طَقّ. في اللحظة التي أُغلق فيها الفم، لم يبقَ أمام شبيه إيرف سوى صدى خطواتٍ ثقيلة لرجلٍ غائب.
⋆。゚☁︎。⋆。 ゚☾ ゚。⋆
سُحق فريدريك أرضًا، فتدحرج ثم نهض متكئًا على يديه.
ما الذي فعله هذا الشبيه المجنون؟
ارتجف فريدريك وهو يتذكّر اللوحة التي ابتلعته.
لوحةٌ داخل لوحةٍ داخل لوحة!
مجرد التفكير فيها جعله يشعر بالغثيان.
أعاد سيفه إلى غمده، ونظر حوله. كانت المساحة غير الملموسة تمتد بلون الكريما والبنفسجي الفاتح كغيومٍ متداخلة.
لم يعد يعرف ما هو الأعلى وما هو الأسفل، ما أمامه وما خلفه.
وحين نظر إلى قدميه وأدرك أنه لا يوجد شيء تحتهما، بدأ في السقوط.
أحيانًا بدا وكأنه يطير للأعلى، وأحيانًا إلى الجنب.
مترنّحًا، توقف أمام رجلٍ ذو وجهٍ مألوف.
“جون رايل؟”
“جلالتك؟ لا، يا لجلالتك! لماذا أنت هنا……؟”
“هذا ما كنتُ سأقوله أنا!”
كان هناك جون رايل، طبيب باندورا، جالسًا على الأرض بملابسه الداخلية، يصنع رجل ثلجٍ من الحجارة وسط غيمةٍ أو ضبابٍ أو أيًّا كان ذلك المكان.
⋆。゚☁︎。⋆。 ゚☾ ゚。⋆
اقترب إيرف بحذرٍ من شبيه باندورا.
كانت جميلةً في مظهرها، ترتدي قبعةً غربيّة، مشرقةً كزهرة دوّار شمسٍ ترتجف في قيظ الصيف.
“باندورا.”
ناداها إيرف بصوتٍ هادئ، حاجبًا رؤيتها دون أن يُفزعها.
رفعت رأسها، فكشفت القبعة عن وجهها المخفي.
عيناها الرماديتان الباهتتان انفتحتا ببطءٍ وكسل، تحدّقان فيه بارتباك.
كان ثمة خطبٌ في حالتها.
لم يرَ عصاها في أي مكان، وكانت تهزّ رأسها بلا إجابة.
بدت عيناها الخاليتان كدميةٍ بلا روح، تطوفان في الهواء.
ورقبتها النحيلة وكتفاها يتمايلان بخفّة.
“باندورا، هل تعرفين من أكون؟”
“مَن……؟”
“أنا إيرف دارلينغ.”
أومأت كأنها تقول: “أرى.”
على خلاف باندورا الحقيقية، التي كانت تقفز واقفةً فور سماع صوته، لم تتعرّف هذه على اسمه.
“……”
“……”
ساد صمتٌ خانق بينما أغلق إيرف فمه.
لم تكن تنوي الابتعاد عنه، ولا الحديث إليه.
لم تحاول حتى أن تهاجمه.
‘هل جميع الأشباه هكذا؟’
تساءل إيرف، وهو يقاوم رغبته في الالتفات ليتحقق.
“اعذريني قليلًا.”
احتواها بذراعيه سريعًا وسار مبتعدًا عن الجسر.
كان الجسر الذي يقفان عليه أكثر الأماكن وضوحًا في المدينة، ولا بدّ من عبوره للوصول إلى الزاوية التالية والابتعاد عن أعين الأشباه.
وحين اجتاز الزاوية وابتعد عن مرأى شبيهه، أسرع نحو الساحة ليعود إلى باندورا.
لم يمضِ على افتراقهما أكثر من دقيقتين، لكنه كان قلقًا بالفعل.
فكرة ترك شبيهة باندورا واقفةً هنا بعينين خاويتين كانت تؤرقه.
لم تكن المشكلة في أنها لم تتعرف عليه.
فهو لم يفهم بعد ما الذي يحدث عندما يلتقي المرء بشبيهه، لكنه كان مستعدًا لتقبّل الاحتمالات.
قد تكون هذه امرأةً أخرى، تشبه باندورا فحسب، أو باندورا أخرى تعيش في عالم لوحاتها.
لكنها لم تبدُ وكأنها تعرفه.
لم تحتجّ حين حملها بعيدًا، ولم تطرح أي سؤال.
“لماذا خرجتِ وحدكِ في هذا الوقت من الليل؟”
“سمعتُ صوتًا يناديني…….”
“مَن الذي ناداكِ؟”
هزّت رأسها نفيًا وكأنها لا تعرف.
كانت تفهم ما يقول وتجيب، لكن ردودها البطيئة الخاملة كانت غريبة.
كأنها بلهاء.
“هل جئتِ بعربة؟”
هزّت رأسها.
“هل تعرفين طريق العودة إلى المنزل؟”
هزّت رأسها مجددًا.
شعر إيرف بانقباضٍ في حلقه وهو يراها تهز رأسها بتلك اللامبالاة العاجزة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 26"