3
تَبِعتُ أبي إلى المَكتَبة. كانَ مكانًا أُحبُّه، تَفوحُ منه رائحةُ الوَرقِ والحِبرِ، ورائحةُ أبي.
جَلستُ أمامَ مَكتبِ والدي وكأنّني سأُجري مُحادثةً خفيفةً، بعدَ أن ألقيتُ نظرةً حولَ المكان. هزَّ والدي رأسَه تعبيرًا عنِ اليأس.
“لايلا، هل تَعلَمينَ الشّائعاتِ المُنتَشرةَ عنِ الدوق دوزخان؟”
“نعم، أعلَمُ. إنّه دوق الشّمالِ الذي لعنه النَّاسُ بِأنْ يتحول إلى صَخرٍ لِأكلِه البشر.”
لم يكن والدي شَخصًا يُحبُّ الشّائعاتِ التي تُقلل من شأنِ الآخَرين. لكِن عندما يَتعلَّقُ الأمرُ بابنتِه، فإنَّ موقفَ أيِّ والدٍ يَتغيَّر.
كايزاك كانَ يَبدو للوهلةِ الأولى سيِّدًا وسيمًا ومُهذَّبًا، لكنّه كانَ نُفايةً لا تَنقصُها أيُّ آفة، من خَمرٍ إلى نِساء.
لكنَّ والدي لم يَعلَم أنَّ كايزاك كانَ مُجرَّدَ تفّاحة بَرّاقة فاسدة. لِذلك، لا بُدَّ أنّه كانَ يَتمنّى أنْ يكونَ زوجي هو كايزاك، وليسَ يوليان الذي يُطلقُ عليه اسمُ الوَحش.
“سَمِعتُ الشَّائعاتِ، فلِماذا… أريدُ أنْ أعرِفَ سبب اختيارِكِ له.”
لأنَّ يوليان هو مُنقذي. لأنّه الوحيدُ الذي عَرفَ حالي وأنا غارقةٌ في الوَحَل.
لكنَّ هذا كانَ سببًا عاطفيًّا فحَسب. كانَ عليَّ أن أُقدِّمَ العقلَ على العاطفة.
“لديَّ شيءٌ أُريدُ تحقيقَه. ولِتحقيقِ ذلك، أنا بحاجةٍ إلى سُلطةِ الدُّوق دوزخان.”
“أمرٌ تُريدينَ تحقيقَه؟ هل يمكنُني أنْ أسألَ ما هو؟”
“لا أستطيعُ إخْبارَكَ بذلك.”
أطلقَ والدي تَنهيدةَ حَسرة. كانَ والدي دائمًا ما يَمنَحُني أيَّ شيءٍ أُريدُه. وأنا أيضًا كنتُ أعلَمُ ذلك، فلم أَطلُبْ أبدًا طَلَبًا مُتعنتًا.
لكِنَّ الأمرَ كانَ مُختلفًا هذه المرة.
“أبي، يجبُ عليَّ أنْ أتزوَّجَ صاحِبَ السُمُوّ الدوق دوزخان. الآنَ، قبلَ أنْ تظهر أيُّ امرأةٍ أخرى لِتتزوَّجَه.”
“لا يمكن.”
كنتُ أطلُبُ طلبًا مُتعنتًا من والدي، وكانَ والدي يَرفُضُني.
كانتْ هذهِ هي المرّةُ الأولى التي يَمُرُّ فيها هذا الصَّمتُ الطَّويلُ بيننا كَأَبٍ وابنتِه. في النِّهايةِ، أومأتُ برأسي. بما أنَّ والدي لن يتراجع عن قَرارِه، كانَ عليَّ التَّراجُعُ قليلاً والتَّدبيرُ لِما بَعد.
“سأُفكِّرُ في الأمرِ قليلاً.”
عِندَ سماعِه ذلك، ابتسمَ والدي بسعادةٍ صادقة.
“شُكرًا لكِ يا لايلا. شُكرًا جزيلاً. أرجوكِ اعلمي دائمًا أنَّ والدَكِ يُريدُ مصلحتَكِ.”
“أعلَمُ ذلكَ دائمًا.”
ابتسمتُ بِمَرارة. كُنتُ أعلَمُ أنَّ والدي يُريدُ مَصلحتي. لكن يمكنُ القولُ إنَّ عَدَمَ التَّراجُعِ هو فضيلةُ الفارسِ في بعضِ الأحيان.
عُدتُ إلى غُرفتي و تحققتُ من خَتْمِ العائلةِ الذي أَخذتُه سِرًّا من المَكتَبة. كانَ عليَّ أن أسرِقَه.
كانَ منَ الواضحِ أنَّ إقناعَ والدي سيكونُ صعبًا. لِذا، قرَّرتُ سَرِقةَ الختم بمُجردِ دُخولي المَكتبة. وبما أنَّ والدي لم يشك بي، كانَ الأمرُ سهلاً.
“آه… لا أشعُرُ أنَّ هذا صحيحٌ.”
لكِنزدونَ خَتمِ العائلة، لا يمكنُ تبادلُ عُروضِ الزَّواج. جَلستُ وبدأتُ في كتابةِ الرِّسالةِ التي تَحتوي على عَرضِ الزَّواج.
***
تشانغ!
سُمعَ صوتُ ارتطامِ سَيفينِ بِقُوّة. اهتزَّ سَيفُ آدم الأصغرِ بِشِدّة. لم أُضِعِ الفُرصةَ، وبادرتُ بِضَربِ مِعصمِه بيدي. أسقَطَ آدم سَيفَه وهو يتمسك بِمِعصمِه.
“آه، هذا مُؤلِمٌ جِدًّا.”
“عليك أنْ تَحمي مِعصمَك.”
كانَ التَّدريبُ بعدَ فترةٍ طويلةٍ مُنعِشًا ومُمتِعًا. تفاخرتُ على أخي الذي كانَ يَتظاهرُ بالألم. جَلَسَ آدم على أرضيّةِ ميدانِ التَّدريبِ وكأنّه لا يُريدُ المُتابعة.
“أُختي، لِماذا أنتِ شَرِسةٌ هكذا اليوم؟ ألا تُريدينَ فَسخَ خُطوبتِكِ مع الماركيز أمبر حقًّا؟”
سألَ آدم بوجهٍ عابِس. ربّما كانَ مِعصمُه يُؤلمُه، لكنّه كانَ قَلِقًا عليّ أيضًا. ارتَجَفتُ وهَزَزتُ رأسي وكأنَّ القُشَعْريرةَ أصابتني.
“مُستَحيلٌ قطعًا.”
“هذا أيضًا غريب. لِماذا كرهتِ الماركيز أمبر فجأةً هكذا؟ أنا أُوافِقُكِ الرأيَ بأنّه لا يَرقى إلى مُستواكِ.”
كانَ أخي لطيفًا وهو يَتكلَّمُ بِثقةٍ تامة. انحنيتُ وقَرصتُ خدَّه. ثُمَّ التقطتُ السَّيفَ وأعَدتُه إليه.
أخذَ آدم السَّيفَ بيدَيهِ وشَكرَني. لكنَّه لم يَبدو وكأنّه يُريدُ مُواصلةَ التَّدريب.
“بالمُناسبة، أينَ رويين؟”
“أخ، أخي قالَ إنّه مَريض.”
عندما سألتُ سُؤالاً عابرًا، أجابَ آدم بِتَوتُّر. ضيقتُ عينيَّ ونظرتُ إلى آدم.
“كم هو مَريضٌ يا تُرى؟ يجبُ على أخته أنْ تَراه.”
“أُخْ، أُختي!”
تَمَسَّكَ آدم بِساقي. لم أكنْ سِوى أختُه التي تَكشِفُ كِذبتَه بسهولة، لِذا كانَ لطيفًا جدًّا، وفي الوَقتِ ذاتِه بَريئًا. أهلُ العاصمةِ كانوا يكذبون بمُجرَّدِ أنْ يَفتَحوا أفواهَهم.
عائلةُ الكونت وينسلي، التي عاشتْ تَحمِي الحُدودَ مع والدي البيرون، لم تنجرف بسهولةٍ مع النَّاس، ولا يزالُ لَدَيها قلبٌ مُستقيم. ابتسمتُ بِمَرارةٍ وجَلستُ القُرفُصاءَ أمامَ آدم.
“ما الأمر؟”
“لا أستطيعُ أن أخبركِ.”
أغلَقَ آدم فَمَه بإصرارٍ وعزم. كانَ يُمكِنُني أنْ أتجاهَلَ آدم وأذهبَ لِأرى رويين، لكنّني لم أرد ذلك. نَهضتُ ووَجَّهتُ السَّيفَ نَحوَ آدم.
“إذًا، لنتبارز مَرَّةً أخرى. الفائزُ يَحصُلُ على ما يُريد. ما رأيك؟”
نحنُ الأشقّاءَ الثَّلاثة، الذينَ تَرعرَعْنا تحتَ إشرافِ والدي الذي يُدعى “أفضلَ سَيّافٍ في الإمبراطوريّة”، كنّا نَحلُّ خِلافاتِنا بِالمُبارزة. ابتلعَ آدم ريقَه، ثُمَّ نَهضَ.
“لا تَفقدي توازنكِ هذهِ المرة مثلَ المَرَّةِ السَّابقة.”
“بالطبع.”
أقمت وَضعيَّتي ووضعتُ السَّيفَ على سَيفِه مَرَّةً أخرى. قاتلَ آدم وكأنّه لا يُريدُني حقًّا أنْ أذهب، قابِضًا على أَسْنانِه.
لكِنَّ المُبارزةَ المندفعة بالعواطِفِ تتشتت دائمًا. راوغتُ سَيفَه عِدَّةَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ وَجَّهتُ سَيفي إلى رَقبَتِه. حدثَ الأمرُ في لَمْحِ البَصَر، فانفجرتُ ضاحِكة.
“هل نَذهبُ لِنَرى ما إذا كانَ رويين مَريضًا حقًّا؟”
قُلتُ ذلكَ وأنا أُديرُ ظَهري. شَعرتُ وكأنَّ شَعري الذي رُبِطَ عاليًا يَدورُ معي ببطء.
كانَ السَّببُ هو الرجلُ الواقفُ مُتكئًا على جانِبِ ميدانِ التَّدريبِ وهو يُحَدِّقُ بي. لمَستُ السَّيفَ الذي كانَ مُعلقًا على خَصري بِإحراجٍ، ثُمَّ سِرتُ نَحوَه.
“أُقدِّمُ تحيّاتي لِصاحِبِ السُمُوّ الدوق دوزخان.”
قَدَّمتُ التحية على طَريقةِ الفُرسانِ، مُتذرعةً بِأنّني لم أرتَدِ فُستانًا. في حياتي السّابقة، كُنتُ أُقدِّرُ نفسي كسيدة أكثر، لكن في هذهِ الحياة، أُريدُ أنْ أكونَ أكثرَ إخلاصًا لِنَفسي كَفارسة.
“أنا لايلا وينسلي.”
على عكسِ حياتي السّابقة، تَمكّنتُ من ذِكرِ اسمِ عائلةِ وينسلي هذه المرة. لِأنّني كُنتُ سَعيدةً بذلك، أجبتُ بابتسامةٍ واسعةٍ دونَ أن أشعُر. مَسَحتُ العَرَقَ الذي كانَ ينزلُ على ذَقني بِظَهرِ يَدي ونظرتُ إلى الرَّجلِ.
“أنا يوليان دوزخان.”
ذَكَرَ يوليان اسمَه. هل اعتبرَ هذا مُجاملة؟
ابتسمتُ بِلُطفٍ ونظرتُ إلى آدم. كُنتُ أعلَمُ سبب مُحاولةِ آدم مَنعي وسَببَ اختفاءِ رويين.
رأيتُ عائلتي تقفُ عندَ البابِ المَفتوحِ لِميدانِ التَّدريبِ وهم لا يعرفون ماذا عليهم أن يفعلو. يبدو أنَّهم حاولوا مَنعَ يوليان من الدخولِ.
“أعتذر عنِ التَّأخيرِ في التَّحيَّة. عائلتي لا تزالُ تَعتَقِدُ أنّني دُميةٌ زُجاجيّة.”
“منَ المُبارزةِ التي شاهدتُها لِلتَّو، أنتِ بعيدةٌ كلَّ البُعدِ عنِ الدمية الزُّجاجيّة.”
“أليسَ كذلك؟”
“لا، لايلا! لا، صاحب السمو الدوق.”
أسرعَ والدي إلى الدّاخل. بدا وكأنّه يُريدُ أنْ يَبدأَ الجولةَ الثّانية. بعدَ أن أدّى والدي التحية إلى يوليان، شَدَّ ذراعي وأبعَدَني عن يوليان. كانَ هذا تَصرُّفًا مَليئًا بالحَذَرِ والريبةِ.
لم يكن هذا تصرفًا يَليقُ بوالدي الذي يُقدر الأدَبَ دائمًا. وَجَّهَ والدي ابتسامةً مهذبة قَدرَ الإمكانِ إلى يوليان ونظرَ إليه.
“ابنتي لا تزالُ صغيرةً جِدًّا على الزَّواج. وفوقَ ذلك، انظُرْ إليها وهي في ميدانِ التَّدريبِ في عِزِّ النَّهار. لا تزالُ طائشةً ومُتَهوِّرة. إنَّها غيرُ مُؤهَّلةٍ لِتكونَ زوجةَ صاحبِ السُمُوّ الدوق.”
“قيلَ لي إنَّ البَيروَن يفتخر بابنتِه التي حَصَلتْ على لَقَبِ الفارسِ أكثرَ من أبنائِه الآخرين. يبدو أنَّ هذا على عَكسِ الحقيقة.”
ملاحظة : كلمة بيرون تعني الكونت الحدودي أو حاكم الحدود
فقد والدي الكلماتِ عندَ صوتِ يوليان البارد. لم يكن خائفًا منَ الدوق، بل لا بُدَّ أنّه كانَ مُحْرَجًا من قَولِ شيءٍ يُخالفُ قَناعاتِه.
“هذا…”
أغمضَ والدي عينيه ثم فَتَحَهُما، وحاولَ أن يَستأنِفَ الحديث.
لم أشعُرْ أنَّ هذا صحيحٌ وأنا أراهُ يَجتهدُ كلَّ هذا الاجتهادِ من أَجلي. كانَ هذا صحيحًا أكثرَ لأنَّني كُنتُ فَخورةً بأبي الذي يفتخرُ بي.
بينما كنتُ أُحَدِّقُ في والدي، نَظرَ يوليان إليَّ أيضًا.
“لايلا وينسلي.”
كانَ صوتُ يوليان مُنخفضًا جِدًّا. لكنّه لم يَكُنْ صوتًا مُرعِبًا. بل كانَ أنيقًا كآلةٍ موسيقيّةٍ تُصدِرُ أصواتًا غليظة، مُتناسِقًا معَ مظهرِه النِّصفي.
“أطلبُ شَرحًا.”
مَهما قالَ أيُّ شخص، كانَ يوليان الدُّوقَ الوَحيدَ في الإمبراطوريّة. كانَ طَويلَ القامةِ بِمقدارِ وُقوفِه المُهيب. كانَ عليَّ أنْ أَميلَ بِرَأسي لِأَنظُرَ إليه. كانت العَينانِ الحَمراوانِ اللتانِ تَظهرانِ خَلفَ القِناعِ كافيتَينِ لِإخافةِ الكِبارِ والصغار.
كانَ الجُزءُ غيرُ المُغطَّى من جَسدِه بالقِناعِ مَخفِيًّا بِالعباءة، لكن كانَ جُزءٌ صَغيرٌ من رَقبتِه ظاهِرًا بينَ القِناعِ والعباءة. لم يكن ذلكَ الجلدُ جِلدًا بَشريًّا للوهلةِ الأولى. كانَ خَشِنًا كالصَّخرةِ ولَونُه رَماديّ.
ومع ذلك، كانَ نِصفُ الوجهِ المكشوفِ وَسيمًا للغاية. لم أكن أعلَمُ ذلكَ من قبل، لكنَّني رأيتُه بِوُضوحٍ اليوم.
كانَ أنفُه حادًّا، وعَيناهُ عميقتانِ ومُتألِّقتان. كانت جُفونُه الكثيفةُ تَجعَلُ عينيهِ تَبدوانِ حزينتين.
لكن كلَّ هذهِ الأشياءِ كانَتْ مَخفيَّةً بالنِّصفِ الآخَر. حَدَّقتُ فيهِ بِذُهولٍ دونَ أنْ أَشعُر.
نادى يوليان اسمي مَرةً أخرى بِعَجلة.
“لايلا وينسلي؟”
“نعم؟”
“طَلبتُ شَرحًا.”
عُدتُ إلى وَعيي فجأةً، وصفيتُ حنجرَتي. شَعرتُ بتوترٍ مُفاجئ، لكنّني حاولتُ جاهِدةً أنْ أبدو قويّةً وأنا آخذُ أنفاسًا عِدَّة.
“آه، عَرضُ الزَّواجِ على صاحبِ السُموّ الدوق أرسلتُه أنا. صاحبَ السُموّ الدوق، هل تتزوجني؟”
كُنتُ أعلم أنَّ تَقديمَ سيدة لعرضِ زَواجٍ بِشَكلٍ مُفاجئٍ لا يَتناسبُ معَ الأصولِ.
لكن كانَ عليَّ الزواجُ منه حتمًا. كُنتُ بحاجةٍ إلى القوة لِحمايةِ عائلتي. مَعَ عِلمي بأنَّ الأمرَ مُفاجئ، قَدَّمتُ العَرضَ بِكلِّ ما في قلبي من شوق.
ماذا سأفعلُ إذا رَفَض؟ ما هو الإقناعُ أو التهديد الذي سيَنجحُ معه؟ بَينما كُنتُ أُفكِّرُ في هذهِ الأشياءِ وأنا قابِضةٌ على قَبضتي بقوة.
“أقبل.”
أجابَ يوليان على الفورِ دونَ تردُّد. سَمِعتُ صوتَ ارتطامِ آدم الذي خَرَّت قِواه على الأرضِ خلفي. وَجهُ والدي الذي كانَ يقفُ بِجانبي تجمدَ في صَدمة. أمّي، التي لَم تَستطِعِ الاقترابَ وظلت واقِفةً خلفَ الباب، غطت فَمَها بِيدَيها وأطلقت صَرخةً صامِتة.
بَينما كانت كلُّ هذهِ الأمورِ تَحدُث، رُفِع حاجِبُ يوليان قليلاً ثم عادَ إلى مكانِه. حاول والدي أنْ يقولَ شيئًا، لكنني قاطعته بِسرعة.
“في هذهِ الحال، هل يُمكننا أنْ نَتحدَّثَ أنا وأنتَ على انفرادٍ في غُرفةِ الاستقبال؟ سأعودُ بعد أنْ أغيّر مَلابِسي فورًا.”
أومأَ يوليان برأسِه. أسرَعتُ إلى غُرفتي، مَسحتُ عَرَقي بعجلةٍ، وغيرتُ مَلابِسي إلى فُستانٍ خفيف. كانتِ آنا، الخادمةُ التي ترافقني، تُثيرُ جَلَبةً مِن حَولي.
“آنستي! عليكِ أنْ تَضَعي قِرطَ الأُذُنِ هذا معَ هذا الفُستان… آه، لكِنْ ماذا لو اعتقدَ صاحِبُ السُمُوّ الدُّوق أنَّكِ جميلةٌ جِدًّا؟ سَتَبكي السيّدةُ… لكن بما أنَّكِ ستخرجين أمامَ صاحِبِ السُمُوّ الدُّوق، فيَجبُ عليكِ أنْ تَتحَلَّي بِالأدَبِ على الأقَل…”
كانت آنا مضطَرِبةً وكأنها مَشغولةٌ بمفردها. تَركتُ آنا خَلفي وأسرَعتُ إلى حيثُ كانَ يوليان. كانَ يوليان وعائلتي لا يزالونَ يتبادلون حَديثًا مُتوترًا وغَيرَ مُريح.
حَيَّيتُ يوليان مَرَّةً أخرى.
اعتقدتُ أن يوليان سيتقدم لِلخروجِ فورًا. لكِنّه تَوقَّفَ أمامي ومَدَّ يَدَه اليُمنى. كانَ كَرجلٍ نَبيلٍ يُرافِقُ سَيّدة.
“ماذا تَنتَظرينَ دونَ الإمساكِ بها؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

عالم الأنمي عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!

إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"