بينما كنت أحاول أن أجد صيغة مناسبة لما ينبغي علي قوله، جلس كيد بجانبي على حافة السرير.
“كيف لي أن أصدق كونك بذلتِ جهودا دون وجود دليل ملموس؟”
كنت أخشى أن يُكشف الجهاز الصاعق الموضوع تحت وسادتي.
حاولت تجنُّب توجيه نظره إلى الوسادة، وثبت بصري على كيد بدلًا من ذلك.
“… لقد منعتُ سينييل من إيذاء نفسها. وأنت تعلم أفضل من أيٍّ كان أنهُ لم يؤذِ نفسه طوال الأسبوع منذ أن منعته.”
أشار كيد بلا كلامٍ إلى أن أُكمل كلامي.
“يبدو أنّه مضى وقت طويل منذ أن كان يؤذي نفسه، ومنذ أن منعته امتثل لي ولم يُكرر ذلك ولو مرةً واحدة. هذا يعني أنه يثق بي ويتبَع توجيهاتي. لن تَقف جهودي عند مجرد كلام — سأجعله يثق بي شيئًا فشيئًا.”
ارتفعت زاوية فم كيد قليلاً؛ ظلّ نظره حادًا لكن رد فعله لم يكن سيئًا.
“لو كنتِ مفيدة لهذا الحد ثم تموتين لسببٍ تافه، فسأتعذَّب على ذلك. فهمتِ؟”
عبسَ كيد كأنه يتألم من أجل ذلك. بدا الأمر سخيفًا، أليس هو من قد يقتُلني؟!
“لم أفكّر بالهرب. حقًا. إنما كنت سعيدة اليوم لأن سينييل أهداني شيئًا.”
مازال الجو متوترًا رغم إلحاحي.
لم يبدو أنه سيتصرّف الآن بقسوة، لكني رغبت بشدّة أن أخرج من هذا الموقف.
فكرت في شيءٍ قد يرضيه.
“…هل أعزفُ لك على البيانو؟ تدربت كثيرًا اليوم.”
“لا.”
لم أستطع أن أفهم ما الذي يريده مني بالضبط. هل عليَّ أن أبكي كي يهدأ؟
أم أصرخ طالبَةً منعه ومراقبته؟
الوقوف مبتسمة أمام قاتلٍ جعلني أشعر أن مجرد الابتسام يُعدُّ سببًا كافيًا للموت.
‘هو سريع البديهة، لذا توقع أنني سأهرب لو سنحت لي الفرصة.’
فجأة ضغط كيد بكفِّ يده على قمة رأسي.
“أنتِ قد حصلتِ على ما نريده من معلومات، فاستلقي وتظاهري بالنوم.”
“… نعم؟”
أصدرَ أمراً لا يُمكنني مقاومته.
طُعنتُ من شدة الحيرة واستلقيت متخشبة.
نهض كيد وقام.
اِنحدرتُ قائلةً في قلبي:’ هل سيذهب الآن؟’
ورغم ذلك بقي في الغرفة.
تجوّل حولها ثم بدأ فجأة يفتش الدرج.
‘مجنون.’
تسارعت نبضات قلبي .
فتح الأدراج كلها واحدا تلو الأخر ثم اتجه إلى الخزانة.
طارت الملابس في الهواء وسقطت مترهلة على الأرض.
دقّ قلبي بشدة.
خشيت أن تلتقي أعيننا، فأغمضتُ عينيَّ بقوة.
لم أكن أعلم أين ينقب بالضبط، فازداد ضيقي وخنقتني الأفكار.
لمدة دقائق — ربّما عشرات الدقائق — كان صوت قلب يختلط بصوت خلع وفتح.
بعد زمنٍ ما هدأ الصخب قليلاً.
سُمِعَ صوت ارتخاء على جانب سريري.
“لا يوجد شيء.”
المجنون بات على السرير الآن، وبدا أنه جلس تمامًا، لا يكتفي بالجلوس على الحافة كما كان أولًا.
“بالمناسبة، يا زوجةُ سينييل…”
انخفض صوته أكثر.
وسقطتُ قطرات عرقٍ على مؤخرة رأسي.
“خزنة المجوهرات كانت شبه فارغة. ألَم يكن سينييل يملؤها؟”
فتحت عيني على مصراعيهما لكي لا أذرف الدموع، وخنقتُ نفسي برقبتي.
“… سينييل لم يملأها من قبل. ولستُ بالمولعة بالمجوهرات…”
غَطَسَت يدُه فجأة تحت وسادتي.
لم أدعُ صراخًا واحدًا، كل ما استطعت فعله كان فتح عينيّ على وسعهما.
“ما هذا؟ كنت أظن أنك تخفين شيئًا تحت الوسادة، فهاه؟ كل هذا ما كنتِ تجهزينه و تعتمدين عليه؟”
لم أستطع الكلام.
ظلّ كيد يقلب الجهاز بين يديه ويتمعّنه.
“زوجةُ سينييل تملك موهبةً في جعل الناس يفاجؤون بعدّة طرق.”
“….”
“بالمرة القادمة فلتستأجري قسًّا أو فارسًا مفيدًا. هذه الأشياء لا تثير فيّ أي انفعال. ولو استأجرتِه لزادت القبور عددًا.”
“آ… آسفة…”
قلتها و انا أئن من الاستياء.
ثم قبض كيد على رأسي بقوة ودفعني مجددًا إلى السرير.
لم أستطع الوقوف — كنت مُجبرةً على الاستلقاء على الفراش ككمينٍ لا مهرب منه.
“تظاهرِي بالنوم حتى الصباح.”
همس وكأنه يلومني.
لم يفعل بي شيئًا آخر؛ مجرد قرعٍ لسانٍ وإصدار صوت “تُشّ”.
عضضت لساني مرارًا، ومرت عاصفة ارتجافٍ في جسدي.
أغمضتُ عيني بقوّتي بيدٍ ترتجف.
رعشةٌ تملأ محياي، كأن عضلاتي على وشك التشنّج.
تمنّيتُ لو يغادر، لكن كيد لم يبدِ ذلك.
سُمِعَت أصوات خشخشة من جانبه؛ رفع شيئًا ما من الطاولة بجانبي — كانت الصحف والدفتر الموسيقي والورد فقط، فأي شيءٍ أمسكه؟
أفلتت صفحاتٌ — وخشيتُ من ضجيجها، لأن لساني قد جفّ ولم أعد أطيق أن أفتح عيني.
بينما أنا عالقةٌ بين الصلاة والهلع، قال كيد بعبارة تقشعر لها الأبدان:
سحبت بطاقة هوية مزورة كنت أخفيها تحت السرير، ووضعتها داخل الحقيبة.
بعدها أنهيت الاستعدادات بنفسي، دون الحاجة لأي خادمة.
♤♧♤♧♤♧♤
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 21"