أكملت الإمبراطورة الثانية الجملة التي لم تستطع الإمبراطورة الأولى النطق بها..

 

“لذا، عليكِ الآن إصدار أمر الاحتجاز، أليس كذلك، جلالتكِ؟ لماذا تقفين صامتة؟”

 

بمجرد سماع تلك الكلمات، ثبتت الإمبراطورة الأولى نظرتها الحادة عليّ، وعيناها الذهبية تومضان بحدة.

 

ضغطت على أسنانها قليلاً، ثم تحدثت بلهجة تدّعي فيها الهدوء وكأنها لم تتأثر مطلقًا..

 

“احتجزوا الإمبراطورة الثانية، ورئيسة الوصيفات، وجميع الخدم الذين كانوا يعملون في غرفة أدوات الشاي في ذلك الوقت.”

 

من الواضح أن قائمة المحتجزين لم تكن على هواها.

 

‘لقد قدمتْ لي كل شيء على طبق من ذهب، وإذا لم تستطع اكتشاف الحقيقة الآن، فسأبدو وكأنني الحمقاء هنا.’

 

لقد وضعتني الإمبراطورة الثانية موضع ثقتها، بل وتحملت المسؤولية كاملة حتى أتمكن من التحرك بحرية..

 

وإن لم أرقَ إلى مستوى هذه الثقة، فسأكون حقًا عديمة الجدوى.

 

***

 

بعد احتجاز جميع المتهمين وفقًا لما خططت له الإمبراطورة الثانية، كانت الإمبراطورة الأولى تستعد للإعلان عن توليها التحقيق بنفسها.

 

وكادت أن تفعل ذلك بالفعل…

 

لو لم يصل كاسيان برفقة قائد فرسان البلاط الإمبراطوري في اللحظة المناسبة.

 

“نحن ندرك تمامًا حرص جلالتكِ على صحة الإمبراطور، ولكن التحقيق في أي خطر يهدد حياته من اختصاص قائد فرسان البلاط الإمبراطوري.”

 

“ماذا…!”

 

بدا أن الإمبراطورة الأولى تفاجأت، وكأنها لم تكن تعلم بوجود مثل هذا القانون، رغم سنواتها الطويلة في البلاط.

 

“لم يكن الأمر مسألة عدم ثقة بكَ، ولكن أليس من المعتاد أن يتولى أحد أفراد العائلة المالكة مسؤولية التحقيق في القضايا المهمة؟”

 

“هذا صحيح، لكن في ما يتعلق بسلامة جلالة الإمبراطور، فالأمر مختلف. صحيح أن هذا القانون فقد تأثيره على مر القرون، لكن جلالته أعاد التأكيد عليه عند اعتلائه العرش.”

 

تحدث قائد الفرسان بنبرة مهذبة، لكنه لم ينسَ أن يضيف بتردد بسيط

 

“وبما أن الأمير كاسيان هو العضو الوحيد من العائلة المالكة الذي يشغل منصبًا رسميًا في فرسان البلاط، فربما لم يكن أحد على دراية بذلك سواه.”

 

كان أسلوبه مجرد نقل للحقائق دون أي نية في الإهانة، لكن الإمبراطورة الأولى لم تستطع إخفاء استيائها.

 

حتى أقرب العائلات النبيلة لها لم تستطع وضع أحد في هذا المنصب.

 

لطالما كانت فرسان البلاط الإمبراطوري المؤسسة التي يتمتع فيها الإمبراطور بأكبر سلطة، وهو ما كان دائمًا محط استياء الإمبراطورة الأولى.

 

كانت ترغب في إدخال رجالها إلى هذا النظام بأي وسيلة، ولكن الشخص الوحيد الذي تمكن من شغل منصب داخله كان كاسيان..

 

كان يشغل منصب المسؤول الأول عن تدريب الفرسان الملكيين، مما منحه سلطة على تدريب ليس فقط فرسان قصر الشتاء، بل أيضًا الفرسان الآخرين.

 

‘قصر الشتاء هو حالة خاصة.’

 

في العادة، كان فرسان كل قصر يخضعون للإمبراطور وحده وليس لسكان القصر، لكن قصر الشتاء تطور بشكل مستقل بسبب نشأته في ساحة المعركة إلى جانب الإمبراطور.

 

صحيح أن الأمير تشارلي كان يشرف أحيانًا على تدريب فرسان قصر الصيف، لكنه لم يكن سوى إجراءً شكليًا.

 

لذا، لم يكن غريبًا أن الإمبراطورة الأولى لم تكن على دراية بقانون يعود إلى بدايات الإمبراطورية..

 

‘لكن بما أن جلالته لديه ماضٍ معين، فمن الطبيعي أن يعيد إحياء هذا القانون الذي كاد أن يندثر.’

 

ولهذا السبب، كان قائد الفرسان الحالي هو الأول منذ قرون الذي يخضع لاختبار السم.

 

كان هذا الطقس تقليدًا قديمًا حيث يُشرب القائد الجديد جرعة صغيرة من السم، ليظهر استعداده للموت فورًا في حال تعرض الإمبراطور للخطر..

 

“رجاءً، اطمئني وسلمي الأمر لنا. فبمجرد أن يتعرض جلالة الإمبراطور لأي أذى، فإن قلبي سيتوقف على الفور.”

 

“ماذا قلت؟!”

 

“عذرًا، عليّ الآن مباشرة التحقيق، أرجو تفهمكِ، جلالتكِ. وإذا كنتِ بحاجة إلى أي توضيح، يمكنكِ الاستفسار من الأمير كاسيان أو المساعدة ساليس.”

 

وبهذه الكلمات، غادر قائد الفرسان بسرعة، تاركًا الإمبراطورة الأولى تحدق في وجوهنا بنظرة دموية.

 

كنا على استعداد تام لتقديم التوضيحات لها، لكنها بدت وكأنها تكافح لإخفاء غضبها المتصاعد، قبل أن تستدير أخيرًا وتغادر، بعد أن أدركت أن أي محاولة إضافية للسيطرة على الموقف لن تؤدي إلا إلى زيادة الشبهات حولها.

 

***

 

“لقد مر وقت طويل منذ أن شعرت بهذه المفاجأة.”

 

“همم.”

 

تحسبًا لأي طارئ، أشرت إلى إحدى الفارسات لتقوم بتفتيشي بدقة..

 

ورغم أن التهمة قد رُفعت عني بفضل تفسير الإمبراطورة الثانية الواضح، إلا أن الفارسة التي تم اختيارها بدت مترددة للحظة قبل أن تنفذ المهمة بإخلاص، لتثبت براءتي تمامًا.

 

لم يكن هناك أي مواد مشبوهة أو سموم، لا بين ممتلكاتي ولا على جسدي.

 

“هذا الشعور يعيدني إلى أيام وصولي إلى العاصمة لأول مرة.”

 

“تقصدين قبل أن تحفظي القانون بأكمله، أليس كذلك؟”

 

أومأت برأسي بصمت.

 

مرت الأشهر الثلاثة الأولى في العاصمة وكأنها جحيم حقيقي.

 

لم تكن هناك مشكلة في التعامل مع السجلات أو معالجة الوثائق الأساسية.

 

المشكلة كانت في التعقيد المفرط للإجراءات والقوانين.

 

وبما أن البلاط الإمبراطوري لديه قواعده الخاصة، لم يكن بإمكاني الاعتماد على خبرتي السابقة، سواء من حياتي السابقة أو مما تعلمته في إقليم البارون ساليس.

 

لذلك، قبل أن يمر نصف عام، كنت قد قلّصت ساعات نومي وبدأت بحفظ كل ما أحتاجه من قوانين: قانون التشريفات، والقانون الإداري، وقانون الضرائب، والقانون الجنائي، وقانون البلاط الإمبراطوري.

 

لحسن الحظ، كانت لدي قدرة جيدة على الحفظ، فبمجرد قراءتي للنص مرتين أو ثلاث، كنت أتذكره بسهولة. كما أن القوانين هنا لم تكن معقدة بقدر قوانين دولتي السابقة، مما جعل الأمر ممكنًا.

 

ومن بين جميع القوانين، كنت أكثر حرصًا على دراسة قانون البلاط الإمبراطوري، حتى أنني اكتشفت قوانين قديمة لم تكن الإمبراطورة الأولى نفسها على علم بها.

 

“شكرًا لإحضارك قائد فرسان البلاط بسرعة، إيان.”

 

“وأنا ممتن لأنكِ لم تلوميني لعدم اندفاعي لحمايتكِ فورًا.”

 

“لو كنتَ قد هرعت لإنقاذي دون تفكير، لكنتَ قد جُررت إلى هذه القضية إلى جانب جلالة الإمبراطورة الثانية.”

 

في الواقع، هذا كان السيناريو المثالي الذي كانت الإمبراطورة الأولى تتمناه..

 

لو أن كاسيان قد فقد أعصابه وهرع لإنقاذي دون خطة، لكنت قد تساءلت إن كان قد تأثر بشخصيته الأصلية من القصة الأصلية..

 

“لهذا السبب أنتَ الشخص الذي أثق بوجوده بجانبي، لذا لا تدع أي أفكار غريبة تراودكَ.”

 

“كلماتكِ مريحة حقًا، روز.”

 

مريحة؟ لأي شيء؟

 

تساءلت للحظة، لكن بغض النظر عن السبب، كان من الجيد أنها كانت مصدر راحة له..

 

كنا نحن الاثنين أشخاصًا يعتمدون على العقل والمنطق للعثور على الحلول في الأزمات، لكن هذا لا يعني أن الوضع لم يكن مربكًا حقًا.

 

“ماذا عن الأمير جويل؟”

 

“بعد أن بكى بحرقة، نام ملفوفًا بجانب كوكي. كما أنني نقلت وصيفات قصر الليلك القادمات من مملكة الثلج إلى قصر الشتاء، فلا داعي للقلق.”

 

أومأت برأسي قبل أن أبدأ في سرد الأحداث التي مررت بها بأكبر قدر من الدقة..

 

“إذن، أمامنا مهمتان.”

 

“الأولى هي إثبات براءة جلالة الإمبراطورة الثانية والعثور على الجاني الحقيقي. إضافةً إلى ذلك، علينا تحليل الإشارة اليدوية التي تلقيناها.”

 

“صحيح، والثانية هي أن يستيقظ جلالة الإمبراطور سالمًا.”

 

قلت ذلك بينما كنت أخرج مخطوطة السحر..

 

لم يكن لهذه الحادثة أي وجود في القصة الأصلية.

 

لذا، كان من الممكن ألا تكون المخطوطة ذات فائدة على الإطلاق..

 

وفي نفس الوقت، كنت أتمنى ذلك.

 

كنت أشعر وكأنني أتعرض للتلاعب عمدًا، وكأن هذه الأحداث قد صُممت لجعلي أقل حذرًا.

 

ولكن…

 

‘هناك تغيير.’

 

يا لها من قصة أصلية مزعجة حقًا.

 

***

 

لم يكن هناك أي تغيير في نبوءة المستقبل غير المؤكدة هذه المرة أيضًا.

 

لكن في النبوءات غير المنشورة، كان هناك ثلاثة تغييرات كاملة.

 

– ملاحظات عن جيل آباء روز.txt

 

#04. تريشا وسكارليت، علاقة عداء

 

{تريشا قد تبدو هادئة، لكن لا يمكنها إخفاء طبعها كأميرة.

 

عندما دخلت سكارليت القصر، لم تكن هناك مشكلة، لكن مع انضمام عدد كبير من الأميرات وبنات الدوقات إلى الحريم الإمبراطوري، بدأت تشعر بعقدة النقص كونها مجرد ابنة مركيز أصبحت محظية بفضل الحظ فقط..

 

(م.م: ذكر سابقا أن عائلة جاموتي تم ترقيتها الى دوقية مؤخرا فقط)

 

تريشا ليست بلا صبر، لكنها لا تتجاهل ما تعتبره ظلمًا.

 

لهذا السبب دخلت في خلاف مع شقيقها في مملكة الثلج، وبالطريقة نفسها… مع سكارليت أيضًا…}

 

 

أولًا، كان ذلك جزءًا من قصة شبابٍ التي لم نكن نعرفها عن الإمبراطورة الأولى، سكارليت جاموتي، والإمبراطورة الثانية، تريشا سنيك.

 

إعدادات شخصيات روزي الأساسية.xlsx

 

الإمبراطور:

 

الاسم: إرنست أرتيز

 

لون الشعر: أسود

 

لون العينين: أزرق فاتح…

 

الحقيقة: تم تسميمه، الجاني هو الإمبراطورة، والترياق هو ##!@₩…

 

 

كما تم تصنيف وتدوين إعدادات الإمبراطور التي لم يتم توضيحها بشكل صحيح في القصة الأصلية ضمن فئة الإعدادات الأخرى.

 

وأخيرًا…

 

{- روزي: الفصول الجانبية الخاصة 01~10 (للنشر مع الويب تون).hwp

….

 

“إن عشبة الـ#@ قد نبتت على قبر والدي.”

 

إنه تنبت فقط عندما يموت الشخص بسبب سم معين…}

…

 

وكأن النص الأصلي يلومني على ما حدث في الأصل، بدا وكأنه يحاول تبرير نفسه لي من خلال إظهار مشهد غير منشور من الفصول الخاصة..

 

مزعج للغاية.

 

بينما كنت أتحقق من المخطوطة وأشعر بالضيق، وضع كاسيان يده برفق على جبهتي، وكأنها تغطي تجاعيد قلقي بالكامل.

 

“روز، هذا ليس أمرًا ينبغي أن تلومي نفسك عليه.”

 

“… ولكن.”

 

“هل تعتقدين أن هذا لم يكن ليحدث لو لم تصلك اللفافة؟ لا أظن ذلك.”

 

لم تكن نبرة كاسيان دافئة كما اعتدتُ عليها. بل كانت حازمة، تمامًا كما كانت عندما كنتُ أحاول التكيف مع الحياة في العاصمة لأول مرة..

 

وربما لهذا السبب بالذات، شعرتُ براحة أكبر.

 

لأنه لم يكن يحاول مجرد مواساتي بكلمات لطيفة.

 

“بل بفضلكِ، سنجد الإجابة بسرعة أكبر. لا داعي لأن تتحملي وحدك مسؤولية أمرٍ لا يمكنكِ السيطرة عليه.”

 

رفع يده عن وجهي ببطء ونظر إليّ مباشرة في عينيّ..

 

“لم يكن بوسعنا أن نعرف مسبقًا ما سيحدث.”

 

منذ سقوط جلالته، كنتُ أحمل عبء الذنب هذا داخلي. لكنه، بكلمات بسيطة، دفعه بعيدًا وأسقطه عن كاهلي.