1
الفصل 1
لقد انتهى أمري.
هذا هو الاستنتاج الذي توصلتُ إليه بعد تفكيرٍ دقيق…
اللعنة على التفكير الدقيق. لم أكن بحاجةٍ حتى لذلك لأعرف.
أنني الآن، قد انتهى أمري.
“لم أكن أتوقّع أبدًا أن يتسلّل فأرٌ صغير إلى قصري.”
تفحّصني وجهٌ وسيم بفضولٍ مرح، وكأن الموقف كان مضحكًا بعض الشيء. كان يشبه ملاكًا من لوحةٍ دينيّة، لكنّني كنتُ أعلم أنه يستطيع قتلي في لحظةٍ إذا أراد.
على النقيض، كانت يداي ترتجفان وأنا أمسك بالمسدس. كان محشوًا برصاصات المانا – نقطة ضعف إيدن كرويدون. كان قلبي يخفق بشدّة، حتى ظننتُ أنه سينفجر.
تحوّل وجه إيدن كرويدون إلى ابتسامةٍ في اللحظة التي تعرّف فيها على الرصاصات. التقيتُ بنظراته، وتراجعتُ إلى الخلف متعثّرة.
“لا تقترب أكثر. سأطلق النار!”
“هيّا، إذا استطعتِ…”
بانغ!!
“…هاه؟”
“…”
“أم… سيدي؟”
لقد مرّ عامٌ بالضبط منذ أن تجسدت في هذا العالم.
وكنتُ قد قتلتُ للتوّ شرير الرواية…
* * *
قصة كيف انتهى بي الأمر في عالم هذه الرواية، حسنًا، هي قصة مكررة ومملة نوعًا ما.
‘طالبة جامعيّة تمشي في الشارع تصدمها شاحنة النقل المجانيّة إلى عالم آخر وتستيقظ في عالم الرواية التي قرأتها الليلة السابقة’. نوعًا ما هكذا.
المشكلة هنا.
الشخصيّة التي تلبّستُها كانت خادمة في قصر الشرير.
وشرير هذه الرواية؟ الخصم النموذجي – النوع الذي يفكّر، ‘يجب أن يموت الجميع عداي’، ويحلم بتدمير العالم.
في هذا القصر الكئيب الشبيه بالمقبرة، حيث لا يجرؤ حتى الفئران على إصدار صوت، كانت فكرتي الأولى عندما استيقظتُ:
لقد هلكتُ…
هذا ما كان.
والفكرة التالية؟
أنا حقًا في مشكلة، أليس كذلك؟
وهكذا كان الأمر.
لم أستطع البقاء في قصر الشرير. من المحتمل أن سيد المنزل يتمنى حتى أن يختفي خدّامه من الوجود. الولاء لا يعني شيئًا بالنسبة له.
إلى جانب ذلك، بعد بضع سنوات، سيظهر البطل الأصلي للقضاء عليه. لم يكن هناك سبب للبقاء في مكان سيصبح ساحة حرب.
لذا، بعد عدّة أيام من التفكير الدقيق…
توصلتُ إلى خطةٍ مبالغ فيها قليلاً: سرقة خزنة الشرير والهرب بغنيمةٍ كبيرة قبل أن أختفي!
لتنفيذ ذلك، كنتُ بحاجةٍ إلى الوصول إلى غرفة نوم السيد حيث توجد الخزنة. الخادمة المسؤولة عن تلك الغرفة كانت تُختار بعناية من قِبل رئيسة خادمات بنفسها.
الخطوة الأولى: كسب ثقة رئيسة خادمات.
بعد عامٍ واحد.
بذلتُ كلّ ما في وسعي بجهدٍ لا مثيل له وتفانٍ لا يلين لكسب ودها. تطوّعتُ لكلّ مهمةٍ مزعجة قبل أن يطلبها أحد، وتولّيتُ المهام التي يتجنّبها الآخرون كالطاعون.
كان زملائي ينظرون إليّ بنظراتٍ جانبيّة ويقولون أشياء مثل، “لوانا، أنتِ حقًا تبذلين جهدًا كبيرًا،” لكنّني لم أهتم. بمجرد أن أسرق كنز الشرير، سأختفي وأعيش بقيّة حياتي على شاطئٍ دافئٍ هادئ.
أثمرت جهودي أخيرًا بعد عامٍ بالضبط. كرّمتني رئيسة خادمات بلقب ‘خادمة الشهر’. يا لي من عبقريّة! أحسنتِ صنعًا، يا أنا!
بعد فترةٍ وجيزة، حققتُ الهدف الحقيقي، تم تكليفي بتنظيف غرفة نوم إيدن كرويدون.
أخيرًا، اليوم.
“اليوم، ستقومين بتنظيف غرفة الماركيز.”
“نعم! لن أخيّب ظنّكم!”
‘هيهيهي، إنه يوم الحساب.’
بعد هذه الليلة، سأفرغ خزنة الشرير وأعيش حياةً مترفة على شاطئٍ جنوبيّ دافئ.
‘بصراحة، على الرغم من أنه يدفع أجورنا في الوقت المحدّد ويعاملنا بشكلٍ أفضل من معظم النبلاء…لكن شخصيّته فظيعة.’
هذا ليس حتى الأسوأ. إنه مهووسٌ بهدفٍ سخيفٍ ومرعبٍ يتمثّل في تدمير العالم بأسره.
مشيتُ في الرواق إلى غرفة إيدن كرويدون، وذراعاي ممتلئتان بأدوات التنظيف.
في ذهني، واصلتُ تبرير خطتي لسرقة صاحب عملي.
شرير الرواية، إيدن كرويدون، كان ماركيز وكونت في إمبراطوريّة جولتان، مزيّنًا بألقابٍ شرفيّة، وميداليات، وثروةٍ تفوق الخيال.
لماذا يريد شخصٌ مثل هذا تدمير العالم، تسألين؟
حسنًا، ربما وُلد بكراهيةٍ عميقةٍ لا تتزعزع للبشريّة؟
كان هذا العالم يعمل بالمانا. الجميع وُلدوا بقليلٍ منها على الأقل.
بسبب ذلك، كان النبلاء في الإمبراطوريّة، أولئك الذين في السلطة، ينحدرون من سلالاتٍ مباركةٍ بمانا قويّة لأجيال. عائلة كرويدون، حيث أعمل، كانت واحدة من تلك عائلات النبيلة.
لكن لسببٍ ما، وُلد إيدن كرويدون، الابن الأكبر للماركيز، دون قطرةٍ واحدةٍ من المانا. ما يُسمّى ‘غير ملائم للمانا’.
كان حالةً شديدة بشكلٍ خاص. جسده لم يتحمّل حتى المانا المحيطة، النوع الذي يمتصّه الجميع بشكلٍ طبيعيّ عند الولادة. كانت صحته تنهار من التعرّض لها لفترةٍ وجيزة.
لا عجب أن أحدًا لم يعامل الشرير كإنسانٍ حقيقيّ.
على الرغم من كونه الوريث الشرعيّ، عاش إيدن كرويدون حياةً خاليةً من الاحترام أو التقدير.
ثم مات الماركيز السابق، وورث اللقب. لكن ذلك كان كل شيء. المجتمع ما زال يتجاهله.
بسبب حالته، كان يجب أن يكون القصر منطقةً خالية من المانا. جميع الخدم، بمن فيهم أنا، كانوا أيضًا غير ملائمين للمانا، وإن بدرجاتٍ أقل.
لوانا فولي، المالكة الأصليّة لهذا الجسد، لا بد أنها اختيرت لهذا السبب أيضًا.
لكن بعد أن تملكت جسدها، تغيّر شيءٌ ما. أصبحتُ تدريجيًا أكثر حساسيّةً للمانا، وفي النهاية، استطعتُ التلاعب بها بطرقٍ لم تستطعها لوانا الأصليّة.
كان لديّ شعورٌ بأن ذلك بسبب تغيّر الروح.
حسنًا، لا يهم. كل ما كنتُ بحاجةٍ إليه هو سرقة خزنة إيدن كرويدون الليلة وبدء حياةٍ مريحةٍ جديدة.
سيوقف الأبطال خطته المجنونة لتدمير العالم على أي حال.
‘يا إلهي، سامحني لأنني أصبحتُ لصّةً صالحة اليوم!’
وهكذا.
تسلّلتُ إلى غرفة الشرير بحجّة التنظيف، وحدّدتُ الوقت عندما كان غائبًا.
باستخدام الملاحظة الحادّة والذاكرة، فتحتُ الخزنة كما رأيتُ من قبل.
في الداخل، كان يجب أن يكون هناك أكوام من…
“هاه؟ أين ذهب كل المال؟”
كان يجب أن يكون هناك جبالٌ من الذهب.
لكن لم يكن هناك شيء.
مجرد مجموعةٍ من الأوراق القديمة المليئة بالغبار. مددتُ يدي، محتارة ومحبطة.
“مجرد وثائق خردة…”
“لم أكن أتوقّع أبدًا أن يتسلّل فأرٌ صغير إلى قصري.”
في تلك اللحظة، رنّ صوتٌ باردٌ خلفي. تجمّد جسدي بالكامل وكأنني أُصبتُ بالصاعقة.
كانت خطتي مثاليّة بالتأكيد…
حتى قبل لحظة.
“من أنتِ؟”
ارتجف جسدي وصدى صوته الجليديّ في الغرفة. دون تفكير، سحبتُ المسدس المخفيّ تحت تنّورتي.
كان هو. شرير الرواية. سيد القصر.
إيدن كرويدون.
*ੈ✩‧₊˚༺☆༻*ੈ✩
🍁ترجمة : Sue_chan
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"