9
حين وصلتُ إلى القصر، كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة مساءً منذ بُرهة من الزمن.
طردتُ وصيفةً أخذت تثرثر وتسألني أين كنت، ثم سارعتُ إلى ترتيب الأمتعة على عجل.
‘لا بأس، لا حاجة لأن أُلزم الخدم بالصمت.’
فحتى لو أكثروا من الثرثرة، فسرعان ما ينتهي دوامهم ويغادرون، وعندها لا أخشى أن يصل الأمر إلى كيد. أما لو وصل إلى سينييل، فالأمر لم يؤثر علي سلبًا.
المهم ألّا يعلم كيد وحسب.
أخذتُ أفتّش داخل أكياس التسوق الملقاة بإهمال على السرير، حتى وقعت يدي أولًا على درع واقٍ على هيئة صديرية، كان موضوعًا في الأعلى.
‘هل يجدر بي أن أرتديه منذ الآن؟’
في الرواية، كيد كان يكره ضوء النهار، فلا يظهر عادةً إلا لسبب جلل. لكن في بعض الأحيان، كان يخرج حتى في النهار، وذلك ما أقلقني.
‘صحيح، لكنه لم يفعل ذلك إلا بعد أن ترتفع درجة وِدّه للبطلة إلى حدٍّ كبير.’
ومع ذلك، فالحذر واجب.
‘لماذا كان كيد يتجنب النهار أصلًا؟’
تفحّصتُ الصدرية بدقة، أبحث عن خيطٍ منفلت أو موضع ممزق، بينما أسترجع طباع كيد.
‘آه… تذكرت.’
لقد كان امتناعه عن الظهور نهارًا لسببين اثنين:
الأول، أنّه يكره رؤية الناس يبتسمون في وضح النهار.
الثاني، أنّ النهار ليس وقتًا مناسبًا للقتل، إذ العيون كثيرة والأنظار يقظة.
هكذا كان كيد… رجلًا يثير الشك في إنسانيته.
احتمال ظهوره نهارًا كان ضئيلًا جدًا، لكن الاطمئنان لم يكن خيارًا.
‘فهو، على عكس سينييل ضعيفِ الإرادةِ، يستطيع السيطرة على جسده في أي وقت يشاء.’
ربما كان السبب شدة تعلّقه بملكيته لجسده، لكن الحقيقة أنّه قادر أن يبرز متى راق له.
‘حتى وأنا أبادل سينييل حديثًا عابرًا، قد أجد نفسي فجأة في مواجهة مع كيد…’
وإن كان ذلك الاحتمال ضعيفًا، فإن مجرد التفكير به يكفي لأن يجعل بدَني يقشعر.
‘إذن، عليّ أن أرتدي الدرع منذ الآن.’
خلعتُ ملابسي على عجل وارتديت الصدرية تحتها.
من الآن فصاعدًا، لن أرتدي إلا ما يمكنني لبسه دون مساعدة الوصيفات.
فلو اكتشفت إحداهن الدرع، لما كان في ذلك ضرر كبير، لكنه سيجرّ عليّ أسئلة مزعجة مثل لماذا أرتديه؟ أأخشى شيئًا؟ أأُبالغ في القلق؟
‘ما من شيء يرهقني أكثر من المتاعب غير الضرورية… يكفيني كيد وحده.’
كان عليّ أن أوفّر قواي الجسدية والذهنية.
ثم دسستُ تحت وسادتي صاعقًا كهربائيًا ــ بل بالأحرى صاعقًا يعتمد على الطاقة المقدسة. لكنني ما لبثت أن سحبته ثانية.
‘قد تأتي الوصيفات لتنظيف الغرفة فيزِحْنَه بلا قصد.’
لذلك وضعته مؤقتًا في درج المكتب، وقررت أن أُعيده تحت الوسادة قبل النوم.
‘أيعقل أن ينحط كيد إلى حد أن يفتش غرفتي؟’
لم أشعر بالاطمئنان. في الرواية الأصلية، لم يُذكر أنّ كيد فتّش غرفة فيفي، لكن شخصًا مثله لا يُستبعَد منه شيء.
‘ومع ذلك، وجود السلاح ولو مع اكتشافِ وجودهِ أفضل من غيابه بالكلية.
على الأقل سيكون بوسعي أن أتشبث به ساعة المواجهة.’
وأخيرًا، جلستُ على ركبتيّ بجانب السرير، لأخفي بطاقة الهوية المزوّرة.
أمسكتُ بأنبوب لاصقٍ اشتريته من المتجر، ومددت يدي تحت قاعدة السرير، ثم ثبّت البطاقة هناك.
انحنيتُ قليلًا أتفحّص أسفل السرير. لم يكن في الإمكان رؤية شيء بالعين المجرّدة ما لم يتقصّد أحدهم النظر عن كثب.
‘ممتاز… إخفاء محكم.’
صفّقت يدي لأتخلّص من بقايا الغبار والغراء.
غدًا صباحًا، عليّ أن أبدأ بجمع الأدلة على جرائم قتل كيد.
لكن التعب باغتني، فجلستُ على الأرض منهكة.
‘كيف سأقضي ليلة أخرى مع هذا الكابوس؟’
بدأت أرتّب في ذهني جُملًا أقولها لو ظهر كيد، أشرح له مثلًا كيف أمضيت وقتًا وديًا مع سينييل، لأُسكّنه.
أيّ بؤس هذا؟ أن أُضطر إلى حفظ الكلمات سلفًا حتى لا يَخنقني الرعب عند رؤيته.
‘ولكن… ماذا لو سألني عن الدليل؟’
كيف للهوى أو الوُد أن يكون له دليل؟ لكن ذاك الرجل لن يرضى دون أن يرى حجّة دامغة.
أسنَدت يدي على الأرض ونهضتُ بصعوبة.
‘ربما أقطف زهرة جميلة من الحديقة… وأهديها لسينييل على الأقل.’
بينما كانت فيفي تستعد بخطواتٍ مدروسة لمواجهة حربٍ وشيكة، كان سينييل هو الآخر قد أنهى خدمته في المعبد وعاد إلى البيت، وكان الوقت قد بلغ السادسة مساءً.
دخل وهو يجرّ قدميه بتعب، وغسل وجهه بيديه الجافتين.
[سأصارحك… قلتُ لكَ أنه لم يحدث شيء بالأمس، لكن الحقيقة أنه كان على وشك أن يحدث. لستُ أبالي بمن تقتل، أنا فقط… أريد أن أبقى حية.]
كان عاجزًا عن التركيز في عمله طوال اليوم.
[لا تفعل شيئًا، فقط ابقَ هادئًا.]
يا للعجب! بدل أن تبعده عنها خشية الخطر، طلبت منه أن يظل بجانبها دون حراك، وكأنها واثقة تمامًا من خفايا ما يجري.
‘أيمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة؟ أن أظل صامتًا، ساكنًا، وسيكون كل شيء بخير؟’
بدت له فكرةً سخيفة، لكنه لم يستطع رفضها.
‘أهي شريكة كيد؟’
فإلا فما معنى أن تطلب مني أن أبقى متفرجًا هكذا؟
‘ولكن… وإن كانت شريكته حقًا، فما عساني أفعل؟’
كان يعرف تمامًا مدى عجزه.
ليته امتلك القليل من العزيمة أو الإصرار، علّه يجد وسيلة للخلاص.
لكن في مواجهة كيد، لم يكن له أي قوة تُذكر. لقد أنهكه هذا الصراع الطويل حتى أوهن روحه.
حتى أنه تجرّأ على التفكير:
‘ربما لو كانت شريكته حقًا، لكان ذلك أفضل… على الأقل لن تُقتل على يده.’
فقد ملّ من مشاهدة المقرّبين منه يموتون واحدًا تلو الآخر.
والأدهى من ذلك، أنّه أحيانًا، حين كان كيد يقتل، كان سينييل يشعر في داخله بذات النشوة العارمة التي يشعر بها القاتل… نشوة دموية كريهة يتقاسمها معه بلا إرادته.
كان يكره أن يتورّط في هذا الإحساس المقيت، حتى لو كان الضحايا ممن أساؤوا إليه طويلًا.
ومع ذلك، مضى نحو قاعة الطعام، مُصرًا أن يفي بوعده لتلك المرأة، متشبثًا بخيط رفيع من الأمل:
‘لعلنا على مائدة العشاء نجد مخرجًا حقيقيًا من هذا الجحيم.’
لكن فجأة، خطر له سؤال:
‘هل أخبرتها أصلًا بموعد عودتي من المعبد؟’
كان يتخيّلها تنتظره، ثم تذكّر أنّه لم يتفق معها قط على وقت محدد ليتناولَا العشاء معًا.
تسلّل إلى قلبه قلقٌ مفاجئ، لعلّها تنتظره بغير موعد في قاعة الطعام.
فأسرع سينييل الخطى، يكاد يعدو، حتى بلغ القاعة التي لم تطأها قدماه منذ أكثر من عشر سنوات.
تحت الثريّا الباذخة تدلّت الأضواء متلألئة، وعلى المائدة امتدّت ألوان الطعام من برٍّ وبحرٍ وجوّ، تلمع أطباقها تحت الأضواء، وما زال البخار يتصاعد منها في دفقٍ طازج.
ورغم أنّ المائدة لم تُستعمل منذ سنوات، إلا أنّ عناية دقيقة أبقتها كأنها جديدة، براقة لا يشوبها غبار.
هناك، بين كؤوس الكريستال التي تساوي ثمن راتب عاملٍ بسيط لشهر كامل، لمحها.
كأس الماء يميل بين يديها، وعيناها القرمزيتان، صافيتان بريئتان لا يُقرأ ما وراءهما، التقتا بعينيه.
شربت جرعة واحدة حتى آخرها، ثم ارتسمت على محيّاها ابتسامة متأخرة.
شَعرها الوردي، مربوط على هيئة ذيل حصان بسيط، تأرجح بخفة كلما لوّحت بيدها في تحيّة رشيقة.
ولمّا عجز هو عن التفوّه بكلمة، بادرت هي أولًا وقالت:
“أأتيت؟ تذكّرت أنّي لم أحدّد وقتًا دقيقًا لتناول العشاء، أليس كذلك؟”
فقال وهو يقترب متردّدًا:
“منذ متى كنتِ تنتظرينَنِي؟”
“لا أدري… لكن ليس منذ وقت طويلٍ. على ما يبدو، أنت تعود من عملك في هذه الساعة دائمًا؟”
“……نعم.”
“لا بد أنك جائع. اجلس.”
جلس سينييل متوجسًا، مراقبًا حركاتها بعينين حذرتين. كم مضى عليه منذ أن شارك أحدًا عشاءً على مائدة فسيحة كهذه؟ كم مرّ من زمن لم يخض فيه حوارًا عاديًا عن يومه؟ بدأ يحصي في ذهنه، ثم أعرض عن ذلك. فكل تلك الحسابات عبث لا طائل منه.
انتهت التحيات سريعًا، وساد القاعة صمت ثقيل متردّد.
نظرتُ إليه شزرًا. بدا كأنه قد طُلي فمه بالعسل، فلم ينبس بحرف.
كان يجلس أمامي، ممسكًا بأدوات المائدة لكنه لم يذق منها شيئًا، يكتفي بتحريك الطعام في طبقه متظاهرًا، وعيناه بين الحين والآخر تسرحان نحوي بحذرٍ ظاهر.
‘هكذا سيُصاب بعُسر هضم لا محالة.’
كنت أنا نفسي بلا شهيّة، وأزداد نفورًا من الطعام حين أرى من يراقبني على هذا النحو.
لكنني أجبرت نفسي على المضغ. فلكي أصل إلى لحظة الهروب المرتقبة، عليّ أن أحتفظ بقليل من الطاقة.
كان الطعام الأغلى الذي تذوّقته في حياتي، ومع ذلك لم أحس له بطعم.
وضعتُ أدوات الطعام جانبًا. وما أ- فعلت، حتى سارع سينييل هو الآخر إلى إنزال شوكته، وكأنه كان ينتظر إشارتي.
كان يتطلّع إليّ كأنّه يرجو منّي كلمة، أو يريد أن يطرح سؤالًا، أو على الأقل يتشبّث بخيطٍ يمدّ الحوار.
‘لكن… لا شيء عندي أقوله له.’
لم أحتمل النظرات فواجهته بالسؤال مباشرة:
“هل لديك ما تود قوله؟”
أجاب متردّدًا:
“أريد أن أعرف لماذا دعوتِني لتناول العشاء.”
لقد توهّم أنّ لهذه المائدة معنى أبعد.
قلت ببرود:
“قلت لك هذا صباحًا. من أجل أن أبقى حيّة أمام كيد.”
بدت الدهشة على ملامحه، كأنه لم يفهم. وكان من الطبيعي ألّا يفهم؛ فبالنسبة لعينٍ خارجية، ما شأن العشاء بالبقاء حية؟ لكن لم يكن لدي ما أزيده.
قطّب حاجبيه متأملًا، ثم نهض من مقعده. بدا وجهه كما لو أنّ أمله الأخير قد تحطّم.
“عليّ أن أخرج… من الآن.”
“اجلس.”
لكنه لم يُصغِ. أدار لي ظهره. تذكّرت يوم زفافي، حين أدرتُ ظهري أنا الأخرى للكاهن، كان شعورًا مشابهًا.
وما يجمع بين ذلك اليوم وهذه اللحظة، أنّ الخروج لم يكن ممكنًا، لا له ولا لي.
ظللت في مكاني أقول بهدوء:
“لقد نجوتُ ليلة البارحة… ثق بي هذه المرة.”
التفت إليّ. قبض كفّيه وبسطهما بتوتّر، كمن لا يعرف إلى أين يميل قلبه.
نظرت إليه، فأدركت أنّ كل ما يحتاجه هو يقينٌ أُغذيه به.
“هل ستثق بي؟”
‘وأنا نفسي لا أدري إن كنت سأفتح عيني حيّة صباح الغد…’
لكن عليّ على الأقل أن أمنع سينييل من إثارة كيد.
لذلك سأُعطيه وهمًا بالثقة، وأتقمّص اليقين.
“إذن… ألن تبوحي لي بخطتك؟”
“معذرة، فأنا لا أستطيع. لكنني سأطلب منك أن تثق بي.”
كيف لي أن أخبره أنّ خطتي الحقيقية هي أن أطعنه من الخلف وأفرّ؟
‘على أي حال، ما دمتُ أتشابك مع البطلة، فسينتهي بك المطاف إلى الحب الذي تبحث عنه… وإلى السلام الذي طالما رغبتَ به.’
أشرت بيدي إلى مقعده:
“لا بد أنّك جائع. اجلس.”
عاد أخيرًا إلى مكانه.
ابتسمت وقلت:
“أحسنت. غدًا صباحًا، سآتي إليك وأُحيّيك، فلا تتفاجأ .”
ارتعشت ملامحه لحظة، ثم لان وجهه، وأومأ برأسه هامسًا:
“……سأبقى هادئًا.”
‘فتى مطيع…’
تنفست الصعداء خفية، حتى لا يلحظ ارتخاء توتري.
تابعت طعامي وأنا أراقبه بطرف عيني. كان يأكل بفتور، بلا روح، وكأن الطعام لا يعنيه.
أحسستُ نحوه ببعض الشفقة. أن يكون مجرّد تابعٍ لأقوالي وأفعالي، لا يعرف شيئًا، أمر يبعث على الرثاء.
لكنّني لم أرغب في أن أمدّ له عزاءً أو أن أقترب منه أكثر. فالسبب بسيط: لا أريد أن أتشابك معه،و لا أن أُعقّد حياتي به.
وما أن وضعتُ أدوات الطعام حتى سارع هو الآخر بفعل الشيء ذاته، كأنه لم يكن ينوي الأكل أصلًا.
لم يكن بيننا من القرب ما يجعلني أُلحّ عليه بالمزيد، لذا تجاهلته ونهضت.
ومن خلال نوافذ الرواق، تسلّل شعاع القمر الفضيّ، فشعرت بأعصابي تُشدّ شيئًا فشيئًا.
“أين غرفتك يا سينييل؟ إن كان طريقنا واحدًا فلنمشِ معًا.”
“…في الملحق.”
بمجرد أن سمعت كلمة الملحق، ألقيت نظرة سريعة على مبنى بعيد. لم أتلقَّ شرحًا كافيًا من الخادم عن المباني، لكني خمّنت أن المبنى المنعزل هو الملحق.
يعيش بعيدًا إذن.
على ما يبدو، سأعطيه الزهرة هنا وأودّعه.
“إذن سأعطيك هدية هنا ونفترق. تفضل.”
مددت إليه زهرة توليب صفراء واحدة كأنني أفرضها عليه بالقوة.
“ه.. هذا لماذا…؟”
طبعًا بسبب كيد، ولماذا غير ذلك؟
“مجرد هدية. ضعها في المزهرية ولا تنسَ. مفهوم؟”
لم يستطع سينييل مقاومة إصراري، فأمسك بالزهرة بشكل مرتبك.
هل يظن أنني مجرد شخص مجنون؟ لا بأس. من أراد النجاة فسيفعل أي شيء.
لوّحت له بيدي لأودّعه.
“العشاء كان شهيًا. فلنتناول العشاء معًا غدًا أيضًا. ليلة سعيدة.”
وأضفت: لا تقلق عليّ. ثم ابتعدت أولًا بخطوات ثابتة.
ظلَ سينييل يحدّق بفيفي وهي تبتعد، و تحركت قدماه خلفها لا شعوريا. كاد يقول إنه سيرافقها حتى غرفتها، لكنه و لحسن الحظ ابتلع كلماته في حلقه.
بأي حق أفعل ذلك…
توقف عن السير وأخذ يتأمل التوليب بين يديه بوجه شارد. بالنسبة له، لم تكن هذه مجرد هدية. بل لا بد أنها مرتبطة بكيد.
هل يمكن أن تكون مغطاة بسُم عديم اللون والرائحة، يكفي لقتل شخص في ليلة واحدة؟ لعلها تساعدني على دفع ثمن خطاياي…
قرب أنفه من الزهرة. لكن لم يجد غير رائحة الزهور العادية.
أم أنها رسالة مشفرة؟
شعور بأن الأمر مجرد عبث لم يفارقه. ومع ذلك لم يستطع أن يفعل شيئًا. لم يكن بيده حيلة.
كل ما تمناه هو أن تبقى حيّة، مهما كان الثمن.
***
الساعة السابعة مساءً.
عُدت إلى الغرفة وساعدتني الوصيفة على الاغتسال بسرعة.
بعد أن أنهت مهامها صَرَفْتُها، ثم أخرجت معدات الحماية.
ارتديت الدرع الخفيف تحت ثياب النوم.
هل يبدو واضحًا؟
ثوب النوم المصنوع من الساتان أبرز انحناءات جسدي بوضوح، وحتى تضاريس الدرع تدركها العين بسهولة.
لكن لم يكن هناك خيار آخر.
لا يمكن الاستغناء عن هذا.
جمعت شعري ولففته بإحكام لأمنع أي إعاقة أو خطر أن يُمسك من الخلف.
شعرت وكأن كتلة جديدة ظهرت فوق رأسي.
ثم أخرجت صاعقًا مقدسًا من الدرج، وضعته تحت الوسادة.
الخواتم السحرية في يدي، الدرع في مكانه… ممتاز.
*لو أنها رايحة للحرب ما راح تتجهز كذا*
اضطجعتُ مائلةً، وأدخلت يدي تحت الوسادة، فشعرت بجسم الصاعق الصلب يمنحني بعض الاطمئنان.
حينها كانت الساعة الثامنة تمامًا.
هدّأت خفقات قلبي المتسارعة وأغمضت عيني. عليّ أن أحافظ على طاقتي لأصمد أسبوعًا كاملًا، وهذا يعني أن أستغل النوم كلما سنحت لي الفرصة.
بدأت أعدّ الخراف في رأسي.
رغم خوفي من كيد، إلا أن إرهاق ليلة الأمس غلبني، وانجرفت إلى النوم.
في الحلم، راحت قطعة قماش ناعمة تلامس وجنتي بلا توقف. لم تكن مؤلمة، لكن مزعجة.
*شكلها يد كيد، عشانها وصفتها بنفس الوصف ببداية الرواية*
“…توقف…”
لم أعلم إن كنت أتمتم بذلك في الحلم أم في الواقع، فالحلم كان حيًّا بشكل غريب.
لكن القماش لم يستجب، ظل يضرب خدي بخفة مثيرة للغضب.
وكأن قسوة الواقع لم تكفِ حتى يأتي الحلم ليعذبني. فاض بي الغيظ والحزن، وفجّرت صرخة غاضبة، ملوّحة بذراعي.
“قلت توقف، أيها الحقير اللعين…!”
فجأة قبض أحدهم على ذراعي بقوة.
حاولت أن أجذبها ناحيتي، لكنه لم يفرط فيها، بل شدّ عليها أكثر.
بين شد وجذب، اجتاحني إحساس غريب، إحساس بارد يشبه لحظة إدراكك أنك تأخرت قبل أن ترى الساعة.
لا يعقل…
فتحت عيني دفعة واحدة.
شيء أصفر ضرب خدي مرة أخرى بمكر.
ركزت بصري، فإذا بي أرى كيد أمامي، عيناه تتلألآن تحت ضوء المصباح.
ابتسامته اتسعت، وعيناه انحنتا برقة.
“حتى الألفاظ السوقية تعرفينها، أليس كذلك؟”
♤♧♤♧♤♧♤
باقي الفصول لغاية الفصل 20 موجودين بقناتي بتلغرام (للبنات فقط)، الرابط موجود بتعليقات صفحة الرواية 🤭
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 9"