### الحلقة السابعة
***
اقترب موعد حفل خطوبتي مع ماسيرا دون أن أشعر.
“ميزانية حفل الخطوبة هي هذا المبلغ، يرجى مراجعتها والموافقة عليها. وإذا أخبرتيني بالمدعوين، سنرسل الدعوات…”
“لكن، ألم نسجّل الزواج بالفعل؟ هل هناك حاجة لحفل خطوبة أيضًا؟”
لمَ نفعل ذلك؟
كنتُ أتساءل باستمرار.
ردّ المساعد بإجابة ضعيفة:
“إنّه مجرّد إجراء شكلي.”
بما أنّني لا أطيق ترك الأسئلة دون إجابة، اتّجهتُ إلى مكتبة القصر وقرأتُ كتابًا عن القوانين المدنية بعناية.
اكتشفتُ أنّ “التقاليد تقتضي إتمام مراسم الزواج ليتمّ الموافقة النهائية على وثائق تسجيل الزواج.”
لكن لم يكن هناك ذكر لضرورة إقامة حفل خطوبة؟
بينما كنتُ غارقة في التفكير بعد انتهائي من التزيّن، نظرتُ إلى السيارات التي تدخل القصر في طابور.
تحقّقتُ من الساعة، ثم نهضتُ فورًا واتّجهتُ إلى مكتب ماسيرا.
طق طق-
مع صوت الطرق، فتحتُ الباب ورأيتُ ماسيرا بزيّه الرسمي الأنيق.
مهما كانت مشاعره تجاهي، كان علينا دخول قاعة الخطوبة معًا، لذا جئتُ لاصطحابه أولًا.
“جئتُ لمرافقتكَ. أبدو رائعة، أليس كذلك؟”
لم أتوقّع ردًا.
جلس ماسيرا أمام مكتبه، وأعاد عينيه إلى الأوراق بوجه خالٍ من التعبير.
رفعتُ طرف فستاني قليلًا وقلتُ بنبرة متحمّسة:
“فستان الخطوبة الذي أعددته لي رائع حقًا. ذوقكَ رفيع جدًا!”
بينما كنتُ أتباهى بالفستان وأدور بحركة أنيقة، تجمّد وجهه تمامًا.
“هذا الفستان أرسله أخوكِ، الكونت الصغير كالوس.”
أرسله ذلك الكالوس اللعين؟ سرعان ما جمّدتُ تعبيري.
“آه، كنتُ أمزح. إنّه سيء جدًا. هل أرتدي غيره؟”
خفض ماسيرا عينيه ببرود وفتح فمه:
“لا يهمني ما ترتدين…”
“تعني أنّني أبدو جميلة مهما ارتديت؟ شكرًا.”
“لا يعنيني ذلك.”
“تقصد أنّه أمر بديهي فلا داعي للشكر؟”
أخيرًا قال ماسيرا ما أراد، بينما استخدمتُ مهارة لا تُضاهى في تفسير كلامه كما أريد.
بوجه لا يزال خاليًا من التعبير، لوّح بيده:
“لديّ أوراق عاجلة يجب معالجتها، فاجلسي.”
“أين أجلس؟”
“أو ابقي واقفة. وإذا أمكن، التزمي الصمت لعشر دقائق فقط.”
كيف أتعامل مع فمه المهذّب الحادّ؟
وقفتُ أمامه بصلابة كعمل احتجاجي.
بعد حوالي عشر دقائق، حان وقت الكلام أخيرًا. فتحتُ فمي:
“تصرّف بلطف أمام عائلتي. كما لو أنّنا عاشقان لا يطيقان الفراق.”
“ألم أقل لكِ ألّا تطالبيني بشيء؟ ولم تمرّ العشر دقائق بعد.”
“أليس صحيحًا أنّ الزواج لا يُعتبر كاملًا قانونيًا إلّا بعد مراسم الزواج؟ ماذا لو ألغى والدي، الذي يهتمّ بي كثيرًا، الخطوبة حزينًا؟”
نظر إليّ ماسيرا بصمت.
خلال 9.5 دقائق من الصمت، أنهيتُ تحليل المخطّطات والأوراق التي رأيتها لمحًا على مكتبه.
في خطوبات العائلات النبيلة، يتبادل الطرفان ما يريدان. طلب ماسيرا من الإيرل كوينزغارد أرضًا تُدعى “نوكس”، وهي أرض قاحلة.
أن يدفع الإيرل ثمنًا باهظًا لزواج مزيّف، ويتلقّى أرضًا عديمة القيمة؟
**[إرث العائلة الملكية في بارييسا]**
بحسب الأوراق، كانت الأرض ملكًا للعائلة الملكية سابقًا.
لكن السبب الحقيقي وراء رغبة ماسيرا في هذه الأرض، التي قد تكلّفه ضرائب إضافية، كان مختلفًا.
**[خطة مشروع تطوير واسع النطاق]**
إذا كان هناك مشروع تطوير يشمل سككًا حديدية، فهذا يعني أنّ الأرض ذات قيمة هائلة.
من المحتمل أن تحتوي على موارد وفيرة مدفونة. لذا، من وجهة نظر ماسيرا، إلغاء هذا الزواج سيكون كارثة.
بالطبع، لا يمكن أن يكون الإيرل كوينزغارد، المهووس بالمال، غافلًا عن هذا.
تذكّرتُ ما قرأته في كتاب القوانين المدنية وشددتُ قبضتي.
**[في حال وفاة أحد الزوجين خلال السنة الأولى من الزواج، يتم إعادة المهر إلى عائلة الشخص المتوفى]**
كان الإيرل يرسم خطّة كبيرة.
يخطّط لاستعادة الأرض بعد بدء التطوير بتمويل ماسيرا، من خلال موتي.
لحسن الحظ، لن يقتلني ماسيرا.
على الأقل لمدة سنة بعد الزواج.
لأتجنّب القتل على يد الإيرل خلال هذه السنة، ولأتمكّن من التفاوض إذا اكتُشفت هويّتي لاحقًا، أحتاج إلى ثقة ماسيرا.
الحلّ هو كسب قلبه خلال هذه المدّة، أليس كذلك؟
“…هيّا بنا.”
نهض ماسيرا بعد انتهائه من أعماله، وعدّل هندامه.
سايرتُ خطواته السريعة الواسعة وقلتُ:
“هل نختار اسمًا مستعارًا حنونًا لنبدو كعاشقين لا يطيقان الفراق؟”
هكذا لن يجرؤ الإيرل على المساس بي.
“أرفض حتى الموت.”
قال ذلك بوجه يبدو الأكثر رعبًا في العالم.
آه، يا له من قطّ متعجرف. ما الذي يكرهه كلّه؟
***
كانت قاعة الاحتفال التي تُقام فيها الخطوبة مكتظّة بالضيوف.
أشارت إحدى النبيلات إلى مكان ما وقالت لمرافقيها:
“انظروا، عائلة كوينزغارد هناك.”
في الجهة التي أشارت إليها، كان الإيرل كوينزغارد وهيلين وكالوس وإدفورد محاطين بالناس.
كانت هذه المرة الأولى التي يظهر فيها أبناء عائلة كوينزغارد، المحاطون بالغموض، في المجتمع الراقي.
“جميعهم يتمتّعون بمظهر رائع.”
“يبدو أنّ الأبناء يشبهون والدهم.”
لم يعتبر الناس إدفورد، الذي يختلف عنهم في المظهر، جزءًا من العائلة.
في هذه الأثناء، كان كالوس، ممسكًا بكأس شمبانيا، يحدّق بسينثيا، بطلة اليوم، التي تقف على درج القاعة.
كان مظهرها، المزيّن بفستان فاخر ومجوهرات، كافيًا لجذب أنظار الرجال.
إلى جانبها، وقف ماسيرا، يبدو باردًا قليلًا لكن بابتسامة خفيفة على شفتيه.
“لم أرَ مثل هذا الزوج الجميل من قبل. كأنّهما لوحة فنية.”
حتى من بعيد، أثار جمالهما المتلألئ إشادات الجميع.
شعر كالوس، لسبب ما، بانقباض في صدره.
في تلك اللحظة، ظهر خطيب هيلين، الدوق لوركانوسا، في القاعة.
كان رجلًا وسيمًا طويل القامة، ذا شعر أسود وعينين زرقاوين.
“سيدي الدوق، شكرًا لحضوركَ حفل خطوبة أختي.”
أومأ الدوق برأسه عند كلام هيلين، التي احمرّت وجنتاها.
“كان من الواجب حضوري. أنا أيضًا مرتبط بالعميد فيسنتي.”
نظر الدوق حول القاعة.
في الحقيقة، كان هذا القصر مقرّ إقامة عمّه، القائد العام السابق.
كان يطمح ذات يوم ليصبح قائدًا عامًا مثله، لكنّه لم يستطع التغلّب على مهارات ماسيرا.
منذ ذلك الحين، أُلصق به لقب “المهزوم أمام يتيم الحرب”.
كان يشعر بالنقص أمام ماسيرا، لكنّه في الوقت ذاته يحمل شعورًا بالتفوّق.
كان متأكّدًا أنّ زواج ماسيرا من سينثيا كوينزغارد هو محاولة لإحباط خططه ومنعه.
“سيدي الدوق، هل كنتَ بصحة جيدة؟”
رحّب الإيرل كوينزغارد بالدوق بأدب.
تشابكت أنظارهما بطريقة غريبة أثناء المصافحة.
“لم نلتقِ منذ زمن.”
كان الإيرل كوينزغارد رجلًا بارعًا.
أخبر الدوق أنّه أرسل عروسًا مزيّفة إلى ماسيرا، ويخطّط للتخلّص منها قبل انتهاء مهلة قانون الزواج لمدة سنة.
كان هذا اقتراحًا مُرضيًا جدًا للدوق.
‘يتيم حرب كهذا، مهما حاول، لن يصبح أصليًا مثلي.’
ماسيرا، الذي يمسك بمزيّفة، سيظلّ يطارد الأوهام إلى الأبد، وينتهي به الأمر خاسرًا.
بينما كان يشعر بانتصار، لاحظ الدوق سينثيا تنزل الدرج.
شعرها، الذي كان يلمع بضوء الثريا كالذهب، تحول إلى فضّي تمامًا عند سفح الدرج.
‘يبدو أنّ تلك المرأة هي المزيّفة.’
كانت هناك أسطورة في مملكة بارييسا تقول إنّ أطفالًا بيضًا كالثلج يولدون أحيانًا ببركة حاكم الشتاء.
فكّر الدوق أنّ الإيرل اختار مزيّفة جيدة، لكن عينيه اتّسعتا تدريجيًا وهو يراقب سينثيا تقترب.
“مرحبًا، سيدي الدوق. تشرّفتُ بلقائكَ للمرة الأولى.”
كانت الفتاة التي تحيّيه بمرح تشبه الأميرة مارغاريتا، التي رآها للحظة في القصر الملكي عندما كان طفلًا صغيرًا، بشكل مذهل.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 7"
شكرا على الترجمة~
لااا ماعجبنيش اسم مارغاريتا السخيف ذا،ان شاء الله يوم تكتشف هويتها مايغيروا اسمها