استيقظت فيفي من نومها على صوت حديد يخدش الجدار في ظلام دامس. حاولت إقناع نفسها أنها تتوهم، لكنها وجدت دموعها تتساقط لا إرادياً.
غطّت جسدها باللحاف حتى العنق، وكتمت فمها بيدها المرتجفة. لكن أصوات خطوات رجل ثقيلة أخذت تقترب شيئاً فشيئاً داخل القصر، الذي كان من المفترض أن لا تسكنه روح سواها.
صرير الباب انفتح.
تلا ذلك صوت نصل يلوّح في الهواء، ثم تشـيك… صوت عود ثقاب يُشعل، تبعه تَلق… وانبثق ضوء المصباح.
عرفت فيفي أن هذه ربما تكون فرصتها الوحيدة للهروب، لكن جسدها المشلول من الخوف لم يطاوعها.
أضاء المصباح أرجاء المكان، ومع ذلك لم تجرؤ على فتح عينيها. خيّم صمت خانق، كأن الضوضاء السابقة لم تكن سوى وهم… أو كأن القادم يراقب رد فعلها.
تحطّم! صوت زجاج يتكسر فجأة دوّى في الغرفة.
“هل تظنين أن تمثيل النوم هذا يُقنع أحداً؟”
صوت بارد، متثاقل بالملل والقسوة، جعلها ترتجف بعنف. أرادت أن تتوسل من أجل حياتها، لكن جسدها لم يستجب.
“أعرف أنك مستيقظة، ومع ذلك لا تنهضين.”
حين كانت تبكي بصمت في داخلها، سقطت فوقها ظلال سوداء. أحست على خدها بلمسة غريبة: لا حادّة كالسكين ولا لينة كالقطن… بل شيء بينهما.
“تمثيلك متقَن جداً.”
أخذ يضغط على خدها مراراً وتكراراً، كلما طال صمتها قَصُر الفاصل بين اللمسات.
“إن لم تنهضي عند العدّ إلى الثلاثة، فسـ…”
“ق، قمتُ! أنا مستيقظة!”
وجهها الشاحب تبلّل بعرق بارد، وعيناها واجهتا شيئاً مروّعاً… عينان حمراوان تلمعان كالدم.
لم تحتج سوى لحظة لتدرك أن تلك كانت عينَي “كيد”.
“ه… هاا!”
كان شعره الأسود المموج مسدولاً، ويداه تدوران السكين بخفّة مميتة. ابتسم بخبث وهو يلتقي بنظرها.
“ليس بيننا ضغينة. لكنني الآن غارق في غضب لا يُطاق.”
“……”
“غريب… ترتعدين من الخوف، ومع ذلك لا تسألين حتى من أكون؟”
رفع السكين نحو أسفل ذقنها، بحيث إن ضغط قليلاً فقط لشقّ لجرح رقبتها.
“هل حدثك سينييل عني؟”
“أ… أبداً! أنا لا أعرفك… حقاً لا أعرف!”
أنكرت فيفي بيأس. كانت تدرك أن “كيد” يمقت أن يُخلط بينه وبين “سينييل”، لذا كان الإنكار أفضل إجابة.
راقبها بعينين نافذتين، كأنه يفتّش عن كذبة صغيرة في ملامحها. كان قلبها يخفق بجنون وهي غير متأكدة إن كان وجهها يخونها.
ضاق بصره وهو يتمتم:
“صحيح، لو أنه أخبرك عني لكان ساعدك على الهرب… بدل أن يتركني عالقاً في هذا الجحيم.”
ارتاحت قليلاً لأنها لم تُفضَح. ومع ذلك، بقي السكين ملاصقاً لعنقها. حاولت أن تبحث بعينيها عن منفذ للهروب، بينما قبضتاها تشدّ اللحاف بعنف.
لكن عينيه الحمراء أومضت بخطر وشيك.
“على كل حال، الأمر انتهى. سواء كنتِ تعرفينني أم لا… ستموتين الآن.”
تدفقت دموعها، وارتجفت شفتاها، لكن كلمة “أنقذني” بقيت عالقة في طرف لسانها دون أن تخرج.
فجأة، رسم “كيد” ابتسامة ناعسة، جفونه نصف مغلقة كسيف يلمع.
“بما أنك بقيت هادئة ولم تصرخي، فسأمنحك رحمة خاصة… موتاً بلا عذاب. أنا أكره الإزعاج. هل لديكِ آخر ما تقولينه؟”
“مـ… مهلاً، لحظة واحدة فقط…”
“هذا كل ما تريدين قوله؟ سأحرص على إيصال رسالتك لزوجك.”
لمع النصل عند عنقها، وأطبقت فيفي جفونها يائسة.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات