يبدو أن “إختبار إت#(قيد التنفيذ قريبا)” الموجود في المخطوطة السحرية يشير إلى حادثة يُتهم فيها شخص بالهرطقة..

‘لقد خمّنت ذلك، بالطبع، لأنها الوحيدة التي كان مكتوبًا بجانبها ‘قيد التنفيذ قريبا’, وكان هناك أيضًا حرفان ظاهران.’

إحدى الأزمات السبع التي كادت تودي بحياة بطلة القصة الأصلية، روزليتا، لم تكن سوى حملة اتهامها بالهرطقة من قبل المعبد، حيث كانت توسع نفوذها في العاصمة..

على عكس وضعي الحالي، كانت روزليتا في القصة الأصلية بطلة طيبة جيدًا، فمع زيادة ثروتها، اهتمت بأوضاع الفقراء وأسست لهم مراكز تدريب مهني ومدارس ومستشفيات..

كانت تهدف أيضًا إلى ترسيخ مكانة كاسيان في البلاط والبقاء بجانبه.

لكن كلما ازدادت نشاطاتها الخيرية، زاد استياء كبار المعبد، الذين لم يكونوا مهتمين سوى بالتبرعات، واعتبروا أن مجرد طفلة تتحداهم أمر غير مقبول…

وهكذا بدأت حملة اتهامها بالهرطقة.

في القصة الأصلية، أعاد المعبد إحياء حادثة “مطاردة الساحرات” بعد 200 عام.

‘بما أن لقب ‘الساحرة’ كان قد أُلصق بي بالفعل بسبب حمقى قصر الصيف، فلا بد أن الأمر أصبح أسهل بالنسبة لهم.’

بينما كنت أتأمل في المفتشين، فتح كاسيان فمه بهدوء..

“لا عجب أن الكهنة طلبوا الحضور إلى مراسم التكريم.”

“ربما لأن المعبد قد أرسل دعمًا لهذه الحملة، ولهذا السبب حصل جلالة الإمبراطور على مبررٍ لذلك.”

بالطبع، أثناء تحضيرنا للمراسم، شعرنا أن هناك أمرًا مريبًا، وعندما رأينا المخطوطة السحرية هذا الصباح، تمكنا من التخمين، لذا لم نكن قلقين للغاية..

وبالطبع، لم يُظهر الإمبراطور أي تأثر، ربما لأنه تعرّض لمثل هذه الأمور كثيرًا في شبابه.

“جلالته يبدو هادئًا، ربما لأنه قد مرّ بتجارب مماثلة كثيرًا في شبابه.”

عند سماع كلماتي، ضحك كاسيان بصوت خافت..

على الأرجح، الإمبراطور هو أكثر شخص في هذه الإمبراطورية يكره رجال المعبد.

لكن بما أن محقق الهرطقة قد تدخّل بالفعل، فقد ظل الإمبراطور صامتًا.

“ربما كان ذلك تلميحًا منه بأننا يجب أن نحلّ الأمر بأنفسنا لأن التوقعات منا عالية.”

في تلك اللحظة، بدأ النبلاء الذين لم يتمكنوا من إظهار سخريتهم خلال المراسم، في الحديث بحماس..

“هاه، لا بد أن هذه الساحرة من فصر الشتاء قد ألقت تعويذة على جلالة الإمبراطور! الجميع شعر أن هناك شيئًا غير طبيعي، أليس كذلك؟”

أحد حمقى قصر الصيف، الذي كان يغضب كلما رآني، أشعل النار أولًا..

“بالضبط! كيف يُمنح شخص يحمل لقب ‘البارون’ مثلها لقب ‘الماركيز’ لمجرد أنها حظيت بالحماية أثناء الحملة، ثم صادف أن وجدت عرينا نادرًا؟”

ثم انضم إليه شخص آخر، كان دائمًا يتفاخر بانتمائه إلى إحدى عائلات الكونت القديمة..

على الرغم من أنه لم يكن سوى الابن الأصغر لعائلة كونت، إلا أنه كان غاضبًا من أنني حصلت على لقب نبيل حقيقي خلال مراسم التكريم.

يبدو أنهم كانوا غير مستعدين تمامًا للاعتراف بما حدث اليوم.

“لماذا لا تركعين فورًا أمام محققي الهرطقة، الآنسة ساليس!”

“هل تحاولين إظهار إنعدام أخلاقكِ حتى في مثل هذا الوقت؟”

“جلالة الإمبراطور، يجب أن تسحب فورًا اللقب الذي منحته لهذه المهرطقة!”

بدأ الجبناء، الذين اغتنموا الفرصة، بالصياح بصوت عالٍ..

كان من السهل ملاحظة أن القاسم المشترك بينهم جميعًا هو أنهم لم يحصلوا لا على ألقاب نبيلة جديدة ولا على ترقيات إدارية.

لم يكونوا حتى مدركين للبرودة الجليدية التي خيمت على عيني الإمبراطور الزرقاوين.

ومن الواضح أن ذلك منح محقق الهرطقة الجرأة، إذ ضرب بالسوط الذي أحضره بشدة على الأرض، محاولًا تهديدي وتهديد كاسيان..

“صاحب السمو! إذا واصلتَ حمايتها فقط لأنها خطيبتك، فقد تجد نفسك مجددًا متهمًا بالخيانة! هل تريد أن تجلب على نفسك غضب الحاكم مرة أخرى؟”

وكأن ذلك كان تهديدًا حقيقيًا لكاسيان.

“يبدو أنكم تعانون من سوء فهم، أيها المحققون الكرام.”

تحدث كاسيان بصوت بارد، وكأنه يوجه تحذيرًا لهم.

“بصفتي أحد المسؤولين في الفيلق الإمبراطوري، دعوني أوضح لكم أمرًا: نحن الآن في القصر الإمبراطوري، حيث يُحظر قانونيًا حمل أي أسلحة بحضور جلالة الإمبراطور.”

“نحن نتصرف فقط كممثلين مقدسين للحاكم، يا صاحب السمو. هذا ليس سلاحًا، بل هو أداة مقدسة.”

هل يتوقعون حقًا أن يصدق أحد أن هذا مجرد أداة مقدسة؟ يبدو لي وكأنه مجرد تحفة مرصعة بالماس الفاخر!

أليس من المفترض أن يتحلى الكهنة بالتواضع؟

ضحك كاسيان بصوت منخفض ورفع كتفيه بلا مبالاة..

“أتمنى فقط ألا تندموا على كلماتكم لاحقًا. وأيضًا، هناك شيء آخر يجب تصحيحه.”

ثم أمسك بيدي، ورفعها برفق إلى شفتيه ليطبع قبلة خفيفة عليها، بينما ينظر إليهم بعينيه الأرجوانيتين الساحرتين بنظرة ساخرة..

“روز العزيزة الخاصة بي لا تحتاج إلى حمايتي لمواجهة أمر تافه كهذا.”

“حتى هذا التصرف يُعد دفاعًا عن مهرطقة!”

صرخوا بفزع وهم يشاهدون كاسيان يتعامل معي بكل أريحية، وكأنهم رأوا شيئًا لا يُصدق..

وكأن ذلك لم يكن كافيًا، بدأ الحمقى الآخرون يثرثرون أيضًا.

“أليس من الممكن أن يكون صاحب السمو الأمير قد وقع تحت تأثير السحر؟”

“لطالما سمعنا أن الساحرات في الماضي كنّ قادرات على التلاعب بمشاعر الناس!”

يا لها من مزحة! في هذا العصر، لم يعد السحرة يرسمون دوائر سحرية بل يستخدمون المعادلات، ومع ذلك، لا يزال هؤلاء عالقين في الماضي بأفكارهم الساذجة..

بدلًا من أن أنزعج من كلماتهم، أخرجت بهدوء دفتري الذي أحمله دائمًا معي، وارتسمت على وجهي ابتسامة احترافية مثالية، ثم تحدثت بصوت ناعم وواثق..

“بما أنكم تتحدثون بهذه الثقة، فلا بد أن لديكم دليلًا على ادعاءاتكم، أليس كذلك؟”

“حضورنا هنا هو الدليل!”

“آه، إذن أنتم تعتبرون أنفسكم شهودًا؟ بمعنى أنكم شاهدتموني وأنا أستخدم السحر الأسود بأعينكم؟ في هذه الحالة، هل يمكنكم إخباري متى وأين استخدمته، وما كان هدفي منه؟”

“هذا أمر يجب أن تعترفي به بنفسك! تعالي معنا فورًا لمقابلة البابا والاعتراف بخطاياك!”

“لكن القديس ويسلي موديل أخبرني أن البابا كان مشغولًا جدًا، لدرجة أنه لم يتمكن من مقابلته، على الرغم من أنه طلب الإذن عدة مرات خلال الـ 48 ساعة الماضية للانضمام إلى حملة صيد التنانين.”

توقفت حركة محققي الهرطقة فجأة عند سماع اسم ويسلي بشكل غير متوقع..

“إذا كان البابا مشغولًا جدًا لدرجة أنه رفض مقابلة القديس ويسلي رغم إلحاحه، فمن المدهش أنه لديه الوقت لرؤية شخص تافه مثلي! إلا إذا…”

بدأت أطرق برفق بقلمي على دفتري أثناء تقدمي نحوهم..

“أنتم، بصفتكم محققي الهرطقة الذين خضعتم لتعاليم البابا نفسه، جئتم إلى هنا دون أي دليل حقيقي، معتمدين فقط على الشكوك؟ هل أنتم مستعدون للكشف عن عدم كفاءتكم بهذه الطريقة؟”

“لا… لا تحاولي خداعنا، أيتها الساحرة!”

“إذا كنتم تخشون أن يتم خداعكم بسهولة، فلا بد أنكم غير مؤهلين لمنصبكم كمحققي هرطقة، أليس كذلك؟”

ابتسمت لهم ابتسامة هادئة، مليئة بالسخرية..

“أو ربما أنتم غير قادرين على الرد على أسئلتي المنطقية، ولذلك تلجأون إلى الادعاءات غير المنطقية مثل السحر والخداع؟”

“م-ماذا تفعلون؟ لماذا لم تُمسكوا بها بعد؟! أليس سلوكها الوقح تجاهنا دليلاً كافيًا على أنها مهرطقة؟!”

صاح قائد محققي الهرطقة بغضب، غير قادر على تحمل هدوئي، ثم التفت إلى الجنود من حوله..

“كل من يتمكن من القبض عليها سيحصل على وسام الشرف من البابا نفسه! امسكوها فورًا!”

بمجرد أن قال ذلك، اقترب مني بعض الفرسان بعباءاتهم الطويلة، متحمسين للحصول على الوسام..

“وسام شرف من البابا ذاته؟ إذن، علينا أن ن-“

لكن وسط هذا التوتر، خيّب قائد فرسان قصر الشتاء توقعاتهم تمامًا عندما تحدث بهدوء:.

“القبض على شخص دون دليل واضح، بناءً على مجرد شكوك، هو انتهاك للقانون الإمبراطوري.”

“لكن لماذا، أيها السادة المحترمون من المعبد، لم تشعروا بنفس هذا الظلم عندما لم نحصل على رواتبنا؟”

“م-ماذا؟”

“عندما كنا نقاتل الوحوش ونتدحرج في المستنقعات، وتأخرت رواتبنا لستة أشهر، كنتم لا تزالون تقتطعون ضرائبكم من الأموال التي لم نحصل عليها أصلًا.”

نظر قائد فرسان قصر الشتاء إلى محققي الهرطقة بوجه بارد كالثلج..

“هل تعتقدون أننا مجرد محاربين جهلة لأننا نحمل السيوف؟ هل تظنون أننا لا نعرف التاريخ؟ هل تجهلون لماذا تم إلغاء محاكمات السحر؟”

“ه-هذه ليست محاكمة سحر، بل…”

“إذن، لماذا ناديتموها قبل قليل بالساحرة؟”

فُتح فم محقق الهرطقة لكنه لم يتمكن من النطق بأي كلمة.

“أم أنكم، بصفتكم كهنة، تجهلون تاريخ المعبد أكثر منا؟ قبل 200 عام، القديسة ساشا، التي كانت قادرة على استدعاء الشينسو، أعلنت أن محاكمات السحر لم تكن سوى قسوة لا تمت للرحمة بصلة، وألغتها بنفسها.”

“ه-هذا…”

“هل تحاولون، أنتم والبابا، تجاهل إرادة القديسة ساشا وتدنيس اسم الحاكم؟ في هذه الحالة، من هو الهرطوقي الحقيقي هنا؟ أنا أم أنتم؟”

ساد الصمت القاعة بالكامل. حتى النبلاء الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر رؤيتي أُعتقل أصبحوا الآن يراقبون الوضع بحذر..

ثم، بنظرة حازمة، أفسح قائد الفرسان الطريق، وكأنه يخبرني بأن الوقت قد حان لإنهاء هذه المهزلة..

لكنني لم أكن شخصًا يتمتع بتهذيب قائد الفرسان، لذلك…

“لماذا لا تكونون صريحين فقط، أيها المحققون الأعزاء؟ أنتم لا تحاولون محاكمتي كمهرطقة، بل تسعون ببساطة لمصادرة كنز التنين الذي أملكه، تمامًا كما كان يحدث خلال محاكمات السحر القديمة.”

ابتسمت لهم بوجه مشرق بينما أفصحت عن نواياهم الحقيقية أمام الجميع..

وهذا بالضبط هو السبب الذي جعل القديسة ساشا تلغي محاكمات السحر قبل 200 عام، لأنها لم تكن سوى أداة لنهب ثروات الآخرين باسم الدين..