8
جلس باي متكئًا بغير اكتراث، يمرّر أصابعه بين خصلات شعره الأشقر الباهت الذي بدا كقشّة جافة. عيناه الخضراوان الفاترتان مسحتاني بنظرة سريعة.
أمامه كان مكتب ضخم من الماهوغاني*، فوقه رُصّت أوراق كثيرة مرتبة بإحكام.
*نوع من الخشب و هو أحد أفخم أنواع الأخشاب الصلبة، يتميز بلونه البني المحمر و مقاومته للرطوبة و الحشرات، بحط لكم صورته نهاية الفصل*
قلت بوضوح:
“جئت لأهرب إلى دولة (كي) المحايدة.”
ابتسم باي بخفة وأجاب:
“شخصان معًا، التكلفة مئة قطعة ذهبية.”
أشرت برأسي إلى رفيقتي خلفي.
“لا. أنا وحدي. هذ مجرد حارس.”
“أها. إذن شخص واحد فقط. في هذه الحالة، ستدفعين ستين قطعة ذهبية. تعلمين، عادة أعطي خصمًا إذا ذهب اثنان معًا.”
خصم على التهريب؟ أي منطق هذا؟ هززت رأسي متجاهلة تعليقه وسألت:
“متى أقرب موعد يمكن أن أبحر فيه؟”
مد باي يده إلى كومة من الأوراق، بلّل إصبعه بطرف لسانه وبدأ يقلبها ببطء. ثم سحب ورقة محددة وأطلق تنهيدة قصيرة:
“أه… أتيتم متأخرين بيوم واحد فقط. لو جئتم أمس لكان بمقدوركِ المغادرة فورًا. أما الآن، فلن يبحر أي مركب خلال أسبوع كامل. هناك سفينة واحدة فقط بعد أسبوع، من رصيف (رووال)، تنطلق في الثامنة مساءً، وتستقرّ أولًا في جزيرة (تهران) قبل متابعة طريقها إلى دولة (كي). ستستغرق الرحلة قرابة شهرين. فماذا تقولون؟”
رصيف “رووال” يبعد حوالي خمس ساعات من هنا. أربع أو خمس ساعات، الفرق ليس كبيرًا.
“لكن… إن كنتم في عجلة من أمركم، فهناك خيار آخر: من ميناء (بيل) بعد ثلاثة أيام.”
لكن ميناء “بيل” يقع في أقصى الجنوب، رحلة العربة إليه تستغرق يومًا كاملًا ولن أبلغ حتى لو أسرعت. وفوق ذلك، أخشى أن يقطع “كيد” الطريق البحري قبل أن أصل. لم يكن خيارًا مناسبًا.
“سأختار سفينة (رووال).”
ثم أضفت:
“وبالنسبة لهوية مزوّرة؟ كم ستكلف؟”
“مئة وخمسون قطعة ذهبية. الآلة التي نستخدمها في التزوير باهظة الثمن، أتعلمون.”
مئة وخمسون ذهبية… تعادل نفقة أسرة فقيرة من اربعة أفراد لعام كامل. لكن بما أن الأمر يتعلّق بحياتي، فربما يهون.
ثم… ما دمت لا أدفع من مالي الخاص، فما الذي يهمني سواء كان غاليا أم رخيصا؟
أخرجت بعض الجواهر من عباءتي، أثمن بكثير من المبلغ المطلوب. كنت أنوي دفعها كلها. أردت أن أنتقم من “كيد” ولو بطريقة صغيرة:
سأستنزف ثروتك قطعةً قطعة، يا عزيزي.
ليغفر لي “سينييل”، وليعتبر هذا ثمن الألم الذي سبّبه.
أخذ باي يفحص الأحجار عبر أداة معدنية أسطوانية، يتأملها عن قرب كما يفعل الصاغة.
“تجاوزت قيمتها مئة وخمسين ذهبية، تكفي وزيادة.”
“جيّد. انتظروا قليلًا، سأعدّ أوراقكم حالًا. جلبنا مؤخرًا آلة ممتازة للتزوير.”
لم يمض وقت طويل حتى عاد بورقة مصنوعة بعناية. هوية جديدة تحمل وجهًا يشبهني واسمًا عشوائيًا.
“حين تصلون إلى الرصيف، سيقابلكم رجل من طرفنا. ستعرفونه بسهولة: وجه قبيح ولحية مضفورة. فقط قولوا إنكم جئتم من (مقهى باي) وسيتكفّل بالباقي. ستكون رحلة هادئة وآمنة.”
أومأت برأسي دون حماس، ثم غادرت المكان، تلتني “إيجييت” بصمت.
بعد خروجنا من المقهى والعودة إلى الشارع، لم تنطق بكلمة واحدة. كنت أعلم أنها بطبعها قليلة الكلام، لكن صمتها المطبق كان يثير الاستغراب.
هل كانت تفكر أن خدمة أناس مثلي أمر مزعج وممل؟
كنت أتهيأ لأعرض عليها أن أكافئها بسخاء إن كتمت سرّي، لكن فجأة سألت بصوت منخفض:
“……هل تعصين أمر المعبد؟”
تجمدت. لماذا تسألني عن أمر من سلطة لا أومن بها أصلًا؟ سؤال مشؤوم.
لكن سرعان ما بدت وكأنها ندمت وقالت:
“أعتذر.”
“لا بأس.”
رمقتها من طرف عيني، مترددة إن كان يجدر بي أن أسألها عن السبب. ثم صرفت بصري وعدت أقول:
“من أراد الحياة، يفعل أي شيء.”
قلت العبارة نفسها التي ترددت على لسانها في القصة الأصلية. هي التي لم تخشَ التهديدات، وهي نفسها التي ارتدت عقدًا ملعونًا فقط لتتنكّر بهيئة شقيقها.
لم يأتِ جوابها سريعًا. حتى إذا طال الصمت، قالت أخيرًا:
“سأشجعك.”
ارتجف قلبي للحظة. كنت أخشى أن يكون حكمي عليها خاطئًا، لكن كلماتها طمأنتني. مسحت كفي المتعرق بكم العباءة وزفرت بارتياح.
تشجيع، هه.
ربما تكون الوحيدة في هذا العالم التي تقف إلى جانبي حقًا. بل لعلها في يوم الهروب ستصبح درعًا يحميني.
حين أيقنت أنها صارت فعلًا في صفي، خفّ ثِقَل التوتر من على كتفي، وفلتت مني ضحكة قصيرة. لم أقصد أن أبدو لئيمة، لكني رميت إليها بنكتة ماكرة:
“هل يليق بفارس مقدس أن يشجع من يعصي أوامر المعبد؟”
ابتسمت بهدوء:
“لم أشجع عصيان الإرادة، بل… إن كان هذا ما تفهمينه، فليكن.”
يا لها من ألعاب كلمات.
افترقنا عند طرف شارع “رودوالد”. قلت لها:
“أشكرك على ما فعلت اليوم. أرجو أن تكتم السر. بعد أسبوع سنلتقي ثانية، سأرسل المكان والوقت بالبريد. كان يمكنني أن أكتفي بإرسال المكافأة، لكني أريد أن أقدّمها لك بنفسي.”
بل أريد أن أسلّمك الأدلة بنفسي.
“رحلتك مزدحمة بما فيه الكفاية، لا داعي لتتكلّفي.”
“أترفضُ كرمي؟ أم تفضّلُ أن أترك مالًا كثيرًا في مكان اللقاء وأغادر من دونك؟”
زفّت أنفاسها بملل واستسلمت:
“حسنًا… سأذهب.”
“جيد. إلى اللقاء إذن. كان يومًا ممتعًا.”
لوّحت لها، ثم انطلقت إلى شارع آخر. ما زال أمامي أسبوع حتى موعد الإبحار، وكان علي أن أشتري ما يحميني.
سأشدّ شعري بإحكام حتى لا يمسك بي “كيد”، وأنزع الأقراط والعقود… لكنني كنت أحتاج إلى ما هو أقوى من ذلك.
“…….”
“ألستِ ذاهبة؟”
لكنها لم تتحرك. ظلت تراقبني وأنا أتجه إلى حي غريب آخر، كأنها تشكّ في سبب دوراني هنا وهناك.
“أين العربة؟”
“سأعود بعربة أجرة عادية. ثم إنني لا أنوي الدخول إلى القصر الآن.”
لم أكن أعلم متى سأعود إلى المنزل، لذلك صرفت العربة الخاصة بي، وقررت استخدام إحدى عربات الأجرة المنتشرة في الشوارع.
إيزيت نظرت إليّ بعين مرتابة، ثم سألتني بنبرة حادة قليلاً:
“إذن، إلى أين تنوين الذهاب هذه المرة؟”
“إلى مكان آمن، فلا تقلق. اذهب في حال سبيلك.”
*عشان اوضح لكم اللغة الكورية ما فيها ضمائر مذكر و مؤنث، بس البطلة تتعامل مع ايزيت على اساس انها اخوها المتوفى و تخاطبها بالذكر لان ايزيت متنكرة، بس طبعا لو يجي فعل مثلا ايزيت قالت، ما راح اترجمها لكم قال لانها بنت*
“إن حصل لك أي مكروه، فسأكون أنا أول من يتحمل المسؤولية. لا أستطيع الانصراف هكذا.”
كما هو متوقع من بطلة رواية، كانت صريحة أكثر مما يلزم.
بالنسبة لي، كان لقائي بإيزيت اليوم ضرباً من الحظ السعيد، أما هي فيبدو أنها اعتبرتني شؤماً نزل على رأسها. نظرتُ إلى وجهها المرهق وحككتُ خدي بخجل.
“سأذهب لشراء أدوات دفاعية. هناك شارع قريب تُباع فيه مثل هذه الأشياء. المكان آمن، ولن يحدث شيء.”
بحسب ما أذكر من ذاكرة “فيفي”، كان ذلك الشارع يعجّ بالطلاب وحتى الأطفال، لذلك من المستبعد أن يقع أي حادث.
لكن إيزيت لم تتراجع بسهولة:
“سأرافقك لحمايتك.”
أصرّت بعناد، مما جعلني أشعر بالذنب.
كنت أودّ أن أقول لها أن تذهب، لكن نظراتها الصارمة لم تترك لي خياراً.
في النهاية… إن كان الأمر يتعلق بشرفها وواجباتها، فلن تستمع إليّ مهما حاولت.
لو لم يكن النظام الطبقي في هذا المجتمع صارماً، لربما لم تصرّ على مرافقتي بهذا الشكل.
مسكينة بطلتنا، إنها مشغولة ومتعَبة بما فيه الكفاية… لا بأس، سأشتري ما أريد بسرعة وأنهي الأمر.
“…حسناً، أرجو منك إذن المساعدة.”
* * *
كما هو متوقع من فارس مقدس، كانت إيزيت مستشارة ممتازة في اختيار أدوات الحماية.
“هذا النوع لا يظهر بوضوح، كما أنه مرن ويسهُل الحركة به.”
يا لطيبة هذه البطلة! رغم انشغالها، إلا أنها كانت دقيقة في ملاحظاتها.
“وهذه أداة سحرية لصدّ الهجمات القريبة. الخاتم أفضل من القلادة في مثل هذه الحالات.”
بعتُ كل المجوهرات التي أخذتها من قصر سينييل وحولتها إلى عملات ذهبية، ثم اشتريت بسرعة بعض الدروع الخفيفة وأدوات سحرية.
حتى أنني ابتعت أداة تشبه صاعق الكهرباء، وقد كلّفتني مبلغاً باهظًا.
لكنها لم تكن كهرباء حقيقية، بل قوة مقدسة مصاغة في هيئة سلاح. وعند استخدامها، تُطلق طاقة كافية لإغماء الخصم.
ترى، هل ستؤثر هذه على “كيد” أيضاً؟
إيزيت أكدت أنها نافعة حتى ضد الكهنة، لكنني لم أكن واثقة إن كانت ستعمل مع “كيد”.
وبينما أفكر بفرصة شويه بالكهرباء المقدسة، التفتُ إلى إيزيت وقلت بصدق:
“أعتقد أنني أحسنتُ الشراء بفضلك. دائماً ما أثقل عليك. هذا شيء بسيط لكنه هدية مني لك.”
لاحظتُ أنها طوال الوقت كانت تلمح مكتبة قريبة.
أتذكر أن الرواية وصفت كيف كانت إيزيت كلما تذكّرت أخاها، تحدّق بصمت في أغلفة الكتب، لأنها كانت تتذكر أخاها الذي عاش متشبثاً بالكتب.
كنت أود شراء درع أو سلاح لها، لكنها رفضت تماماً، فلم أجد سوى ديوان شعر أقدمه لها.
وكما توقعت، حدّقت في ديوان الشعر بشرود. بدا وكأن قسوة ملامحها قد لانت قليلاً.
بقيت صامتة تحدّق في الغلاف، مما جعلني أشعر بالحرج فألقيت كلاماً سريعاً:
“بما أن نظرك انجذب للكتب، ظننت أنك قد تحب هذا. وإن لم يعجبك فاعتبره مجرد زينة. الأسبوع المقبل سأكافئك بما يليق. شكراً لك. سأغادر الآن.”
لم أنتظر ردها، بل صعدت إلى عربة الأجرة التي استأجرتها سابقاً. رفعت إيزيت رأسها متأخرة، ولوّحتُ لها بيدي من داخل العربة.
بدا أنها كانت تهمّ بقول شيء، لكن العربة تحركت سريعاً فلم أسمعه.
ما إن جلستُ على المقعد الخشبي القاسي حتى اجتاحني التعب دفعة واحدة.
ترى، هل سيظهر الليلة أيضاً؟
لا مجال للتراخي. فقد حان وقت العودة مجدداً إلى الجحيم.
* * *
حدّق في العربة التي كانت تبتعد وعيناها الزرقاوان تلاحقانها حتى غابت عن نظره. عندها خطرت بباله فكرة غريبة: كأن هذا اليوم كله لم يكن سوى وهم.
لو لم يكن يحمل في يده ديوان الشعر، لظنّ أنه قد جُنّ أخيراً.
خفض نظره ليتأمل الكتاب مرة أخرى.
هل كنتُ أحدّق فيه كل هذا الوقت؟
حتى هو لم يكن يدرك ما الذي كان يوجّه نظره. ومع ذلك، التقطت تلك المرأة التي لم يعرفها سوى لساعات معدودة تفاصيله بسرعة لافتة. الأمر بدا له مثيراً للسخرية.
فيفي جِزلَين… أليس كذلك؟
صحيح، بعد الزواج صار اسمها “فيفي ماككورت”.
هو لم يكن بارعاً في تذكر الناس. إن أراد، يمكنه أن يحشر الأسماء في ذاكرته عنوة، لكن لم يرَ في ذلك فائدة. بالنسبة له، لا الأشخاص، ولا الحياة، ولا أي شيء آخر كان يستحق الاهتمام.
لو أنها لم تُثر الانتباه بتصرفها الغريب في قاعة الحفل، لما كان ليلاحظها أصلاً. ولما كان الآن عالقاً في مهمة “حماية” لا معنى لها.
كما في الأمس ودائمًا، وقف هو يحرس قاعة الوكلاء بعينين فارغتين.
كان مكانه في الصف الأمامي تمامًا، أقصى اليمين، في الركن.
لم يفعل شيئًا سوى الوقوف بلا حراك، يحدّق ببرود في أبطال هذا اليوم.
الكاهن الأكبر سينييل لم يكن غريبًا عليه، يعرفه جيدًا، لذلك لم يشعر نحوه بشيء خاص.
كل ما لاحظه فقط هو أن سينييل بدا اليوم على غير العادة قلقًا، متوترًا، وكأن جسده يترنّح على هاوية.
غير ذلك… لا جديد.
عندها حوّل بصره نحو امرأة ذات شعر زهري اللون.
كانت تدخل بخطوات متوترة، لكن فجأة أشرقت ملامحها بالأمل وهي تنظر إلى الكاهن الذي سيقيم المراسم.
‘هل المصير شيء بهذه الروعة حتى يبتسم المرء له هكذا؟’
المصير… ذلك الشيء الذي فرض عليه.
لقد تعب أكثر من أن يحب مصيره.
مصيره كان أن يولد فقيرًا،
تحت جناح أمّ تافهة لا همّ لها سوى المظاهر، وأب غارق في جنون القمار.
كبر وهو يسمع شتائمهم على العائلة ولعناتهم المستمرة.
مصيره كان أن يدفن بيديه أحد إخوته الثلاثة بعدما سرق الفقر أحدهم،
ثم الآخر بعد أن اختطفه الوباء.
مصيره كان أن لا يجد ترحيبًا حتى في فرقة الفرسان المقدّسة،
أن يعيش وحيدًا بلا نصير، بلا رفيق.
التفكير في هذا لم يجرّ عليه سوى الصداع، لذلك صرف نظره وحدّق في الفراغ.
اقترب وقت الصلاة.
انعكست في عينيه صورة المعبد المهيب.
لكنه لم يصلِّ.
كل ما فعله هو أن يراقب الآخرين وهم يصلّون.
‘لِمَ لا يصلّي هو؟’
الجميع هنا يصلّي.
الجميع… ما عداه.
ولهذا كان المشهد الذي ظهر أمامه الآن غريبًا على غير العادة.
العروس، التي بدت سعيدة وهي تدخل منذ لحظات، أخذت تتغير كليًا.
وكأن شخصًا آخر تلبّسها.
كانت تبكي بصوت مكتوم، مضطربة، تكاد تنهار.
لحسن الحظ، لم تلتفت إليه، وكأنها لم تره أصلًا.
‘ما الذي تحاول فعله؟’
هل تحاول الهرب؟
رأى العروس ترتجف وهي تقبض بأصابعها المرتجفة على أطراف ثوبها الأبيض.
ثم تنفست بعمق واستدارت قليلًا إلى الوراء.
من غير أن يشعر، وجد نفسه يشجّعها في داخله.
لم يعرف السبب، ولم يهتم بالدوافع.
لكن مجرّد أن تتجرأ على عدم الصلاة، أن تجرؤ على مخالفة كلمة الحاكم…
ذلك وحده كان كافيًا ليثير تعاطفه ويجعله يتمنى لها النجاح.
حين خطت أول خطوة، ابتلع ريقه دون قصد.
“هُمم.”
لكن الفرصة انطفأت سريعًا.
العروس أعادت تنسيق ثوبها كأن شيئًا لم يحدث.
بعد محاولتها الفاشلة، لم يستطع أن يشيح بصره عنها.
هل كان السبب جمالها؟
أم أن الفستان الأبيض كان يليق بها كثيرًا؟
لا.
ما شغله أكثر هو دموعها المستمرة، التي لم تفارق عينيها.
ومع ذلك، لم يكن الأمر يتعدى الفضول.
‘وماذا في ذلك؟ حياتها على أي حال أفضل من حياتي.’
ربما ما دفعها لمخالفة الأوامر مجرد نزوة تافهة…
كأن تكون تركت حبيبًا في موطنها القديم.
ومتى راودته تلك الفكرة، خمد فضوله تمامًا.
الحب… ليس إلا رفاهية يتحدث بها المترَفون.
وبعد يوم واحد فقط، نسي أنه كان يومًا ما فضوليًا تجاهها.
حتى حين صادفها مجددًا، في هذا الحي البائس، لم يكن ليتغير شيء.
غير أنه هذه المرة، لفتت عينيه نظرتها اللامعة المتقدة.
‘تسافر خلسة، وحدها؟’
لم تكن برفقة أحد.
كانت تحاول الهروب بمفردها.
ويبدو أنها لم تكن خائفة… بل سعيدة فقط لأنها تتحدى مصيرها.
شعر بالفضول للحظة، ثم أطفأه فورًا.
‘وما الفائدة؟ بعد أسبوع سترحل من حياتي على أية حال.’
عاد إلى واقعه.
إلى ديونه الكثيرة.
إلى الأعداء الذين يحيطون به.
إلى حقيقة أنه لا يملك أحدًا إلى جانبه.
أدار ظهره وهو يمسك الكتاب.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
هذا هو خشب الماهوجاني
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 8"