الفصل 122

سارت العربة بسرعة ووصلت إلى قصر دوق بلوبورت

بمجرد أن نزلت داليا من العربة ، لاحظت وجود خطأ ما ، كان القصر الذي رأتهُ قبل أيام قليلة ، يبدو فيهِ تغيرٌ ما

بطريقةٍ ما يبدو الداخل فارغًا؟

اختفت بعض الزخارف التي رأتها عندما زارت من قبل ، وأُغلِقت بعض النوافذ مؤقتًا بألواح خشبية

بالإضافة إلى ذلك ، لم يكن وجه لوين ، الذي جاء لتحية داليا على الرغم من زيارتها المفاجئة ، طبيعيًا ، كان هناك ضمادة ملفوفة حول جبهتهِ

سألت داليا في حيرة

“ما الذي حدثَ هنا؟”

أجاب لوين بتعبير هادئ

“أنا آسف يا آنسة داليا ، لقد حاولت ، لكنني لا أعتقد أنني كنتُ على وفاق مع سمو الأمير الثاني ”

لاونتيل : ….. هذي عمايل ولدي

“……”

“لقد حاولتُ بجد ولكن …….”

نظرت إليهِ داليا في حيرة ، تذكرت النظرة الغريبة في عيني سيدريك قبل أن يغادر

ومع ذلك ، أليس هذا مبالغًا بهِ……؟

“هل فعلَ السيد سيدريك هذا؟…”

أومأ لوين برأسهِ بقوة

“أنا بخير ، تحملتُ الأمر وأنا أفكر في الآنسة داليا ”

لكن داليا ، التي تعرف شخصيتهُ في العمل الأصلي ، عرفت أنهُ ليس من النوع الذي سيتعرض للضرب بصمت من قبل الآخرين

‘ بغض النظر عن مقدار الوقت الذي مر ، لا يمكن أن تتغير هذهِ القيم ‘

نظرت إليهِ داليا بريبة ، لم يتصل لوين بالعين مع داليا ، نظرَ فقط إلى الأرض

“على أي حال ، تفضلي بالدخول!”

هرع لوين إلى داليا

في الواقع ، كان لوين قد قام بالفعل بجميع الاستعدادات لمقابلتها ، كما لو كان يعلم بالفعل أن داليا ستأتي

لا ، لقد أعد الكثير ، الكثير جدًا

بمجرد أن ذهبت داليا إلى غرفة الرسم ، فوجئت برؤية أكوام من الكعك والوجبات الخفيفة مكدسة على صينية الطاولة ، بجانب جميع أنواع الفاكهة الغريبة

“لما كل هذا؟”

“لأنكِ تحبين الأشياء الحلوة ”

كما لو كانت دموع الأمس كذبة ، كان لهُ تعبير هادئ ونبرة مهيبة تلائمهُ ، حتى مع وجود ضمادة على جبهتهِ ، كانت تعتقد بطبيعة الحال أن وجههُ الوسيم وعيناه الزرقاوتان الرطبتان ما زالا جميلين …….

كان ذلكَ سخيفًا

بالطبع ، بدت الوجبات لذيذة بما يكفي لإبعاد عينيها عنهُ ، ومع ذلك ، في هذه الحالة ، لم تكن في مزاج جيد لتناول الحلويات

“هذا… ، ليس هذا موضوعنا الآن ، لا أُريد أكل شيء”

“هل أنتِ متأكدة؟ و لا حتى واحده؟”

أومأت داليا برأسها ، ثم تدلت أكتاف لوين العريضة مثل كلب تحت المطر

“ثم سأطلب منهم إزالتهم……”

شعرت داليا بالذنب ، على الرغم من عدم وجود سبب لذلك

“ثـ – ، ثم سآكل قليلًا ”

” تفضلي من فضلكِ ”

في لحظة ، سطع الهواء حول لوين ، كان يبدو أن هناك كرات مضيئه تطفو حولهُ

‘اعتقد أنهُ شخص يسهل فهمهُ….’

بينما كانت داليا تنظر إلى لوين وتتناول الفاكهة الاستوائية التي كانت حلوة جدًا مثل العنب الأخضر ، بدأ لوين في الحديث

“حضرت الآنسة داليا اليوم ، كما توقعت ، تريدين سماع المزيد عن كلانا ، أليس كذلك ؟ ”

أومأت داليا برأسها

“أنا … ، كما توقعت الآنسة داليا بيستيروس ، عدت بالزمن ..”

“…….”

هدأ الجو في لحظة

واصل لوين التحدث بهدوء

“لقد حصلت على هذهِ القدرة من سلفي البعيد ، لكن لا يمكنني إستعمالها في أي وقت ”

و أكمل

“فقط بعد الموت أستطيع إستخدامها ، يظهر لي خياران ، هل سأعود أم سأكون راضيا عن هذهِ الحياة؟ ”

ركزت داليا على قصتهِ

“في حياتي الأولى ، كنتُ مع أدريشا بنيتر ، لا ، بل يوستيا ، لكنني لم أستطع إنقاذ روحها ، عندها فقط أدركت ، لم تكن هذه هي النهاية التي أردتها ، لم يكن أي أحد سعيد ، ولم تجد يوستيا سعادتها الحقيقية ، لذلك في نهاية <متاهة أوروبوروس> الأصلية التي رأيتيها ، ماتت ، ووعدتها بحياتي القادمة بنهاية سعيدة ”

لاونتيل : أدريشا أسمها الحقيقي يوستيا

“…….”

“ولكن في الحياة التالية ، والحياة التي بعدها ، والرابعة ، والخامسة ، والعاشرة ، والعشرون ……. فشلت….. ، في بعض الحيوات هُزمت من قبل ميلدون ، وأحيانًا على يد هيكان ، وأحيانًا من قبل أسيراس ، وأحيانًا لم أستطع هزيمة نفسي…. ”

لقد كانت حياة طويلة ومرهقة بشكل لا يمكن تخيلهُ ، حتى داليا لم تستطع تخيل الأمر ، ومع ذلك ، كان تعبير لوين هادئًا عندما تحدثَ عن الأمر ، كأنهُ يحكي قصة قديمة

“أوروبوروس” هو شكل دائري تم إنشاؤهُ بواسطة ثعبان يعض ذيلهُ ويبتلعهُ

هذا يعني أن البداية هي النهاية

حياة لا تنتهي أبدًا ، يستمر في العودة إلى البداية وتكرارها

أدركت داليا أن العنوان <متاهة أوروبوروس> نفسهُ يرمز إلى لوين

“هل يمكنكِ تخمين سبب فشلي دائمًا؟”

“هل بسبب الجرعة التي صنعها أسيراس التي تجعل المتعالين متوحشين؟”

قالت داليا ما كانت تعتقدهُ ، لكن لوين لم يُظهر ردة فعل

“صحيح أنهُ مسؤول عن كل هذا ، كما توقعتِ ، كانت تلكَ خطتهُ في أن المتعالين يفقدون عقولهم في كل طريق ”

“…….”

“جرعتهُ التي قتلت والدتي عشرات المرات ، هي أحد الأسباب ، ومع ذلكَ ، هذا ليس السبب الأساسي ”

عضت داليا شفتيها

صمت لوين للحظة قبل المتابعة

“السبب الأساسي لهذا الوضع يكمن في داخلي ”

” السيد لوين سبب ذلك……؟ ”

لقد كان شيئًا غير مفهوم بعيدًا عن الفطرة السليمة ، لكنهُ أومأ برأسهِ

“قدراتي محدودة ، كلما كررت حياتي أكثر ، أصبحتُ أكثر خمولاً ”

“ماذا يعني ذلك…….؟”

” سأقدم لكِ مثالًا ، في حياتي الثانية ، في عيد ميلادي السابع ، تلقيتُ كتابًا للخط كهدية عيد ميلاد ، وفي الحياة التالية ، تلقيت كتاب تاريخ ، ما حصلتُ عليهِ في عيد ميلادي ذلكَ اليوم يعتمد على شعور والدتي في ذلك الوقت ، ومع ذلكَ ، منذُ الانحدار الخامس ، تم تحديد هدية عيد ميلادي السابع ككتاب فن الخط ”

“…….”

“في كُل حياة ، الأحداث التي تغيرت بدون سبب ، ببساطة بسبب الصدفة ، لن تتغير ما لم يكن هُناك سبب ، الشيء نفسهُ ينطبق على الأشخاص ، لا يمكن أن يكونَ السبب مجرد سبب صغير ، إنهُ يحتاج لحدث ضخم يمكن أن يغير طبيعة الجوهر الداخلي ، بدون ذلكَ ، يتصرف الجميع بالطريقة التي يتصرفون بها في كُل حياة ، ويفكرون بالطريقة التي يفكرون بها ، إنهم لا يدركون حتى أنهم يكررون أفعالهم السابقة ، أعتقد أنكِ شعرتِ بذلكَ أيضًا ”

تذكرت داليا عدة لحظات جعلتها تشعر أن هذا العالم كان في لعبة

الأشخاص الذين يتصرفون بنفس الطريقة دون قيد أو شرط

يجب أن يجتمع ميلدون وأدريشا

يقول أسيراس دائمًا نفس الأشياء في نفس الوقت تقريبًا ويذهب دائمًا إلى الإمبراطورية المقدسة ويصبح البابا

يظهر لوين دائمًا في العاصمة بعد أربع سنوات

سيدريك يموتُ دائما

“لماذا أسيراس يواصل التخطيط؟ لماذا يريد تدمير إمبراطورية فريدريك دائمًا ، بينما لا يوجد سبب حقيقي متبقي لديهِ لفعل لذلكَ؟ هل فكرتِ يومًا في سبب فعلهُ لهذا؟ ”

“…….”

“إنه بسبب التكرار ، القوة الدافعة وراءهُ هي الجمود وليس الكراهية ، الجمود الذي لا يعرفهُ حتى….”

لاونتيل : شرح بسيط للي ما فهم ، شف حسب ما فهمت انهُ أسيراس بالحياة الأولى يمكن كان له سبب حتى يكره إمبراطورية فريدريك ويبغا يدمرها بس مرة بعد مرة تلاشى الإستياء هذا وما صار شي يدفعه لكره الإمبراطورية غير التكرار يلي هم ما يدركوه بس يتأثروا فيه بنفس الوقت يعني صار قالب لأسيراس كل مرة مصيره كذا اعتقد الصوت يلي يكلم أسيراس له علاقة بهذا الشي

أغلق لوين عينيهِ

خُلِقَ حولهُ جو مقدس

“هذه خطيئتي ، قدرتي نفسها هي التي دفعت الجميع مرارًا وتكرارًا إلى كارثة ”

عضت داليا شفتيها

كانت تعرف سبب استمرار انزعاجها بشأن أسيراس

كان ذلك بسبب وجود حلقة من سلوكهُ مفقودة ولا يمكن العثور عليها ، تجعلهُ دائمًا غير طبيعي

“في مرحلة ما ، حتى عندما كنتُ أعرف المستقبل ، لم أستطع السيطرة عليهم ، حتى لو منعت أسيراس من جعل المتعاليين الآخرين يهيجون ، فإنهم يستحوذون على أدريشت بترتيب ثابت ويبدأون حربًا بينهم

في النهاية ، أدركت ، نحن بحاجة إلى شخص من “عالم آخر” ، شخص يمكنهُ إحداث تغيير في هذا العالم الثابت ، كان هذا الشخص أنتِ”

“…….”

“لقد درستُ السحر ، سحر تحريك الأرواح بين العوالم ، إذا فشلت في هذه الحياة ، ثم في الحياة التالية ، إذا فشلت في الحياة التالية ، ثم في الحياة التي تليها ، لقد أجهضت روحي التكرارات التي لا حصر لها في الحياة ، لقد احترق أيضًا حُبي ليوستيا ، حتى عندما أراها الآن ، كل ما تبقى لي هو الشفقة عليها

لكن في النهاية نجحت ، لقد اقتربت من عالمكِ ، وفهمت عالمكِ ، وقدمت عالمنا لعالمكِ في شكل <متهاهة أوروبوروس> ، أخترت المسارات التي رأيتها في <المتاهة> بعناية من الجولات التي لا حصر لها التي مررتُ بها ، لا أعرف ما إذا كان الأمر ممتعًا ”

إبتسمَ لوين إبتسامة فارغة

داليا لم تستطع إلا أن تبتسم

“كانت روحكِ هي الأكثر تشابهًا من عالمكِ مع هذا العالم ، لهذا السبب تتعاطف بشدة مع <متاهة أوروبوروس> وتُحب هذا العالم أكثر ، لهذا السبب اخترتكِ ، عندما تحررت روحكِ من عالمكِ عند موتكِ ، جررت روحكِ بالقوة إلى هذا العالم ، بفضل هذا ، أصبحتِ متغيرًا في هذا العالم لم يكن موجودًا من قبل ”

“…….”

“رغم أنني بالطبع لم أكن أعلم أنكِ ستكونين الأخت الصغرى للشرير الأخير من بين كل الناس”

ابتسم لوين إبتسامة باهته

يُـتـبـع..

لا تنسوا تتابعوني على انستا

Launtily