فتحته لتُريه تطريز النفل. ورغم ترددها لقلّة ثقتها، إلا أنها سرعان ما فردته بفخر أمامه.
ثم قالت بصوت منخفض حتى لا يسمعه سواهما.
“إنها زهرة نفل. ترمز إلى السلام والحظ. وبما أنها تتفتح في الصيف، آمل أن تعود حين تتفتح هذه الأزهار.”
أخذ آيدن المنديل.
“فهمت… زهرة نفل… لن أنساها.”
أومأت رايلين.
وتعانقا لدقائق، ثم امتطى آيدن جواده، وقاد الفرسان بعيدًا.
تقف رايلين عند البوابة، تدعو بعودتهم آمنين، حتى اختفى صوت حوافر الخيول.
***
وقضت عامًا كاملًا في القصر، خاليًا من آيدن.
رغم القلق الذي كان يعتريها بين الحين والآخر عليه وعلى أخيها، إلا أنها كانت تدرك أن القلق وحده لا يغيّر شيئًا، فانشغلت بتعلّم أشياء جديدة.
وكان أبرز ما أتقنته هو إدارة شؤون القصر.
تعلمت النظام الضريبي المعقّد، بعد أن كانت تعرف الأساسيات فقط.
ثم عادت لتعلم التطريز بجد.
فقد كان تطريزها السابق للنفل أقرب إلى أنياب الوحوش.
لكنها استغلت الندم كدافع، فدرّبت نفسها على التطريز شهريًا.
وتحوّل الشكل شيئًا فشيئًا، من كتل بيضاء عشوائية إلى زهرة تبدو حقيقية.
وفي التطريز الثاني عشر، بدت الزهرة وكأنها قُطفت من مرج.
‘انظر لهذا! فعلتُها!’
أشرق وجه رايلين وهي تنظر إلى تطريزها، ولكن ليس بسبب المهارة فقط…
بل لأن أنباء النصر وصلت، مصحوبة بحرارة الصيف وصوت الزيزان.
كان الجيش قد دخل العاصمة بالأمس. ولا شك أن الاحتفالات ستُقام، ثم يعود الجنود إلى أقاليمهم.
وهكذا، ستلتقي بآيدن هذا الشهر.
ومنذ وصلت تلك الأخبار، وقلبها لا يهدأ من فرط الشوق.
واليوم كذلك، كانت قدماها تتململان تحت الكرسي.
ثم رأت فارسًا يمر عبر البوابة.
كان مدرعًا، ووجهه مخفيًا، لكن هيئته بدت مألوفة لها.
‘…هاه؟‘
هل يُعقل أنه وصل؟!
نزلت رايلين بسرعة، وكأنها رأت خيالًا.
لكن الفارس توقف حالما رآها.
ثم ترجل، وخلع خوذته، فتساقط العرق، وظهر وجه كالحلم.
“…آيدن؟“
لقد كان هو حقًا.
“لو بقيتُ في العاصمة أكثر، لتساقطت أوراق الخريف قبل أن أعود.”
عاد وحده، وترك حتى الفرسان خلفه!
لم تصدق ما تراه.
ومدّ آيدن يده بشيء إليها.
كانت زهرة بيضاء صغيرة.
زهرة نفل.
في يديه الصلبتين المغطّيتين بدرع الحرب، بدت تلك الزهرة الصغيرة كحلم.
لكن عبيرها العشبي أيقظها.
“سعيد لأني لم أتأخر.”
كان صوته دافئًا، حقيقيًّا.
“ومن يهتم بالتأخير…!”
قالتها وهي ترتمي في حضنه. فضمّها بقوة.
ثم ابتعدت عنه قليلًا، وفتحت المنديل الذي أكملته لتوها.
“ما رأيك؟ أليس أفضل من المنديل السابق؟“
ابتسم آيدن بلطف.
“كلاهما مثاليّان في نظري.”
ورغم أن جوابه جعل تدريباتها المضنية تبدو عبثية، فإن المشهد —آيدن واقفًا في وهج الغروب، وسط قصر تلوّنه الشمس— كان أشبه بصورة خالدة.
فابتسمت رايلين معه.
وبعينين ممتلئتين، قال آيدن.
“اشتقتُ إليكِ كثيرًا. وكنت أريد أن أقول لك ذلك منذ لحظة وصولي.”
“…”
“أحبكِ. من أعماق قلبي.”
حفرت رايلين هذا المشهد في ذاكرتها، كما لو أنها تُطريزه على صفحة قلبها—لحظة لا تُنسى.
<النهاية>
وبكذا للأسف نودعهم للابد بدون مانشوف قصه حب كافيريون او ظهور البطلة الأصلية او حتى قبل نشوف عيالهم!! 💔
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 129"