The male lead is trying to tame me with money - 71
سمعتُ صرخة غامضة بعيدة، لكن كاسيان اختار أن يبقى مكانه بدلاً من الاندفاع للخارج..
أما أنا، فبدلاً من أن أطلب منه الخروج أو أسأله إن كان قد حدث شيء ما، اخترت البقاء بهدوء بجانبه.
كنت أعلم جيدًا أنني في مثل هذه المواقف الغامضة، من الأفضل أن أثق بحدسه الحاد بدلًا من تخميناتي غير المؤكدة.
شعرتُ بضغط يزداد في ذراعيه التي كانت تطوقني..
“روز، يبدو أن ورق الجدران قد تغير.”
“…أجل، يبدو كذلك.”
من المفترض أن تكون غرفة الإستراحة هذهِ قد تم تجديدها قبل حوالي ثلاثين عامًا..
وبما أنها داخل القصر الإمبراطوري، فمن الطبيعي أن تتم صيانتها بعناية، لكن هذا لا يعني أن آثار الزمن وتغير الألوان الطبيعية يمكن محوها تمامًا..
ومع ذلك، بدا اللون مختلفًا الآن، ولم يكن ذلك التغيير الوحيد—
“اختفى الدفء.”
كأن المدفأة لم تُشعل، كما لو أن قاعة الاحتفالات لم تشهد أي مناسبة..
“صحيح، لكن…”
تراخى الذراع الذي كان يحيط بي قليلاً بينما كان كاسيان يعبّر عن شكوكه.
“إنه ليس برد الشتاء المعتاد.”
وافقتُ على كلامه. لم يكن الأمر مجرد اختفاء الدفء، بل كان هناك شيء آخر… إحساس طفيف برطوبة مزعجة، كما لو كنا في موسم الأمطار..
“يبدو أن الصرخة كانت الأخيرة، كما أن الهواء الذي كان يتشوه استقر مجددًا.”
ورغم قوله ذلك، لم يكن كاسيان قد تخلّى عن حذره، بل خفض صوته وهمس بحذر
“لا يوجد أحد يقترب أيضًا.”
كان الأمر كما لو أننا في ليلة خالية من أي احتفال أو نشاط.
أومأت برأسي بصمت، وسحبت اللفافة سحرية..
عندما قال كاسيان إن الهواء قد تشوّه، كنت قد تلقيت إشعارًا بالرد..
آمل أن يكون هناك شيء مفيد فيها.
يمكننا ببساطة مغادرة غرفة الاستراحة والتأكد مما يحدث بالخارج، لكن حقيقة أن كاسيان لم يتحرك وظل حابسًا أنفاسه تعني أن التحرك بتهور قد يكون أكثر خطورة..
الرد: الرد: يُرجى توجيه الأسئلة إلى هذا العنوان.
●من عبد القدر
إلى #@العظيمة
31 ديسمبر، 22:38
مرحبًا، مركيزة كلوبيا الحدودية!
يبدو أن هناك فرقًا كبيرًا بين تحليلاتنا السابقة والواقع الفعلي المتعلق بـ #@.
في الحقيقة، لطالما كنت أؤمن بأن الواقع أكثر أهمية من البيانات، لذا لم أفاجأ كثيرًا.
لكن بالطبع، أرجو منكِ إبقاء هذا سرًا عن الشيخ الأول، لأنني لم أُدرجه حتى كمرجع خفي!
في الأصل، هذه معلومات سرية، لكن بما أنكِ طلبتِها، فأنا أفترض أنك ستتحملين المسؤولية عن ذلك، لذا أرسلها إليك.
بالطبع، أحد الأسباب التي دفعتني لإرسالها هو أن اندماج العوالم يحدث أسرع مما توقعنا.
لذا، من أجل عالم متكامل، أعتمد عليك! وإن كان لديكِ أي استفسار خاص، أرجو أن ترسلي الرد حصريًا إلى هذا البريد الإلكتروني!
إذا أرسلت الرد إلى بريد آخر، فسيتم إدراج مرجع خفي تلقائيًا.
المرفقات (2):
نبوءة غير منشورة (قيد المراجعة)
نبوءة غير مؤكدة (غير قابلة للتحقق)
تجاوزتُ بسرعة الأجزاء غير الضرورية من الرسالة وبدأتُ بمراجعة الوثيقتين المرفقتين..
سرعان ما ظهرت أمامنا محتويات النبوءتين في شكل لفائف سحرية، وغرقنا في صمتٍ عميق.
ولكن كلٌّ منا لأسباب مختلفة..
نبوءة غير منشورة (قيد المراجعة)
-قصص حول جيل آباء روزي.txt
-إعدادات روزي الأساسية.xlsx
-إعدادات المحن السبع.txt
-الفصول الجانبية الخاصة بروزي 01~10 (للنشر مع إصدار الويبتون).hwp
بمجرد أن فتحتُ النبوءة غير المنشورة، أدركتُ أنها تحتوي على معلومات لم يُكشف عنها للقراء في القصة الأصلية..
ولو كنتُ قد اكتفيتُ بهذه الوثائق فقط، لكنتُ شعرتُ ببعض الارتياح على الأقل..
فالقائمة هنا كانت، بطريقة ما (؟)، مختصرة نسبيًا.
لكن النبوءة غير المؤكدة…
نبوءة غير مؤكدة (غير قابلة للمراجعة)
مخطوطة أولية لملخص روزي.txt
ملخص روزي 02.txt
ملخص روزي (غير مؤكد).txt
مجموعة الفصول الجانبية لروزي (غير منشورة، غير متاحة للعامة).hwp
نسخة أولية من مقدمة روزي .hwp
نسخة غير منشورة من روزي.hwp
لم يكن عدد الملفات كبيرًا فحسب، بل كان العديد منها متشابهًا بشكل لافت، مما جعلني أفهم تمامًا سبب اعتبارها “غير قابلة للمراجعة”..
بدت وكأنها مسودات رُفضت مرارًا، وكل مرة كان يتم تعديل نهايتها قليلًا ثم حفظها مجددًا..
“روز، هل تفهمين ما معنى هذا؟ وما هي ’روزي‘ أصلًا؟”
أجبت بصمت، فقط داخل رأسي:
‘إنه الاسم الذي كان كاسيان في القصة الأصلية ينادي به البطلة، روزليتا.’
لكن كيف لي أن أشرح ذلك له؟
وما زاد الأمر سوءًا، أن جميع هذه الملفات كانت تحتوي على روابط تشعبية، لكن الملف “قصص حول جيل آباء روزي.txt” وحده بدا وكأنه قيد التحديث، مع تأثير خاص يميزه عن البقية، إذ كتب بلون مغاير عن بقية العناوين..
ثم نظرتُ حولي—
غرفة الاستراحة التي أصبحت فجأة غريبة عني.
الهواء الرطب الذي لم يشعرني أنه كان شتاءا بل أقرب إلى صيف خانق..
الهدوء غير الطبيعي، وكأن المكان لم يشهد أي احتفال.
وكلمات الرد التي قرأتها على اللفافة السحرية: “العوالم تندمج.”
وأخيرًا، هذه الملفات التي يعتبرونها نبوءات.
لم يكن من الصعب أن أستنتج الصورة العامة لما يحدث.
لكن قبل كل ذلك، كان هناك عائق كبير يجب عليّ تجاوزه—
كيف لي أن أخبر رئيسي، الذي كنت أتحدث معه بشكل طبيعي قبل لحظات، بأنني…
‘في الحقيقة، أنا لست من هذا العالم. عندما ولدت، وجدت نفسي متجسدة في جسد البطلة، وهذا العالم بأسره ليس سوى عمل خيالي.’
يا ليت الأمر كله مجرد وهم..
يا ليت استنتاجي كان خاطئًا تمامًا.
وإلا، فإن الحقيقة ستكون…
…قاسية جدًا عليه.
قاسية إلى حد لا يُحتمل.
نظرتُ إلى كاسيان بصمت.
كان قلبي يؤلمني.
لأنني شعرتُ أن ما يحدث له الآن بسببي—
لأني رفضت دوري كبطلة.
هل جُرَّهذا الشخص، الذي لم يحظَ يومًا بشيء جيد، إلى هذا المصير فقط لأنني رفضتُ أن أكون البطلة—
“روز.”
قاطع كاسيان أفكاري المتسارعة، وكأن كلماته كانت الحبل الذي يسحبني من وسط العاصفة..
رفع يديه بلطف، وأحاط وجهي بكفيه الدافئين.
“لا بأس. أيًّا كان ما ستقولينه، سأصدقه، سأسمعه، وسأتحمله.”
“…سموك.”
“لذا، لا تحملي كل هذا وحدك. فقط قولي لي كل شيء.”
نظر إليّ بعينيه مباشرة..
كانت تلك النظرة مألوفة جدًا، دافئة، وتحمل بعضًا من شقاوته المعتادة، وكأنها تقول لي: “لا تقلقي.”
“دعيني أتحمل معكِ هذا العبء، حسنًا؟”
إنه رئيسي، أليس كذلك؟
كانت كلماته أكثر صدقًا من أي وعد مزخرف، وأكثر دفئًا من أي ضمان آخر..
***
مهما كان الأمر، فإن التحدث عن التجسد أو العوالم الأخرى بدا لي كشيء مجنون تمامًا، لذا فضّلتُ التهرب والتلميح دون كشف الحقيقة الكاملة.
لكن شعرتُ بانزعاج بسيط، وكأنني فجأة أصبحتُ أمتلك سرًا أريد الاحتفاظ به..
عندها، أمسك كاسيان بيدي بابتسامة مطمئنة.
“لا بأس، إن كان هذا أفضل ما يمكنكِ قوله.”
هذا الرجل… في الأوقات العادية، لا يتردد في إزعاجي ومضايقتي، لكنه يصبح لطيفًا ومتفهمًا عندما أكون في موقف صعب. هل يدرك كم يجعلني أشعر بالذنب بذلك؟
لكنه لم يضغط عليّ أكثر، بل ركّز على استيعاب محتوى اللفافة السحرية..
“إذن، هناك كيان يشبه المطّلع المطلق على مجرى هذا العالم، وهذه الملفات هي سجلاته؟”
“بالضبط.”
“الملفات غير المنشورة تتعلق بأحداث وقعت بالفعل أو ستقع، بينما غير المؤكدة تتحدث عن أشياء كان من الممكن أن تحدث لكنها لم تحدث، صحيح؟”
أومأتُ برأسي موافقة، فقرأ كاسيان النص مرة أخرى، ثم علّق بصوت قلق..
“عبارة ’العوالم تندمج‘ تثير قلقي.”
“خصوصًا ما يتعلق بالملفات غير المؤكدة. أشعر أن سبب تصنيفها كـ’غير قابلة للمراجعة‘ هو أنها قد تكون خطيرة.”
لكن تركها بين يديّ بهذا الشكل؟ أليس هذا تصرفًا غير مسؤول تمامًا؟
“هذا صحيح، لكن…”
نظر إليّ كاسيان بصمت، فشعرتُ على الفور بتوتر غريب..
“بصراحة، وجود كل هذه الأشياء التي تهتمّ بكِ يزعجني.”
ثم جذبني نحوه، معانقًا إياي بقوة..
“لا يعجبني أن هناك شخصًا آخر قد يصبح متعلقًا بكِ بقدر ما أنا متعلق بكِ.”
توقفتُ للحظة، أفكر في القصة الأصلية، ثم أجبته بنبرة جادة:
“بكل صراحة، لا أعتقد أن هناك من يستطيع التفوق على سموك.”
كاسيان في القصة الأصلية، رغم إحساسه القوي بالعدالة واهتمامه برأي العامة، لا يمكن أن ينافس رئيسي الحالي، الذي يستطيع حتى إغرائي براتبٍ أعلى…
كنتُ أظن أن هذه نتيجة منطقية، لكن كاسيان بدا سعيدًا بها بطريقة أخرى..
قبل وجنتي بلطف وهمس:
“هذا يعني أنه لا داعي للقلق، فخطيبتي العزيزة لن تتركني أبدًا.”
قالها بصوته المعتاد، ماكرًا كما هو دائمًا.
***
حتى عندما أخبرته بأن من أطلقت الصرخة قد تكون الإمبراطورة السابقة، بدا كاسيان مرتاحًا بشكل مفاجئ.
“بل هذا أفضل، كنتُ أتساءل عن سبب ما حدث.”
ثم فتح نافذة غرفة الاستراحة، متجاوزًا حراس القصر بطريقة مذهلة، وشرع في عبور القصر كشبح..
“…هل الحراس مهملون جدًا أم أن سموك ببساطة أمهر من اللازم؟”
“ربما كلاهما؟”
بعد قليل، أدركنا الحقيقة الصادمة—
لقد عدنا إلى الماضي، قبل أكثر من عشرين عامًا.
عرفنا ذلك من تصميم شارات الحراس الملكيين، التي تم استبدالها قبل عقدين من الزمن..
ثم، بينما كنتُ بين ذراعي كاسيان، تتبعنا مصدر الصرخة إلى مكان لم أره من قبل.
“… قصر موران.”
القصر الذي كان يومًا ما مقر إقامة الإمبراطورة السابقة، ماربيل رياردن، والدة كاسيان، قبل أن يأمر الإمبراطور شخصيًا بإغلاقه..
وعند وصولنا، تجمدنا في أماكننا من الصدمة، لكن ليس بسبب القصر نفسه—
“حقًا، هل كنتَ تحاول إخافتي؟! لقد كدتُ أموت من الفزع!”
فتاة ذات شعر أشقر فاتن تتحدث بلوم، وهي تحمل قطة غاضبة بين ذراعيها، موجهة كلامها لرجل يقف أمامها.
“لو كنتُ أعلم أنكِ ستصرخين بهذا الشكل، لما فعلتُ ذلك، بيل.”
الرجل، الذي بالكاد تفادى مخالب القطة، بدا وكأنه على وشك الركوع من شدة القلق..
“أعرف أنكِ قوية ولن تسقطي من الشجرة بسهولة، لكنني لم أستطع منع نفسي من القلق عليكِ.”
“أنت من يجب أن تشعر بالذنب. لذا، لا تفكر حتى في تناول العشاء بمفردك الليلة!”
لم تكن المحادثة بينهما جادة أو متوترة كما توقعنا، بل كانت مليئة بالدفء والمودة..
وهذا ما جعلنا عاجزين عن الكلام.
لأن الرجل الذي كان يتحدث معها بلطف، الرجل القلق عليها، لم يكن سوى—
الإمبراطور القاسي نفسه.