الفصل 12
تحطّمت آمال باندورا في الخروج في موعد.
إذ وُضعت في قيدٍ داخل غرفة الاستقبال، تشاهد الكابتن مارك، قائد الحرس الإمبراطوري، وعددًا من المسؤولين وضباط الشرطة وهم يفتّشون أرجاء المنزل.
“لقد وجدنا أقراط صاحب السمو!”
“هذا الصليب…… أليس يخص البابا نويل؟”
“قلم الحبر هذا على الأرض يحمل اسم صاحب السمو الدوق الأكبر.”
“وهذه الباقة هنا، رائحتها رائعة!”
كان هناك دليل تلو الآخر على أن الأبطال الذكور قد وُجدوا في هذا المكان. كانت باندورا منشغلة جدًا بلوحاتها التي تحوّلت إلى بورتريهات، حتى إنها لم تلحظ الأقراط ولا القلم ولا الصليب ولا حتى الباقة ؟.
“إذًا…… تقولين إن الآنسة باندورا لم ترَ الأربعة مطلقًا منذ المعرض؟”
“نعم.”
“لكن حارس البوابة يؤكد أنه رأى الأربعة يدخلون إلى غرفة عمل الآنسة باندورا بشكل منفصل.”
“صحيح. لكن حين ذهبتُ إلى الغرفة، كانت فارغة.”
تحدّثت باندورا مع المسؤول الإمبراطوري على انفراد، متوسّلةً إثبات براءتها. كانت صادقة قدر استطاعتها، لكنها لم تذكر القصة كاملة.
وكان على كلّ خادمٍ من خدمها أن يدلي بشهادته أمام المسؤول.
تم إغلاق غرفة عمل باندورا، ونُشر الجنود عند البوابات، ثم غادروا.
أما قضية الكتابة على لوحة الإمبراطور، فقد أُغلِيت مقابل عفوٍ مشروطٍ بتبرّعها ببعضٍ من أغلى لوحاتها إلى البلاط الإمبراطوري.
لكن فيما يخصّ اختفاء السادة، لم يُسمح لباندورا بمغادرة القصر حتى تُثبت براءتها. وكان الأمر نفسه ينطبق على الخدم، فلا أحد يُسمح له بالدخول أو الخروج.
عادت باندورا إلى غرفتها، أغلقت الباب بإحكام، وأخرجت اللوحات الأربع التي كانت مخبّأة تحت سريرها.
ولحسن الحظ، كان المئزر الذي يغلف القماش لا يزال كما هو، لم يُمسّ.
“آه……”
تنفّست باندورا الصعداء وسحبت المئزر لتفرد اللوحات.
كانت خائفة من أن يجد الحرس الإمبراطوري أو الشرطة هذه اللوحات أثناء تفتيشهم.
‘لا، ولكن ما هذا؟ ما الذي يحدث؟’
لم تستطع أن تفهم كيف تحوّلت هذه اللوحات السليمة تمامًا إلى بورتريهات للأبطال الذكور.
هل التهمت اللوحات الناس؟ أم أن الأربعة جلسوا ورسموا بورتريهات لأنفسهم حين زاروا مرسمها؟
لكن اللوحات كانت تشبه أسلوب باندورا إلى حد كبير جدًا.
‘ما الذي جرى لهؤلاء الرجال الأربعة الأقوياء حتى يُحرَموا من موعدي، ويُحتجزوني في منزلي، ويتركونني هكذا عاجزة!’
فركت باندورا اللوحات، مسحتها، ربّتت عليها، عضّتها، تذوّقتها، وهزّتها، دون جدوى، بينما كانت تضغط على صدرها في مزيج من الإحباط والارتباك.
وهكذا وصلنا إلى الحاضر.
مرحبًا، أنا المدير التنفيذي لشركة “الحب المسحور”. نعتذر عن كثرة الاستفسارات التي وصلتنا بعد حادثة كذبة أبريل.
لقد عمل طاقمنا بلا توقف لحلّ الخطأ، لكننا لم نتمكّن من إيجاد السبب أو الحلّ. لذا، قرّرنا تعليق خدمة لعبة ﹤طريق الحب الشرير﹥ مؤقتًا. شكرًا لاهتمامكم ومحبتكم للّعبة خلال هذه الفترة.
“تعليق الخدمة؟”
أثناء استخدام باندورا لمحرك البحث في الجرة لتعرف المزيد عن “اللوحات الآكلة للبشر”، اكتشفت أن اللعبة قد أُوقفت.
لكن هذا العالم ما زال موجودًا.
الأبطال الذكور اختفوا، لكن الحياة استمرّت فيه.
في الواقع، كان عالم باندورا متوقفًا تمامًا، ولم يبدأ في التحرك مجددًا إلا بعد تعليق اللعبة.
راحت باندورا تنقر على الآلة الكاتبة محاوِلةً معرفة المزيد عن سبب الانقطاع، لكنها توقفت عند تعليق لأحد المستخدمين:
– أليست باندورا فقط تسخر من البطلة وتلعنها لأنها تزور معارضها دائمًا ولا تنظر إلى لوحاتها بل تغازل الأبطال الذكور؟
ㄴ هذا هو الجواب الصحيح.
ㄴ هل قتلت باندورا كل الأبطال؟
ㄴ هذا محتمل جدًا.
ㄴ لكن لو تبيّن أن الشخصيات غير القابلة للعب هي التي قتلتهم لتحلّ محلهم، فسيكون ذلك ظلمًا كبيرًا لباندورا.
ㄴ لماذا تكتبون روايات هنا؟ اذهبوا واكتبوها كقصة حقيقية!
‘قتل؟ من الذي قتلته! لم أقتل حتى نملة!’
من تظنونها ساحرة حقيقية؟
شهقت باندورا بانزعاج، وقرأت الكلمات على الشاشة المربّعة ومدّت يدها لتلمسها.
ظنّت أن يدها ستمرّ من خلال النافذة الرقمية دون أن تلمسها، لكن طرف ظفرها لامسها بالفعل، بل وتمكّنت حتى من الكتابة في خانة التعليقات.
“رائع.”
لم تكن باندورا تعرف متى سيختفي هذا الخيار مجددًا، فسارعت إلى كتابة ردٍّ سريع:
ㄴ هذا ظلم :<
⋆。゚☁︎。⋆。 ゚☾ ゚。⋆
على أية حال، قرّرت باندورا بهدوء أن تعاين اللوحات مجددًا.
الأصول التي تحوّلت إلى بورتريهات للأبطال كانت: ﹤المتاهة﹥، ﹤الجزيرة المهجورة﹥، ﹤البرد القارس﹥، و﹤القصر المتحرك﹥.
كانت جميعها لوحات كئيبة رسمتها باندورا، التي كانت على وشك الجنون في التاسع من يونيو، مرارًا وتكرارًا لتعبّر عن معاناتها.
‘ماذا لو لم تتغير اللوحات فقط، بل انتقل الرجال إلى داخلها……؟’
لوحة ﹤المتاهة﹥ بلا مخرج، تجسّد الشعور المحبط بالوقوع في حلقة زمنية لا يمكن الهروب منها.
والوحدة القاتلة المتمثّلة في ﹤الجزيرة المهجورة﹥،
والعالم القارس بدرجة حرارة 40 تحت الصفر، الذي يصوّر قلبًا متجمّدًا في ﹤البرد القارس﹥،
أما لوحة ﹤القصر المتحرك﹥، فتعكس ألمها وغضبها من فريق التطوير الذي جعلها شخصية حدث محصورة في التاسع من يونيو.
وللتوضيح، فإن هذا القصر يعجّ بالوحوش، لأنها تخيّلته كذلك.
إذا كان كل بطل داخل إحدى هذه اللوحات، فهذا يعني……
“!”
شحُب وجه باندورا فجأة وهي تتذكّر صورة الأبطال الذكور وهم يُقذَفون داخل اللوحات.
“أليسوا جميعًا موتى ما عدا الذي في ﹤الجزيرة المهجورة﹥……؟”
أو ربما سيموتون قريبًا.
⋆。゚☁︎。⋆。 ゚☾ ゚。⋆
طرقٌ خافت على الباب جعل باندورا ترتجف، فسارعت لإخفاء لوحاتها.
“الآنسة باندورا.”
لو لم يكن صوت إيرف.
فتحت باندورا الباب قليلًا، جذبته إلى الداخل، وأغلقته بسرعة من جديد.
وبينما كان إيرف محشورًا بين ذراعها والباب، احمرّت أذناه خجلًا، لكن باندورا لم تكترث، وبدأت تتحدث بوابل من الكلمات السريعة.
“نحن في ورطة كبيرة! لا يُسمح لي بمغادرة المنزل إطلاقًا، ناهيك عن الخروج في موعد! ظننت أنني تخلّصت أخيرًا من لعنة التاسع من يونيو وأن حياة جديدة بانتظاري، لكنني الآن قيد الإقامة الجبرية في أول يوم من حريتي! لا يُسمح لأي أحد بالدخول أو الخروج من منزلي حتى تثبت براءتي، وأنت أيضًا لا يُفترض أن تكون هنا……. ها؟ ها؟”
“؟”
“هناك جنود خارج القصر، كيف تمكنت من الدخول؟”
ضيّقت باندورا عينيها ونظرت إلى إيرف.
كان من الواضح أنه عاد إلى المنزل وبدّل ملابسه، لكن كيف دخل؟
“أنا فقط… تسللت.”
أجاب إيرف بهدوء، متجنبًا النظر في عينيها.
الأمن مشدد للغاية.
أومأت باندورا برأسها، متسائلة كيف يمكن لشخص طويل مثل إيرف أن “يتسلل” ببساطة.
نظرت عن كثب إلى ملابس إيرف.
لقد أخذ تعليماتها على محمل الجد وارتدى ملابس أنيقة فعلًا.
تذكّرت باندورا خزانتها التي تحتوي على سبع فساتين سهرة زرقاء متطابقة.
‘كنت أنوي أن أخرج في موعد اليوم وأشتري ثوبًا جديدًا!’
تساءلت عن سبب امتلاكها لسبعة فساتين من النوع نفسه.
بسبب لعنة التاسع من يونيو، لم يكن يهم كم فستانًا جديدًا تطلبه باندورا، فحين يعود الزمن إلى الصباح، كانت تُجبر دائمًا على ارتداء الفستان الأزرق ذاته.
لم تكن تكره لونه أو تصميمه، لكنه من الصعب ألا تشعري بالملل وأنتِ ترتدين الفستان نفسه يومًا بعد يوم مهما كان جميلاً.
‘سأشتري القميص الأبيض والتنورة الوردية المزينة بالورود التي كانت ترتديها المانيكان في واجهة المتجر الذي مررنا به بالعربة، وسأشتري قبعة جديدة أيضًا!’
فكّرت باندورا وهي تسند جبينها إلى صدر إيرف، وقد بدا عليها الإرهاق.
‘هل أهرب فحسب؟’
إذا كان هو قد تمكن من التسلل إلى الداخل، فربما يمكنها هي أيضًا أن تتسلل إلى الخارج، أليس كذلك؟
لكنها إن كانت بالفعل مشبوهة في قضية اختفاء الأبطال الأربعة، وتم القبض عليها أثناء محاولتها الهرب، فستكون في مأزق كبير.
فبدلًا من راحة الإقامة الجبرية، قد تُسحب إلى زنزانة باردة وتُعذّب.
‘الوقت بدأ يتحرك أخيرًا، لكن يا لها من مفاجأة مزعجة.’
زمّت باندورا شفتيها وفركت جبينها بصدر إيرف في تلميح صامت يقول: ‘أنا منزعجة’.
تحمّل إيرف دلالها قليلًا، ثم سألها:
“آنسة باندورا، تلك اللوحات التي أخفيتِها على عجل البارحة، هل لها علاقة بالأربعة المفقودين؟”
“آه.”
لقد رأى كل شيء البارحة — الورشة الفوضوية، واللوحات، وملامح الذعر على وجهها — فاستنتج الأمر بسرعة.
“كنت أودّ أن أنكر، لكن حدسي يخبرني بأنها كذلك.”
“هل ستقعين في ورطة إن لم يظهروا؟”
“أعتقد ذلك……. لأنني موضع شك.”
“هل هناك أي شيء…… يمكنني فعله لمساعدتكِ؟”
رافق صوته القلق لمسة أصابعه الطويلة السميكة وهي تمرّ بلطف بين خصلات شعرها.
كانت لمسة حنونة، كأنها تقول لها: لا تقلقي.
هذا اللمس الرقيق بدا وكأنه يهدّئ اضطرابها قليلًا.
“لا أعلم.”
“إذًا دَعيني أساعدكِ. أريني اللوحات.”
أرَت باندورا لإيرف اللوحات الأربع.
كانت لوحات عادية، لا شيء غريب فيها سوى أنها مرسومة بإتقان شديد.
أدار إيرف القماش هنا وهناك، متفحصًا القماش المشدود بإحكام على الإطار الخشبي.
“أيها الطبيب، هل تعتقد أن القماش قد ابتلعهم؟”
قالت باندورا مازحة، فسألها إيرف بابتسامة غامضة:
“وماذا لو فعل؟”
“حينها ربما علينا أن نُخرجهم……؟”
“وكيف نُخرجهم إن كان القماش الوحش قد ابتلعهم بالفعل؟”
“سيتوجب عليّ دخول بطن الوحش أيضًا، لأنني إن لم أفعل سينتهي بي الأمر في السجن، مع أنني لست متأكدة أيهما أفضل.”
هزّت باندورا رأسها وارتجفت.
وحش القماش… يا لها من مزحة سيئة، لكنها شعرت براحة طفيفة بمجرد أن قالتها بصوت عالٍ.
“فلنذهب لإخراجهم إذًا.”
“ماذا؟”
إلى أين؟ إلى بطن وحش القماش؟
حدّقت باندورا في إيرف بذهول، وفي رؤيتها المشوشة، لمع بريق بنفسجي واضح كضوء النجوم.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات