كان خريف العام الماضي عندما زارت كارين أرتشين لأول مرة، لذا مر عام كامل منذ لقائهما.
هل صُدم بحقيقة أنه خُدع طوال هذه المدة؟
أم أنه شعر بالخيانة؟
حتى لو كان كذلك، لم يكن لديها ما تقوله للدفاع عن نفسها.
“هل تصدقني؟ إن لم تفهم، دع الكلام يدخل من أذن ويخرج من الأخرى. وآسفة لخداعي إياك.
لقد كذبت على الجميع تقريبًا.
على دوق تريشيا، وإيريس، ودوق لوكاس، وعليك أنت أيضًا.”
حتى تسميتها بالكذب كانت تسامحًا.
ما فعلته كان أسوأ من مجرد كذب.
تظاهرت بأنها كارين، نادت دوق تريشيا بـ”أبي”، واعتذرت لدوق لوكاس عن أمور ماضية، واقتربت من أرتشين وتوددت إليه.
ربما كان كل ذلك ممكنًا لأنها لم ترَهم كأشخاص حقيقيين.
في بداية استحواذها، كانوا بالنسبة لها مجرد شخصيات في كتاب.
دمى ورقية، وليست بشرًا.
لكن، حتى لو كانت في عالم كتاب، كانوا أناسًا يتنفسون ويفكرون.
أدركت فجأة مدى وقاحتها، فلم تستطع النظر إليه مباشرة.
“إن لم ترغب برؤيتي لبعض الوقت، سأفهم.”
“كارين…”
جاء صوته كالهمس.
لم يغضب، ولم يستجوبها.
بدلاً من ذلك، مد يده.
رسمت أصابعه الرفيعة دائرة فوق وجهها، ثم احتضنت خدها بلطف.
كانت لمسة رقيقة كمن يهدهد طفلاً لينام.
تتبعت أصابعه محيط عينيها، ودعمت كفه خدها بحزم عند نقطة الابتسامة.
آه، لم تشعر بأي لوم في تلك اللمسة.
جمعت كارين شجاعتها.
رفعت بصرها ببطء وواجهت عينيه.
كانت عيناه الزرقاوان مليئتين بالشفقة تجاهها.
ليس شفقة رخيصة، بل شعور عميق ونبيل، مبني على الرعاية والتفهم.
لم يكن يلومها.
بل كان يشفق عليها.
أدركت ذلك، فانفرجت عقدة في صدرها.
دون وعي، انحدرت دمعة على خدها.
“هل تصدق كلامي…؟”
“لا يبدو حقيقيًا، لكن شيء واحد واضح.”
مسح أرتشين دموعها وتابع بنبرة حنونة:
“مهما كنتِ، قلبي لن يتغير.”
عانقها وهمس في أذنها.
كان صوته العذب كأنه يذيب أذنيها.
“حتى آخر نفس، قلبي سيظل لكِ وحدك.”
سرت قشعريرة في جسدها.
قوله إنه لا يهتم بمن تكون، وأنه لا يزال يناديها “أنتِ” رغم كشفها الحقيقة، وأنه يحبها رغم كل هذه الوقاحة…
“أرتشين…”
أخيرًا، انفجرت كارين بالبكاء.
بدت عليه الحيرة للحظة، ثم بدأ يهدئها.
انتقلت يده التي كانت تداعب خدها لتربت على مؤخرة عنقها.
دفنت كارين وجهها في صدره وبكت بهدوء.
“أنا آسفة…”
“لا داعي للأسف. إن حسبنا الأمر، أنا أيضًا خدعتكِ.”
توقفت كارين عن البكاء.
أرتشين خدعها؟
أليس شخصية في كتاب لا يملك ما يخفيه؟
“كنت أخمن. أنكِ لستِ كارين.”
“ماذا؟ كيف؟”
“لنقل إنه حدس رجل.”
ابتسم.
“لذا لا داعي للأسف. لا تبكي.
رؤيتكِ تبكين تؤلم قلبي.”
كان توقعه للحقيقة مفاجئًا.
مسحت كارين دموعها بسرعة، وهي تفكر في روعة حدس الرجال.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "129"