استمتعوا 

 

أدركت رايلين أن أسئلة كافيريون لها غرض وراءها. 

 

كان يعرف شيئًا.

 

“ما الذي يثير فضولك بالضبط يا أخي؟” سألت في المقابل. 

 

حدق كافيريون فيها بصمت. 

 

أخذت رايلين نفسًا هادئًا وشرحت.

 

“على السطح، صحيح أن جسد إيدن تعافى بشكل كبير. ومع ذلك، فإن نظامه المناعي المنهار وقدرته على التحمل سيستغرقان وقتًا لاستعادة عافيتهما بالكامل. عندما ذكرت التدهور، كنت أعني ذلك في هذا السياق.”

 

أومأ كافيريون مرة واحدة، ولا يزال يحدق فيها، ثم صرف بصره.

 

“حسنًا،” 

 

وافق بسهولة أكبر مما كان متوقعًا، وخفف تعبيره الحاد بسرعة. 

 

على الرغم من هذا، ظلت رايلين متوترة. 

 

من الواضح أنه يعرف شيئًا. 

 

ومع ذلك، عاد كافيريون قريبًا إلى سلوكه الأنيق المعتاد، 

واحتسى شايه وكأن شيئًا لم يحدث.

 

تساءلت رايلين عما سيحدث إذا اكتشف كافيريون أن علاقتها بإيدن لم تكن مجرد علاقة سجين ومراقب.

 

‘… هل سيغضب؟‘

 

لم يغضب كافيريون منها من قبل، 

لذا فهي لا تعرف كيف سيشعر بغضبه. 

 

كان هناك وقت في الماضي عندما كان غاضبًا منها بشدة، 

لكنها كانت ذكرى طفولة محبوسة، ولم تستطع أن تتذكر سبب غضبه الشديد. 

 

منذ ذلك الحين، كان كافيريون يعاملها بلا مبالاة تقريبًا.

 

‘كيف يمكنني استعادة تلك الذكرى…؟‘

 

عندما سمعت عن الماضي الذي يتعلق ببيل، 

انقشع الضباب في ذهنها. 

 

هل كانت الحالة لاستعادة الذكريات هي سماع قصص من الشخص المعني؟ رفضت رايلين فضولها. 

 

في الوقت الحالي، معرفة ما حدث بينها وبين كافيريون في الماضي ليس ضروريًا.

 

أعادت التركيز على احتمال أن يكون كافيريون مرتابًا بشأن علاقتها مع إيدن. بدا أن نبرته الاستفهامية تعني، 

‘إيدن يتعافى بسرعة؛ ألم يكن لك يد في ذلك؟‘

 

لقد حاول هيليس أن يستكشفها بنفس الطريقة من قبل لكنه لم يتمكن من مواجهتها بنفس المستوى من الشك.

 

‘لكن…’

 

قد يكون كافيريون أكثر خطورة. 

 

على عكس هيليس، 

لم يكن ساذجًا ويمكنه معرفة المزيد إذا وضع في اعتباره ذلك. 

 

شعرت رايلين بالاستياء قليلاً. 

 

في البداية، كان سبب معاملتها الجيدة لإيدن هو مساعدته على الهروب من العقار. 

 

إذا جن إيدن، يمكن ذبح كل من في العقار.

 

على الرغم من أن كافيريون لن يكون مشمولاً في تلك المذبحة، 

إلا أن كل ما كانت تفعله كان من أجل سلامة الجميع.

 

‘إذا علم كافيريون بهذا الأمر، فهل سيساعدني؟‘

 

إذا علم أنه يوجد احتمال أن يموت كل من في العقار… أصبح تعبير رايلين المتفائل داكنًا. 

 

أدركت أن هناك مشكلتين في هذا. 

 

أولاً، لن يصدق كافيريون أن إيدن على وشك الاستيقاظ. 

نظرًا لأن إيدن لم يظهر قواه في مرحلة البلوغ، فقد اعتقد الجميع عمومًا أن النبوءة تشير إلى أخيه الأصغر داميان. 

كان كافيريون أيضًا يؤمن بهذا، لذلك رفض ادعاءها بأن إيدن هو الشخص المقدر له أن يستيقظ باعتباره هراء.

 

ثانيًا، إذا علم كافيريون أن إيدن قد يصاب بالجنون ويقتل كل من في العقار عند استيقاظه، فقد يقرر قتل إيدن أولاً. نظرًا لعدائه تجاه إيدن، فمن المرجح أن يختار كافيريون الإقصاء بدلاً من الإطلاق. وضعت رايلين أفكارها جانبًا، على أمل أن يفقد كافيريون اهتمامه بإيدن.

 

أثناء احتساء شايها، نظرت رايلين إلى كافيريون. 

 

على الرغم من أنه لم يبدو منزعجًا بشكل خاص، 

إلا أنه كان هادئًا بشكل غير عادي اليوم. 

 

كان الجو هادئًا ولكنه غير مريح. 

 

تحدثت رايلين، التي شعرت بالحاجة إلى تغيير الموضوع.

 

“أخي.”

 

نظر كافيريون إلى أعلى عند ندائها. 

 

بعد أن صفت حلقها دون داعٍ، واصلت رايلين.

 

“أنا… أنا سأذهب إلى حفل الشاي الخاص بالكونتيسة شابلن هاملتون في نهاية هذا الأسبوع.”

 

“أنتِ، يا رايلين؟” سأل كافيريون مندهشًا.

 

“نعم. أحتاج إلى مقابلة لافيتا. بدا من الأفضل الاقتراب منها بشكل طبيعي في حفل الشاي بدلاً من الاقتراب منها بشكل مباشر.”

 

“هذا قرار جيد، لكن… هل أنت متأكدة من أنك ستكونين بخير؟“

 

أظهرت عينا كافيريون قلقًا عليها. 

 

على الرغم من أنها غادرت العقار عدة مرات مؤخرًا، 

إلا أن حضور تجمع اجتماعي بدا سابقًا لأوانه بالنسبة له.

 

“سأكون بخير. بعد كل شيء، هذا يتعلق بمستقبلي.”

 

“مع ذلك، لا تبالغي. إذا كان الأمر صعبًا للغاية، 

فسأحاول شخصيًا إقناع الآنسة لافيتا.”

 

“شكرًا لك على قول ذلك.”

 

طمأنت رايلين شقيقها الذي كان قلقًا للغاية. 

 

جعل قلقه الحقيقي أسئلته الحادة السابقة حول إيدن تبدو غير واقعية تقريبًا.

 

“قلت أن حفل الشاي تستضيفه الكونتيسة شابلن هاملتون؟“

 

“نعم. إنها زهرة ومركز الساحة الاجتماعية في العاصمة.”

 

متذكرًا إياها، أومأ كافيريوون برأسه.

 

“لقد قابلت الكونتيسة شابلن هاملتون عدة مرات.”

 

فكرت رايلين أنه سيكون من الجيد معرفة المزيد عن الكونتيسة مسبقًا. في حين أن هدفها النهائي كان الآنسة لافيتا، فلن يضر أن تكون على دراية بمضيفة الحفل.

 

“كيف هي الكونتيسة شابلن هاملتون؟“

 

“إنها مثل ملكة النحل، محاطة دائمًا بالناس في الحفلات.”

 

أومأت رايلين برأسها، وشكلت صورة تقريبية لها في ذهنها.

 

“لكنك لستِ بحاجة إلى توخي الحذر الشديد. 

بغض النظر عن مدى كونها ملكة نحل، 

فلن تجرؤ على إساءة معاملة الأميرة الوحيدة في الإمبراطورية.”

 

طمأنتها ابتسامة كافيريون الجميلة.

 

“إذا تسبب أي شخص في مشكلة لك، فأخبريني. 

لن أتجاهل ذلك.”

 

لقد خففت كلماته اللطيفة من قلق رايلين بشكل كبير.

 

‘كافيريون هو حقا الأفضل…’

 

أخ طيب وداعم. 

 

لم ترغب رايلين حقًا في أي صراعات مع كافيريون.

 

وبالتالي، قررت رايلين مرة أخرى إخفاء علاقتها مع إيدن تمامًا. 

 

بالنسبة لكافيريون، 

يجب ألا يظهروا أبدًا كأي شيء أكثر من مجرد مراقب وسجين.

 

على الرغم من أن فنجان الشاي الخاص بها كان فارغًا، 

إلا أن رايلين، ممتنة لكافيريون، 

واصلت المحادثة بموضوع مختلف دون النهوض.

 

سألت: “ألا تهتم بالحفلات الاجتماعية يا أخي؟“

 

أجاب كافيريون، بصراحة غير عادية بالنسبة له: 

“إنها مزعجة. تلك الأماكن الصاخبة.”

 

سألت رايلين سؤالاً كان في ذهنها لفترة من الوقت.

 

“ألا يجب عليك حضورها، رغم ذلك؟“

 

بصفته الابن الأكبر للدوقية، 

حضر كافيريون الحد الأدنى من التجمعات الاجتماعية فقط. 

 

بعد حروب الأراضي، انخفض هذا التردد أكثر من ذلك.

 

“يمثلنا والدي بجد في الحفلات المهمة، لذا فالأمر على ما يرام،” 

 

ضحك كافيريون. 

 

“عندما أستخدم الفرسان كذريعة، عادة ما يتجاهلها والدي. 

قيادة الفرسان أمر ملائم في أوقات كهذه.”

 

على الرغم مما قاله، كرس كافيريون حقًا معظم يومه للفرسان. 

 

ومع ذلك، كان هناك شيء واحد أزعج رايلين.

 

“إذا لم تحضر الحفلات، فإنك تفوت مقابلة الناس.”

 

“رايلين، أحد الأشياء القليلة الجيدة في الولادة في الدوقية هو أن الناس يتجمعون حولك حتى لو خرجت للتو من القلعة.”

 

“ليس هذا النوع من الناس،” أجابت رايلين.

 

تعليقها الغامض جعل كافيريون يميل رأسه قليلاً.

 

“ماذا تقصدين…؟“

 

“الانسات الشابات.”

 

على وجه التحديد، النساء. 

 

لا يزال كافيريون يبدو غير متأكد من نيتها.

 

“لماذا يجب أن أقابل الانسات الشابات…؟“

 

“عليك أن تتزوج يا أخي.”

 

تمنت رايلين أن يجد شقيقها الوسيم فتاة شابة مناسبة ويتزوجها بسرعة. 

 

قبل أن يلتقي بالبطلة، إذا التقى كافيريون بالبطلة، 

سيبدأ حب من جانب واحد مفجع.

 

دون أن يدرك أفكارها، تحدث كافيريون بحزم.

 

“رايلين، ليس لدي أي نية للزواج بعد.”

 

“ماذا؟“

 

رفعت رايلين صوتها عن غير قصد. 

 

على عكسها، أراح كافيريون ذقنه بهدوء على يده.

 

“هناك أشياء يجب أن أفعلها قبل الزواج“

ابتسم. 

“ولا أريد أن أكون بعيدًا عن أختي الصغيرة الجميلة.”

 

كان كافيريون موهوبًا في قول أشياء جعلتها ترتجف دون تفكير ثانٍ. 

 

سقط شعره إلى الأمام بينما كان رأسه مائلًا قليلاً. 

 

كان وسيمًا بشكل مثير للسخرية لدرجة أن مثل هذه الكلمات لم تبدو محرجة عندما قالها.

 

“ماذا لو تزوجت أولاً؟“

 

“في هذه الحالة، سأبدأ ببطء في البحث عن شريك بنفسي.”

 

لم يظهر رده أي حماس. 

 

تمتمت رايلين بتعبير معقد.

 

“إذاً يجب أن أتزوج بسرعة.”

 

ضاقت عينا كافيريون قليلاً.

 

“رايلين، سأبحث في الإمبراطورية بأكملها للعثور على أفضل رجل لك.”

 

بدا أن الشاي الذي شربته عالق في صدرها عند كلمات كافيريون المخيفة.

 

“ليست هناك حاجة للذهاب إلى هذا الحد.”

 

“بالطبع هناك. الأمر يتعلق بشريكك، لذلك يجب أن أكون دقيقًا.”

 

كان صوت كافيريون المبتسم يحمل نغمة مشؤومة.

 

“بعد كل شيء، قد يقع شخص لا يعرف مكانته في حبك.”

 

   ( ( 

   („• ֊ •„) ♡ 

━━━━━━O━O━━━━━━

– تَـرجّمـة: شاد. 

~~~~~~

End of the chapter