14
🌸الفصل 14🌸
كان التنين الصغير الذي يمسك بالجوهرة الحمراء في فمه لطيفاً إلى حد ما، لكن لا، كم تبلغ قيمة تلك الجوهرة…
أدرك كايمن ترددي، فتحدث مرة أخرى:
[إذا أكلتُ الجوهرة، يمكنني الحصول على قوة جديدة.]
“قدرة جديدة؟ مثل ماذا؟”
[مثل صنع كوب من الماء…]
“كوب من الماء…”
[ويمكنني أيضاً تجميد الماء على الفور…]
“يمكن فعل ذلك بوضعه في الخارج لمدة ساعة واحدة.”
على الرغم من أن الربيع يقترب، إلا أن الطقس بارد جداً.
ماذا؟ ظننتُ أنني ربحتُ كائناً أليفاً خارقاً، لكن هل هو خسارة؟
أعد إليّ آمالي.
“أليس لديك قدرات أخرى؟”
بدأ كايمن يتلفت حوله بقلق وهو يمسك بالجوهرة في فمه.
“ماذا كنت تقصد عندما قلت إنك تعرف الطقس؟”
رفع رأسه فجأة.
[أنا كائن مقدس حساس للماء والبرد.]
“نعم؟”
[لقد قلتِ ذلك يا سيدتي منذ قليل. يمكنني معرفة كم ستمطر، وكم سيكون الجو بارداً. هذا من اختصاصي. لكن هذه القدرة عديمة الفائدة حقاً. لا يمكنني التحكم في الماء بعد، ولا يمكنني جلب عواصف ثلجية…] (استغفر الله ×٤)
أحنى رأسه بخيبة أمل.
“عديمة الفائدة! إنها القدرة التي أحتاجها أكثر شيء الآن!”
أمسكتُ به وهللتُ ابتهاجاً.
لا داعي للقلق والتفكير حتى يتألم رأسي!
لا داعي للقلق بشأن فشل الزراعة هذا العام!
لديّ الآن دائرة أرصاد جوية خاصة بي!
“كلها! ، كل الجوهرة!”
بمجرد أن سمحتُ له، بدأ كايمن يمضغ الجوهرة الحمراء وكأنها حلوى.
“لكن هل تُربَّى جميع الكائنات المقدسة بالمجوهرات هكذا؟”
[لا. أنا حالة خاصة. عادةً، يمكنهم استخدام جميع قدراتهم بمجرد إبرام الميثاق، لكني استيقظتُ فقط وما زلتُ مختوماً. المجوهرات هي وسيلة لفك ذلك الختم.]
“إذاً، إذا أكلت الكثير من المجوهرات، هل يمكنني فك جميع الأختام؟”
[لا. فقط المجوهرات التي تحتوي على طاقة محددة، مثل التي أتناولها الآن. مثل المجوهرات التي تراكمت عليها الكثير من “قذارة” البشر أو شهواتهم، أو التي تحمل قوة نادرة.]
“…تلك ستكون باهظة الثمن جداً، أليس كذلك؟”
[ربما؟ الماس العادي لا فائدة منه عند أكله، لكن الماس الذي تلوثت يدا الإنسان بالدماء بسببه بسبب جشعه يمكن أن يساعد في النمو.]
“يا لها من رأسمالية!”
يا إلهي، هل يجب عليّ الآن أن أهتم بحيوان أليف بالإضافة إلى المقاطعة؟
لقد حصلتُ على حيوان أليف فاخر للغاية يوازي الفوز باليانصيب، ولكن يجب عليّ أن أربيه من المستوى الأول.
وبالمال الحقيقي.
ربتُّ على رأسه وقلت:
“بعد أن تأكل هذه، اكتب لي بالضبط ما يمكنك فعله على ورقة.”
يجب أن أحصل على قيمة المجوهرات على الأقل.
فجأة، شعرت بالفضول بشأن قيمة الجوهرة التي كان يتناولها الآن.
ربما كان يجب أن أسأل نول قبل أن أطعمه إياها…
…هل سيكون قادراً على كسب ثمن طعامه على الأقل؟
* * *
على الأقل، نجحتُ في الحصول على “دائرة أرصاد جوية شبيهة”.
الطقس مهم للزراعة.
إذا نجحنا في الزراعة، يمكننا بالتأكيد تغطية ثمن الجوهرة التي أكلها كايمن.
شعرتُ ببعض، بل بالكثير، بالكثير من الندم عندما سألتُ نول خلسةً وعرفت أن قيمة الجوهرة التي أكلها كايمن كانت 30 مليون مارك…
لكن لا بأس، ما أُكل لا يمكن التراجع عنه.
لاحظ كايمن تعابير وجهي عندما سمع قيمة الـ 30 مليون مارك.
فأخذ قلماً وورقة بمخالبه وبدأ يكتب شيئاً بجدية في زاوية الغرفة.
أتمنى أن تكون قدراتك يا كايمن قادرة على جلب لي صفقة العمر.
استدعيتُ على الفور مديري القسم الزراعي، رون وجورج.
هرع الرجلان مسرعين عندما ناديتهما.
“يا سيدتي! هل استدعيتنا!”
يبدو أنهما كانا يتشاجران بضراوة قبل أن أناديهما، فقد كانت أزرار قمصانهما ممزقة بالقرب من الياقة.
صفيتُ حلقي وقلت:
“هممم. هل فكرتما في الأمر؟”
“ليس لدي ما أقوله لهذا الرجل!”
“ماذا؟ هذا ما يجب أن أقوله! إضاعة للوقت أن أتحدث مع سفيه مثلك!”
“ما هو رأيك يا سيدتي؟”
كنتُ أتوقع ذلك.
في الحقيقة، كان من الأسهل الإقناع عندما يكون الجواب غير واضح.
“في الواقع، أنا أعرف كيف أرى الطقس قليلاً.”
“ماذا؟ كيف ذلك؟”
نعم. لا تصدقونني، أعرف.
لكنني مضيتُ قدماً بوقاحة.
“إنها طريقة لمعرفة ذلك من خلال النظر إلى السماء. لا يمكنني معرفة طقس كل يوم، ولكن يمكنني معرفة طقس العام بأكمله تقريباً. إنها طريقة كانت مستخدمة في القارة عبر البحر وبدأت تنتشر مؤخراً، لكن يبدو أنها لم تصل إلى هنا بعد.”
“آه، حسناً.”
أومأ الرجلان برأسيهما اقتناعاً.
أحمد الله أن عائلة دوق فالورجا فشلت وتأخرت أخبارها في الوقت الحالي.
لو كان الأمر في الماضي، لربما طُردت لقولي هذا الهراء.
“على الرغم من أنني يجب أن أتبع قراركما إذا اتفقتما…”
نظرتُ إلى الرجلين في حالتهما المزرية وسألت:
“ألا ينوي أي منكما التنازل؟”
“لا!”
“طبعاً لا!”
“حسناً. إذاً سأقرر. سيكون الجو بارداً جداً هذا العام. وسيكون هناك الكثير من الثلج والمطر.”
نظرتُ إلى رون الذي ظل يصر على شجرة ‘بادام’ وقلت:
“لذا، لا يمكن زراعة شجرة بادام التي تحتاج إلى الدفء.”
ابتسم جورج الذي كان يصر على زهرة ‘ريلونغ’ لأنه سيكون الجو بارداً، بفخر.
توقعت أن يحتج رون الذي ظل يصر على شجرة ‘بادام’، لكنه أومأ برأسه بشكل غير متوقع.
“…حسناً. إذا كانت سيدتنا تظن ذلك، فسأتبع قرارها.”
لم يكن الأمر أنه يصدق كلامي بالكامل عن قدرتي على رؤية الطقس، بل بدا عليه التعب من الشجار بينهما.
“حسناً، هذا أفضل على أي حال. لا يمكننا الاستمرار في التمسك بهذا الأمر إلى الأبد. فإذا فاتنا وقت الزراعة، فسيكون ذلك مشكلة أكبر. بما أن سيدتنا تعرف كيف ترى الطقس أيضاً، فسوف نثق بها في الوقت الحالي.”
“هاهاها! حسناً، أليست الزراعة في النهاية تكتمل بالثقة والدعاء؟ مهما بذل الإنسان قصارى جهده، فإن الزراعة هي الشيء الذي تحدث فيه متغيرات.”
ابتسم جورج الذي كان يصر على زهرة ‘ريلونغ’ ووضع يده على كتف رون.
على الرغم من كل شيء، يبدو أن علاقتهما ليست سيئة حقاً.
“إذاً، ما الذي يجب أن نزرعه؟”
جاء الرد بسرعة.
“إذاً نوصي بزراعة زهرة ‘ريلونغ’ بالتأكيد.”
“زهرة ريلونغ؟ ما هي؟”
“إنها واحدة من النباتات المحلية في المقاطعة. إنها زهرة لا يُهدر منها شيء، حيث تُستخدم جذورها في الأدوية وتُستخدم أزهارها في المستحضرات السحرية، ولكن لا يمكن زراعتها إلا في الطقس البارد والمثلج حيث يجب أن تُدفن الزهرة باستمرار تحت الثلج. لهذا السبب لا يمكن زراعتها إلا إذا كان الطقس مناسباً في المقاطعة، لكنها تُباع بأسعار باهظة أيضاً.”
“إذاً يجب أن نزرعها! حسناً، لنركز على زراعتها هذا العام. لكن زراعة نوع واحد فقط أمر محفوف بالمخاطر، لذا إذا تبقى لدينا مكان، أود أن تزرعا محاصيل أخرى مقاومة للبرد أيضاً.”
“لا تقلقي.”
“لا يوجد أحد في هذه القلعة يعرف المحاصيل أفضل منا.”
عندها فقط تمكنتُ من البوح بالسبب الأصلي وراء بحثي عنهما.
“تذكرت. بما أنكما تعرفان الكثير عن المحاصيل، فهناك محصول أريدكما أن تبحثا عنه…”
عندما وصفتُ المحصول الذي اشتهر في الرواية الأصلية بحماس، سألاني بوجهين غريبين.
“لماذا تحتاجين إلى هذا النوع من الأعشاب الضارة؟”
“هناك سبب. هل يمكن إيجادها؟”
“لا تقلقي.”
“يجب أن تجدوه.”
لأن هذا هو العنصر الذي سيجعل مقاطعتنا ثرية.
* * *
تبادل رون وجورج النظرات بعد خروجهما من المكتب.
سأل جورج رون:
“أما بالنسبة لي، فقرار سيدتنا كان مطابقاً لما كنت أدعو إليه، لكن هل أنت مقتنع حقاً بقرارها؟”
“ماذا يمكنني أن أفعل إذا لم أقتنع؟”
قال رون وهو يرفع كتفيه.
“وأصبحتُ أرغب في الثقة بسيدتنا. في البداية، عندما اكتشفت اختلاس فروغ ،ظننتُ أنها مصادفة، لكن نجاح الصفقة مع ماركيز ريهولاس لا يمكن اعتباره مصادفة.”
“على الرغم من مظهرها المحبوب، إلا أنها صارمة في التعامل مع العمل.”
“لم أكن أتوقع أن تكون بهذه الطريقة، خاصة أنها جاءت من دار للأيتام.”
“هاها. هذا صحيح.”
“بما أنها مشكلة لم نتمكن أنا وأنت من حلها بعد أيام من النقاش، فربما من الجيد أن نترك الأمر لإرادة السماء، أو بالأحرى، لإرادة سيدتنا جالبة الحظ.”
“هل بدأت أخيراً تتسم بالمرونة؟”
رد رون بفظاظة:
“وماذا أفعل غير ذلك؟ فدفء هذا الممر هو فضل سيدتنا.”
“صحيح، صحيح.”
توقف جورج عن الضحك ونظر إلى خارج القلعة وقال:
“قد يكون هذا محرجاً بعض الشيء… لكني أفكر في شيء هذه الأيام.”
“ماذا تفكر؟”
“أعتقد أن سيدتنا قد تكسر هذا الفقر اللعين في عائلتنا… وتعيد لنا مجد عائلة الدوق الذي كان متألقاً في الماضي.”
ترقرقت الدموع في عيني الرجلين.
لم يكن من المفرح لهما أن تكون مقاطعتهما، التي ولدا ونشآ فيها، فقيرة.
“هيا بنا، لقد حصلنا على الإجابة، فلنذهب للعمل! هل تعرف كم من العمل قد تراكم علينا بسبب شجارنا!”
“بالتأكيد! ألن يكون من الجيد أن يُذكر اسمنا بأننا أنعشنا مقاطعتنا من خلال زراعة زهرة ريلونغ بنجاح!”
“وسنبحث أيضاً عما طلبته سيدتنا!”
“بالتأكيد، بالتأكيد!”
عاد الرجلان إلى مكان عملهما بخطوات سريعة، وكأنهما يتسابقان مع بعضهما البعض.
* * *
بعد أن أرسلت مديري القسم الزراعي، أخذتُ الورقة التي كتبها “أسود”.
كان خط يده ملتوياً، لكنه لم يكن مستحيلاً فك شفرته.
“لنرَ ما يمكن لـ كايمن أن يفعله الآن… صنع كوب من الماء، وتجميد الماء على الفور. حسناً، هذا ليس ضرورياً الآن، فلنتخطاه…”
يا كايمن خاصتي… يجب أن نربيك كثيراً…
احتج كايمن على الفور على نظرتي الحزينة.
[لكن يمكنني صد أي هجوم!]
“وكم ختماً يجب أن يفك هذا لكي يتمكن من فعل ذلك؟”
[…عشرة تقريباً؟]
ابتسمتُ دون أن أقول شيئاً.
“ماذا يعني هذا؟ أنك تعرف كل شيء عن الماء؟”
[كما قلت. أنا أعرف كل شيء عن الماء.]
أملتُ رأسي لأنني لم أستوعب كلامه
تحدث بتلعثم:
[إنها أشياء طبيعية بالنسبة لي لدرجة أنني لا أعرف كيف أشرحها. أنا كائن الماء المقدس، السبب في أنني أستطيع إنزال المطر أو معرفة الطقس، كما تريد سيدتي، هو أنني كائن الماء المقدس، يا سيدتي، هل تعلمين أن المطر الذي يهطل يختلف من يوم لآخر؟]
[استغفر الله ×٥ ، شكلها حتصير سلسلة استغفار بعد كل الهبد اللي بنحكى بالفصول🦦]
التعليقات لهذا الفصل " 14"