استيقظت فيفي من نومها على صوت حديد يخدش الجدار في ظلام دامس. حاولت إقناع نفسها أنها تتوهم، لكنها وجدت دموعها تتساقط لا إرادياً.
غطّت جسدها باللحاف حتى العنق، وكتمت فمها بيدها المرتجفة. لكن أصوات خطوات رجل ثقيلة أخذت تقترب شيئاً فشيئاً داخل القصر، الذي كان من المفترض أن لا تسكنه روح سواها.
صرير الباب انفتح.
تلا ذلك صوت نصل يلوّح في الهواء، ثم تشـيك… صوت عود ثقاب يُشعل، تبعه تَلق… وانبثق ضوء المصباح.
عرفت فيفي أن هذه ربما تكون فرصتها الوحيدة للهروب، لكن جسدها المشلول من الخوف لم يطاوعها.
أضاء المصباح أرجاء المكان، ومع ذلك لم تجرؤ على فتح عينيها. خيّم صمت خانق، كأن الضوضاء السابقة لم تكن سوى وهم… أو كأن القادم يراقب رد فعلها.
تحطّم! صوت زجاج يتكسر فجأة دوّى في الغرفة.
“هل تظنين أن تمثيل النوم هذا يُقنع أحداً؟”
صوت بارد، متثاقل بالملل والقسوة، جعلها ترتجف بعنف. أرادت أن تتوسل من أجل حياتها، لكن جسدها لم يستجب.
“أعرف أنك مستيقظة، ومع ذلك لا تنهضين.”
حين كانت تبكي بصمت في داخلها، سقطت فوقها ظلال سوداء. أحست على خدها بلمسة غريبة: لا حادّة كالسكين ولا لينة كالقطن… بل شيء بينهما.
“تمثيلك متقَن جداً.”
أخذ يضغط على خدها مراراً وتكراراً، كلما طال صمتها قَصُر الفاصل بين اللمسات.
التعليقات لهذا الفصل " 0"