Chapters
Comments
- 8 2025-08-10
- 7 2025-08-10
- 6 2025-08-10
- 5 2025-08-10
- 4 2025-08-10
- 3 2025-08-10
- 2 2025-08-10
- 1 - رحلة خلف السوار المسروق 2025-06-16
- 0 - الوصف والمُقدمة 2025-06-16
حين انفتحت عيناها للمرة الأولى في هذا العالم الغريب، خُيّل إليها أنها قد ارتحلت عبر الزمن إلى أوروبا القديمة، بكل ما تحمله من أرستقراطية وغموض.
لكن، وبمجرد أن عاد وعيها إلى مسارات المنطق الحديث، أدركت أن هذا ضربٌ من المستحيلات وفقًا لعلوم العصر.
حينها تسللت إليها فكرةٌ مرعبة:
هل انهار عقلها أخيرًا؟
فهي طالبة دراسات عليا، وقد تكون هذه نتيجة طبيعية لذلك السحق اليومي للعقل والروح.
فكرةٌ منطقية… لكنها كانت بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
فمهما طال انتظارها، لم تستفق بفعل دواء، ولم تنهض من حلمٍ طويلٍ مزخرفٍ بالتفاصيل.
بل على العكس، ازدادت التفاصيل عمقًا، وازدادت الألوان وضوحًا، كأنها تغوص في واقعٍ بديل أكثر حدة من الواقع ذاته.
عندها فقط، انبثقت في عقلها فرضية ثالثة…
فرضية كانت تظن أنها لا تنتمي إلا لعوالم الويب والروايات الخيالية:
‘هل من الممكن… أنني قد تلبّست داخل رواية؟’
لطالما كانت تجد في تلك القصص عزاءً، خاصة حين تغادر البطلة عالمها البائس لتدخل عالـمًا آخر، تُحطم فيه القيود، وتنتصر، وتحبّ.
كانت تلك الروايات كجرعةٍ سحريةٍ تبعث فيها الحياة بعد أيامٍ قاتمة من المختبرات والبحوث.
لكن…
‘أنا لم أتمنَّ قط أن أكون بطلة إحدى تلك الروايات!’
والمأساة أنها لم تُختطف في بداية الطريق، بل بعد أن شقّت طريقها بدمها ودموعها؛ بعد أن أنهت رسالتها، واجتازت امتحاناتها، وخاضت مناقشة تخرّجها بشجاعة.
وبعد كل هذا… تُسلب منها حياتها بهذه البساطة؟!
تُرى، أين شهادتي؟ أعيدوها إليّ فورًا!
لم تصدمها شاحنة شهيرة بالقدَر، ولم تتعلّق بشخصية خيالية، ولم تُعلّق قط على رواية بعبارة: “أنا كنت سأفعل أفضل منها!”
ما حدث لم يكن قدرًا، بل مهزلة.
ثلاثة أشهرٍ من المقاومة اليائسة، قضتها وهي تقاتل فكرة أنها سُلخت من حلمها الأكاديمي وهي على بُعد أنملة من نهايته.
وفي النهاية…
رفعت راية الاستسلام.
‘فليكن ما يكون.’
في حديقةٍ غارقة بعطر الأزهار الفاخرة، جلست “سيـسيليا ويبَردين” — الاسم الجديد لها — على كرسيٍّ حديديٍّ مزخرف، تحمله تفاصيل من عصرٍ آخر.
مزّقت بين يديها أوراق خططها الفاشلة: (أ)، (ب)، (ج)… وسقطت أوراقها أرضًا كأحلامٍ انهارت قبل أن تكتمل.
رفعت بصرها نحو السماء، تلك السماء الصافية النقية، وكأنها تبحث عن إجابة في أعماق الزرقة المهيبة.
حتى قطع عليها شرودها صوتٌ خافت:
“آنستي… هل تودّين فنجان شاي؟”
ميلاني، خادمتها ذات الشعر المجعّد المرفوع للأعلى، كانت تراقب سيدتها بعينٍ متفحّصة.
“أريد أمري—لا، شايًا بالنعناع سيكون كافيًا.”
‘ما هذا العالم الذي لا يعرف حتى طعم أمريكانو مثلّج؟’
راودها غضبٌ عارم من هذا العالم المبتذل، حيث حتى المشروبات تخذل الطموح.
لكنها، رغم كل شيء، قررت أن ترى النصف المملوء من الكأس.
فهي لم تُلقَ في عالمٍ مرعب من الخيال العلمي، لا وحوش مشوّهة، ولا شمس مزدوجة، ولا وقتٌ يركض في غير نظامه.
الشمس لا تزال واحدة، اليوم لا يزال 24 ساعة، والبشر لا يزالون على القمّة.
لكن…
هل هؤلاء بشرٌ فعلًا؟ أم مجرد كائنات تشبههم؟
ومن يدري؟
ربما، إن انتظرت بهدوء، سيظهر كيانٌ سماوي ويقول بابتسامة معتذرة:
“أوه، أخطأتِ الوجهة!”
أو طبيبٌ يربّت على كتفها قائلًا:
“مرحبًا بكِ مجددًا… لقد استيقظتِ.”
‘لكن، سواء كان الأمر تخرجًا أو تلبّسًا داخل رواية… فإن الأهم أنني قد هربت من جحيم الدراسات العليا!’
وداعًا للعبودية الأكاديمية،
وداعًا للأساتذة الذين يطحنون الأرواح،
وداعًا للتجارب التي لا تنتهي، وللجداول التي تقتل الأمل.
لقد انتقلت إلى عالمٍ جديد… ولن تنظر إلى الخلف.
ضحكت سيسيليا، ضحكةً أقرب إلى الجنون، لكنّها كانت ضحكة الحرية.
ثم رفعت رأسها، وأمسكت بقلمها الذهبي، وكتبت على الورقة البيضاء:
رومانسية… أو رومانسية… أو لعلها… رومانسية!
إن كان هذا عالم رواية، فبغضّ النظر عن الدور الأصلي، فهي الآن البطلة، بحكم القانون السحري.
‘حتى لو كانت سيـسيليا بالأصل شخصيةً هامشية، فإن وجودي فيها يجعلها بطلةً لا جدال فيها.’
وما دامت ابنة ماركيز… فلا بد أن هذا عالمٌ من الرومانسية الأرستقراطية.
وذلك لا يترك مجالًا للشك:
‘حان وقت البدء بالمواعدة!’
لم يكن الدافع وراء ما قامت به شعورًا بالوحدة، ولا محاولةً بائسة لإشباع رغبة شخصية، ولا حتى سعيًا لتعويض ذلك الفراغ العاطفي الذي تركه غياب الرجال في رحلتها الطويلة والمضنية بين جدران الدراسات العليا.
كلا، لم يكن شيءٌ من هذا القبيل.
غير أن خطّتها الأخيرة، مهما بلغت من بريق، واجهت عقبة واحدة عظيمة:
‘لكي تخوضي علاقة… لا بد أن يكون ثمة شريك.’
“لا يمكن أن أصادف رجلًا محترمًا في هذا الركن المهجور من العالم…”
كادت تمزّق الورقة التي خُطّت عليها الخطة (د)، وتُلقي بها دون أسف.
لكن فجأة… أحسّت بوخزة ناعمة عند كاحلها جعلت جسدها ينتفض، وعينيها تنخفضان نحو الأرض.
“قطة؟”
كومة مذهلة من الفرو الأبيض الناصع—بل كأنها قطعة سحابٍ حيّة—كانت تلوّح بذيلها الكثيف بخفة ساحرة عند قدميها.
‘منذ متى أصبحت القطط تُربّى في حدائق القصور؟’
فحديقة الماركيز، بتنسيقها المُحكم، لم تكن لتسمح لكائنٍ شارد بأن يتسلّل بسهولة. وكان كافيًا أن تقع عيناها على فرائها اللامع، والطوق الذهبي حول عنقها، لتعلم أن هذه القطة لم تكن من نسل الضياع.
“من أيّ عالَمٍ هبطتِ؟”
سيسيليا، التي لطالما فضّلت سحر القطط على صخب الكلاب، مدّت يدها برفقٍ نحو الزائرة الغامضة.
لكن، قبل أن تلامس أصابعها الطوق، انخفضت القطة في رشاقة صيّادٍ متمرس… ثم قفزت بخفة مذهلة إلى ذراعها، لتحطّ بثباتٍ وكأنها تتراقص على سطرٍ شعري.
“ما الذي…؟!”
لم تمنحها القطة وقتًا للتفكير. وبحركة سريعة، خطفت السوار المرصّع بالياقوت الأزرق من معصمها، وغابت عن ذراعها في لمح البصر.
حدّقت سيسيليا بدهشةٍ إلى اللصة الصغيرة التي سلبتها مجوهراتها دون أن تُصدر صوتًا.
القطة، وقد ضاق بؤبؤاها بنظرةٍ أشبه بوميض الخداع، أمسكت بالسوار الفاخر بين أنيابها وكأنها تبتسم ساخرة.
‘لطالما سمعت تعبير “قطة لصّة”، لكني لم أظن أنني سأواجه واحدة تسرق فعلًا!’
هذا العالم العجيب لم يتوقف يومًا عن مفاجأتها.
لكن سواء أدركت القطة غضبها أم تجاهلته كليًا، فقد اكتفت بأن حرّكت ذيلها بتعالٍ، ثم استدارت مبتعدة كما لو كانت تنتصر في معركة خفية.
“انتظري!”
نهضت سيسيليا من مقعدها في عجالة، تتبع تلك القطة التي تسير بخطى ثابتة، وكأنها ترشدها في مشهدٍ كُتب بعناية بين صفحات رواية غامضة.
لم تكن تمشي بسرعةٍ تثير الريبة، ولا ببطءٍ يستدر العطف، بل كانت تسير وكأنها تملك كل الوقت… وسيسيليا، منجذبة كمن وقع تحت تعويذة، تبعتها دون تردد.
غادرت الممرّ الحجري، اجتازت الحديقة عبثًا، مرّت بجوار شجرة ذات أوراق عريضة، حتى أبصرت جدار القصر الخارجي يلوح في الأفق.
هناك، توقفت القطة، التفتت نحوها بنظرة خاطفة، ثم انسلّت إلى الداخل من خلال فتحة دائرية مُتقنة عند قاعدة الجدار.
‘هل كانت هذه الفتحة موجودة دائمًا؟’
كانت الحفرة محفورةً كما لو أن يدًا خبيرة قد نحتتها عمدًا، بالكاد تتسع لمرور شخصٍ نحيل.
‘تمامًا كأليس… عندما تبعت الأرنب الأبيض في بلاد العجائب.’
لكن هذا لم يكن عالم أليس، ولن يكون هناك سقوطٌ أبدي، أو حلوى سحرية تغيّر حجمها.
أبعدت هذه الأفكار عن ذهنها، وانحنت بقناعةٍ تامة، لا حبًا في المغامرة، بل لاستعادة سوارٍ مسروقٍ لا زال ينبض بذاكرة فقيرة قديمة.
صحيح أن “سيسيليا” كانت تملك الكثير من الحُلي الثمينة، لكن روحها… تلك الروح التي نشأت في العوز، لم تفقد حساسيتها تجاه أي شيء ثمين.
بشق الأنفس، زحفت عبر الفتحة.
“يا للسخرية… على ما يبدو أن تقليلي للماكرون لم يذهب سدى.”
نفضت عن ثوبها آثار العشب والتراب، واعتدلت ببطء—
لتجد نفسها في مواجهة ظلٍ طويلٍ مهيب، لرجلٍ يكسو جسده رداءٌ حالكٌ كظلال منتصف الليل… لا أرنبًا يحمل ساعة.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"