سقطتُ في شقٍّ بين الأبعاد.
وبحسب نظامٍ مجنون يفرض عليّ دفع اشتراكٍ شهري كتكلفةٍ للحفاظ على استقرار هذا العالم، عملتُ حتى الموت.
ولحسن الحظ، نجحتُ في إعداد كوكتيل خاص بي، وكانت النتيجة مذهلة.
فشخصياتٌ من القصص الخيالية التي اعتدتُ قراءتها، وأبطالُ أساطير بالكاد أتذكّرها، وحتى شخصياتُ رواياتٍ مرّت بي ذات يوم، كلّها أتت إليّ من مختلف الأنواع.
حتى أنني حصلتُ على بعض الزبائن المميزين.
أما يكفي هذا دليلاً على أنني قدّمتُ ما بوسعي؟.
وفجأة، وبينما كنتُ أتأمّل الأفق البعيد وقد غمرني الحنين، بدأ من حولي يضجّ بالضوضاء.
“أيها المدير! أطرد ذلك المحقّق في الحال! هناك شائعات تقول إنه كلما ظهر، يقع حادث قتل!”
“ذلك مجرّد سوء فهم. السيّد هولمز محقّق، لذا من الطبيعي أن يذهب لحلّ القضايا. إنه ليس شخصاً خطيراً.”
وما إن هدأت الفوضى حتى دوّى صراخ حادّ من جهة البار.
“آه! ايتها النادلة! لا أستطيع الجلوس بجانب ذئب! أرجوكِ، اجعليه يغيّر مكانه!”
قلتُ وأنا أهدّئ الطفلة ذات الرداء الأحمر، التي بدا وجهها شاحبًا:
“أتفهمك، لكن الذئب هذا من بُعدٍ آخر. وهو شخصٌ طيّب في الحقيقة.”
“أعلم! أعلم، لكن لا أستطيع أن أتغلّب على خوفي! أترين كيف ترتجف يداي؟”
كانت يداها ترتجفان كالزلزال، ويبدو أنها على وشك أن يُغمى عليها من الرعب.
“أعتذر، لكن هل يمكنك الانتقال إلى طاولةٍ أخرى؟ الزبونة الجالسة بجانبك تعاني من صدمةٍ تجاه الذئاب…”
“لا بأس، سأفعل.”
“شكرًا جزيلًا. سأقدّم لك شرابًا خاصًا على حسابي.”
ولحسن الحظ، وافق الذئب على الانتقال دون نقاش.
حسنًا… حان وقت غسل الصحون المتراكمة—
“آه، لحظة! أنتِ ترتدين فستانًا، هل أنتِ من عالم الروايات الرومانسية؟ هل أنتِ متقمّصة؟”
“هل الأمر واضح لهذه الدرجة؟ نعم، تقمّصتُ شخصيةً من رواية ندم، لكن البطل لم يكن من نوعي أبدًا، فالأمر محرج بعض الشيء… ماذا عنكِ؟”
وقبل أن أتمكّن من الرد، اخترق أذني صوتٌ حماسي.
“أنا في رواية و مُصابة بمرض عضال! لكن أعتقد أنني غيّرت أحداث الرواية عن طريق الخطأً… عالجتُ نفسي بنفسي، والآن البطل اختفى!”
“يا إلهي! هذه مشكلة فعلًا!”
“كنتُ أريد فقط أن أجنّب شخصيتي المفضّلة الألم، والآن لا أستطيع حتى رؤيته! أرجوكِ، هل من حل؟ ساعديني!”
سرعان ما عمّت الفوضى المكان.
لقد ارتفع صوتها مجددًا.
ولإسكات تلك الزبونة التي لا يعلو صوتها إلا حين تظهر زبونة أخرى من نفس العالم، هناك طريقة بسيطة:
“عذرًا، هذا مشروب بلو لاجون كهدية منّا.”
كوكتيل بلون البحر الأزرق النقي، يدعى بلو لاجون.
“واو!”
بمجرّد النظر إليه، يشعر المرء وكأنه في إجازة على الشاطئ. وكان كافيًا لجذب انتباه الفتاتين.
“آه، بحقك! راقبي ذيلك!”
“آسفة… لدي تسعة منها…”
على الطاولة المجاورة، كانت الغوميهو تجمع ذيولها واحدًا تلو الآخر.
بالطبع، تهدئة الفتاتين لم تكن النهاية.
يومٌ آخر بلا لحظة هدوء.
أريد أن أعود إلى المنزل…
تنهدتُ وأنا أحدّق بعقارب الساعة التي تتحرك ببطءٍ شديد، وكأنها تسخر منّي.
__________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
التعليقات لهذا الفصل " 0"