<تنبيه> تم تفعيل مهمة!
لقد صادفت الكابتن هوك وهو في ذروة غضبه.
رجاءً، استقبله كضيف بكل ترحيب.
المكافأة: 500 قطعة نقدية، مجموعة مقبلات جافة ×10
هل ترغب في قبول المهمة؟
[Y] [N]
كنت في حالة توتر شديدة، ومع ذلك لم يتوانَ النظام عديم الإحساس عن إرسال مهمة في هذا التوقيت. بل زاد الطين بلة حين أكد أن الكابتن غاضبٌ حتى رأسه.
أنا لا أريد العمل! أريد أن أعيش بلا عناء، من دون أن أُعرّض نفسي لأي خطر…
لكن… مجموعة المقبلات الجافة!
في لحظة، عاد إليّ وعيي بالكامل. ترى، ماذا تحوي تلك المجموعة؟ مكسرات؟ حبار مجفف؟ سمك جاف؟ نوجاري؟ موتاي؟ فواكه مجففة؟.
مجموعةٌ مالحة تفتح الشهية وتدفعك لشرب المزيد… من يجرؤ على رفضها؟.
بمجرد أن اخترت “نعم”، انطلقت موسيقى احتفالية صاخبة، دفعتني إلى تغطية أذني على عجل.
<تنبيه> قل بصوت عالٍ: “استدعاء مجموعة إعداد الكوكتيل”.
“استدعاء مجموعة إعداد الكوكتيل.”
تمتمتُ بصوت خافت، وفجأة شعرت بثقلٍ على كتفيّ. لقد ظهرت حقيبة كبيرة تحوي صندوقاً ممتلئاً بالثلج، وزجاجات مشروبات وكؤوساً.
“آه… ثقيلة…”
“من هناك؟!”
رغم أنني لم أُصدر سوى همسة، إلا أن الكابتن هوك التقط صوتي على الفور.
وفي لحظة، وجدت نفسي محاطاً بالبحّارة من كل جانب. بلعت ريقي ورفعت يديّ مستسلماً.
“إنه شخص غريب، لأول مرة أراه هنا… ثم إنه بالغ، كما ترون.”
“ثيابه غريبة…”
“همم. لا يبدو أنه من أتباع ذلك الصبي اللعين.”
استطعت أن أشعر بنظراتهم وهي تمزقني من الرأس حتى القدمين. زفرتُ بهدوء، ثم رسمت على وجهي ابتسامة مهنية معتادة.
“مرحباً، أنا نادلة و عابرة سبيل… ما رأيكم بكوكتيل منعش؟”
قلت ذلك وأنا أخرج إحدى الزجاجات من الحقيبة، وأعرضها بخفة.
“هذا… مشروب كحولي؟”
“كم مرّ من الزمن على آخر كأس شربناه؟ لا يُوجد كحول في نيفرلاند!”
بدأ البحّارة يبلعون ريقهم، لكن هوك استل سيفه من غمده فجأة.
“لا تنخدعوا! ربما هذه خدعة من ذلك الصبي الحقير!”
حين رفعت عيني نحو هوك، ظهر فوق رأسه شريط قياس كتب عليه: “الغضب: 100٪”.
ما معنى هذا؟ لماذا أظهره النظام بهذه الطريقة؟ لا بد أنه تلميح إلى مكافأة إضافية إذا نجحت في تهدئته، إلى جانب تقديم الكوكتيل.
أنا لست مبتدئاً في التعامل مع الزبائن.
قد يظنون أن كأساً واحدة ليست بالأمر الكبير، لكن كم من الأشخاص سقطوا عبر التاريخ أمام كأس واحدة فقط؟
“إن كنتم قلقين، يمكن لأحدكم أن يجرب أولاً. وإذا حدث مكروه، فسأكون أول من يُلقى للسمك.”
“لكن من أين جاء هذا الغريب…؟”
“من يريد أن يكون أول المتذوقين؟”
“أنا!”
“سأضحي من أجل طاقم هذه السفينة!”
عمّت الفوضى فجأة، وتسابق البحّارة للتطوع، مما صرف الأنظار عن شكوكي.
“هدوء. يا قبطان الدفة، أنت من سيتقدم أولاً.”
قال هوك وهو يلوّح بيده بتكاسل. فتقدّم الرجل فوراً بعينين متأهبتين.
أي كوكتيل يجب أن أُعد؟
جُلت بعيني أبحث في محيطي. ومع تعوّد نظري على الظلمة، بدأت أرى تفاصيل لم ألاحظها من قبل… مثل العلب الفارغة الملقاة جانباً.
لابد أن وجبتهم كانت جافة وثقيلة…
في مثل هذا الحال، يحتاجون إلى ختامٍ منعش وطري.
أحضرت كأساً طويلاً وملأته بالثلج، ثم عصرت برتقالة طازجة فيه مباشرة.
نسبة فودكا إلى عصير البرتقال: 1 إلى 2.
حرّكت الكوكتيل بخفة بملعقة طويلة، ثم زيّنت الكأس بشريحة برتقال.
“كوكتيل ‘سكرو درايفر’ جاهز للتقديم.”
“أوهه!”
أطلق كبير المِلاحة تنهيدة إعجاب وهو يتأمل كوكتيلًا بلون البرتقال البراق. شمّ رائحته أولًا، ثم سرعان ما شرب “السكرو درايفر” دفعة واحدة.
“طعمه لاذع وحلو مثل لونه الزاهي تمامًا… لم أتذوّق مثل هذا الانتعاش منذ وقت طويل.”
ذرف كبير الملاحة دمعة تأثرًا.
وهذا طبيعي، فمن الصعب تذوق فواكه طازجة كهذه على ظهر السفينة.
“كما قال كبير الملاحة، إنه كوكتيل منعش فعلًا. أتدري لماذا أُطلق على هذا الشراب اسم ‘سكرو درايفر’ رغم غرابة الاسم؟”
“هم؟ لا، لا أعلم… أليس هذا اسم أداة عمل؟”
“بلى، صحيح. هناك نظرية تقول إن عمّال المناجم اعتادوا مزج الفودكا مع عصير البرتقال باستخدام مفك البراغي.”
“أوه، هكذا إذًا.”
“حتى في بيئة قاسية مثل المناجم، كانوا يحتسون الكوكتيل. لذا، فذلك ممكن تمامًا على السفينة أيضًا. سأشرح لكم وصفة بسيطة.”
ما إن بدأت أشرح بمرح، حتى تجمع البحارة حولي يصغون باهتمام.
“كبير الملاحة، إذًا، هل هناك مشكلة مع الشراب؟”
“لا، سيدي القبطان! طعم الفودكا قويّ يخترق الحلق، والبرتقال يضفي نكهة منعشة، وكأنني عدت إلى وطني تحت شمس دافئة. يمكنني شرب عدة كؤوس من هذا الشراب…”
“ومن قال لك أن تقيم نكهته؟!”
صرخ القبطان هوك، فانكمش كبير الملاحة مطأطئًا رأسه.
ظاهريًا، بدا القبطان غاضبًا، لكنني لم أُغفل لمعة الفضول التي ومضت في عينيه.
رفعت الكأس وابتسمت بوقاحة:
“هل ترغب في كأس أيضًا، سيدي القبطان؟”
“هم، دعني أجربه.”
“ما الطعم الذي تفضله، سيدي؟ الطعم الحلو؟ أم المنعش؟”
“أي هراء هذا؟ ما أهمية ما أحب؟”
“لكل شخص ذوقه الخاص. حين يتطابق الشراب اللذيذ مع الذوق المناسب، ينتج عن ذلك كأس مثالي.”
فحتى ألذ كوكتيل لن يُرضي أحدًا إن لم يكن على هواه.
فهل يناسب من يحب “فَزي نايڤل” المنعش بنكهات الخوخ والبرتقال أن يُقدَّم له “إيرثكويك” القوي الذي تقترب درجة كحولِه من 42؟ لا شك أنه سيصدم من مرارته منذ الرشفة الأولى.
لكن هذا لا يعني أن “إيرثكويك” كوكتيل سيئ، بل هو ببساطة لا يناسب ذوق ذلك الشخص.
طالما أن لكل فرد ذوقه، فالكأس المثالي سيختلف من شخص لآخر.
“ذوقي الخاص…”.
بدا أن القبطان هوك أراد أن يقول شيئًا، لكنه عجز عن النطق، ثم دار برأسه بعيدًا وقال:
“أي شيء لا بأس به!”
من الواضح أنه يجد صعوبة في التعبير عن ذوقه الخاص.
وهنا، على النادل أن يتحلى بالفطنة.
هذا ليس من النوع الذي يفرط في الشراب. وإلا لكانت السفينة مليئة بالمشروبات، لكن الجميع قالوا إن وجود الكحول على ظهرها أمر نادر.
إذًا…
“سأُعدّ لك شرابًا خاصًا، سيدي القبطان.”
وضعت في الخلاط ثلجًا وتكيلا وعصير ليمون مع شراب الغرينادين، ثم شغّلت الآلة.
–ووووو…
حدّق البحارة في الخلاط بدهشة وفضول.
هذه المرة، استخدمت كأسًا أنيق الانحناء بدلًا من الكؤوس العادية.
صببت الشراب برفق…
فانبثق منه لون أحمر متلألئ كالغروب.
“هذا الشراب يُدعى ‘تكيلا سن سيت’، فيه انعكاس لغروب الشمس.”
“هم، دعني أذقه.”
خطف القبطان الكأس كأنه يخشى أن يُنتزع منه، ثم شربه دفعة واحدة.
مستوى الكحول فيه منخفض، مما يجعله سهل الشرب، وملمسه مثل السلاش، يُطفئ الحرارة الداخلية.
إنه بلا شك…
شراب مثالي للمبتدئين!.
بدأ مؤشر الغضب فوق رأس القبطان هوك ينخفض بسرعة.
طنين!
<إشعار> تم إتمام المهمة!
قدّمت كوكتيلًا يُرضي القبطان هوك.
المكافأة: 500 عملة، 10 مجموعات من المقرمشات.
<إشعار> ارتفعت سمعة بار الكوكتيل < لا أعلم. سَمِّه أي شيء > بمقدار 300. (المجموع: 300)
المستوى الحالي: “البار السري الذي لا يعرفه أحد”.
“أشعر فجأة بخفة في المزاج… وكأنني أطير… هل هذا ما شعر به ذلك الصبي حين حلق في السماء؟…”
تمتم القبطان هوك بمرارة.
نظرت إلى مؤشر الغضب، وكان قد بلغ 65٪.
المهمة قد أُنجزت، وقد حصلت على المقرمشات التي أردتها. كل ما علي فعله الآن هو انتظار اللحظة المناسبة للانسحاب.
هذا يكفيني. أستحم، أحتسي كوبًا، ثم أنام… يوم مثالي.
لذا لا تتصرفي باندفاع.
عودي إلى المنزل واستريحي.
لكن…
“هل هناك ما يشغل بالك، سيدي؟”
سألت وأنا أقدم له كأسًا آخر.
فطرة النادل لا تسمح له بتجاهل زفرات الزبائن.
أخذ القبطان رشفة من كأس “تكيلا سن سيت” الثاني، ثم قال:
“هناك صبي أوقع بي… أُكنّ له حقدًا عميقًا. هو من قطع ذراعي اليسرى. أريد أن أسحقه بأي ثمن، لكن الأمر ليس سهلًا.”
بدت عليه آثار السكر، وأصبح كلامه أسرع. وبدأ البحارة يحنون برؤوسهم تضامنًا معه.
أما أنا، فتابعت صنع مشروبات “سكرو درايفر” لباقي البحارة لأحافظ على الأجواء المرحة، وأُهيّئ القبطان للبوح بما في داخله.
“لا أصدق أنني عشت حياتي كلها دون أن أتذوق هذا الطعم…”
“آه! منعش لأقصى حد!”
“لم أذق شيئًا كهذا من قبل!”
لم تكد تمر لحظات حتى فرغت الكؤوس، وبدأ الجميع يطلب “كأسًا آخر!”
وسط هذه الأجواء الصاخبة، كان القبطان هوك ينظر إلى النجوم بوجه كئيب.
“عدوّي اللدود، بلا شك.”
“نعم، والأدهى أنني لم أستطع هزيمته ولو لمرة واحدة… لكن المرة القادمة، سأفعلها حتمًا…!”
كان يستعيد عزيمته من جديد، لكنني وجدت نفسي في مأزق… فلا يمكنني إخباره بالحقيقة…
بأنه الشرير وإن نهايته هي الموت.
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
حسابي على الإنستا:
https://www.instagram.com/empressamy_1213/
حسابي على الواتباد:
https://www.wattpad.com/user/Toro1312
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
التعليقات لهذا الفصل " 3"