهق مع الشرطة، حيث امتلأت رأسه بالأسئلة والشكوك والوجوه المتجهمة، عاد سراف إلى شقته بخطوات بطيئة وثقيلة. فتح الباب بهدوء، وكأن ضجيج الخارج ما زال يلاحقه. رمى حقيبته على الكرسي، واتجه مباشرة نحو المطبخ، بحثًا عن شيء يعيد له توازنه.
فتح باب الثلاجة، الهواء البارد لامس وجهه، عيناه سقطتا على كيس صغير يحوي بعض قطع صدر الدجاج النيء. أخرجه، وضعه على الطاولة، ثم مد يده نحو الخزانة، يتفقد الأبواب واحدًا تلو الآخر حتى وجد كيسًا من الأرز المفوّر. ابتسم بخفة، كأن معدته تذكّره بواجبها، فأخرج قدرًا متوسط الحجم، وطبق القاعدة البسيطة: كأس رز مقابل كأسين ماء. ملأ الكأس مرة واحدة فقط، وأسقط المكونات في القدر ثم وضعه على النار، يغلي على مهل.
بينما كان الأرز يطبخ، التفت إلى قطعة صدر الدجاج. أخذ سكينه وقطعها شرائح صغيرة، ليضيف عليها ملعقة كبيرة من الخردل، ورشات من الفلفل الأسود، وضغط نصف ليمونة فوقها. أضاف جبنًا قليل الدسم، ثم غطى الطبق وأدخله إلى المجمّد لبضع دقائق، وكأنه أراد أن يثقل نكهتها بالبرودة.
انتقل للخطوة التالية. أخرج قدرًا آخر، وضعه على نار هادئة مع لمسة زيت رقيقة. قطع ربع حبة بصل إلى شرائح دقيقة جدًا، حتى صارت تكاد تذوب تحت السكين، وأسقطها في الزيت. راقبها وهي تتحول تدريجيًا إلى لون ذهبي شفاف، فأضاف نصف حبة طماطم مطحونة ونصف حبة فلفل حلو مقطعة إلى مكعبات صغيرة. ترك المزيج يتمازج قبل أن يرمي فيه قطعتين أو ثلاثًا من شرائح الجبن الخاصة بالبرغر. وما إن بدأ الجبن يلين، أضاف قطرات من الماء حول الحواف وغطى القدر، تاركًا الرائحة الكثيفة تتسرب من الغطاء.
من جهة أخرى، كان الأرز قد استوى. أطفأ النار، سحب القدر بحذر مستخدمًا طرف قميصه بدل الممسك الساخن، ثم وضعه على جانب الطاولة. أخذ مقلاة حديدية، وضعها على نار قوية مع قليل جدًا من الزيت. أخرج صدر الدجاج المتبل من المجمّد، وأسقط أول قطعة على المقلاة. انطلقت الرنة المعروفة، تلك الطقطقة التي يرافقها دخان خفيف وصوت يشبه الموسيقى. أضاف باقي القطع وقلبها بسرعة دقيقةً بعد أخرى، حتى تغير لونها إلى برتقالي غامق مائل للاحمرار.
أطفأ النار، نقل قطع صدر الدجاج إلى قدر الصلصة، وخلطها جيدًا حتى تشبعت كل قطعة بمزيج الجبن والبصل والطماطم. أطفأ النار نهائيًا، وأخذ نفسًا عميقًا من الرائحة التي ملأت المطبخ.
مد يده مجددًا نحو الخزانة، هذه المرة بحث عن طبق مختلف. اختار صحنًا مزخرفًا بحواف زرقاء رقيقة. وضع فيه كمية من الأرز الأبيض، ثم سكب فوقه الصلصة الكثيفة وقطع صدر الدجاج المتلألئة بالزيت. كلمسة أخيرة، قطع فص ثوم إلى شظايا صغيرة، ونثرها على الوجه قبل أن يخلط الكل بحركة سريعة.
توجه نحو الثلاجة، سحب منها مشروبًا غازيًا تركه كمال ليلة البارحة، وأخذ الصحن والمشروب إلى الصالة. وضعهما على الطاولة، جلس، أسند ظهره قليلًا إلى الأريكة، وبدأ يتناول طعامه على مهل، بينما إبهامه يقلب بلامبالاة في شاشة هاتفه، يبحث عن أي خبر جديد يشرح ما عاشه قبل ساعات… أو ربما يلهيه عنه.
بعد انتهاءه يضع الطبق مع باقي الأواني المتسخة في المطبخ و يغادر المنزل نحو العمل
وصل للسوبرماركت و اتجه مباشرة نحو غرفة العمال
دخلها ليجد موظفا اخر جالس بكرسي يسمع الأغاني بجواله
(سراف) السلام عليكم أنا سراف أعتقد أن مديرك قد أخبرك بقدومي
أوقف العامل الموسيقى و نهض من الكرسي ليسلم على الشاب
(العامل) و عليكم السلام … نعم أخبرني المدير بقدومك و أنا هنا كي أخبرك بما عليك فعله
و بعد أن شرح له ما عليه فعله غادر العامل تاركا المحل تحت اشراف سراف
لكن ليس له حرية فعل ما يريده لتواجد كاميرات مراقبة
مرت الساعات الاولى بشكل عادي
حيث جاء السيد أحمد لشراء بعض الحاجيات و باركني على ايجادي لوظيفة
أما كمال فلم يحضر و عند محاولة الإتصال به كان مغلق طوال الوقت لذا تركته وشأنه
كنت غارقاً في شرود طويل خلف طاولة المتجر، أراقب عقارب الساعة وهي تزحف ببطء شديد نحو منتصف الليل. الجو ساكن، لا يُسمع فيه سوى الطنين الخافت لمصباح قديم، وأنفاسي التي بدت أثقل من المعتاد. أفكاري تتنقل بلا ترتيب: مرةً أتأمل السلع المرتبة فوق الرفوف كأنها حراس صامتون، ومرةً أستعجل اللحظة التي أطفئ فيها الأنوار وأعود إلى شقتي.
لكن ذلك الشرود انقطع فجأة حين اندفع باب المتجر بصوت مزعج، ودخل بعض المراهقين بشكل صاخب. ضحكاتهم العالية اخترقت الصمت، تصرفاتهم فوضوية لا تُطاق. أحدهم أشعل سيجارة ونفث دخانها في أرجاء المكان، والآخر تفوح منه رائحة خمر حادة كأنها غطاء ثقيل يلتصق بالهواء. البقية كانوا يتنقلون بين الرفوف، يتمايلون ويدفعون بعضهم بعضاً بتهور، يعبثون بالبضائع بلا اكتراث. اكتفيت بالصمت، أراقبهم من خلف الطاولة دون أن أنبس بكلمة.
بعد لحظات بدت طويلة، غادروا المتجر أخيراً من غير أن يتسببوا بفوضى حقيقية، وبقيتُ واقفاً أستمع إلى صدى ضحكاتهم وهي تتلاشى شيئاً فشيئاً.
حين بلغت الساعة منتصف الليل تماماً، أطفأت الأنوار وأقفلت الباب بإحكام، ثم خرجت إلى الشارع. الهواء كان بارداً يلسع وجهي، والمدينة بدت شبه خالية، لا يُسمع فيها غير وقع خطواتي المنتظمة. المصابيح المتفرقة كانت ترسم بقعاً صفراء على الأرصفة، تاركة بين كل بقعة وأخرى ظلالاً ثقيلة تزيد من شعور الوحدة.
سرت متجهاً نحو شقتي، حتى مررت بأحد الأزقة على يساري. كان مظلماً تماماً، ومع ذلك تسرب منه صوت ضوضاء غير واضحة. لم أهتم كثيراً، واكتفيت بمتابعة طريقي، لكن الأمر تغيّر حين اخترق السكون صوت صارخ من داخله:
“أجننت أم ماذا؟!”
توقفت للحظة، التفت برأسي، ثم واصلت السير محاولاً إقناع نفسي أن ما يحدث مجرد شجار عابر. لكن لم يطل الأمر حتى خرج من عتمة الزقاق أحد أولئك المراهقين الذين دخلوا المتجر قبل ساعات. كان يركض باتجاهي، الذعر بادٍ على وجهه، يصرخ طالباً المساعدة. غير أن سُكره كان واضحاً، فخطواته متعثرة، يتمايل يمنة ويسرة، يسقط ثم ينهض، وكأن جسده يخذله في كل خطوة.
لم أحاول مساعدته، إذ اعتقدت أن ما يحدث له ليس سوى نتيجة سُكره، وأن خوفه مجرد وهم. غير أن شكّي انقطع حين خرج رجل آخر من نفس الزقاق بسرعة كبيرة. لم أتمكن من رؤية ملامحه بسبب الظلام، لمحت فقط هيئته وهو يتقدم بخطوات حثيثة. قلت في نفسي إن الأمر قد لا يعدو كونه مشاجرة عادية مع شخص أغضبه صخبهم أو أيقظه من نومه.
لكن الحقيقة ظهرت سريعاً: أمسك الرجل بالمراهق المنهك، وانقض عليه بعنف، ثم غرس فمه في رقبته. تحولت صرخات المراهق إلى أصوات اختناق وأنفاس ثقيلة، ثم تلتها أصوات مضغ بطيئة وغريبة.
تجمدت في مكاني، كأن الأرض شلت قدمي. لم أستطع الحراك ولا حتى إبعاد بصري. بقيت أراقب المشهد بذهول حتى شعرت بمادة دافئة لزجة تلامس قدمي. نظرت إلى الأسفل، فأخرجت هاتفي المرتجف من جيبي وشغّلت الفلاش. عندها زاد رعبي، إذ رأيت أن تلك المادة السوداء لم تكن سوى دماء تتسرب على الأرض
Chapters
Comments
- 4 - على بعد خطوة من الموت منذ 6 ساعات
- 3 - شرارة الخطر منذ 6 ساعات
- 2 - الشائعات تزداد منذ 6 ساعات
- 1 - الحياة اليومية منذ 6 ساعات
- 0 - الإنطفاء الأول منذ 6 ساعات
التعليقات لهذا الفصل " 3"