ربتت كارين على ظهر ماري، فتجمعت حولها خدم الدوقية الثانية.
كانت إيريس في وضع مماثل.
تعانقها والداها وأقاربها بالتناوب، بينما أحاط خدم عائلة كونت شونين بأفراد العائلة.
كان هناك من يمسح الدموع بمنديل، ومن يبكي بشدة ظنًا أنهما ماتتا، ومن يربت على الأكتاف لمواساة بعضهم.
احتفل الجميع بعودة كارين وإيريس بطريقتهم الخاصة.
بعد انتهاء العناقات المبللة بالدموع واستعادة أنفاسهم، التفتت إيريس إلى دوق لوكاس.
“أنا سعيدة جدًا برؤيتك مجددًا، سيدي الدوق!”
“وأنا كذلك. هيا إلى قصري.”
ابتسم دوق لوكاس بارتياح واضح.
“السيدة وأنا، وهذان الاثنان هناك.”
كان يقصد كارين وأرتشين.
لماذا إلى قصر الدوقية الأولى؟
نظرت كارين إلى أرتشين، فهمس:
“ستعرفين عندما نصل.”
وثقت كارين بأرتشين وصعدت إلى العربة.
قبل أن تنطلق العربة، نادى ماركيز أسين دوق لوكاس.
“ويلزر، ألا يمكنني المجيء أيضًا؟”
“…حسنًا.”
تردد دوق لوكاس للحظة، ثم أجاب بهدوء.
صعد ماركيز أسين إلى العربة، فصاح السائق بالخيول.
مع صوت عجلات العربة، غادرت المقبرة.
* * *
عند وصولهم إلى قصر الدوقية الأولى، دخلت إيريس مع دوق لوكاس وماركيز أسين إلى الداخل.
كان أرتشين استثناءً.
أخذ كارين إلى حديقة القصر.
لم تفهم سبب اصطحابه لها إلى الحديقة، وبعد انتظار، سألت:
“لماذا لا ندخل المنزل؟”
“هناك شيء أريد أن أريكِ إياه.”
أخذها إلى مقعد في الحديقة.
مقعد فيروزي بين شجرتين مخروطيتين، مغطى بكتل من الزهور.
في الشتاء، كانت الأغصان عارية، لكن الآن، كانت الورود المتفتحة غاية في الجمال.
ورود الخريف.
“هل أحضرتني لأرى هذا؟”
شعرت بالإعجاب به.
ربما، أثناء تجوله في الحديقة، أُذهل بجمالها وقرر أن يريه لها.
لكن أرتشين ابتسم دون إجابة واضحة.
“ليس بالضرورة. اجلسي أولاً.”
فعلت كارين كما قال.
أخرج أرتشين ورقة صلبة من جيبه.
“ما هذا؟”
“شش…”
أشار أرتشين لها بالصمت، فأغلقت فمها.
ثم طوى زاوية عينيه، فابتسمت معه.
كان وجهه الوسيم يملك سحرًا يجعلها تبتسم بمجرد النظر إليه.
بينما كانت تبتسم، رفع أرتشين زاوية فمه.
“انتهى.”
كان ينظر إلى الورقة بسعادة، فقامت كارين وذهبت إليه.
تساءلت عما تحمله تلك الورقة.
“ماذا انتهى… آه.”
عندما رأت الورقة، شعرت كارين بامتلاء قلبها.
هل كان يتذكر هذا؟
منذ متى، وهو يتذكر هذا؟
على الورقة، شجرتان مخروطيتان على جانبي مقعد، مزينتان بأوراق ورود حمراء وزرقاء في خطوط منحنية.
تحتها، امرأة ذات شعر أحمر مجعد تجلس، تنظر إلى الأمام وتبتسم بسعادة.
كأنها تلتقي بحبيب بعد فراق طويل.
لم تكن مجرد رسمة.
بدت وكأنها لقطة للمشهد نفسه، واضحة بشكل مذهل.
“كنت آمل أن تكون مشابهة لما يسمونه صورة.”
قالت كارين بصوت مرتجف من التأثر:
“…إنها، مطابقة تمامًا.”
كان يتذكر ما قالته الشتاء الماضي.
“سيكون من الرائع لو التقطنا صورة.”
كلمة قالتها عابرًا، احتفظ بها في قلبه ونفذها.
في هذا العالم، لا وجود للتصوير، فلابد أنه مر بتجارب وأخطاء عديدة.
كرر المحاولات مرات ومرات حتى اكتشف طريقة التصوير.
انتظر تفتح الزهور، ثم التقط صورتها كهدية.
في المكان ذاته الذي وصفته بالجمال، وقالت إنها تريد تخليده بصورة.
أي رجل في العالم يفعل هذا؟
“إنها… رائعة جدًا.”
فتحت كارين ذراعيها وعانقته بحرارة.
لم تظهر دموعها عندما التقته أمام المقبرة، لكنها الآن كادت تسقط.
فركت وجهها بصدره لتمسح دموعها.
“هناك المزيد.”
بينما يعانقها، أدخل يده في جيب سترته وأخرج صندوقًا بحجم قبضة طفل.
كان صندوقًا مخمليًا أرجوانيًا بغطاء قابل للفتح.
نقرة، فُتح الصندوق، وملأ ما بداخله عيني كارين.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "127"