1
حي قديم كانت ميزته الوحيدة هي الهدوء الغالب عليه
توقفت شاحنة لنقل البضائع عند إحدى بناياته
نزل من جهة الراكب شاب يرتدي سترة زرقاء
تقدم بخطوات متثاقلة اتجاه بناية قديمة متهالكة قائلا دون النظر للخلف
– شكرا على التوصيلة يا فاروق
رد عليه السائق مودعا
– هذا اقل ما يمكنني فعله لإبن خالتي
بقي فاروق يشاهد الشاب بإبتسامة ثم قال قبل بصوت مرتفع قبل مغادرته المكان
حظا موفقا في دراستك-
لوح له الشاب بيد دون أن يلتفت إليه بينما انشغلت اليد الاخرى بجر حقيبة سفره و بعض الأغراض الاخرى
بدأ الشاب يصعد الدرج الذي كان بعضه متأكلا. حتى وصل للدور الثاني
اخرج سلسلة مفاتيح من جيبه و بدا يقلبها حتى وجده
فتح الباب و دخل شقته
فور دخوله أرسل رسالة نصية لوالدته معلنا لها وصوله بالسلامة و لم يلبث انتظار الرد حتى
نزع سترته الجلدية سوداء اللون راميا بها على الارض و دخل غرفة نومه مستلقيا على السرير
بدأ هاتفه يرن
أخرجه بثقل ليرى من المتصل ثم وضعه على الصامت و خلد بنوم عميق
استيقظ بعد مدة على صوت دق باب شقته بقوة
انزعج قليلا لكنه نهض و اتجه نحو الباب يتثاوب و يحك بطنه
فتح الباب قليلا الا ان قام الشخص الواقف بالخارج بالدخول غاضبا و هو يقول
– تبا لك . لماذا لم تجب على اتصالاتي منذ الصباح . ظننت ان مكروها قد أصابك
نظر الشاب لساعته ليتفاجأ بقضاءه اليوم بأكمله نائما دون تنظيف شقته
(الشاب) لدي الكثير و الكثير من الأعمال التي يجب علي القيام بها الليلة … تبا لهذا
– أنا متفرغ بالغد لذا سأساعدك بالتنظيف لكن مقابل شرط
ابتسم الشاب و قال
?- وماهو شرطك يا كمال
(كمال) غير ملابسك لنخرج قليلا
– لا . اعتذر لكنني مرهق اليوم
كمال بتهكم
ه- اخرج معي و سأدعوك على العشاء على حسابك بالطبع هذا هو شرطي
عاد الشاب لغرفته و جهز نفسه و غادرا الشقة
بعد مرور مدة لاحظ الشاب ان السيارة قد اقتربت من مطعمهم المعتاد لكن استغرب لعدم توقفه بل بالعكس واصل السواقة حتى خرج من المدينة
سؤل الشاب بينما كان ينظر بريبة في عيني كمال
?-مجرد فضول … هل تنوي قتلي
اصبح الطريق امامهم مظلما كليا لا ينيره الا نور القمر الذي يضيء للحظات حتى تخفيه الغيوم
نظر كمال ناحية صديقه و قال له ببرود بينما لا يزال نظره موجه للطريق
-كم اشتقت لمذاق اللحم … سأفعل اي شيء مقابل عشاء فاخر كهذا
يصمت بعدها و يوجه نظره ناحية صديقه و يبتسم بخبث
ارتعب الشاب و بدأ يتعرق ثم قال
-مالذي تلمح له بكلامك … لماذا تنظر الي هكذا …دعنا نتفاهم حسنا
بدأ كمال يضحك بشكل هستيري بينما زاد من سرعته في القيادة
(الشاب) لااااااااااااااااااااااااااااااااا يهديك ربي يااا كماااااااااااااااااال
وصل الاثنان لأحد محلات المشاوي المتميزين بلذة وطراوة اللحوم لديهم
طلب كل منهما ما اشتهته أنفسهم و في اثناء ذلك تبادلا أطراف الحديث
(الشاب) إذا … لماذا احضرتني الى هنا … و لن تقنعني انه ليس لديك اي دوافع خفية لانك صديقي و اعرفك … لذا انصحك بالدخول الى صلب الموضوع
(كمال) مالذي تقوله يا فتى؟ أدعوة صديق على عشاء فاخر قبل بداية الموسم الدراسي شيئا سيئا
الشاب بتهكم
– يا لها من مناسبة سارة … أرجو ألا تكون سنتي الثانية بالجامعة مملة مثل سابقتها
رد كمال مشجعا
لا تقلق حدسي يخبرني أن هذه السنة ستكون …حماسية
ثم واصل كمال كلامه بابتسامة خبيثة
و لا تدري ، ربما قد تصبح لديك حبيبة-ا
قاطعه الشاب بينما كان يتناول حبة بطاطا مقلية
– لست مهتما شكرا ، لكن سيكون الأمر جيدا لو بحثت لي عن وظيفة بدواء جزئي
تناول كمال لقمة من طبقه محدثا بعدم اكتراث
– لدي وظيفة لك بالفع-
لكن قاطعه الشاب بإبتسامة زائفة و رد حاد
– و لا أريد أن أعمل في شركتك ، صحيح أنني أحتاج المال لكن ليس لدرجة توقيع عقد عبودية
لم يرد كمال و اكتفى بتناول الطعام بنظرة خسارة
بعد لحظات تكلم الشاب و فمه مليئ بالطعام
ق- ممم…حمممم…(مضغ)
كمال بانزعاج
– انهي ما بفمك اولا … احمق
ابتلع الشاب ما في فمه . سكب كاس من مشروبه الغازي المفضل مع عصرة ليمون كلمسة خاصة و شربه على مرتين
ثم رد عليه
– بالمناسبة لقد سمعت بعض الضوضاء من الشقة المقابلة لي مالحكاية أهم جدد ?ا
(كمال) نعم . سمعت أنهم قدموا منذ بضعة أشهر… يعيش في المنزل رجل و ابنته
(الشاب) اه فهمت
نهض كمال من الطاولة قائلا
على ذكر الأمر أظن أن الفتاة بنفس عمرك
رد الشاب بعدم اكتراث
و إذا ما المطلوب مني فعله?ا
تنرفز كمال قليلا وقال
حسنا حسنا يا سيد غير مهتم بالفتيات دعنا نعود إلى شقتك و ننظفها فالوقت قد تأخر بالفعل .
بعد ليلة شاقة يستيقظ الشاب بصعوبة على رنين منبهه
كانت الساعة السادسة صباحا
دخل الحمام ليستحم
خلع قميصه مقابلا للمرآة لتظهر ضمادة على بطنه
نزعها ببطء متألما قليلا لتظهر ندبة
وضع أصابعه متحسسا اياها بحذر ثم نزع باقي ملابسه و اخذ حماما دافئا
بعد انتهاءه سحب من الدرج الثاني أسفل المراية ضمادة جديدة و وضعها بحذر مخفيا بها الندبة
بعد ارتداءه لملابسه جهز القهوة ووضعها على النار حتى تجهز.
في الاثناء اتجه ناحية غرفته
فتح خزانة ملابسه ليخرج منها حقيبة ظهر ووضعها على السرير
فتح الحقيبة ليتأكد من وجود كراس و قلم ثم أغلقها
بعد انتهاءه ذهب للمطبخ ليجد ان القهوة قد جهزت
أطفأ النار و قام بسكب بعض منها في كوب و اضاف ثلاث معالق من السكر
دخل لغرفة المعيشة حيث كان الظلام يسودها
شغل الأنوار ليرى كمال يغط في نوم عميق على الأريكة
تكلم كمال بصوت خالطه الغضب و النعاس
أطفئ النور
أطفئ الشاب النور ليحس كمال بالسعادة
لكن ماهي إلا لحظات حتى فتح الشاب جميع الستائر بالغرفة ليتسلل النور
إليها
ليستيقظ كمال أخيرا و يتجه بخطوات ثقيلة للحمام
في نلك الأثناء جلس الشاب في الصالة يقلب في هاتفه و يرشف القهوة بهدوء
بعد انتهاءه ذهب للمطبخ ووضع الكوب في المغسلة
هم بالذهاب لغرفته الا وصوت دق الباب يوقفه
شغل هاتفه ليرى ان الساعة السابعة و الربع
اتجه نحو الباب ليرى من فتحته
لقد كان رجل كهل ذو شعر أسود تخلله بعض الشيب و لحية مبعثرة أطول من شعره
لم أتعرف على الرجل لذا خاطبته من خلف الباب بكل هدوء قائلا
من أنت
ابتسم الكهل من خلف الباب و رد علي قائلا
أعتذر عن الإزعاج … أنا جارك من الشقة المقابلة
بعد سماعي لتلك الكلمات فتحت القفل من على الباب و فتحته لأقابل الرجل بإبتسامة زائفة مرحبا
ليرد علي بإبتسامة بشوشة يرتاح لها الناس
– لقد سمعت بعض الضوضاء ليلة الأمس من شقتك لذا توقعت قدوم ساكن جديد … أقدمت لهذه المدينة للدراسة
أجبت على سؤاله بسؤال قائلا
لماذا توقعت أن هذا سبب قدومي لهنا
رد علي الكهل
الشباب بمثل عمرك إما يقضون وقتهم بالدراسة أو االهو و من مظهرك أستطيع التخمين أنك من الصنف الأول
ابتسمت بشكل خفيف و شكرته ثم قال لي
بالمناسبة مالذي تدرسه هنا
(الشاب) هذه سنتي الثانية في الجامعة
(الكهل) و ما تخصصك
(الشاب) تجارة
ابتسم الكهل ثم قال لي
بالمناسبة لدي ابنة أصغر منك . هذه السنة لديها امتحان شهادة البكالوريا
(الشاب) أحقا ذلك … أتمنى لها النجاح
حينها قاطع حديثنا خروج ابنة الكهل من المنزل و دخولها في مجرى الحديث قائلة
علمت من تأخرك هذا أنك تتحدث مع شخص ما … أنسيت سبب خروجك من الأساس
حينها خجل الرجل قليلا و قال
اه نعم . القهوة لقد نسيت أمرها تماما … حسنا أنا سأذهب للمتجر الآن دمت في رعاية الله و حفظه يا أخي
بعد مغادرة الرجل هممت بالدخول لشقتي قبل أن تستوقفني الفتاة قائلة
– نسيت الترحيب بك قبل قليل … لذا مرحبا
(الشاب) اه حسنا أهلا
(الفتاة) بالمناسبة اسمي دعاء و إذا احتجت أي شيء في المستقبل لا تتردد بالقدوم إلينا
أجبتها بإبتسامة خفيفة قائلا
أنا سراف تشرفت بلقاءك
ابتسمت الفتاة و عم الصمت للحظات قبل يقاطعه صوت كمال مناديا لي
حينها قالت دعاء بابتسامة ودية كوالدها
_ حسنا إذا علي الذهاب لتجهيز نفسي للمدرسة و كما أخبرتك اذا احتجت أي شيء مستقبلا فلا تتردد بالقدوم الينا
و دخلت شقتها لأقوم أنا بالمثل
عند دخولي للشقة مباشرة يقابلني كمال بابتسامة خبيثة تشق وجهه
قلت له متجهما
_ ماذا … لماذا تنظر إلي بهذه الإبتسامة المريبة
(كمال) مع من كنت تتحدث
(سراف) لقد تبادلت أطراف الحديث مع جاري قليلا … يبدو رجلا طيبا
(كمال) لم أعلم أن للسيد أحمد شعر أسود ناعم و لديه صوت نسائي
(سراف) لقد كانت ابنته دعاء
(كمال) يبدو لي أنك لن تشعر بالملل بعد الآن بوجود جارة لطيفة و جميلة مثلها
رد عليه سراف متهكما
_نعم أظن ذلك
Chapters
Comments
- 4 - على بعد خطوة من الموت منذ 8 ساعات
- 3 - شرارة الخطر منذ 8 ساعات
- 2 - الشائعات تزداد منذ 8 ساعات
- 1 - الحياة اليومية منذ 8 ساعات
- 0 - الإنطفاء الأول منذ 8 ساعات
التعليقات لهذا الفصل " 1"