فوجهه الممتلئ صار أكثر حدة، ونظراته الودودة أصبحت حادّة.
كان في الثامنة آنذاك، أما الآن فهو في الثانية والعشرين، ومن الطبيعي أن يتغيّر.
تذكّرت باندورا شظيةً أخرى من الذكريات.
حين التقت بفريدريك راشداً،
قال لها: “لا تواعدي ذلك الأحمق.”
كانت باندورا على علاقةٍ بشخصٍ ما حينها، فجاء فريدريك يطالبها بقطعها.
لكنها استدارت وقالت له أن يكفّ عن التظاهر بمعرفتها.
غمرتها ذكريات طفولتها، وراودها الفضول عن ما جرى بينهما، لكنها كلما فكرت أكثر، ضاق صدرها أكثر.
لم تكن تدري أن بينها وبين فريدريك، الذي ظنّت أنه مجرد أحد أبطال رواية ﹤طريق حب الشريرة﹥، مثل هذا الماضي.
“إذن لماذا ترتجفين هكذا……؟ هل أخفتكِ؟”
“لا، لا، ليس الأمر كذلك.”
هزّت باندورا رأسها، ممسكةً بذراعها المرتجفة.
لطالما كره فريدريك منذ طفولته أن تستخدم باندورا الألقاب الرسمية معه.
كان يكره ذلك لأنه يعني أنها لا تعتبره صديقاً.
لكن بينهما الآن فجوةٌ من الحرج تجعل كلمة ‘صديق’ غير مناسبة.
لقد تغيّرا كثيراً، وأصبحا كغريبين،
والمسافة بينهما باتت كاتساع الفارق الزمني بين الماضي والحاضر.
▶ الملف الشخصي
﹤فريدريك بوربوج (22)﹥
الوظيفة: عقيد في الجيش (A+)
اللقب: السفّاح المتعطش للدماء، دوق الشمال الأكبر
الحالة: اضطراب عاطفي (سيفقد السيطرة بعد 17 دقيقة)
‘لحسن الحظ، لم يمضِ وقتٌ طويل بينما كنت أشاهد ذكرياتي القديمة.’
تطلّعت باندورا إلى البعيد، تقارن بين فريدريك الصغير اللطيف وفريدريك العنيف الذي أمامها الآن.
ثم تجعّد جبينه من جديد.
تنهد فريدريك، وحدّق في المتاهة من حولهما قائلاً:
“باندورا، لنخرج من هنا، لنتحدث في الخارج. اللعنة، ما هذه المتاهة المجنونة؟”
“أنا…… فريدريك؟ لا أعلم إن كنت ستصدقني، لكن…….”
“ماذا؟”
“نحن في الواقع داخل لوحة رسمتها أنا.”
“……لوحة؟”
تجوّلت نظرات فريدريك في المكان، ثم استقرّت على باندورا.
ارتفع حاجبه الداكن من الدهشة.
“هذه المتاهة من لوحتك؟”
“نعم. أرى أنك لا تعلم ما يجري أيضاً. لا أعلم كيف انتهى بك الأمر داخل لوحتي، لكن…… على كل حال، نحن داخلها.”
“…….”
ظل فريدريك صامتاً ومفكراً، وحاجباه مقوّسان.
‘هل أبدو مجنونة مثل هذه المتاهة؟’
أضافت باندورا ببرود:
“أعلم أن من الصعب تصديقي، لكنه الحقيقة.”
“أصدقك.”
“هاه؟”
“أصدقك.”
قالها فريدريك بجدية تامة.
“أصدق كل ما تقولينه.”
“…….”
كان الأمر غريباً، فهما صديقان منذ الطفولة، لكن بعد لقائهما مجدداً صارا متحفظين.
“شكراً لك… لأنك صدقتني.”
مهما يكن، فقد كان مجرّد أنه لم ينظر إليها كأنها مجنونة كافياً ليبعث الراحة في قلبها، فتابعت قائلةً براحةٍ خفيفة:
“وأنا اضطررت لإنقاذك، لذا دخلت إلى اللوحة مؤقتاً…….”
“أفعلتِ ذلك؟”
“لكنني لا أعلم كيف نخرج.”
“!”
“حسناً، علينا أن نبحث عن الطريق الآن، هاهاها.”
ضحكت باندورا بتوتر، واحتضنت القطة بشدة.
وتجعّد جبين فريدريك أكثر من ذي قبل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 16"