The male lead is trying to tame me with money - 75
“دعيني أرى وجهك، وجهكِ فقط.”
كان والدي يمسح دموعه المنهمرة بينما يتحسس وجهي بيديه المرتعشتين..
“هل أنتِ بخير؟ هل تأذيتِ؟ هل كنتِ تأكلين جيدًا؟”
“بالطبع! أنا في أتم صحة. في الواقع، سموه يعتني بي جيدًا لدرجة أنني بدأت أقلق من أنني أصبحت صعبة الإرضاء في الطعام.”
كان والدي مختلفًا تمامًا عن الصورة التي اعتدت رؤيتها، وشعرت للحظة بالارتباك عندما أمسك بوجهي بين يديه. لكن بعد لحظة، اجتاحني شعور بالذنب والامتنان..
‘في رسائلي، كنت أخبرهما دائمًا أنني بخير، واعتقدت أنهما سيصدقان ذلك. لكن يبدو أن الحقيقة كانت مختلفة.’
كان والدي دائمًا يقول لي إن علي أن أحافظ على هدوئي، ومع ذلك، الآن، لم يستطع منع نفسه من البكاء بهذا الشكل.
أخرجت منديلي ومسحت دموعه، ثم فتحته ذراعيّ واحتضنته بشدة..
“لقد عدت، أبي. لذا، لا تبكِ، حسنًا؟”
“بالطبع، بالطبع.”
بالرغم من كلماته، لم يتوقف عن البكاء إلا بعد عدة دقائق.
“لقد بكيت بما فيه الكفاية عني أيضًا، لذا لم يتبقَ لدي أي دموع الآن.”
عندما قالت والدتي ذلك بلهجة مازحة، بدا والدي محرجًا.
“أشعر بالخجل من هذا الموقف، صاحب السمو. هل يمكننا تأجيل الحديث حتى وقت العشاء؟”
“بالطبع، سيدتي البارونة.”
بعد أن هدأت الأمور، أعطت والدتي تعليمات للخدم ليرافقونا إلى غرفنا، ثم أخذت والدي إلى الداخل..
أشار كبير الخدم إلى بعض الخدم الآخرين لحمل أمتعتنا وتبعناه إلى الطابق الثاني.
لم تكن عائلة ساليس نبيلة غنية، وحتى مع امتلاكهم منزلًا ريفيًا، لم يكن القصر كبيرًا للغاية.
كان الطابق الأول يحتوي على غرفة استقبال، وغرفة طعام، وقاعة صغيرة، ومكتبة. أما في الطابق الثاني، فكان هناك خمس غرف نوم فقط..
لذلك، لم تكن غرفة كاسيان بعيدة عن غرفتي.
كان الجناح الغربي من الطابق الثاني مخصصًا لوالديّ، بينما كانت هناك ثلاث غرف في الجناح الشرقي. كانت غرفتي هي الأبعد، أما الغرفة المخصصة للضيوف، والتي كانت الوحيدة في المنزل، فكانت أقرب إلى الدرج في الاتجاه المقابل.
“على الرغم من أن زيارتنا كانت مفاجئة، إلا أن الغرف قد أُعدت مسبقًا. أستطيع أن أرى كم كان والداكِ ينتظران هذه اللحظة.”
لم يكن كاسيان من النوع الذي يحكم على شيء بناءً على حجمه أو فخامته، كما أنه لم يكن متطلبًا فيما يتعلق بمكان إقامته..
لم يكن لدي أي قلق بشأنه، ولكن بدا أن الخدم كانوا متوترين بعض الشيء. وعندما قال كاسيان ذلك، ظهر الارتياح على وجوههم.
“إذا احتجتَ إلى أي شيء أثناء إقامتك، فلا تتردد في استدعائنا، صاحب السمو.”
“أقدر لطفك، شكرًا لك.”
ثم التفت كاسيان نحوي وقال:
“روز، لا تفكري بي حتى وقت العشاء، استريحي جيدًا، وسأفعل المثل.”
كانت كلماته مليئة باللطف، مما أثار إعجاب كبير الخدم.
بعد أن أوصلني كبير الخدم إلى غرفتي، بدا مرتاحًا أخيرًا وتحدث بصوت أقل توترًا..
“على الرغم من أننا نعلم أن الصحف تبالغ دائمًا في القصص، إلا أننا كنا قلقين بعض الشيء. فقد كُتبت العديد من القصص المخيفة عن الأمير كاسيان.”
لو كان الأمر كذلك، فأنا أعتقد أنني كنت الضحية الأكبر للأخبار الملفقة خلال العامين الماضيين!
لكنني كنت قد أوضحت لعائلتي في رسائلي ألا يقلقوا.
“لكن بعد رؤيته اليوم، يبدو أنكِ تمكنتِ من السيطرة عليه جيدًا، آنستي! كنت أعلم أنكِ لن تكوني شخصًا يستسلم بسهولة!”
… ماذا؟
نظرت إليه بوجه خالٍ من التعبير، لكنه ضحك بحرارة وقال
“لطالما كنتِ تتظاهرين بأنكِ هادئة منذ أن جعلتِ ابن الكونت تيروديم يبكي بشدة عندما كنتِ طفلة، لذلك كنتُ قلقًا بعض الشيء. ولكن، يبدو أن مخاوفي لم تكن في محلها.”
… ذلك كان منذ أن كنتُ في العاشرة من عمري.
ثم بدأ كبير الخدم في الحديث عن الخدم السابقين في المنزل.
“سمعتِ أن جين، التي كانت تخدمكِ سابقًا، تزوجت قبل ستة أشهر من تاجر من مملكة أندن، أليس كذلك؟”
“نعم، أمي ذكرت ذلك في رسائلها.”
لكنني كنت قلقة من أن ذلك التاجر لم يكن موثوقًا به تمامًا.
“حسنًا، قبل نهاية العام، تمكنت جين من كشف كل الأخطاء في حسابات العائلة! قالت إنها بمجرد أن حصلت على حق الاطلاع على السجلات، استطاعت العثور على المخالفات بسرعة.”
“وماذا عن زوج والدتها؟ كان هو الأكثر إثارة للشكوك.”
“لقد اكتُشف أنه كان يسرق الأموال، لذا تم طرده. رئيس القافلة التجارية معروف بشخصيته الصارمة، ولم يكن مستعدًا للتسامح مع شخص يسيء إلى سمعة القافلة، بغض النظر عن وسامته.”
“هذا جيد، كنت قلقة لأنني سمعت أن رئيس القافلة التجارية رجل مخيف إلى حد ما.”
“لا داعي للقلق! جين قالت إن رئيسها يحبها كثيرًا لأنها تعلمت الكثير منكِ!”
ثم بدأ كبير الخدم بإخباري كيف تحسن وضع الخدم السابقين بعد أن تمكنت العائلة من حل أزمتها المالية. البعض وجد زيجات جيدة، والبعض الآخر حصل على رواتب أفضل أو وجد وظائف أكثر استقرارًا..
عندما أظهرت ارتياحي لسماع هذه الأخبار، ابتسم كبير الخدم برضا وهو يتحدث معي.
“الآن يمكنكِ أن تستريحي أخيرًا، أليس كذلك؟”
عند سماعي تلك الكلمات، شعرت وكأنني قد كُشفت، فلم أجد سوى حك خدي بإحراج..
“كما هو متوقع، سيدتي هي من تعرفكِ أفضل من أي شخص آخر.”
قال كبير الخدم ذلك وهو يبتسم قبل أن يغادر الغرفة..
يبدو أن والدتي قرأت أفكاري كعادتها وأخبرت كبير الخدم مسبقًا بما سأفعله.
وبفضل ذلك، تمددت على الأريكة براحة تامة.
بما أن موعد العشاء سيكون في حدود الساعة الثامنة، قررت أن أستلقي قليلًا قبل أن أستحم وأخرج.
على الرغم من أن كاسيان قال لي ألا أقلق بشأنه، إلا أنه يبقى ضيفًا…
بتلك الأفكار المطمئنة، لم أقاوم النعاس الذي اجتاحني، وسرعان ما غفوت.
***
لا أعلم كم من الوقت نمت، لكنني استيقظت على يد تلامس كتفي بلطف، تلاها ضحكة مرحة..
“…آه.”
“لا تقلقي، روزي. لا يزال الوقت مبكرًا، الساعة تجاوزت السابعة بقليل.”
كانت والدتي تربت على ظهري بحنان بينما تساعدني على الجلوس..
“توقعت أنكِ ستنامين مجددًا، فقد بدوتِ مرهقة منذ وصولكِ إلى المنزل.”
عند سماع ذلك، تمددت وأنا أبتسم براحة.
“لكنني تفاجأت أكثر بصاحب السمو.”
“كاسيان؟ لماذا؟”
هل كان يتجول في أنحاء المنزل؟
فهو معتاد على استكشاف المخططات الداخلية سواء في ميادين القتال أو أثناء عمليات التفتيش الضريبية…
“موعد العشاء عند الساعة الثامنة، صحيح؟ كنت قادمة لإيقاظكِ، لكنني صادفته في الطريق.”
“آه…”
“في البداية، ظننتُ أنه يحتاج إلى شيء، لكن عندما سألته، قال إنه شعر أنه سيكون من المحزن لو لم يكن هو من يوقظكِ.”
عند سماع ذلك، لم أتمكن سوى من إطلاق ضحكة خفيفة.
رئيسي يعرف عاداتي جيدًا بشكل مخيف…
“وبالمناسبة…”
“نعم؟”
فجأة، تغيرت نظرة والدتي إلى الجدية.
“أنا ووالدكِ نثق بكِ دائمًا، تعلمين ذلك، أليس كذلك؟”
“بالطبع.”
“لكن، همم… حتى لو كنتِ مخطوبة، فأنتِ لم تتزوجي بعد.”
“…ماذا؟”
اتسعت عيناي من الصدمة بينما نظرت إلى والدتي، لكن ملامحها ازدادت صرامة وهي تنهي حديثها..
“يجب أن تتحملي مسؤولية أفعالكِ، لذا كوني حذرة!”
ثم، كما لو أنها شعرت بالإحراج، دفعتني نحو الحمام دون أن تعطيني فرصة للرد..
…ما علاقة معرفة كاسيان بعاداتي اليومية بهذا الموضوع بالذات؟
لقد كنا نعمل لساعات طويلة حتى وقت متأخر، لذلك كنا نسهر معًا كثيرًا…
‘بالأساس، هذه الخطوبة ليست حقيقية أصلاً!’
في البداية، وافقتُ عليها بسبب المال، والآن، الأمر يتعلق بسلامتي وسلامة كل من فيلما وكاسيان…
الأمر معقد بما فيه الكفاية، ولم أخبر والديّ بالحقيقة حتى لا يزيد قلقهما.
شعرت ببعض الإحباط بينما كنت أغمر جسدي في حوض الاستحمام الدافئ.
…لا أعتقد أن والدتي ستخبر كاسيان بشيء كهذا، أليس كذلك؟
آمل ألا يحدث شيء محرج، فكرتُ بذلك بينما سكبت الماء على وجهي..
***
في الوقت الذي كانت فيه روزليتا تحاول التخفيف عن إحساسها بالظلم عبر الاستحمام، كان الشخص الذي تسبب في هذا الموقف، عن قصد أو غير قصد، يتجول ببطء في حديقة قصر آل ساليس الصغيرة.
كاسيان، رغم أنه شعر ببعض الكسل، كان مقتنعًا تمامًا بأنه قام بصفقة جيدة عندما استبدل مهامه مع تشارلي..
“أممم… لو استبدلت هذا، فستكون جلالتها سعيدة، لكن هذا يعني أنني سأضطر إلى العمل لساعات إضافية، أليس كذلك؟”
“هل الأمر مستحيل؟”
“أوه، بالطبع لااا، كيف لي أن أرفض طلبًا لأول مرة من أخي الصغير اللطيف؟”
“هل هناك شرط؟”
“فقط قل: ’أخي، أرجوك!‘ وسأوافق.”
لم يكن شرطًا صعبًا، لذا ما إن سمع تشارلي كاسيان يردد الجملة ‘أخي، أرجوك.’ بصوت جاف، حتى وافق فورًا وتمت عملية التبادل بسلاسة..
ما القيمة التي قد تحملها تلك الكلمات عديمة فائدة؟
بل إنه شعر بالأسف لأن روز لم تكن موجودة لترى وجوه الموظفين في اقصر الصيف، الذين فُتحَت أفواههم بدهشة عند سماع صوته البارد وهو يقولها..
على أي حال، كانت الصفقة تستحق العناء، فقد تمكن من رؤية سعادة روز، وهذا وحده كان كافيًا.
لدرجة أنه لم يكن ليعترض حتى لو اضطر إلى سماع تشارلي يناديه “أخي” بهذه الطريقة الغريبة لبقية حياته.
بينما كان كاسيان غارقًا في أفكاره، لاحظ حجرًا بارزًا في الحديقة، فقام بإزالته ووضعه جانبًا قبل أن يستدير.
كان على علم بالوجود المتردد الذي يراقبه منذ فترة…
“هل لي أن أطلب منك أن تريني الحديقة؟”
عند سماع ذلك، ابتلع البارون ساليس ريقه بارتباك، قبل أن يومئ برأسه موافقًا.