The male lead is trying to tame me with money - 77
“…من أين سمعتَ ذلك؟”
الخدم؟ أم والدي؟
ربما تكون والدتي أيضًا…
بينما كنت أفكر في كيفية الانتقام الصغير من المشتبه بهم، سأل كاسيان
” من المهم من قال لي ذلك؟”
“بالطبع.”
حتى أتمكن على الأقل من الانتقام بعدم الرد على رسالة واحدة.
ضحك كاسيان بسلاسة على كلامي.
“يا للراحة.”
“ماذا؟”
“سمعتُ أن روز جعلته يبكي، فتساءلتُ ما إذا كان قد ناسب ذوقكِ ولو قليلًا.”
كان ذلك تعليقًا في غاية الوقاحة.
عندما عبستُ، أمسك بيدي وقبّل ظاهرها وهو يهمس بهدوء.
“لو لم يكن ردّك هذا…”
“لو لم يكن كذلك، ماذا؟”
“لكنتُ مضطرًا للتفكير في طريقة للانتقام الصغير من نجل كونت تيرودِيم.”
بعدما أوقع بي شرّ وقعة، ها هو الآن غارق في العمل فقط، ومع ذلك، يبدو هذا الكلام قاسيًا بحق ذلك الرجل..
“لا، لا يجوز، إنه أفضل من يعمل في هذه المنطقة.”
حتى لو كان منزلنا قد أفلس، فقد ساعدنا منزلهم، ولا يمكنني التفريط بعائلة نبيلة تعمل بجد.
لا يمكنني رد الجميل بالجحود.
كنت أحاول تحسين صورة عائلة كونت تيرودِيم بقولي هذا.
“…جلالتك، لماذا تبعث فجأة بهذه الهالة القاتلة؟”
“ربما عليّ التحقيق في عائلة كونت تيرودِيم قليلًا-آي!”
صفعتُ ظاهر يده بخفة عقابًا له وقلتُ بحزم..
“هذا إساءة استخدام للسلطة.”
“تقولين ذلك، ثم تطلبين مني ألا أتصرف بأساليب دنيئة، ألا ترين أنكِ قاسية عليّ يا روز؟”
“كونك تدرك أن هذا تصرف دنيء يطمئنني حقًا بصفتي مساعدتك.”
حتى لو بحثتَ، فلن تجد شيئًا مهمًا هناك…
‘بسبب أنني جعلت نجل الكونت تيروديم يبكي، أضطررت الى المساعدة في ترتيب الفوضى، وخلال ذلك علمته كيفية تدوين السجلات.’
لا زلتُ أذكر جيدًا كيف قال لي بعد أن انتقدته عدة مرات: ‘سأفعلها بشكل صحيح على الأقل من باب العناد.’
عند كلماتي، عانقني كاسيان بإحكام، ثم راح يدلك جبهته على كتفي مثل جرو مدلّل.
“إنك ثقيل، سموك.”
“كم أنتِ قاسية.”
لكن رؤيته يضحك بصوت منخفض رغم قوله ذلك أشعرتني أن انزعاجه قد زال..
“إذن، روز.”
تسللت نبرته الناعمة إلى أذني.
“بين نجل الكونت وأنا، من منا يعمل بما يرضيكِ أكثر؟”
ضحكتُ، غير مصدقة لما سمعته.
“هل تسألني هذا بجدية؟”
“أجل؟”
“يا لها من مقارنة سخيفة.”
رفعتُ رأسي، والتقت عيناي بعيني كاسيان الذي بدا فجأة مكتئبًا، ثم أخبرته بحقيقة لا تحتاج حتى إلى إجابة..
“بالطبع، إنّ صاحب السمو كاسيان أرتيز، الأمير الثاني، الماكر والشرير، هو الأفضل.”
و بالطبع، من ناحية الإزعاج، أنتَ تتفوق عليه بفارق كبير.
ومع ذلك، لمجرد تلك الكلمات التي لا تُعدّ شيئًا، أشرق وجهه كزهور الربيع المتفتحة، مما جعل أذني تشعر بحرارة بلا سبب..
***
في اليوم التالي، بعد نومٍ عميق، استيقظتُ كالمعتاد وتوجهتُ إلى المكتبة.
كنتُ أنوي مراجعة بعض الأمور التي كان عليّ التحقق منها قبل الإفطار، بالإضافة إلى التأكد من المسائل التي أقلقتني مؤخرًا.
‘أنا قلقة جدًا بشأن ما إذا كانوا قد استخدموا المال الذي أرسلته بشكل صحيح في تسديد الديون.’
رغم أن الرسائل التي تلقيتها دائمًا ما كانت تحتوي على جملة: “أنا ممتن، لكن عليكِ أن تستخدمي المال الذي كسبته من أجلكِ أنتِ.”
كنتُ أخشى أنهم قد ادّخروا المال بعناية بدلاً من استخدامه، وظل جزء مني يشعر بعدم الارتياح بسبب ذلك.
والدي شخص دقيق ومنظم، لذا لم يكن من الصعب مراجعة الوثائق، إذ كانت لا تزال في نفس المكان الذي وضعها فيه قبل عامين.
‘تشه، لقد أخبرتُ العم بيكر بوضوح أنه لا يجيد الزراعة، ونصحته بفتح مخبز بدلاً من ذلك.’
لكن لماذا يصرّ على أن الزراعة هي المهنة العائلية لمجرد أن عائلته كلهم كانوا مزارعين؟!
خسروا المال العام الماضي، والعام الذي قبله، وهذا العام أيضًا يبدو أنهم يعملون على تجهيز الأرض بأنفسهم، مما يعني أن الخسارة مؤكدة..
وإن كان العم بيكر مخطئًا، فوالدي ليس بأفضل حال.
‘يعلم ذلك جيدًا، ومع ذلك لا يمنعه، بل يقرضه مبلغًا صغيرًا مجددًا؟’
أخبرته مرارًا بألّا يقرضه إلا إذا كان المال مخصصًا لفتح مخبز، لكن لا حياة لمن تنادي..
لقد أفلس منزلنا أصلًا بسبب طيبة قلبه، حين تكفّل بسداد ديون سكان الإقطاعية بدلاً منهم.
‘في القصة الأصلية، كان من المفترض أن يغادر البارون وزوجته إلى العاصمة في وقت أبكر ويصمدا هناك!’
رغم التنهدات، إلا أنني كنتُ أقدّر أن والديّ لم يهجرا سكان الإقطاعية ويتركوهم لمصيرهم..
ورغم حديثي الصارم، إلا أنني كنتُ أفهم مشاعر العم بيكر الذي لا يريد بيع الأرض التي ورثها عن أسلافه..
‘لكن لماذا لا يستمع إليّ عندما أخبره بتوظيف عمال متخصصين؟ هذا سيكون أفضل للقمح والنباتات الأخرى التي يزرعها!’
بينما كنتُ أُقلّب الدفاتر وأتفحصها، شعرتُ بحركة عند الباب.
لم يكن الوقت الذي يستيقظ فيه والدي بعد، لذا رفعتُ رأسي لأجد كاسيان واقفًا هناك، ممسكًا بسيفٍ خشبي خفيف، وعرق الصباح قد بلل عنقه بعد التدريبات..
“هل تريدين مساعدة؟”
“ليس هناك الكثير، فإقطاعية البارون صغيرة على أي حال.”
“همم.”
“كما أن والدي على وشك تلقي محاضرة توبيخ مني، ولن يكون من العدل أن يحدث ذلك أمام سموك، أليس كذلك؟”
فهم كاسيان على الفور، وأخبرني أنه سيخرج في جولة حول القرية حتى يحين وقت الإفطار، ثم غادر القصر.
بعد حوالي عشرين دقيقة من مغادرته، سمعتُ صوت خطوات مترددة.
وبالطبع، لم أفوّت الفرصة، فناديتُ فورًا.
“أبي، إذا دخلتَ الآن، فسأنهي الأمر بسرعة.”
“…روزي، لقد جئتِ بعد مدة طويلة، ألا يمكنكِ فقط الاسترخاء؟”
“سأسترخي بعد أن أنتهي من هذا بسرعة، لذا اجلس من فضلك.”
جلس والدي على الأريكة، حاجباه متدليان، قبل أن يتحدث بتردد..
“روزي، انظري… السيد بيكر قرر أن يجرب هذا حتى نهاية هذا العام فقط—”
“أبي، هذا ليس جيدًا لا للسيد بيكر ولا لعائلتنا.”
وهكذا بدأ اجتماع عائلي دافئ وسلمي.
***
لم يكن والدي شخصًا متغطرسا يتجاهل كلام ابنته الصغيرة لمجرد كونها صغيرة، بل كان يتقبل المنطق والإقناع العقلاني بسهولة..
“…لكن الكونت تيرودِيم قال إن معظم الآباء يفرحون عندما يدّخرون المال الذي يكسبه أبناؤهم!”
بالطبع، تأثّر قليلًا بصديقه ذي التفكير المشابه، لكنه كان شخصًا منطقيًا يمكن إقناعه بالحوار..
“أبي، هل تصدّق كلام الكونت تيرودِيم أكثر من كلامي؟ إذن، لا حاجة لي للرد على رسائلك بعد الآن!”
“مستحيل! كلام ابنتي هو الأصح دائمًا!”
وهكذا انتهى اجتماع العائلة بسلاسة، وتمكنتُ من حضور الإفطار دون تأخير..
كانت أمي تواسي أبي بلطف وهو يتنهد بإحباط.
“لهذا كنتُ أقول لك دائمًا، الاستماع إلى روزي هو الطريق الأسهل لجعلها تعاني أقل.”
“أجل، كان يجب أن أستمع إليكِ منذ البداية، عزيزتي…”
أما الضيف الذي يتمتع بحس إدراك عالٍ، فقد تجاهل الأجواء العائلية بسلاسة وبدأ يمدح الحساء الذي قُدّم في الإفطار
“يسعدني أنه أعجب سموك، لقد طهيناه على نار هادئة باستخدام الماشية التي زرعتها وشاركتُ في حصاد علفها بنفسي!”
بفضل ذلك، تعافى أبي بسرعة وعاد إلى وقاره المعتاد..
بعد انتهاء الإفطار، عاد والدي، بصفته البارون ساليس المحترم، إلى مكتبه ليغرق في العمل.
أما أنا وكاسيان، فقد قررنا التجول في القرية معًا.
لكن قبل أن نخرج، نادتنا والدتي وهي تلوّح برسالة وصلت حديثًا..
“آه، صحيح، روزي! الكونت تيرودِيم يودّ دعوتكِ إلى حفل رقص بعد غدٍ.”
“بعد غدٍ؟”
“نعم، لقد رآكِ كثير من الناس من قصر تيرودِيم يوم أمس، لذا أرسلوا رسالة على عجل مساءً ليستفسروا، وبالطبع، أرسلتُ ردًا بالموافقة.”
“لقد اختاروا التاريخ بعناية حقًا.”
“بالطبع، لا يمكنني إعاقة ابنتي، أليس كذلك؟”
ثم ابتسمت أمي بلطف ووضعت رسالة أخرى في يدي..
“أنتِ ترغبين في الذهاب إليها مع سموه غدًا، أليس كذلك؟”
“…كيف عرفتِ؟”
“عندما كنتِ في التاسعة، كنتِ لا تزالين بريئة.”
هل هذا يعني أنني لم أعد بريئة الآن؟
حدّقتُ في أمي بمشاعر مختلطة، لكنها اكتفت بالابتسام بخفة قبل أن تتجه بخطوات هادئة نحو مكتب والدي..
وتركتني وحدي مع كاسيان، الذي كان يحدّق بي بوجه تملؤه الحيرة.
***
“ألا تعتقدين أنه حان الوقت لإخباري؟”
بفضل تدخل والدتي، أمضيتُ اليوم السابق بأكمله تحت حصار كاسيان.
تصرف وكأنه شخص لا يستطيع تحمل الفضول على الإطلاق..
“أو ربما كان يريد فقط إزعاجي.”
لو أراد، كان بإمكانه بسهولة سرقة الرسالة من جيبي، لكنه اكتفى بمطاردتي أثناء تجولنا في القرية، متظاهرًا بإلحاح مزعج..
وبسبب ذلك، وجدتُ نفسي هدفًا لتعليقات أهل القرية أيضًا
“كما هو متوقع من الآنسة روزي! حتى سمو الأمير يبدو في غاية القلق لأجلها.”
“صحيح، تلك المجلات الغريبة كانت تدّعي أن الآنسة قد أغوت سمو الأمير، لكن لم نصدقها أبدًا.”
“يبدو أن علاقتكما جيدة، وهذا يطمئننا حقًا!”
“سمو الأمير، طالما تستمع إلى ما تقوله الآنسة روزي، فلن تواجه أي مشاكل في حياتك أبدًا.”
وهكذا، انتهى بي الأمر بتلقي كمٍّ هائلٍ من التعليقات الساخرة..
في هذه المرحلة، شعرتُ برغبة في إبقاء الأمر سرًا حتى اللحظة الأخيرة، خاصة بعد كل ما عانيته.
“جلالتك تفعل ذلك دائمًا أيضًا، لا تخبرني إلى أين تذهب.”
“إذن، هل ينبغي لي أن أكون سعيدًا وأتطلع إلى ذلك؟”
“…ماذا؟”
بعد أن أجلسني في العربة وجلس أمامي، ابتسم كاسيان ابتسامة مشرقة وقال..
“لأنني عندما أفعل ذلك، يكون هدفي قضاء وقت ممتع معكِ، روز.”