The mansion awaits spring - 7
***
أجاب فيزن الذي وجه نظره إلى أبريل وظل صامتًا لوهلة.
” لقد قابلت اخي، لذا من البديهيّ أن اقابل زوجته أيضًا “.
” بالطبع، لكونهما زوجين “.
قالت ابريل ذلك منتظرة أي رد فعل من فيزن.
لكنه مشى متوجهًا إلى الداخل دون أن يقول شيئًا.
” لندخل “.
كانت ردة فعله أكثر مللاً مما توقعت، ربما لم تَعُد إحدى نقاط ضعفه بعد الآن.
لكن أبريل التي سارت خلف فيزن لم تستسلم وقالت.
” ليس لديك أي رد فعل يُذكَر “.
” لماذا؟ هل تأملين أن تكون الأرشيدوقة في علاقة معي؟ “.
” بصراحة، لا أعتقد أن هايدي كانت ستحب طفلا شقيًا مثلك؛ لقد أحبت أخاك “.
” كنت صغيرً في السن آنذاك، اذا كانت تحب طفلاً مثلي لوقعت في مشكلة عسيرة “.
” هاه، هل انت واثق من نفسك الان ام انا من لم تسمعك بشكل صحيح؟ “.
” بالطبع “.
” هل جننت؟ “.
حينما لم تستطع أبريل تحمل وقاحته بادرت بسؤاله بنبرة لا تخلو من الجدية ليرد عليها فيزن بهدوء.
” موضوعيًا، نعم “.
” هل تمازحني الآن؟ “.
” هل تظنين بأنني شخص يحب المزاح؟ “.
” لكن السؤال الذي طرحته لا يسمح لك بأن تغتر بنفسك، لذا ما الذي يجعلك واثقًا جدًا؛ أهوَ نسبك؟ “.
” وجهي بالطبع “.
” ……. “.
” الجميع يقول انه جميل جدًا، وفي العادة؛ يكون رأي الآخرين أكثر دقة من الرأي الشخصي، أليس كذلك؟ “.
وفي النهاية، لم تجد أبريل أي كلمات تستطيع الرد بها عليه.
كانت تكره النفس البشرية الدنيئة بشكل عام ولو كانت قد التقت فيه في مناسبة للمجتمع الأرستقراطى لحاولت طرده وإبعاده عنها، لشدة مُقتها لشخصيته، لكنها لم تستطع أن تنكر جمال وجهه.
كانت عيناه لوحدها جميلة جدًا، مثل بحيرة تنعكس عليها جميع الألوان في هذا العالم، وكلما تقترب منها، تلاحظ مدى جاذبية رموشه الطويلة، حتى لون شفتيه؛ بدا كما لو كان أختِير عمدًا ليتناسب مع شحوب بشرته البيضاء.
كان كل شيء مثاليًا.
اذا كان ميلر كرجل صَممّت الالهة وجهه وفقًا لمعايير الجمال المثالي، فكان فيزن من تم اكتشاف وجهه محض صدفة رائعة، بعد صنع ملايين الأوجه بهدف الوصول إلى كمال المثالية.
حتى بالرغم من شعورها بمدى سخافة الأمر ورأيها عنه، ألا أنها وجدت نفسها مازالت تحدق فيه مسحورةً بجماله.
لكن كيف له ان يتمكن من التباهي بجماله بهذه الوقاحة؟ ماذا لو كانت ملامحه عادية؟.
ما أن استعادت عقلها بعد الشرود في سحر ذلك الثعلب الماكر لتدير رأسها عنه على الفور و تتقدم ناحية الباب الرئيسي للقصر.
كان هناك حبل مربوط على كلتا الجهتين من البوابة و يصل إلى مستوى الخصر مشيرًا إلى منع الاقتراب أو الدخول بسبب إجراء تحقيق.
حين مد فيزن يده ليفك الحبل تفاجئ بضربة سريعة من أبريل التي كان وجهها عابسًا.
ليلتفت إليها فيزن لكن أحد الضباط أدرك أن هنالك مشكلة على وشك الحدوث ليهرع مسرعًا و يفك الحبل عوضًا عنه.
” تفضلوا بالدخول “.
لترد أبريل على الضابط بقولها.
” يبدو أن الطقس أصبح شديد البرودة، لتدخلوا و ترتاحوا قليلاً “.
وكانت هي أول من يتقدم نحو الداخل.
ضحك فيزن على أبريل التي قالت وبشكل غير مباشر له.
‘ أغرب عن وجهي ومت، يا فرخ البط الكسول ‘.
قال أحد ضباط المقر الأرشيدوقي من الذين اتبعوه.
” تذكرني بالسيدة لونوس السابقة…… في الماضي… “.
” نفس الشيء الذي فكرت به، أي أحد سيعرف بشكل واضح إلى أي عائلة كانت تنتمي “.
كانت فتاة من عائلة أصبحت فقيرة، كل ما كانت تملكه هو بعض الأراضي القاحلة و بعض القصور المهجورة، كان أقارب العائلة و الخدم قد سرقو كل شيء ذي قيمة كمجوهرات الزينة و المزهريات والتحف.
لكن فخرها بعائلتها لم يتزعزع ولو للحظة.
منذ خروجه من العربة، بدأ يشعر ببرد الرياح الجافة في أراضي كِلتا الدوقيتين الذي كان قد نسيه أثناء إقامته في العاصمة الإمبراطورية لكن هذا لم يجعل من ملامحه العابسة تعود إلى طبيعتها.
لقد ظن أن هذا البرد سيزول حين دخوله إلى الداخل، لكن في الحقيقة لم يكن الوضع في الداخل أفضل أكثر مما في الخارج، ظل الهواء البارد يدخل من النوافذ المكسورة، لذا لم يكن هناك فرق ملحوظ.
لكن ولحسن الحظ، أشعل أحد الضباط النيران في المدفأة لينتشر دفئٌ قليل في نواحي القصر.
كانت أبريل ممتنة لعودتها إلى القصر مما خفف من توترها بالرغم من كون رجال الشرطة مازالوا يتبعونها.
لتوجه نظرها ناحية فيزن و تبادر في سؤاله أثناء تدفئتها ليديها بالدفء المنبعث من المدفأة.
” أنا ممتنة لك لأنك جئت بي إلى هنا، ولكن ما الذي دفعك إلى جلبي إلى هنا؟ مع هذا العدد الكبير من رجال الشرطة هؤلاء؟ “.
” جئت لِتفَحُص أنابيب الغاز “.
كان رجال الشرطة منتشرين في الطابق الأول من القصر الذي كان رخام ارضيته متكسرًا مما جعله يصدر أصوات تحطم قوية في أرجاء القصر كلما تحرك أحد منهم.
ثم صدر صوت تحطم قوي من مكان آخر مما دفع أبريل للركض ناحية مصدر الصوت الذي جعل ملامح القلق تعلوّْا وجهها.
كان الصوت صادرًا من البوابة التي كانت مغلقة بالعديد من الاسياخ و السلاسل الحديدية منذ صدور قرار الإقامة الجبرية وتم فتحها بعد العديد من الجهود من قبل رجال الشرطة.
نظرًا لكون الباب كان مغلقًا منذ زمن طويل، لم يظن أي أحد من المتواجدين أن هنالك أحدًا يتذكر مافي الداخل.
كان رجال الشرطة يجاهدون لفتح هذا الباب الحديدي الثقيل، ليقول بول مستغربًا بعد تمكنهم من فتحه.
” لا أعرف ما في مقدرة تلك الشابة لتفتح وتقفل بابًا كهذا و تقوم بتحصينه بتلك الطريقة “.
كما قال بول، كان هذا الحصن الذي وضع على الباب لحظر الدخول غير ضروري، و بعدما تمكنوا من فتح الباب الحديدي أخذ الجميع بالتوجه إلى الداخل.
لم يسبق لأبريل أن تدخل إلى القبو لذا ظلت واقفة تنظر إلى الداخل أثناء قيام الشرطة بإضاءة المكان.
لم يوحي ما داخل القبو على وجود شيء مهم، كانت الأدوات التي استعملها العمال مبعثرة في الارجاء، وكانت هنالك بضع زجاجات من الكحول أيضًا، مما دل على استخدام المكان كملاذ لتذوق الكحول سرًا في السابق.
التقط أحد المحققين زجاجة كحول فارغة وهو يقول بتعجب:
” واو، هذا النوع من الكحوليات لم بعد متوفرًا وقابلاً للتصنيع الآن “.
لقد قيل أن الدوقية الكبرى شهدت تغيرات هائلة المدى خلال تلك السبع سنوات التي مضت، لكن مما يبدو، بقدر ظهور العديد من الأشياء الجديدة اختفت أشياء من الماضي.
ويبدو أن النوع الذي كانت تنتمي إليه زجاجة الكحول تلك كان أحدىَ عديد من الأشياء التي اختفت، لأن المحقق ضل يطالع تلك الزجاجة لفترة ليست بالقصيرة؛ بنظرات من الحسرة والتعجب.
وفي هذه الاثناء، هرع رجال الشرطة ينزلون إلى القبو لتفحص أنابيب الغاز.
وكما توقع الجميع، كانت الانابيب متضررة و صماماتها مغلقة بشكل محكم.
” كل الانابيب مسدودة تمامًا “.
وما أن سمعوا ذلك، ليوجه الجميع بنظراتهم إلى أبريل.
كيف كانت تضاء كل هذه المصابيح يوميا في مثل هذا القصر الكبير بدون غاز؟.
عندما تحقق الضباط من سجلات شركة الغاز ، لم يجدوا أي سجل يثبت تزويد عائلة لُونوس بتلك الكميات الكبيرة من الغاز، لم يتمكنوا من الجزم بما وُجِد بقول ‘ لم يحدث ذلك أبدا ‘ بل اكتفوا بقولهم ‘ لم نجد أي سجلات حتى الآن تدل على ذلك، ولكن …….’.
كان السبب وراء هذا التردد ليس بإنعدام الأدلة، بل لأن الشركة كانت تأمل في إمكانية مطالبة عائلة لونوس لاحقًا بسداد فواتير ضخمة لم يتم دفعها بعد.
كانت هذه الشركة التي تم تأسيسها من قبل إحدى العوائل الأرستقراطية التابعة للأراضي الأرشيدوقية قد نصبت عددًا مبالغًا فيه من مصابيح الغاز في الماضي في شوارع الأراضي التابعة لحكم الدوقية الكبرى، مما سمح لهم بجمع ثروة طائلة شهريًا و دفع الضرائب للارشيدوقية منها.
عرف رجال الشرطة جيدًا مدى سوء سمعة هذه الشركة، كانوا واثقين من هزيمة أبريل لونوس التي ظلت حبيسةً لسبع سنوات ضدهم إذا نشب نزاع ما فيما بينهم.
وعندما كانوا في طريق عودتهم لأدراجهم ومعاودة الصعود إلى الطابق السفلي بعد تأكدِهم من جزئية أنابيب الغاز التي اتضح أنها كانت مقطوعة تمامًا.
لكن، انهار أحد الضباط فجأة و الذي صادف كونه الأضعف بدنيًا بينهم.
” آه…….. “.
وبدون سابق انذار، سقط الرجل على الأرض مغشيًا عليه.
أصيب الجميع بالذهول لبرهة من الزمن لكن فيزن كان أول من تدارك الوضع و ركض إليه بسرعة ليتأكد من جودة تنفسه ليرى فورًا انفاسه الضحلة و يباشر في حمله على كتفه و ينطلق صاعدًا الدرج باقصى ما يمكنه.
أما ابريل، التي تسمرت في مكانها غير قادرةً على استيعاب كل ما يحدث في منزلها الذي كانت تعيش فيه سنواتها السبع بهدوء نسبيًا.
لم تستفق من صدمتهًا الا عندما سمعت صراخ رجال الشرطة عليها بالشتائم واللعنات بينما يخرجون من القصر.
بعد مغادرة الجميع، مازالت واقفة في مكانها تناظر الفراغ لكنها استعادت وعيها بعد وهلة و هرعت لتلتقط المصباح الزيتيّ الذي كانت قد وضعته على الأرض.
و بخطىً ثابتة، سارت عائدة ناحية بوابة القبو الذي خرج منه الضابط مختنقًا.
وفي القبو، لم يكن هنالك شيء سوى الأنابيب المسدودة منذ توقف اصدار امدادات الغاز إلى الاقطاعية، لذا لم يكن هناك سبيل لوصول الغاز إلى قصرها.
إذن، كيف؟.
بعد سبع سنوات، و بعد رؤيتها لحالة أنابيب الغاز بأم عينيها، لم تستطع أبريل سوى الاعتراف بأن مسألة اشتعال مصابيح الغاز في قصرها أمرًا مريبًا للغاية.
***
Insta:bluomein
Wattpad:bluomein
***