بعد انتهاء الحفل، استُدعيت هيلين على الفور إلى السيدة الكبرى لتتلقّى التوبيخ.
كانت السيدتان فيراتشي وهيلز، أختا السيدة الكبرى، تقيمان في قصر الدوق وتسخران من هيلين باستمرار، مضيفتين المزيد من الإزعاج بكلامهما البغيض.
“كيف تستطيعين سرقة فستان أختكِ؟ هذا يُسقط هيبة العائلة المالكة.”
“من كان ليظنّ أنّ من تملك عشرة فساتين ستغار من فستان واحد وتسرقه؟”
رفعت هيلين عينيها بنظرة حادّة وبدأت تردّ بندّية:
“أنا لستُ بعدُ سيدة القصر، فليس لديّ سلطة إنفاق مبالغ طائلة على فستان. وعلاقتي بأختي ليست سيئة لأتشاجر على أمر كهذا، ولا أنا عديمة الأخلاق لأسرق ما للآخرين.”
ما إن انتهت كلمات هيلين حتى أمسك الدوق كتفيها بقوة. كانت عيناه تلتمعان بشراسة:
“احترسي في كلامكِ. من ينافس من؟”
لكن هيلين لم تكن امرأة عادية:
“إذن، تقول إنّني أنا من تنافس أختي؟ أنا أتنافس مع الآخرين، لكنّني لا أعيش غارقة في الحسد. لا أفهم لمَ تهتمّ بيتيم حرب. إنّه لا يعتبركَ منافسًا، بل لا يهتمّ بكَ أصلًا. لمَ تتصرّف وكأنّ النبيل والعامي تبادلا الأدوار؟”
“سلالة منهارة لم تكن لتُعامَل كأميرة، ومع ذلك تتجرّأين على هذا الكلام؟”
حدّق بها الدوق بوجه يغلي غضبًا.
“إذن، شخص عظيم مثلكَ يُحقّر زوجته أمام الجميع؟”
“أليست وظيفة الزوجة تعزيز هيبة زوجها؟”
“ألم نتزوّج من أجل مصالح مشتركة؟ إذا كنتَ تريد زوجة تضحّي لتعزيز هيبتكَ، فقد أخطأتَ الاختيار.”
“يبدو أنّ دروس العروس علّمتكِ فقط معارضة زوجكِ والتشدّق.”
نظرت هيلين إليه بعيون باردة وهو يهينها دون منطق:
“دوق، يبدو أنّكَ مخطئ. لستَ أنتَ من اختارني، أنا من اختارتكَ. لأنّكَ كنتَ الأنسب.”
“ماذا؟”
“يعني أنّ هناك الكثير ممن ينتظرون معاملتي كأميرة. إذا عاملتني كتابعة مرة أخرى، سأجعلكَ تندم. الآن، لنتحدّث بصراحة، أليس كذلك؟”
فكّرت أنّها، بما أنّها أصبحت دوقة بعد الزواج، لم تعد بحاجة إليه.
استدارت هيلين ببرود.
عبس الدوق بشراسة وهو ينظر إلى ظهرها:
“ها، لا تختلف عن السيدات المتعجرفات من عائلة أمّي.”
التعليقات لهذا الفصل " 16"