🌸الفصل 13🌸
“ما الحاجة إلى القول! سيدتنا حتماً ستفكر بأنه سيكون دافئاً! أليس كذلك يا سيدتي!”
لا، ما زلت لا أعرف.
ابتسمتُ ببراعة دون أن أتمكن من الإجابة، فضحك الرجلان المتشاجران تقليداً لي.
لا أعرف، أيها الرجال الأغبياء.
أنا لست دائرة أرصاد جوية، كيف لي أن أعرف الطقس؟
الرواية الأصلية ليست سجلات سلالة جوسون الملكية حتى تكتب عن الطقس تحديداً.
في المعتاد، كنا نعيش ببساطة سواء أُمطرت أو ثلجت، أو اشتد البرد أو الحر…
ولكن عندما جاء وقت الزراعة، لم يكن هناك شيء أهم من الطقس.
أدركتُ الآن لماذا كان الملوك القدامى مهووسين جداً بالطقس.
“ألن ينجح أن نزرع شجرة بادام فحسب؟”
أجاب الرجل الشبيه بالدب، الذي كان يصر على زهرة ‘ريلونغ’، على سؤالي.
لقد كان يصر طوال الوقت على أن الطقس سيكون بارداً هذا العام.
“لا يمكن. لا تنمو شجرة بادام جيداً إلا إذا كان الطقس دافئاً. لو كانت درجة الحرارة مناسبة لكانت جيدة للبيع، لكن أليس هذا قماراً؟”
“هممم…. إذاً، ألا يوجد شيء جيد بغض النظر عن الطقس؟ مثل القمح مثلاً…”
هذه المرة، تحدث الرجل النحيل الذي كان يصر على شجرة ‘بادام’.
“القمح خطير. زرعنا القمح بنفس الفكرة العام الماضي، لكن لم تسقط أي قطرة مطر، فمات المحصول كله.”
“أُف…”
في النهاية، الطقس هو المشكلة.
كم سيكون جيداً لو تمكنا من بناء بيوت بلاستيكية أو خلق مطر اصطناعي، لكن هذا مستحيل حالياً.
“في الوقت الحالي…”
كانت نظرات الرجلين المشرقة الموجهة إليّ تضعني تحت الضغط.
عندما رأيت نظراتهما تصران على أن أختار طرفاً منهما، أغلقتُ فمي تماماً.
“…يجب أن أفكر في الأمر أولاً.”
عدتُ إلى المكتب ومعي نول، متهربةً من الرد لكسب بعض الوقت.
بمجرد عودتي إلى المكتب، أسندتُ ظهري على الكرسي وتنهدت.
“يا إلهي، رأسي يؤلمني. نول، ما رأيك؟”
“لا تضغطي على نفسك كثيراً، يمكنك اختيار أي شيء.”
“لكن…”
“شجارهما ليس بالأمر الجديد، ولن يلوماكِ مهما اخترتِ.”
أضاف نول كلماته في محاولة للتخفيف من ضغطي، لكن ذلك لم يساعد على الإطلاق.
“لا، قد تفشل الزراعة بسبب اختياري. هذا ما يقلقني. إذا فشلت الزراعة، فستزيد النفقات بمقدار ذلك. وليس لدينا مصدر دخل لائق بعد.”
تذكرتُ حينها أنني لم أتمكن حتى من ذكر الغرض الأصلي من زيارتي لهما.
“إذا لم أعطهما إجابة، ألن يقررا الأمر بأنفسهما؟ على أي حال، كلاهما خبيران، وسيكون اختيارهما أفضل من اختياري.”
بعدها، تذكرتُ ما قاله الرجلان عن فشل الزراعة قبل عامين بسبب شجارهما.
آه، كان علي أن أطلب منهما المجيء بدلاً من أن أذهب أنا إليهما بلا داعٍ.
لماذا أتذكر هذه الأشياء عديمة الفائدة بهذه السهولة؟
لقد زاد الأمر من تعقيد تفكيري.
بعد أن عكفتُ أفكر طويلاً وأنا أمسك رأسي، أصدرتُ تعليماتي لنول أخيراً.
“نول، اذهب وأحضر لي أي سجلات عن طقس المقاطعة إذا كانت موجودة. ربما يساعدني ذلك قليلاً.”
تباً لهذه المقاطعة.
يبدو أنني شتمتُ الدوق المؤسس عشر مرات اليوم.
تنهدتُ مرة أخرى في الغرفة بعد أن أرسلت نول بعيداً.
“آه… لو كنتُ أعلم، لتعلمتُ طريقة للتنبؤ بالطقس بواسطة النجوم في حياتي السابقة. ليتني أستطيع معرفة ما إذا كان الطقس سيكون بارداً أم حاراً هذا العام، حتى لو لم أعرف درجة الحرارة بالضبط.”
“يمكنكِ معرفة ذلك.”
تجمدتُ من الخوف والتفتُّ حولي، لكن لم يكن هناك أحد في الغرفة.
“…ماذا؟”
ابتسمتُ بجهد، وقد اعتراني شعور بالرعب لا مبرر له.
“هاها. لا بد أنني سمعت خطأً. هل أنا متعبة حقاً هذه الأيام لأسمع هلوسات؟”
“إنها ليست هلوسة.”
عندما سمعتُ الصوت مرة أخرى، تجمدتُ ولم أستطع الحركة، ثم ظهر أمامي الرجل الوسيم ذو البشرة السوداء الذي رأيته في حلمي.
“هـ-هل لم يكن حلماً؟”
بشرة سوداء، شعر أبيض مضفر في ضفيرة واحدة، وعيون زرقاء.
في وقت سابق، عندما وصلتُ إلى هذه القلعة، فقدتُ الوعي وأنا أنظر إلى شعار العائلة الضخم.
في ذلك الوقت، رأيت رجلاً غريباً وتنيناً ضخماً في حلمي.
لم يظهر بعد ذلك، فظننتُ أنه مجرد حلم غريب…
لكن الرجل الذي أمامي كان مطابقاً تماماً لما رأيته في الحلم.
أمال الرجل رأسه على كلامي.
“حلم؟ لا. هذا واقع.”
على الرغم من أنه ليس بجمال لوس، بطلنا الوسيم، إلا أنه كان وسيماً جداً من الناحية الموضوعية.
كان يبدو باهتاً وكأنه سيتلاشى في ضوء الشمس، لكن عندما كانت عيناي الزرقاوان تلتقيان بعينيه، لم يكن بإمكاني أن أحوّل نظري بسهولة بسبب وجوده الثقيل الذي يشبه رؤية أعماق المحيط.
“كيف وصلت إلى هنا… لا، مهلاً. من أين يجب أن أبدأ السؤال؟”
فكرتُ للحظة ثم سألت:
“ما أنت بحق الجحيم؟”
“أنا كائن مقدس (شينسو).”
أجاب بوضوح.
كنتُ أعرف الكائنات المقدسة جيداً.
لأنني قرأت عن تلك التي كانت البطلة تستدعيها في الرواية الأصلية.
كان الكائن المقدس الذي استدعته البطلة غزالاً أخضر اللون، وكان قوياً لدرجة أنه كان يمزق الوحوش الضخمة مثل قطعة من الورق.
بالإضافة إلى الكائن المقدس الذي استدعته البطلة، ظهرت كائنات مقدسة أخرى في العمل، وكانوا جميعاً كائنات ذات قدرات رائعة وفريدة.
كان عقد ميثاق مع كائن مقدس صعباً جداً ومضنياً بسبب قوته الكبيرة.
“لماذا ظهرت أمامي؟”
“لا أعرف ذلك أيضاً. أنا فضولي أيضاً لمعرفة كيف أيقظتني، وكيف تمكنتِ من عقد ميثاق معي.”
“عقدنا ميثاقاً؟ أي نوع من الميثاق؟”
“ميثاق التبعية والسيادة، بالطبع.”
“…كيف؟”
“قلت لكِ لا أعرف. بل أنا من أريد أن أسأل. كيف تمكنتِ من الوصول إلى المكان الذي كنت أقيم فيه؟”
بدا أنه لا يعرف شيئاً عن هذا الميثاق المفاجئ أيضاً.
بما أنني فقدت الوعي وأنا أنظر إلى شعار عائلة فالورجا، فهل هذا مرتبط بعائلة فالورجا؟
في الوقت الحالي، هذا مجرد تخمين.
واصل الرجل حديثه بوجه خالٍ من التعبير.
“لقد تم ختمي في هذه الأرض قبل ألف عام. وأنتِ من فككتِ هذا الختم.”
“أنا لا أعرف شيئاً عن ذلك.”
“أعرف. لكنكِ فككتِ ختمي على أي حال، وعقدنا ميثاقاً.”
أدركتُ فجأة.
هذا الرجل، على الرغم من وسامته، فهو خالٍ من التعبير.
شعرت بالرعب وكأن دمية مصقولة تتحرك.
لكن على أي حال، وجود كائن مقدس ليس بالأمر السيئ.
“حسناً. إذاً، هل تقول إنني سيدتك؟”
“نعم.”
حسناً، ما المشكلة إذا كان وجهه قليل التعبير؟
إنه كائن مقدس!
“إذاً، ما الذي يجب أن أناديك به؟”
ظهر تعبير على وجه الرجل للمرة الأولى.
“…لقد أطلقتِ عليّ اسماً بالفعل.”
“متى فعلت ذلك؟ آه، لا تقل…الكايمن الأسود؟”
“…نعم.”
هذا خطئي. نعم.
لا، لقد ظننتُ حقاً أنه مجرد حلم.
لو كنتُ أعلم أننا سنعقد ميثاقاً، لاخترتُ لك اسماً أروع.
مثل التنين الأبيض، أو الأمل.
أو ربما “النجاح العظيم” كتعبير عن تمنياتي لك بمستقبل جيد.
سألتُ وأنا أراقبه بحذر:
“…هل تريدني أن أسميك من جديد الآن؟”
“لقد فات الأوان بالفعل. عندما تعقد ميثاقاً مع كائن مقدس، لا يمكنك تغيير الاسم الذي أطلقته عليه، إلا إذا وجدت الاسم الحقيقي .”
“الاسم الحقيقي؟ كيف أجده؟”
“سأخبرك عندما يحين الوقت. أنتِ ضعيفة جداً في الوقت الحالي.”
“هممم… حسناً.”
لا يمكنني نكران ذلك.
“اسمح لي بتقديم نفسي رسمياً، يا سيدتي”
ركع الرجل أمامي، ووضع إحدى يديه على صدره ليقدم تحيته.
“أنا الذي حصل على التاج الأول، وأنا الذي يغلق الفصول (المواسم).” [استغفر الله🧍🏻♀️]
كان هذا مكتباً عادياً في منتصف النهار بالتأكيد.
لكن في اللحظة التي تحدث فيها الرجل، اهتز الهواء وشعرتُ وكأنني منجذبة إلى قوة روحية غير مفهومة.
“وبالتالي، أنا الكائن الذي يحكم الماء، والكائن الذي يمكنه التلصص على شقوق الزمن، والكائن الذي يحرس إلى الأبد.” [استغفر الله ×٢ ]
انحنى الرجل وقبّل يدي.
“أقسم هنا والآن أنني سأعيش من أجلك يا سيدتي، طالما سمحتِ لي بذلك.”
“…أسمح لك.”
بمجرد أن تفوّهتُ بالكلمة وكأنني مأخوذة، بدأ جسد الرجل يتطاير مثل رقاقات الثلج البيضاء.
تقلص شيئاً فشيئاً، وأصبح أخيراً تنيناً صغيراً أبيض بحجم الكف.
“…آه؟”
[شكلي البشري صعب جداً على قدراتكِ في الوقت الحالي، يا سيدتي.]
جاء صوت الرجل من التنين الصغير.
كان للتنين ذيل طويل وجناحان صغيران على ظهره.
اقترب مني وهو يمشي على أطرافه الأربعة.
[هذا الشكل أيضاً صعب عليكِ في الوقت الحالي. لكن لحسن الحظ، لديكِ شيء جيد، يا سيدتي.]
“شيء جيد؟”
[أشم رائحة لذيذة قادمة منكِ، يا سيدتي.]
“هل يملك السحلية حاسة شم أيضاً؟”
[أنا تنين ولست سحلية. أنا مختلف عن تلك السحالي. انظري، لدي أجنحة أيضاً.]
فرد جناحيه على ظهره بقوة.
وحاول الرفرفة بجناحيه ليطير، لكن جسده الممتلئ لم يتمكن من الارتفاع في الهواء بسهولة.
على الرغم من أنني كنت أعرف أن شكله الأصلي هو رجل بالغ، إلا أن رؤيته يفعل ذلك في شكل التنين الصغير جعلني أشعر بالأسف عليه بطريقة ما.
أمسكتُ به بيدي ووضعته على ركبتي، فبدأ يتحرك ببطء ليستقر في مكانه.
“إذاً، ما هي قدراتك بالضبط؟”
[من الصعب شرحها. لكن يمكنني إنزال المطر حيثما تريدين يا سيدتي، أو حمايتكِ حتى لا تتأذين بأي سلاح.] [استغفر الله ×٣]
مطر؟ مطر اصطناعي؟
عندما سمعتُ بقدرة الرجل، شعرتُ وكأن قلبي سينفجر حرفياً.
لا بد أنني عقدتُ ميثاقاً مع شيء عظيم.
بهذا المستوى، فهو صفقة رابحة، بل صفقة العمر بين الكائنات المقدسة.
أن يأتيني كل هذا الحظ!
الآن، إنقاذ هذه المقاطعة هي مسألة وقت لا أكثر!
لكن كايمن سرعان ما حطم آمالي.
[لكن قوتي مختومة حالياً، لذا لا يمكنني استخدامها.]
“ماذا؟ وكيف أفك الختم!”
أنا مستعجلة الآن.
أخبرني بسرعة.
هل أحتاج إلى التدريب؟
هل هو مثل التأمل؟
أنا مستعدة تماماً.
[بالمال.]
“…ماذا؟”
[بشكل أكثر تحديداً، أحتاج إلى مجوهرات معينة. تمكنتُ من فتح عيني بفضل المجوهرات التي حصلتِ عليها، يا سيدتي.]
“مجوهرات؟ أي مجوهرات؟”
[هناك رائحة طيبة قادمة من مكتبكِ يا سيدتي.]
تلوى كايمن على ركبتي، وحشر أنفه في درج المكتب وشمّ بعمق.
عندما فتحتُ له الدرج كما أراد، ظهر صندوق مجوهرات صغير.
كان الصندوق الذي جمعتُ فيه المجوهرات الثمينة فقط من تلك التي حصلت عليها من ماركيز ريهولاس.
عندما فتحتُ صندوق المجوهرات، حشر كايمن رأسه بين المجوهرات وبدأ ينقب فيها.
ثم التقط حجر ياقوت أحمر كلون الدم من قاع الصندوق بفمه.
[أريد أن آكل هذا.]
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 13"