بينما كنت أركض بلا توقف ، خطر ببالي فجأة أن لديّ ما يكفي من الوقت والطاقة ، وربما يكون من الأفضل أن أبحث عن متجر بقالة خلال محاولتي العثور على إيدن .
” أين المتجر العام* ؟”
(بالعامي بقالة)
وأنا أحمل نوكس على ظهري وأركض ، بدأت أفحص محيطي بسرعة .
كانت الوحوش التي تجمعت حول النافورة تفقد اهتمامها تدريجياً وتبدأ في التفرق ، ومع ذلك ، كان هناك بعضهم الذين لاحظونا من بعيد وبدأوا بالركض نحونا .
” انتبهي !، بجانبكِ !، سينكلير ، بجانبكِ !”
صرخ نوكس فجأة ، فانحنيت بسرعة ، كان وحش يقترب منا ، يلوح بذراعيه الطويلتين في محاولة لضربنا .
وبسبب ذلك ، فقدت توازني ووقعت مع نوكس على الأرض ، سمعت صوت أنينه الخافت وهو يرتطم بالأرض .
بينما كنا مستلقيين على الأرض ، لاحظت الوحش يرفع يده مجددًا ليهاجمنا ، أمسكت الفأس بسرعة وضربته بقوة .
طاخ !
طار الوحش بعدما أصابته ضربتي بالفأس .
كان نوكس ، الذي كان يحاول الوقوف متألماً ، حدق بدهشة في الوحش الذي أُلقي بعيدًا .
” من أنتِ حقًا ؟”
” أنا شيري سينكلير “
‘ لكنني الآن اتذكر حياتي الماضية ‘
توقفت عن إكمال جملتي ، بدلاً من ذلك ، أمسكت بيد نوكس وساعدته على الوقوف ، مع أنينه الخفيف ، التقط حقيبته وهو يعرج قليلاً .
لم يكن لدينا الوقت للتوقف ، مع اقتراب المزيد من الوحوش ، حملت نوكس على ظهري مرة أخرى وبدأت في الركض .
وفقًا للخريطة ، كان من المفترض أن يكون المتجر العام قريبًا .
أثناء تفحصي للمكان ، وجدت المتجر العام بجانب نزل ، كانت نافذة الباب الأمامي مكسورة ، مما جعل الدخول أسهل .
وضعت موكس عند المدخل وتوجهت مباشرة إلى الداخل ممسكة بالفأس لتفقد المكان ، لم أكن متأكدة مما إذا كان هناك وحوش في الداخل .
” شيري ، قبل ذلك ، أعتقد أنه علينا تغطيه النافذة أولاً “
قال نوكس وهو ينهض بصعوبة ، مشيرًا إلى نافذة الباب الأمامي المكسورة .
التقطت غطاء طاولة قريب وألقيته نحو نوكس ، بينما كان يغطي النافذة المكسورة ، تفحصت المكان ، لحسن الحظ ، لم يكن هناك أي وحوش أو أشخاص في الداخل .
” عدد الوحوش بالخارج أصبح أكثر مما كان عليه سابقًا ، إذا لم يكن هناك باب خلفي ، سيكون من الصعب الخروج “
وضعت يدي على جبيني بتوتر عندما قال نوكس .
” لا يوجد باب خلفي ، المدخل الوحيد هو من هنا ، لا توجد حتى نوافذ “
” إذن ، نحن محاصرون “
جلست على الأرض ، كان اامتجر العام مليئًا بالطعام الطازج والخضروات ، لكن ما الفائدة من ذلك إذا لم نتمكن من الخروج من هنا أحياء ؟
” أنا آسفة ، كان ذلك جشعًا مني “
(تقصد انها بدل لا يروحون يدورون على إيدن راحت للمتجر والحين انحبسوا بسبب جشعها)
تمتمت لنفسي ، بينما كان نوكس يحدق بي وهو يفتح غلاف قطعة حلوى ، أدخل الحلوى في فمه وأجاب بتعب .
” فلنعتبر أنفسنا متعادلين ، فأنتِ لقد أنقذتيني “
” متعادلين ؟، لم أتوقع منك أن تستخدم هذه الكلمة “
لم يكن هذا نوع الكلمات الذي كنت أتوقعه من نوكس ، الذي يعتبر مثالاً للأرستقراطي المتغطرس .
” أصدقائكِ يستخدمون تلك الكلمة ، فهناك نبلاء آخرون غير لانكستر يستطيعون استخدام هذه الكلمات أيضًا “
(بالعامي يقول ترا مو بس إيدن وفانيلا الي يعرفون يستخدمون هذي الكلمات)
أجاب نوكس بلا مبالاة .
” أصدقاء ؟، أنا ليس لدي أصدقاء …”
قلت ذلك بارتباك ، لكنني فهمت بعد برهة ، كان يقصد فانيلا من قرية برونيل ، النبيلة الوحيدو الذي ربما استخدمت هذه الكلمة .
” آه ، تقصد الآنسة روسكين “
ولكن ، منذ متى أصبحت فانيلا صديقتي ؟، على أي حال ، يبدو أنها الشخص المناسب لاستخدام مثل هذه الكلمة .
‘ تُرى ، هل فانيلا بخير ؟’
اقتربت من نوكس ، الذي كان يقف بصعوبة بالقرب من الباب الأمامي ، كانت الجروح في فخذه تبدو أسوأ مما كانت عليه سابقًا .
رغم مظهره الهادئ ، كانت شفتاه ترتجفان من شدة الألم ، وزرقاء من البرودة ، كانت شجاعته في الحديث دون إظهار الألم تستحق الإعجاب .
” اجلس هنا ، دعني أرى جرحك “
لم يعترض نوكس على طلبي ، عندما ضغطت على كتفه ، جلس مستندًا إلى الباب الأمامي .
نظرت إلى الجرح الظاهر من خلال البنطال الممزق ، كان الجرح كما وصفه : طعنة من قضيب معدني حاد .
‘ لابد أنه يتألم بشدة ‘
كان الجرح يبدو مؤلمًا للغاية ، مما جعلني أعقد حاجبي بقلق .
” علينا تعقيم الجرح أولاً ، يبدو أنه يحتاج إلى حقنة مضادة للتيتانوس …”
(التيتانوس هو تلوث الجروح بالبكتيريا عند الاصابة بشيء حديدي)
” هل تعرفين حقنة مضادة للتيتانوس ؟”
سألني نوكس ، فنظرت إليه بوجه متعجب كما لو أن سؤاله غريب ، ثم تذكرت فجأة أنني شيري سينكلير في هذا العالم .
معظم سكان هذا العالم ، باستثناء المتخصصين ، يفتقرون إلى المعرفة الطبية ، وبالنسبة لامرأة مثل شيري سينكلير ، التي قد تبدو سطحية وساذجة ، كان من الطبيعي أن يعتقد نوكس أنني لا أعرف شيئاً كهذا ، والواقع أنني قبل استعادة ذكريات حياتي السابقة ، كنت حقاً كما يتوقعني .
بينما كنت أبحث عن شيء لتعقيم الجرح ، أجبت على سؤاله بعبارة عامة .
” لقد تنقلت بين بلدان كثيرة منذ صغري ، واكتسبت الكثير من المعارف المتنوعة “
قررت أن أستخدم هذه الحجة مستقبلاً إذا تساءل أي شخص عن مصدر معرفتي ، كانت حجة مثالية .
بالطبع ، عندما أقابل هاريسون ، ستنكشف الحقيقة بسهولة ، لكنني حتى الآن لا أعلم حتى إذا كان هاريسون على قيد الحياة .
” تلقيت الحقنة بالفعل عندما كنا عند برج الساعة ، لذا لا تقلقي “
” هل كان هناك أشخاص آخرون هناك ؟”
” لا …”
تردد نوكس قليلاً قبل أن يفتح رداءه الطبي ليكشف عن حقيبة صغيرة معلقة على خصره .
” لقد أحضرت بعض الإمدادات الطبية “
” يا إلهي !”
إمدادات طبية !، لم أكن أستطيع أن أكون أكثر امتناناً ، كانت الإمدادات الطبية واحدة من الأشياء التي كنا نفتقر إليها في بيتي السعيد ، بالطبع ، كنت قد طلبت من هاريسون تأمينها ، لكن الحصول على أدوات طبية متخصصة كان يتطلب موافقة من نقابة الأطباء ، وهو ما يستغرق وقتاً طويلاً .
لكن العالم انتهى قبل أن نتمكن من تجهيزها بالكامل .
قال نوكس بنبرة لطيفة وهو يطلب مني المساعدة .
” لقد أجريت إسعافات أولية بسيطة ، لكنني لم أضع الضماد بعد ، هل يمكنكِ مساعدتي ؟”
أومأت برأسي وأخرجت مطهراً وضمادات من حقيبته ، رفعت بنطاله الممزق بعناية ، ثم سكبت المطهر على الجرح ولففته بالضمادات .
” شكراً لكِ ، آنستي “
ابتسم نوكس لي بخفة ، ربتّ على ساقه ونهضت .
” على أي حال ، علينا أن ننتظر اللحظة المناسبة ، عندما تقل أعداد الوحوش في الخارج ، قبل ان نخرج فلتواصل مراقبة الوضع ، يمكنك فعل ذلك رغم إصابة ساقك ، أليس كذلك ؟”
قلت ذلك بينما كنت ألتقط حقيبة فارغة وبدأت أملأها بالإمدادات الغذائية ، جمعت الدقيق ، الخبز ، الخضروات ، اللحوم ، التوابل ، والأرز ، وحرصت على جمع مزيج متنوع .
” ضعِ هذا أيضاً “
ألقى نوكس علبة سجائر مهملة نحوي ، كان لا يزال هناك متسع في الحقيبة ، فأضفتها إليها ، مع زجاجة من الويسكي .
” هل كنت تدخن في الماضي ؟”
لم أره يدخن أبداً قبل انهيار العالم ، كنت معتادة فقط على رؤيته يمتص مصاصة حلوى طوال الوقت .
بينما كان يزيح الستارة قليلاً ليتفقد الخارج ، أجابني .
” كنت أقلع عن التدخين ، لكن يبدو أنه لم يعد هناك حاجة لذلك ، بما أننا لا نعلم متى سنموت ، فلماذا نهتم بصحتنا ؟”
لم يظهر نوكس أي ارتباك أو يأس ، بدا وكأنه كان يتوقع دائماً أن الأمور ستنتهي بهذا الشكل .
لكن بالطبع ، إذا كان فعلاً يتوقع ذلك ، لما كان قد توقف عن التدخين في المقام الأول .
بعد أن جمعت كل ما أحتاجه ، وضعت الحقيبة على طاولة فارغة وجلست على كرسي ، أمسح وجهي بيدي في محاولة للهدوء .
” ماذا تعتقد ؟، كيف حال السيد إيدن الآن ؟”
” سيكون بخير ، ذلك الرجل لا يموت بهذه السهولة “
أجاب نوكس بنبرة عادية ، كما لو أنه يعرف إيدن جيداً .
حتى إيدن كان كذلك .
منذ البداية ، أي حوار مع نوكس يجعلني أشعر وكأن هذه الكارثة ليست بالأمر الكبير .
” كيف يمكنك أن تكون واثقاً أن السيد إيدن بخير ؟”
” لأنه ببساطة كذلك “
أي نوع من الإجابة هذه ؟، ومع ذلك ، لم يقدم نوكس أي تفسير إضافي .
ساد الصمت في المتجر العام ، باستثناء أصوات الوحوش التي كانت تتجول خارجاً ، كان نوكس جالساً متكئاً على باب المدخل ، يراقب .
” هل يمكنني مناداتكِ بــشيري؟، أعتقد أننا أصبحنا مقربين الآن “
” لا يزال الوقت مبكراً ، استخدم الألقاب الرسمية ، فنحن لسنا مقربين لهذه الدرجة “
” حسناً ، آنسة شيري “
وافق نوكس بهدوء دون أن يظهر أي انزعاج .
كان لا يزال يراقب الخارج بينما يمتص مصاصة ، لم أستطع تحديد ما إذا كان لا يظهر توتره أم أنه بالفعل لا يشعر بأي توتر .
وفجأة ، نظر نحوي مباشرة ، تبادلنا النظرات ، ثم ابتسم بلطف وألقى عليّ سؤالاً مربكاً .
” هل تعرفين ، يا آنسة شيري ، لماذا أصبح العالم على هذا الحال ؟”
أخيراً ، ظهر السؤال المتوقع … السؤال الذي سأستمر في سماعه مستقبلاً !
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 47"