“لذلك خفتَ. لكنّها قصّة خياليّة، أنا والرائد لا نأكل الأطفال. الشعر الأبيض مجرّد سمة طبيعيّة، مثلك تمامًا. لكن كلمة ‘وحش’ قد تجرحنا، أليس كذلك؟”
شرحتُ بنبرة هادئة.
بقي يوجين صامتًا بوجه كئيب.
“الكبار أيضًا يتألمون ويحزنون عندما يُجرحون.”
بدا وكأنّه يريد قول شيء، لكنّه تردّد ولم ينطق.
انتظرتُ بصبر، لكنّه ظلّ صامتًا.
“الرائد أنقذ أطفالاً كثيرين في الحرب. أليس هذا رائعًا؟ هل نذهب لسماع قصص إنقاذه الشجاعة؟”
“…”.
تبعني هذه المرّة بهدوء.
اقتربتُ من الرائد وشرحتُ له سبب كلام يوجين.
استمع الرائد، ثم وضع قبّعته العسكريّة وقال:
“فهمتُ. لون شعر نادر قد يكون غريبًا، يبدو أنّني اقتربتُ بتهوّر. يوجين، أنا آسف.”
ابتسم الرائد ليوجين.
نظر يوجين إلى قدميه بتعبير معقّد، لكنّه لم يعتذر.
“أريد الذهاب. أحتاج إلى الحمّام.”
بدا الموقف صعبًا عليه، فتركتُه يذهب.
نظرتُ إلى ظهر يوجين الهارب وابتسمتُ للرائد بحرج:
“جعل طفل يفهم أفكار الكبار صعب. إجباره على الاعتذار لن يغيّر شيئًا، لذا انتظر قليلاً. إنّه طفل طيّب، سيعود ليعتذر عندما يدرك خطأه.”
التغيير الحقيقيّ ليس في الكلام أو التصرّفات الظاهريّة، بل في التفكير الداخليّ.
إذا تُركت التحيّزات، ستتصلّب لتصبح قيمًا مدى الحياة، وعندها سيكون تغييرها صعبًا.
لذا، قرّرتُ الاستمرار حتى يدرك بنفسه، مهما طال الوقت.
“فهم بعضنا يحتاج وقتًا بالطبع.”
مدّ يده لمصافحتي:
“أنا الرائد إيساك رودريغيز من قيادة الاتحاد. هل أنتِ من إيسات؟ لا أعرف كثيرًا عن سكّان المقرّ.”
صافحتُ يده بحماس:
“أنا سينثيا كوينزغارد. لستُ من إيسات، لقد وُلدتُ بنقص في الألوان.”
لم أتحدّث عن مرضي الوراثي.
بدلاً من ذلك، أعطيته ماكرون اشتريته سابقًا وأضفتُ:
“هديّة بسيطة. لدينا مأدبة عشاء الليلة، فلا تفوّتها.”
نظر إلى علبة الماكرون، ثم ابتسم بلطف:
“سأتذوّقه. للأسف، لديّ موعد اليوم، لكن إذا دعوتني مرّة أخرى، سآتي بالتأكيد.”
لاحقًا، وزّعتُ الماكرون على ضباط وجنود آخرين، داعيةً إيّاهم إلى العشاء.
على عكس جنود ماسيرا المتردّدين، عبّر الضباط برتبة رائد فأعلى عن شكرهم بفرح، رغم وضوح تصنّعهم.
‘الترقيات على المحك، حسنًا…’
الحياة الاجتماعيّة تتطلّب استمالة حتى من لا تحبّهم.
***
نظر الرائد إيساك رودريغيز إلى سينثيا وهي تبتعد حاملة مظلّتها.
كان في جيش الاتحاد، وهذه زيارته الثالثة لجمهوريّة لوتيميا.
لذا، لم يكن يعرف أنّ سينثيا خطيبة ماسيرا. ظنّها إحدى النبيلات اللواتي يتفاعلن مع المقرّ.
لكنّه كان متأكّدًا من أنّها عميقة التفكير وطيّبة القلب.
لو كانت متعصّبة ضدّ إيسات، لعاتبته على تصرّف الطفل.
بعد أن عانى الكثير من التمييز بسبب التحيّزات، كان ينوي تجاهل الحادثة كجزء من تجاربه اليوميّة.
“هذا لن يغيّر شيئًا.”
لكنّها لم تكتفِ بمنع تصرّفات الطفل، بل حاولت فهم دوافعه من خلال الحوار.
‘أنا من كان متعصّبًا. ظننتُ أنّ الجميع يكرهون إيسات… لكن الطفل لا يعرف شيئًا.’
“في كتاب يوجين، الشرير المخيف ذو شعر أبيض. لا يحبّني كثيرًا أيضًا. إنّه فقط خائف من الشعر الأبيض بسبب الكتاب.”
كانت تعابيرها المشرقة مليئة بالحرص على عدم إيذاء أحد.
عيناها الحمراوان المتلألئتان حتى تحت ظلّ المظلّة، وجهها الحيويّ، وابتسامتها النقيّة كانت تملك قوّة تهدّئ الآخرين.
كان يخطّط للعودة إلى منطقة إيسات المستقلّة، لكنّه غيّر رأيه وقرّر البقاء في الجمهوريّة قليلاً.
أصبح فضوليًا بشأن سينثيا.
“…أريد معرفة المزيد عنها.”
أخرج ماكرون بالليمون وتذوّقه.
لم يكن يحبّ الحلويات عادةً، لكنّ النكهة الحلوة الناعمة جعلته يشعر بالراحة بشكل غير معتاد.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 23"