الفصل 2
شركة ألعاب الهواتف المحمولة “إنشانتد لوف” كانت في حالة طوارئ.
فقد انتشرت على الإنترنت لقطات مصوّرة لحدث “كذبة أبريل” لم تُخطّط له الشركة أبدًا، ولم تتمكن من تحديد سبب هذا الخلل الغريب أو إصلاحه.
إعادة ضبط اللعبة كانت تُعيد الأبطال الذكور، لكن لسببٍ ما، كانت الشخصيات غير القتالية (NPCs) قد احتلّت أماكنهم عند الحلقة الخامسة عشرة.
أما حدث المتحف المقصود، فقد تم تخطيه بالكامل، مع ظهور رسالة تقول: “تعذّر تحميل القصة”.
انتشرت اللقطات بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وارتفعت أعداد تحميل اللعبة بشكل هائل، لكن فريق التطوير لم يكن سعيدًا بذلك.
“كذبة أبريل؟ من الذي نظّم هذا الحدث دون إذن؟ من الذي يملك الصلاحية للعبث هكذا؟”
“لا أحد لمس شيئًا، حقًا.”
ولأنهم بالفعل لم يفعلوا.
فقد تغيّرت اللوحات في خلفية المتحف، وكانت “باندورا” تحاول كبح ضحكتها، بينما اختفى الأبطال الذكور بالكامل، وكان الأمر برمّته مرعبًا.
وحين لم يُصلَح الخلل حتى بعد انتهاء يوم كذبة أبريل بوقت طويل، غمرت البريد الإلكتروني والهاتف مكالمات ورسائل من اللاعبين يطالبون بعودة الأبطال.
وفي النهاية، وبعد معاناة استمرت قرابة شهر كامل، اضطر الفريق إلى إيقاف تشغيل لعبة ﹤طريق الشرير إلى الحب﹥.
– “يا جماعة، حدث كذبة أبريل لم يكن في الواقع مقلب كذبة أبريل. أختي سألتني عنه لأنها تلعب <طريق الشرير إلى الحب>. الأمر مخيف.”
ㄴ ??? ماذا؟
ㄴ ماذا؟
ㄴ أشعر بالقشعريرة
ㄴ أليس هذا مجرد تسويق؟
ㄴ كككك ماذا تقول؟ نم بجانب أمك الليلة
ㄴ هل تصدق هذا؟ هراء تام
القضية التي أثارت ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي ثم خمدت، اشتعلت مجددًا عندما ظهرت الحقيقة.
أغلب الناس لم يصدقوا، لكن بعضهم تساءل لماذا تم إيقاف اللعبة وهي في ذروة شعبيتها، وبدأت الشائعات تنتشر كالنار في الهشيم.
– “أليست ‘باندورا’ قد لعنتهم لأنهم يزورون معارضها باستمرار، لكن لا ينظرون إلى لوحاتها، بل يتغازلون مع بعضهم البعض؟”
ㄴ هذه هي الإجابة الصحيحة.
ㄴ هل قامت ‘باندورا’ بقتل جميع الأبطال الذكور؟
ㄴ على الأرجح هذا صحيح.
ㄴ لكن لو تبيّن أن الشخصيات الثانوية قتلتهم لتأخذ أماكنهم، فسيكون ظلمًا كبيرًا لـ’باندورا’.
ㄴ لماذا تكتبون روايات هنا؟ فقط اكتبوا رواية وانشرواها!
بدأ الناس يطلقون على الأمر اسم “لعنة باندورا”، واشتعلت التعليقات حوله.
⋆。゚☁︎。⋆。 ゚☾ ゚。⋆
المسكينة “باندورا”. ها هي الآن في أزمة حياتها، متهمة بخطف أو قتل الأمير الوريث “إيريك”، والدوق الشمالي “فريدريك”، وفارس الحراسة “يوجين”، والكاهن “نويل”.
امرأة شبه عمياء، تمشي بعكاز، أن تُتَّهم بجرائم كهذه؟ إنه أمر مثير للسخرية.
ماذا يمكن أن تفعل لِأربعة رجال بالغين؟
خاصة وأن الأمير يُلقّب بـ’عبقري القرن’، والدوق الشمالي لا يُضاهى في المبارزة والصيد، و”يوجين” عبدٌ سابق في حلبة المصارعة، ماهر في القتال بالأيدي ومتقن لجميع أنواع الأسلحة.
أما “نويل” فيمتلك قدرة مذهلة على الشفاء الذاتي، فيتعافى بسرعة من الإصابات ولا يتأثر بالسموم.
جميعهم كانوا مميزين للغاية، هذا ما كانت تعنيه.
أما “باندورا” فهي…… مجرد “باندورا”. فنانة عمياء، ترسم العالم الضبابي بعينين ضبابيتين، ويديها وملابسها ملطخة بالألوان.
امرأة نحيلة مريضة لا تستطيع حتى فتح غطاء علبة الألوان دون مساعدة.
“إذًا تقولين…… إنكِ لم تري الأربعة منذ المعرض؟”
“نعم.”
“لكن البوّاب يؤكد أنه رأى الأربعة يدخلون إلى مرسمك كلٌّ على حدة.”
“صحيح. لكن عندما ذهبت إلى المرسم، لم أجد أحدًا.”
“لقد رآهم يدخلون، لكن لم يرَ أحدٌ خروجهم، وكأنهم تبخروا. لا يوجد أي أثر للسحر…… هل تظنين أن هناك قبوًا أو ممرًا سريًا في المرسم؟”
“لا، لا يوجد، لكن يمكنكم التحقق بأنفسكم إن أردتم.”
“حسنًا، سنأخذ تعاونكِ في عين الاعتبار. أخبرينا إن وجدتِ شيئًا.”
فتّش المسؤولون من البلاط الإمبراطوري المرسم، ثم أغلقوه وغادروا.
كانت “باندورا” تمشي بتوتر قرب النافذة حتى تلاشى صوت عجلات العربة التي جاءوا بها، ثم انهارت على الأريكة بعدما ساد الصمت المكان.
“واه…… قلبي يخفق بشدة.”
كانت متوترة للغاية، فمَثَلُها الأعلى جفافًا وفمها يابس، وكفّاها مبللتان بالعرق.
رغم رحيل المسؤولين، ظلّ الجنود أمام البوابة يراقبونها ويمنعونها من الخروج.
عادت إلى غرفتها المتصلة بالصالون، وأغلقت الباب بإحكام، ثم سحبت أربع لوحات كانت تخفيها تحت سريرها.
كانت تلك اللوحات للأمير “إيريك”، والدوق “فريدريك”، و”يوجين”، و”نويل”.
حدّقت “باندورا” بعينيها المتعبة، متعرّفةً على وجوه الرجال المتألقة في اللوحات.
قلَبت اللوحات لتتفحص الجهة الخلفية.
وكانت العناوين المكتوبة هناك لا تمتّ لهم بصلة.
‘ذلك لأن ما رسمته هنا لم يكن يومًا لوحة بورتريه!’
لكن لماذا تحوّلت لوحاتها الثمينة إلى صور لهؤلاء الرجال المفقودين؟
هل تم ختمهم داخلها كما يُحبس الجني في المصباح؟
‘لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟’
مرّرت “باندورا” يديها برفق فوق اللوحات، لكن لم يظهر أي “جني قماشي”.
هزّت، وطرقت، وقلّبت… دون جدوى.
“اهدئي. فلنهدأ قليلًا.”
يبدو أنّ أمرًا مزعجًا قد حدث بالفعل.
لم تكن تُحب أن تفترض، لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التفكير بوجود صلةٍ ما بين تحوّل لوحاتها إلى بورتريهات، واختفاء الرجال الأربعة.
كانت تشعر بالتوتّر خشية أن يراها أحد وهي تملك هذه البورتريهات، فيُساء فهمها أو تُصبح موضع شكّ.
كانت تخاف أن يظنّ الناس، إذا رأوا تلك اللوحات، أنّها أُعجبت بالرجال الأربعة الوسيمين فاحتفظت بصورهم لنفسها أثناء رسمهم، ثم ارتكبت في النهاية شيئًا لا يُغتفر.
لذلك أعادتهم إلى غرفتها وخبّأتهم، لكنّها في كلّ مرةٍ كانت تنظر إليهم، كانت تشعر بالقشعريرة وتودّ لو تُلقي بهم في الموقد.
“آه… هذا مرعب.”
والأسوأ من ذلك أنّ هذه اللوحات كانت متقنة الصنع إلى حدٍّ مذهل.
لو أنّها عرضتها في معرضٍ فنيّ، لانجذب الزوّار إلى الهالة المفعمة بالحياة التي تُشعّها، ولسارعوا إلى شرائها.
كانت باندورا، المعروفة ببرودها الحادّ في الفن، تُدرك تمامًا كيف سيُبهر الآخرون بشيءٍ بهذا الجمال.
‘هل لوحاتي مسكونة؟ هل يجب أن أحرقها وأتخلّص منها؟’
لكن، لسببٍ ما، سرت قشعريرة نذيرٍ في عمودها الفقري تُحذّرها من فعل ذلك.
لم تكن باندورا تعلم ما الذي يحدث بالضبط، لكنها حاولت أن تُجهد عقلها بحثًا عن أيّ خيطٍ قد يقودها إلى الحقيقة.
يوم كذبة أبريل؟ هل يمكن أن يكون السبب؟
هي لا تعرف كيف أو لماذا اختفوا، لكنّ هناك سببًا واحدًا فقط جعلهم يأتون إلى مرسمها في ذلك اليوم.
لقد عبثوا باللوحات المعروضة في المعرض.
استعادت باندورا في ذهنها تلك اللحظة الحاسمة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب، وشدّت شفتيها وهي تسترجع الأحداث التي أوصلتها إلى هذا الوضع.
⋆。゚☁︎。⋆。 ゚☾ ゚。⋆
“تعلمين ماذا؟ ليست شخصيةً مهمّة على أيّ حال، أليس كذلك؟”
لقد وُلدت باندورا وهي تُصغي إلى ثرثرة المطوّر.
كان صوته يتّضح تدريجيًا وهو يتمتم في الظلام كما لو أنّها تحلم وهي تسبح في الفضاء.
سمعت صوت كاتب القصة وهو يقول إن تصميم شخصيّتها لا ينبغي أن يكون أجمل من البطلة.
وسمعت أيضًا مناشدة الرسّام الذي يُصرّ على أن تكون أكثر ألوانًا وجمالًا، رغم أنّها فنانة.
ثم جاء صوت المنتج المتحمّس يسأل عن رأيهم في فكرة رسّامةٍ سكرى بشَعرٍ مضفورٍ طويل ومظهرٍ غريب الأطوار.
“ما رأيكم أن تكون عمياء وتستخدم عصًا؟”
“ماذا؟ كيف يمكن لرسّامةٍ أن ترسم وهي عمياء؟”
“سيبدو ذلك مأساويًّا ورائعًا.”
“إذن فلنقل إنها نصف عمياء؟”
وهكذا وُلدت باندورا، بشعرٍ بنيٍّ، وجهٍ جميل، شخصيةٍ صارمة، عمياء جزئيًا، وتستعين بعصًا في سيرها.
باندورا غريمليت.
شخصية غير لاعبة صُمّمت خصيصًا من أجل فعالية ‘المتحف الفني المثير’ التي ترتكز على رفع مستوى التودّد.
وكان الحدث يسير على هذا النحو: تتلقى البطلة، فيفيان فلير، دعوةً من باندورا.
﹤ السيدة النبيلة من عائلة فلير،
في اليوم التاسع من أوائل الصيف، سيتلوّن قصر بريز باللون الأزرق. هذا هو المعرض الفردي الأول لباندورا. لقد أعددنا مناظِرَ جميلة وفعالياتٍ داخل المتحف وخارجه، وسيكون من دواعي شرفنا وسرورنا اللامحدود أن تُشرّفينا بحضورك. يمكنكِ أيضًا اصطحاب مرافقٍ معكِ.
تحلم باندورا غريمليت. ﹥
يختار اللاعب أحد الرجال الأربعة، ويدعوه إلى موعدٍ في اليوم الأول من المعرض.
وبينما يتجوّلان في أرجاء المعرض، تبدأ أحداثٌ غريبة في الوقوع……؟
إنه الحدث المثالي لإشعال شرارات الغزل والتقارب الجسدي.
فتحت باندورا عينيها فجأةً بشعورٍ بالارتجاف، متسائلةً لماذا تُساعد غيرها على الوقوع في الحبّ في معرضٍ يفترض أن تكون هي نجمته.
شعرت بوسادةٍ ناعمةٍ تحت رأسها، وملمس اللحاف الحريري بين يديها.
سريرٌ ضخم، وأغطية نظيفة، وهواءٌ صباحيٌّ عليل يتسلّل من النافذة.
ومن خلال رؤيتها الضبابية، لمحت غرفةً فسيحةً تغطي أرضها سجادةٌ سميكة.
وبينما كانت حواسّها تستيقظ تدريجيًا، تحسّست وجنتها بأطراف أصابعها بحذر.
“أوه.”
كانت بشرتها ناعمة كالحرير، وشعرها الرقيق يتدلّى حتى خصرها، ويديها تحملان آثار الرسّامين، لكنها اعتنت بهما بعناية.
لقد جعلها المطوّرون وريثةً ثريّة.
“آآه… آآه…”
فتحت باندورا فمها لتُصدر صوتًا، واتّسعت عيناها بدهشة. أعجبها الصدى الهادئ لصوتها.
لم تكن البطلة الرئيسة، وهذا كان مُخيّبًا قليلًا، لكنها رغم ذلك وجدت إعداد شخصيّتها ودورها مثيرين للاهتمام.
⋆。゚☁︎。⋆。 ゚☾ ゚。⋆
لكنها سحبت كلامها الآن.
حدّقت باندورا في تقويم المكتب والساعة بجانب سريرها بعينين غاضبتين، تكاد تمزّقهما تمزيقًا، ولعنت المطوّرين الذين صنعوها.
التاسع من يونيو، الساعة الثامنة صباحًا.
لقد مرّت على اليوم التاسع من يونيو مئة مرّة.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات