كانت الصرخة قد صدرت من جهة المستوصف ، بدا أنه نوكس بالفعل .
وأثناء الجري نحو المستوصف ، رأينا مجموعة من الوحوش توازي سرعتنا ، متوجهة نحو نفس المكان ، كان عددها كبيرًا كما توقعت .
” توقفي “
توقف إيدن عند زاوية أحد الأزقة ليمنعني من التقدم ، انقشعت الغيوم وسقط ضوء الشمس الساطع ، مما جعل الرؤية أوضح .
كانت وحوش الفيروسية ، بأشكالها المختلفة ، محتشدة أمام أحد المباني ، كان المستوصف ، كما توقعت .
” هل تعتقد أن هناك أشخاصًا داخل المبنى ؟”
” حتى لو كانوا هناك ، من غير المحتمل أنهم لا يزالون على قيد الحياة “
كما قال إيدن ، كانت بعض الوحوش قد اقتحمت المستوصف بالفعل ، وبعد لحظة من المراقبة الصامتة ، قال .
” يبدو أننا تأخرنا عن إنقاذهم “
كان كلامه صحيحًا ، بدا أن الوقت قد فات لإنقاذهم ، حتى الصرخات التي سمعناها سابقًا توقفت .
عضضت شفتي السفلى بشدة .
” دعنا نذهب إلى برج الساعة أولاً “
المركز الطبي الذي ألقينا عليه نظرة خاطفة كان بالفعل فوضوي ، وبسبب الحشد الكبير من الوحوش ، بدا من الصعب حتى الاقتراب منه ، كان من المستحيل فعليًا استكشاف الداخل .
إيدن نظر إليّ بوجه خالٍ من التعبير ، ربما كان يخفي توتره ، ثم وضع يده على كتفي .
” لا تبتعدي عني “
أومأت برأسي بهدوء وأحكمت قبضتي على الفأس ، مهما كانت قوتي كبيرة ، فلن تكون كافية ، لن أستطيع مجاراة إيدن ، الشرطي ، من حيث المهارات القتالية .
” سأتولى دعمك من الخلف “
نظر إيدن إليّ ثم إلى الفأس التي في يدي بالتناوب ، ثم قهقه بخفة .
” شيري ، أنتِ وذلك الفأس ، لا تتناسبان أبدًا ، هل تعلمين ذلك ؟”
ثم قهقه مرة أخرى .
ماذا ؟، أيضحك ؟، في هذا الوضع الخطير يجد الوقت للضحك ؟
ضحكة إيدن ، التي لم تكن متماشية مع هذا الوضع الغريب ، بدت وكأنها تنم عن ثقة ، ربما لهذا السبب شعرت ببعض الاطمئنان لوجوده بجانبي .
” إذن ، سأعتمد عليكِ لحماية ظهري “
بعد أن قال ذلك ، استدار إيدن وأمسك مقبض سيفه الطويل بإحكام وتقدم للأمام .
قبل قليل ، بسبب صرخات بشرية قادمة من جهة المركز الطبي ، غيرنا وجهتنا الأصلية ، كنا ننوي التوجه إلى برج الساعة ، وهو هدفنا الأصلي ، والذي كان يمكننا الوصول إليه بسهولة بالسير مباشرة إلى أطراف القرية .
لكن ، حتى لو أخذنا الطريق الخلفي لتجنب أنظار الوحوش ، كان علينا عبور الطريق الكبير المليء بها ، كان مركز الشرطة يقع في الجهة المقابلة للمركز الطبي .
همست بصوت منخفض خلف ظهر إيدن الذي كان يسير أمامي .
” عدد الوحوش كبير ، لذا من الأفضل أن ننخفض قدر الإمكان حتى لا نلفت أنظارهم “
ألقى إيدن نظرة خفيفة نحوي .
في تلك اللحظة ، ظهر وحش فجأة أمامنا ، دفعت إيدن بعيدًا بسرعة وأطحت بالوحش المتقدم نحونا مستخدمة الفأس .
— غــرااه !
ترافقت صرخة الوحش مع صوت انهيار المبنى .
توقفت الوحوش المتجمعة أمام المركز الطبي عن الحركة ، ثم استدارت جميعها ناحيتنا في وقت واحد .
تباً ، نحن في ورطة .
أمسكت بيد إيدن .
” اركض !”
تردد إيدن للحظة ، ثم شد قبضته على يدي وبدأ الركض معي .
في ظل الوضع الحالي ، لم يكن من الممكن التوجه مباشرة إلى مركز الشرطة عبر الطريق الخلفي ، كانت الوحوش تتقدم نحونا ، تاركة الأزقة المؤدية إليه خلفها .
انعطفنا نحو الزقاق الخلفي للشارع الذي يقع فيه مركز الشرطة ، هناك ، دخلنا أول باب خلفي لأحد المباني القريبة واختبأنا بسرعة .
دخل إيدن أولًا وسحب معصمي بسرعة ، فور دخولي ، أغلق الباب بإحكام .
اتكأ إيدن بظهره على الباب المغلق ، يستمع للوحوش ، بينما انكمشتُ بجسدي على صدره ، محاولة كتم أنفاسي .
— غــرااه !
سمعت زئير وحش قريب ، مما جعل العرق يتصبب من كفي .
‘ لو كنت أعلم أن الأمور ستسوء هكذا ، لما استخدمت المقلاع فهم تجمهوا بسببه ‘
شعرت بصدر إيدن يتحرك بهدوء تحت جبيني ، حيث كان ينفس بعمق في توتر ، لامست أنفاسه الساخنة جبهتي ، مما جعل رأسي يغرق في فراغ أبيض من القلق .
سمعت صوت خطوات ثقيلة وغير منتظمة على مقربة شديدة ، بدأ وكأن الوحوش تتحرك في جماعات .
بعد لحظات من الأصوات العالية ، هدأ الوضع قليلًا .
لكن فجأة …
سمعت صوت خطوات ثقيلة وواضحة تقترب منا .
ابتلعت ريقي بصعوبة وحبست أنفاسي مجددًا .
وفوق يدي المرتجفة من التوتر ، وضع إيدن يده الكبيرة بثبات ليهدئني .
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات