كان الطعم ناعمًا وحمضيًا، بنكهة غنية، كأنك تشرب قشدة.
ظل اللون الفريد لذلك المشروب ورائحته العالقة عند أطراف أنفه تراوده باستمرار.
“هل ستتجه مباشرة إلى المنزل؟”
“ما الذي يمكنني فعله في المنزل؟ أفضل أن أشرب بيرة باردة.”
“فكرة جيدة. تريد أن نذهب معًا؟”
“لا، شكرًا. القتال معك على التوالي يكفيني.”
“بارد كالعادة. أظنني سأمر على البار المعتاد.”
سمع يوهانس حديث مرؤوسيه.
“مشروب يبدو لطيفًا.”
تمتم يوهانس لنفسه.
“لو أتيحت لي الفرصة، سأزور المكان مجددًا.”
كانت عبارة مهذبة وعابرة. لم يتوقع أن يعود يومًا.
لكن مع كل وحش يقتله، وكل ليلة بلا نوم، ظل ذلك المشروب الفريد يتكرر في ذهنه.
بعد تردد قصير، اتخذ يوهانس قراره وقبض على لجام حصانه.
“سيدي؟”
“نائب القائد، أترك مهمة العودة في يدك. هناك مكان يجب أن أتوقف عنده.”
“هنا في وسط هذا الخراب؟”
حدق به مرؤوسوه في استغراب.
لكن يوهانس لم يكن يومًا قائدًا يمكن الاقتراب منه بسهولة أو يشارك أفكاره الداخلية.
“إذن استمتعوا بإجازتكم.”
“آه… نعم…”
حثّ يوهانس حصانه على التقدم. وبعد أن رآه يبتعد، تبادل مرؤوسوه نظرات حائرة.
❈❈❈
هناك أخبار جيدة وأخرى سيئة.
الأخبار الجيدة: جاءت أربع مجموعات مختلفة من الزبائن اليوم.
الأخبار السيئة…
“أوه، أنتِ جميلة جدًا. الشرب معك يجعل الطعم أفضل. سأشرب لك. هيا نشرب حتى نسقط.”
زاد عدد المزعجين.
كان هذا المزعج يبدو وكأنه قد شرب كثيرًا قبل دخوله، ووجهه محمرّ.
رائحة الخمر القوية جعلتني أعبس أنفي غريزيًا.
‘جذبتهم بخصم نصف السعر آملاً أن أحقق بعض الأرباح، ولكن هكذا قمامة تأتي معي.’
تساءلت من أي بُعد خرج هذا السافل.
فكرت أن أسأله مباشرة، لكنني قررت ألا أكون متسرعة في الحكم على بُعده.
“هل لي أن أجلس هنا؟ مهلاً، لماذا هذه النظرة الغاضبة؟ قلت إنني سأشرب لكِ!”
“هناك مقاعد هناك.”
رفضت المزعج الذي حاول الجلوس على منضدة البار بشكل حازم.
“ها؟ تمزحين؟ تلك المقاعد فارغة!”
صاح الرجل وصرخ في وجهي. كان يتمايل من شدة السكر.
“على أي حال، تلك المقاعد محجوزة.”
“فماذا عن هذا المقعد…”
“المضحك أن هذا المقعد محجوز أيضًا.”
“لا تكوني متعجرفة! لا يمكنك معاملة الزبائن هكذا إذا أردت أن تبقى في العمل. يجب أن تكون أكثر تسامحًا.”
الكثير من الكحول يحول الناس إلى حيوانات. هذا الرجل بدا حيوانًا حتى قبل أن يسكر.
تجاهلت تهوره بابتسامة.
“للأسف، المكان ممتلئ تمامًا الآن. وبما أنك مخمور جدًا، لما لا تذهب إلى بيتك، تخلع حذاءك وتنام؟”
“أي نوع من المعاملة هذه للزبائن…!”
صرخ الرجل وأمسك بكأس فارغ من الطاولة، وهو يلوحه كسلاح.
بالتأكيد، سيكون سلاحًا خطيرًا إذا تحطم.
لكن هل يظن أنه الوحيد الذي يحمل سلاحًا؟
راقبته بهدوء، ثم غمست إصبعي في كحول قوي، ورششته على منضدة البار.
“ماذا تفعلين الآن…”
عندما أشعلته، اشتعلت ألسنة اللهب.
“هذه، هذه المرأة مجنونة!”
“يا إلهي! نار!”
لم يصدِق الرجل ذلك، كما لفتت النيران انتباه جميع الزبائن.
ثم قربت أصابعي من النار.
“ستحترق!”
“يا إلهي! هذا خطر!”
رغم صراخ الجميع بالقلق، لم أعر ذلك اهتمامًا. كانت ألسنة اللهب الزرقاء ترقص على إصبعي السبابة والوسطى.
‘تنفس الكحول.’
زفرت نحو اللهب الذي يلعق أصابعي، مما جعله يزداد اشتعالًا نحو ذلك الرجل المتمرد.
“أووو!”
“أنتِ ساحرة؟”
فوجئ الزبائن بعرض النار المفاجئ، وقفزوا من مقاعدهم مصفقين.
“آه…”
الرجل الذي سقط إلى الخلف من الصدمة كان مبللًا بالعرق البارد بسبب اللهب.
‘فرض السيطرة أمر أساسي في مثل هذه المواقف.’
بزفرة أخرى ، أخمدت النيران المتبقية ببراعة — مهارة عرض النار المميزة للبارتندرة.
قد لا أبدو كذلك، لكنني كنت رئيسة بار في بار كوكتيل مرموق سابقًا.
“الآن، الباب هناك. أتمنى لك ليلة سعيدة!”
“…”
عندما ابتسمت وأشرت نحو الباب، استسلم الرجل في النهاية وخرج غاضبًا دون أن يتمكن من الرد.
[ <إشعار> تم القضاء على المزعج!
سمعة حانة الكوكتيل < لا أعلم. سَمِّه أي شيء > ارتفعت بنسبة 50. (الإجمالي 1,750) ]
حدقت بلا وعي في نافذة الإشعار قبل أن أقدم للزبون كوكتيله.
“عذرًا على الانتظار الطويل. قلت إنها مناسبة خاصة، لذا أعددت عرض نار خاص.”
“وا-واو، كان ذلك مذهلًا!”
ضحك الزبائن بمرح، مستمتعين بالمفاجأة.
“لقد مر وقت منذ رأيت عرضًا مسليًا كهذا.”
ذالك الصوت الغريب المألوف. التفت برأسي، ورأيت السيد الذي استمتع بكوكتيل الـ‘بلاك فيلفيت’ واقفًا عند الباب. اشتعلت عيوني فرحًا.
آه، صحيح، اسمه يوهانس، أليس كذلك؟.
“أهلًا وسهلًا! عذرًا، لم ألاحظ وصولك وسط كل هذا الضجيج.”
“لا بأس. في الواقع، كنت أتردد إذا ما كنت أتدخل وأساعد.”
‘ تساعد؟.’
“لكنّك تعاملتِ مع الأمر ببراعة بنفسك. لا تبدين في حاجة لمساعدة أحد.”
“على العكس تمامًا. أنا في أمس الحاجة إلى مساعدتك، سيدي.”
“هل أنتِ كذلك؟”
ميل السيد رأسه باستغراب.
“نعم. أرجو أن تزورنا كثيرًا.”
‘حتى أتمكن من جمع 9800 قطعة نقود الشهر القادم.’
لقد فهمت الهيكل الأساسي حتى الآن.
أولًا، يبدو أن زيادة السمعة تتناسب مع مدى تأثير الشخص في بُعده.
لكن مكافآت النقود تعمل بطريقة مختلفة. تعتمد على الوضع المالي لذلك الشخص — مدى ثرائه.
هذا السيد زار مرة واحدة فقط، لكنه منح موارد أكثر من أي ضيف آخر حتى الآن.
‘يجب أن أكسب ودّه.’
حتى مع تعويضه، كان المبلغ ضخمًا. كنت بحاجة ماسة إلى زبون دائم مثله، مع معدل تحويل موثوق.
“حسنًا.”
علّق السيد معطفه على الحائط وجلس عند منضدة البار.
“سأحضر لك ماءً ومنشفة دافئة. آه، والآن نقدم مقبلات مجانية.”
وضعتها أمامه بعناية، ومسح يديه قبل أن يضع عنقودًا مجمدًا من العنب في فمه. اتسعت عيناه.
“لذيذ. الفاكهة طازجة جدًا.”
“نعم، اعتنيت بها بشكل خاص.”
ليس أنا، بل الخدم من بُعد “السيدة العائدة إيف”.
المقبلات الأساسية حققت شعبية كبيرة على أي حال. وبما أنها مجانية مع تعبئة غير محدودة، طلب الجميع بعض الكوكتيلات أو المقبلات زيادة، حتى من باب المجاملة.
كل شيء يسير حسب الخطة.
“اليوم أود تجربة كوكتيل مختلف عن المرة الماضية.”
“بالطبع! هل لديك شيء معين في بالك…؟”
“مرة أخرى، أريد أن أتبع توصيتك.”
أظهر السيد ابتسامته المعتادة المحتشمة. عند رؤية تلك الابتسامة المبهرة، خطرت لي فكرة.
“بما أنك وضعت ثقتك بي، سأعد لك كوكتيلًا خاصًا.”
هززت الشايكر بعد إضافة الجن، بياض البيض، القشدة، وشراب الجرينادين.
‘بياض البيض يعطيه قوامًا قويًا جميلًا!’
إن لم يُخلط جيدًا، يترك طعمًا مريبًا يشبه طعم السمك — خطأ للمبتدئين بسببه يستبعد الواحد من كونه بارتيكندر محترفًا.
“بيض هذه المرة؟”
رمقني السيد بنظرة مركزة.
“هوهو، فقط شاهده.”
هززت كتفيّ وواصلت حركاتي.
–طرطق!
تصادم الثلج مع الشايكر كان صوتًا منعشًا.
في هذه اللحظة، شعرت كأن الشايكر آلة موسيقية. هزّيته بإيقاع.
‘يبدو أنه جاهز. مثالي.’
فتحت الشايكر وصببت الشمبانيا المثلجة في كأس.
تدفق سائلٌ وردي نابض ، تعلوه رغوة بيضاء ناعمة.
“سيدي، الكوكتيل الموصى به هو الـ‘بينك لييدي’.”
<شكل البينك لييدي>
قدمت الكوكتيل الوردي للسيد.
كان هذا انتقامًا بسيطًا.
في المرة السابقة، كان قد لعب خدعة طريفة عليّ.
قال أشياء مثل كم أنا جميلة عندما أبتسم…
‘جعلني أشعر بإحراج شديد.’
لم أرد بشكل مناسب حينها، وتركت في قلبي ضغينة صغيرة.
عندما وُضع الكأس الصغير الجميل أمامه، بدا السيد متفاجئًا قليلاً.
“…لم أتوقع كوكتيلًا ناعمًا وفتيفتيًا كهذا.”
“لماذا، أليس مناسبًا لجلالتك تمامًا؟”
“ههههههه!”
مازحه الزبائن الآخرون.
اتسعت عيناه أكثر، كما لو أن هذه تجربة جديدة تمامًا له.
لكنه سرعان ما تبسم بخفة، كما لو أن هذا أمر طبيعي تمامًا.
“بما أنكِ سميته كوكتيلًا خاصًا، سأثق بكِ وأجربه.”
⋆。‧˚ʚ ملاحظة المترجم ɞ˚‧。⋆
كوكتيل الـ”بينك لييدي” هو شراب كلاسيكي أنيق معروف بلونه الوردي الجميل وطعمه الناعم قليل الحموضة. يُحبّه عشاق الكوكتيلات لمظهره الجذاب ومذاقه الراقي، مما يجعله اختيارًا مثاليًا للمناسبات الخاصة أو كوكتيل مسائي أنيق.
ذاع صيته في أوائل القرن العشرين ولا يزال من المفضلات حتى اليوم.
__________________________________________
•فضلاً ضع نجمه واكتب تعليق يشجعني على الإستمرار!!⭐•
حسابي على الإنستا:
https://www.instagram.com/empressamy_1213/
حسابي على الواتباد:
https://www.wattpad.com/user/Toro1312
بخصوص لمن اكتب إسم مشروب واحط بين قوسين اضغطو عليه ورح يوريكم صورة له+نفس الشي مع الروابط بآخر الفصل.
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
التعليقات لهذا الفصل " 14"